ماذا لو طالب “فقهاء النساء” باستئصال جزء من حلية الرجل؟ (الختان ٢)

ماذا لو طالب “فقهاء النساء” باستئصال جزء من حلية الرجل؟ (الختان ٢)

د. محمد بدوي مصطفى
[email][email protected][/email]

(لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ)
(قرآن)
هو علّة الدنيا وما خُلقت له ? ولعلةٍ ما كانت الأشياءُ
لا تسألنّ عن الزّمانِ فإنّهُ – في رَاحتَيْكَ يدورُ كيف تشاءُ
(ابن هانئ الأندلسيّ)

دعونا يا سادتي نهب أنفسنا بعض من الوقت للتفكير والتمعن في بعض ما جاء من الأقاصيص التي تملأ الدنيا في مسألة الختان (الخفاض) ونحكم العقل والمنطق السليم في النظر إليها. ربما يسخر البعض عند سماع كلمة (فقهاء النساء)، بيد أننا نعلم كل العلم أن المرأة مدرسة، فالتاريخ عبر العصور وحتى الحاضر يجودان بنماذج وأمثلة في هذا الشأن ما لا يتسع المجال لذكره في طيّات هذا المقال. يجب أن نُذكّر – استنادا لدراسة علميّة نشرها المعهد الوطني للدراسات الديموغرافية بفرنسا – بأن عدد النساء اللائي تعرضن للختان في العالم يقدر بحوالي ١٠٠ مليون الى ١٤٠ مليون فتاة وامرأة، بينهن اكثر من٦،٥ ملايين يعشن في دول الشمال.

أولاً: المرأة، الشيوخ ومقصلة الشهوة الجنسيّة:
يزعم الشيوخ أن المرأة الغلفاء (الغير مختونة) غير طاهرة ولا تصحّ لها صلاة، باعتبار أن الطهارة شرط في صحة الصلاة. بل ويؤكدون أنّها أصلا غير طاهرة ما لم تختتن. لم تعرف مجتمعاتنا في شؤون المرأة إلا ذكر كل ما هو مجحف في حقّها ويا ليتنا نسمع ما هو إيجابيّ. بمعنى أن هؤلاء عندما لا يتفقون في أمر الدين، كما عهدناه، فإنهم يتفقون اتفاقا تامّا في ضرورة تأديب المرأة وتشريحها. يفحصونها كما تفحص الجراثيم الفتّاكة تحت المجهر؛ يتهمونها بأنها (ناقصة عقل ودين)، والنساء قد بلغن في هذه العصر شأواً عظيما، منهن من أصبحن رائدات ومستشارات لأكبر دول العالم. ومن ثمّ يطلقون عليها لفظ (عورة) فيرغمونها أن تلزم بيتها، وأن تتنقب. لكن هل منع الرجال من النظر إليها والتحرش بها رغم النقاب. فحوادث اغتصاب المنقبات بالسعوديّة ليست قليلة! من ثمّة يعطونها البقيّة الباقيّة مما ترك الفحول من الرجال ولا يضيرهم هذا أن يختزلوها ويلخّصونها في كونها “قنبلة” قابلة للانفجار. يخافون تملقّاً أن تنفجر عليهم بشهوانيّها الحيوانيّة التي خلقتها قلوبهم المريضة؛ وكأن الله لم يهبهم من الشهوة حظ، أو قل، كأنهنّ يتمتعن بها دونهم. يخافون أن يرتكبن الفاحشة وكأنهم ? هم – لم يخلقوا لغير الفضيلة وذينك وجهان لعملة واحدة. يأمرون بالبر وما هو من البر في شئ وينسون أنفسهم؛ يوجبون ويستحسنون استئصال أعضائها التناسليّة كاملة وقد خلقها الله في أحسن تقويم. اخترعوا لهنّ “مقصلة الشهوة”، وحكموا بجثّ مصدرها، حتى لا يتبقى من حليتها وجمال خلقتها إلا حفرة، يقضون فيها وطرا ويتبولون عليها عند الحوجة دون أن يعبقوا بحوجتها كإنسانة من لحم ودم. حكموا على ١٤٠ مليون امرأة بالموت البطيء والبقيّة تأتي. لعمري إنّه لفكر فاسد ومريض يحتاج لعلاج نفسيّ وتقويم روحانيّ. وبعد كل هذه المجازر، أهل يعنيهم أمرها؟ لقد زيّن الله للشيوخ الشهوة المفرطة في تعذيبها كما زين لهم حبّ النساء مثنى وثلاث ورباع. سألتني امرأة أعرفها، عانت أيما معاناة من عمليّة الختان قائلة: الشيوخ يقول هذا كلام الله والله يقول (لقد خلقنا الانسان في أحسن تقويم). فلماذا يعصون الله في خلقه؟ أويبتغون أن يحسّنوا ما خلق الله في كمال؟ ماذا لو قلن نحن النساء أن رجالنا يرتكبون الفواحش، فينبغي أن نحفظ شرفهم ونستأصل جزءاً من حليتهم ليحتشموا؛ فماذا يقولون؟

ثانياً: وحشيّة استئصال الأعضاء التناسليّة للمرأة مقارنة باستئصال القضيب:
توجد أشكال مختلفة لفصل الأعضاء التناسليّة عند الإناث. يتم عادة استئصال البظر جزئياً أو كليّاً وغالباً ما يتم فصل الشفرتين الصغيرتين إضافة إلى ذلك. ويمكن مقارنة هذه العمليّة من الناحيّة الطبيّة بعمليّة الاستئصال الجزئي أو الكليّ للقضيب عند الولد. ويتم في بعض الأحيان استئصال الشفرتين الكبيرتين إضافة إلى استئصال البظر والشفرتين الصغيرتين. وبعد ذلك يتم خياطة ما تبقى من الجلد مع بعضه حتى تبقى فتحة صغيرة جداً لا تسع إلا لمرور البول ودم الحائض. وفي كلى الحالات فإن فصل الأعضاء التناسليّة وتضييق الفرج تجعل مسألة فتحه من جديد شيء ضروري أثناء الجماع أو عند إنجاب الأطفال.

ثالثاً: هل الختان من سنن الفطرة الحنيفيّة أم عادة فرعونيّة قديمة؟
عندما يفتي الشيوخ أن الخِتان من سنن الفطرة الحنيفيّة يعنون بذلك الإبراهيميّة. نقول أن آي القرآن لم تذكر البتة قضية تختين الأنثى ولا حتى تختين الولد. بيد أننا نجد في توراة العهد القديم (سفر التكوين) ذكر ختان الولد في اليوم السابع بعد الولادة. زد على ذلك أن تختين الأنثى والولد على السواء موثقان بتاريخ الأمم الباليّة وذكره المؤرخ سترابون والمؤرخ هيرودت كعادة عند الفراعنة. يقول سترابون في هذا الشأن: أن الفراعنة يقطعون جلدة الذكر ويستأصلون كل ما زاد عند الأنثى. 17,2,5 (p. 824): Strabismus. كانت البنت تُختن في مصر القديمة كما يقول “سترابون” وقد يكون على الطريقة المتَّبعة في النُّوبة وبلاد السودان التي يسمُّونها: الختان الفِرْعَوْني. كما كانت تُختّن البنت عند العرب قبل الإسلام. ومن أشهر من كانت تقوم بذلك “أمُّ أنمار” كما جاء في صحيح البخاري في قتْل حمزة (“ج ٥ ص ٢٨”). كما اكتشف المؤرخ “لوريه” في مقبرة الأطباء بسقَّارة رسومًا تعكس عمليات جراحية يرجَّح أنها تخص الختان كما يتضح من وضع المريضين الشابين (تاريخ الحضارة المصريّة: ص ٥٣٣-٥٣٥).

رابعاً: في الحديث “إذا مسّ الختان الختان”:
يسأل أحد المشاهدين شيخ سعودي: هل ورد عن العلماء والفقهاء أمراً في تختين الإناث؟ يقول له: الإمام مالك والإمام أبو حنيفة يروا استحباب تختين البنت، إذاً تختين البنات يدور بين الوجوب والاستحباب) مشيراً: لم يقل أحد من العلماء أن هذا بدعة أو وحشيّة أو تخلف أو رجعيّة وهناك أحاديث كثيرة تدل على ذلك منها ما رواه مسلم في صحيحه أن النبي ص قال (إذا جلس بين شعبها الأربع ومسّ الختانُ الختانَ فقد وجب الغسل). يقول: وأثبت النبي (ص) أن للمرأة ختاناً كما أثبت أن للرجل ختان). يتضح في قول الشيخ التباين الكبير بين المذاهب في هذا الشأن. لقد عرضت لكم الحديث دون تحقيق صحته أو ضعفه، والحديث في معناه: عندما يجامع الرجل المختون المرأة المختونة. وكما ذكرت سلفاً أن الختان كان عادة قديمة والحديث هنا وصفيّ لا ينبغي أن يذهب العلماء ويأمرون استناداً عليه بوجوب الختان. ليس هناك أي وحدة معجميّة فيه تؤكد وترمز لوجوبه أو استحسانه. ولبّ الحديث يكمن في الغسل بعد الجماع. من ثمّة وعند إعمال العقل نجد أنها عادة قديمة لم يسنّها النبي في رسالته، بل كانت عادة من العادات الآسنة القبيحة ضد الأنثى في ذاك الزمان، مثل وأد الطفلة وغيرها من عادات الجاهليّة؛

خامساً: سنن الفطرة والختان:
عندما يستندون لما جاء به مسلم في الحديث (خمسٌ من الفطرة :الختان والاستحْداد وتقليم الأظافر ونتْف الإبِط وقصِّ الشارب)؛ نقول: هل هذا من العقل في شيء أن نضع هذه السنن الأربع (كإزالة شعر الإبط الذي ينمو بعد إزالته مثلاً) في كف واحد مع استئصال الأعضاء التناسليّة للأنثى؟ ما هذا المنطق الضعيف؟ أرى أن الأمر بديهيّ وأبجديّ ولا يحتاج لإيضاح أكثر من هذا.

سادساً: تجربة محاربة الخفاض هل أعطت أكلها؟
لقد أثبت تجربة محاربة الختان أن القضاء على هذه العادة الضارّة التي تكاثرت بحيث أصبح من الصعب أن نطلق عليها لفظ (ظاهرة) أمر في غاية الصعوبة. لذا لجأت السلطات التشريعيّة في بعض البلدان العربية كمصر وموريتانيا بعد ضغط الجمعيات المدنيّة عليها إلى سلاح الدين والقوانين لمحاربة هذه العادة. إذ استعانت بعشرات العلماء والفقهاء والأئمة في محاولة لانتزاع الغطاء الديني عن هذه الظاهرة في مخيلة المجتمع، الذي ينظر إليها كسنّة دينية أو على الأقل “مكرمة يندب الإسلام إليها”، فصرح مفتي الديار المصرية كما ذكرت في المقال السابق بأنها (حرام). كما ذكر لي الشيخ عيد عبدالفتاح المسؤول عن الجامع الأزهر في لقاء شخصي أن الأطباء يقولون أنها “عادة ضارة” ونحن رجال الدين علينا باتباع علماء الطب الذين يفهمون في هذه المسائل أكثر منّا نحن الشيوخ.

سابعاً: موضة الختّان عند السعوديات:
بعد الحملات المتواصلة ضد الختان في العالم العربي والحملات المضادة من قبل حلفاء الختان من الشيوخ ظهرت موضة جديدة تجذب السعوديات؛ فهن يعتقدن ? كما ذكر أحد الشيوخ ? أنها عمليّة تجميل ذات تأثير جنسي إيجابي على حياتهن الزوجيّة. يذكر أحد الأطباء السعوديين (د. محمد حسن عدار) في تقرير له أنهم بالسعوديّة لم يعرفوا هذه العادة إلا عند نساء من دول أفريقيّة مثل الصومال والسودان وأريتيريا ومناطق جنوب مصر كعادة اجتماعيّة قبليّة منذ عهد بعيد. ففي الوقت الذي أنشأت فيه الدول جمعيات لمحاربة العادة أخذت هذه العادة بالظهور في مجتمعنا، سيما عند الفتيات المتعلمات.

ثامناً: الشيوخ والعنف ضد المرأة:
لقد واجهت فتوى مفتي الديار المصريّة – التي وصفت بالفتوى الصلعاء والسياسيّة – معارضة حادّة من بعض الشيوخ وأئمة المساجد. فهم يرون في محاولات القضاء عليها، جزءا من “الحرب الغربية على الإسلام وقيمه”، مؤمنين بأن ختان الطفلة هو من سنن الفطرة الإبراهيمية ومهمّ لطهارتها وعفتها من المعاصي والانجراف في غياهب الجنس. يقول أحدهم في (موضوع الختان والفتوى الصلعاء التي ظهرت مؤخراً أن ختان النساء حرام) مشيراً إلى فتوى شيخ الأزهر (أنظر المقال ١) قائلاً: هذه الفتوى ليست شرعيّة أنما هي فتوى سياسيّة وليست لها علاقة بالشرع. يستطرد: (ختان الإناث واجب) كما هو في قول الشافعيّة (كتاب المجموع للإمام النووي)، والشيخ جاد الحقّ (الشيخ السابق للأزهر) أفتى بوجوب الختان وتبنى هذا، وهو القول الصحيح في الموضوع ولا دليل صارف. يذكر متعجبّاً: (أنا متعجب من الجماعة البقولوا، الختان مباح ويجوز لولي الأمر أن يقيّد المباح. لا يجوز قياس ختان الإناث على ختان الرجال، لم يفعل الفقهاء هذا) مستطرد: (ختان الإناث واجب ويأثم من لا يختّن بنته).

يسأل أحدهم شيخ سعودي: هل ورد عن العلماء والفقهاء أمراً في تختين الإناث؟ يقول: الإمام مالك والإمام أبو حنيفة يروا استحباب تختين البنت، إذاً تختين البنات يدور بين الوجوب والاستحباب) مشيراً: لم يقل أحد من العلماء أن هذا بدعة أو وحشيّة أو تخلف أو رجعيّة وهناك أحاديث كثيرة تدل على ذلك منها ما رواه مسلم في صحيحه أن النبي ص قال (إذا جلس بين شعبها الأربع ومسّ الختانُ الختانَ فقد وجب الغسل). يقول: (وأثبت النبي ص أن للمرأة ختاناً كما أثبت أن للرجل ختان).

الخاتمة: يجب علينا أخوتي التصدي لهذه المشكلة فالتجريم والتكفير لا يجتثان المشكلة من جذورها فينبغي علينا جميعا تكثيف حملات التوعيّة والارشاد بين الأسر والرجوع إلى خطاب موحد للقضاء على الختان بكل أشكاله. وعلى صعيد آخر يجب أن تنبري السلطات في البلاد العربية والأفريقية على السواء في سنّ قوانين لحماية الطفل والمرأة وردع من يمارس هذه العادة الخطيرة أو يفتي في وجوبها. كما يجب تصنيفها في سياق العنف المجرم ضد الأطفال والنساء.

تعليق واحد

  1. لك التحية دكتور محمد بدوى ، الموضوع مهم وخطير ويجب تناوله بصورة اكثر حتى تعم التوعيه ،
    الملاحظ عندنا فى السودان ان اغلب النساء لا يمكنهن الولادة إلا عن طريق العملية (بإستثناء النساء الجنوبيات سابقاً) وهذه واحدة من آثار الختان إذ تتعذر الولادة الطبيعية ، كما ان السودان يعتبر من اكثر الدول التى ترتفع فيها معدلات وفيات الامهات.

    قبل فترة قرأت تحقيق صحفى فى جريدة حكايات على ما اعتقد ، إلتقت فيه الصحفية بعدد من البنات الجامعيات ، واظهرن مدى تضررهن من هذه العادة (خاصة خلال الدورة الشهرية) لأن الفتحة المتروكة للبول وخروج دم الحيض كثيراً ما تكون ضيقة جداً ، وقد ذكرت بعض الطالبات انهن أضررن للذهاب الى الطبيب والذى احياناً كثيرة تكون نصيحته بالتدخل الجراحى لزيادة الفتحة ، وقد يرفض البعض لما قد يترتب على ذلك عند الزواج فى مجتمع مثل المجتمع السودانى ، والكثيرات قلن انهن لا يتجرأن للحديث عن الامر إلا مع صديقاتهن.

    بالمناسبة للذين يعتقدون ان فى الامر عفة وحفظ للبنت ، فليخبرونا لماذا تنتشر عندنا الدعارة والاطفال مجهولى الابوين رغم الختان والادلة كثيرة على ذلك ، الاطباء يقولون ان الشهوة والرغبة الجنسية مكانها العقل وليس الاجهزة التناسلية.

    الختان هو عادة وعادة ضارة جداً

  2. اولا اشكرك كثير دكتور محمد على تسليط الضوء على هالظاهرة الخطيرة وجزاك الله خير واسمحلي بالمشاركه في هالموضوع الذي بالفعل جاء في الصميم احب اقول أن كان لختان الصبيان نوع من الفائدة بإزالة منطقة يمكن أن تتوضع بها المفرزات، حتى أنها قد تكون ضرورة ببعض الحالات التي تشكل بها حشفة القضيب مصدرا لبعض الإزعاجات. أما ختان الفتاة فيعتبر جريمة ترتكب بحقها، لا يوجد أي فائدة منهاالبعض قد يقول لإزالـة النتن الذي يكـون في أعلى البظر،”””

    فهي حجة واهية

    الرائحة الكريهة التي قد تصدر من بعض النساء لا تأتي من رأس البظر، بكل من كل المنطقة التي تتعرق و لا تغسل، وقد تأتي من المهبل عندما تحصل به التهابات. و بالتأكيد، أن رأس البظر غير مسئول عن أي نتن أو رائحة خاصة.التجربة خير برهان..

    و من يدعي أن الختان يساعد على النظافة، لا يعرف أن أفضل منظف هو الماء و الصابون، و الإنسان عندما تكون يديه متسخة، يغلسها، و لا يبترها.

    للعلم، المكان الذي يمتلأ بالمفرزات التناسلية هو جوف المهبل، أي موطئ الزوج، فمن يدعي أن الختان ينظف، من الأجدر به أن يغلق المهبل من يعتقد أن بتر البظر يقلل من سعي المرأة إلى الجنس هو مخطئ، الرغبة الجنسية التي تدفع نحو الشريك موجودة بالرأس و بالفكر، تحرضها الحواس الخمسة، بحين أن المتعة تكمن بالفرج و بأعضاء التناسل.
    ولكن المتعة و هي التي تتوضع بالنهايات الحسية.. و منها البظر التي تبتره اليد البشرية.بعبارة أخرى، الختان لا يقطع الشهوة و لكن يحرم من نعمة المتعة.
    الختان لا يعدل المزاج ابدا، بل على العكس، عندما يتزايد التوتر بالجسم نتيجة الشهوة التي يحرضها الدماغ، لا يمكن ارضائه لفقدان المنطقة الحساسة. و هذا ما يسبب تلبك المزاج و تعكره.ولم يدع د. حمدي السيد نقيب أطباء مصر مجالا للشك حينما أكد أن الختان شأن طبي بحت لا دخل للدين فيه، بل حكمه الشرعي يتبع حكم الأطباء عليه فما يقولونه ملزم للناس جميعا، وليس في الكتاب والسنة ولا الإجماع دليل واحد يريد الإبقاء عليه، والطب يقرر أنها عادة ضارة ضررًا محققًا بالمرأة لا يمكن جبر النفس منه، وأن مزاعم الداعين له كلها باطلة طبيًا، فيتعين الامتناع عن إجرائه امتثالا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: “لا ضرر ولا ضرار”.

    وأضاف د.حمدي السيد أن كل أنواع الختان التي تجرى للإناث يفوت عليها الاستمتاع الكامل بلقاء الزوجين، وهو يحرم المرأة من متعة الحلال، ويبغض الزوجين -أو المرأة على الأقل- في العلاقة الزوجية التي هي أساس الجنس البشري ومظهر مهم من مظاهر العلاقة الحميمة بين الزوجين فتصبح مصدر تعاسة وخلاف بدلا من كونها في أصل وصفها الرباني وممارستها مصدر سعادة ووفاق، وكل أنواع الختان تسبب أنواعًا من المضاعفات المرضية البدنية بالإضافة إلى الآلام النفسية التي لا تحصى ولا تعالج؛ لأن سببها باق في جسد الأنثى المختونة مدى حياتها.

    وأكد نقيب أطباء مصر أن الختان بصورة عامة يقع تحت طائلة التجريم، وفي هذا الفعل يستوي الأطباء وغيرهم؛ لأن الجهاز التناسلي للأنثى في شكله الطبيعي الذي خلقه الله ليس مرضًا ولا هو سبب لمرض ولا يسبب ألمًا من أي نوع يستدعي تدخلا جراحيا، ومن هنا فإن المساس الجراحي بهذا الجزء على أي صورة كان الختان عليها لا يعد في صحيح القانون علاجًا لمرض أو كشفًا عن داء أو تخفيفًا لألم قائم أو منعًا لألم متوقع مما تباح الجراحة بسببه فيكون الإجراء الجراحي المذكور غير مباح وواقع تحت طائلة التجريم.

  3. الدين والعلم لا يمكن يختلفو, ناقشو الموضوع ده علميا وشوفو الدراسات اتوصلت لشنو! الختان اكبر جريمه ترتكب ضد النسوان..يا ناس والله حراااااااام تعملو فيهم كده..العلم نور والجهل ظلام, المضوع ده مفروض النسوان يتكلمو عنو ويوعو ويورو الناس ضررو الكبير..

  4. يا اخوة العلماء عادة مايستخدمون القياس فى اصدار الفتوى الى الان هناك حديث هو التقاء الختانان يوجب الغسل كما اشار الكاتب هذا الحديث يفهم متى يقع الغسل وليس بالضرورة ان يكون هناك ختانان نرجو من العلماء اثبات الموضوع والقياس علية من وجوبه وعدمه هل ختن الرسول صلى الله عليه وسلم بناته الطاهرات الشريفات عليهن رضوان الله وهكذا علينا تحكيم العقل وليس الحكم على عادة معروف مصدرها هو الفرعون عندما اخبره الكهنه بموته على يد صبى يولد واخترعو عمليه الختان للاناث حتى يتم التحكم فى مواليدهن وهذا اصل الموضوع والله اعلم
    وفى النهايه كما قال الاخوة المعلقون هل قلل الختان من مخاطر الزنا ودرأ الفساد!!!!!!!

  5. مقال رائع دكتور محمد, نحن فى امس الحاجة الان لتنقية التراث الاسلامى من الخرافات اكثر من اى وقت مضى , فالتشدد الدينى خرج من ضيق الزوايا الى سعة السياسة وقريبا سيحل القانون المفروض محل الدعوة الى تلك الممارسات.اعتقد ان المعركة مع التشدد الدينى محسومة قبل ان تبدأ لكن طول المعركة وعنفها هما فقط من سيحددان المنتصر فى المعركة الحقيقية الدائرة بين الوسطية والتشدد المقابل , ما حدث فى اوروبا من ترك الناس للدين نتيجة ممارسات الكنيسة فى العصور الوسطى ليس مستبعدا فى عالمنا العربى الان

  6. شكرا علي المقال هل المراة التي ختنت في عهد النبي كانت طفلة ام امرأة راشدة فأن كانت راشدة فلم يخالفون السنة التي يدعون اليها

  7. وضع المراة في الاسلام تحتاج الى وقفة في كثير من الامور فهي مجهولة المصير في احسن الاحوال في الدنيا والاخرة كذلك ؟!! وهنالك لغط كثير في نشاتها وحياتها وحتى مصيرها بعد الممات .؟؟ فالرجل يعد نفسه بالحور العين بينما المراة صامتة تترقب ؟؟؟!

  8. سلام لكل المتداخلين

    أحيل لكم (كتاب القول الفصل ختان الاناث الشرعى) للدكتورة ست البنات خالد محمد علي
    على الرابط التالي من موقع منظمة أم عطية الأنصارية

    http://www.umatia.org/2009/Khitan_Crcumician.pdf

    مقدمة الكتاب

    مقدمة كتاب القول الفصل ختان الاناث الشرعى
    أخوانى وأخواتى أحبتى فى الله:
    يقول الله جل جلاله : (( و إن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم و طعنوا في دينكم فقاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون)) سورة التوبة الآية 12
    إنه أمر دين…. وقد طعنوا فى ديننا…
    بعد بحوث ودراسات من مجموعة من الأطباء والفقهاء المعتبرين فى هذه البلاد وبعد صدور فتوى شرعية من مجمع الفقه الاسلامى السودانى وفتاوى العلماء المسلمين فى كافة أنحاء البلاد الاسلامية , وجب علينا كمسلمين نعتز بديننا وسنه نبينا المطهرة أن نوضح لكافة المسلمين فى مختلف أنحاء العالم ما توصلنا إليه فى البحث فى هذا الموضوع المهم والحساس , والذى أثار الكثير من الجدل , فإذا كانت إثارة الجدل لإظهار وتحقيق الحق واستعلام ما ليس معلوماً أو تعليم الغير فهذا جدل محمود شرعاً، وقد قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم” … وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ” (النحل:125) . و رحم الله القائل : الشراكة في الرأي تؤدي إلى الصواب.

    ولكن إثارة الجدل إذا كان المراد منه التعصب للآراء بدون حل للمشكلات التى أثارت الجدل يعتبر جدلاً مذموماً شرعاً، وفي هذا النوع من الجدل، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل، ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية الكريمة: وَقَالُوا أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ , مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ. (الزخرف:58) والحديث رواه الترمذي .

    إن من أول حقوق الإنسان هو حقه فى حرية ممارسة عقيدته ، وحقه فى أن يسلك أمور حياته الشخصية والعائلية والخاصة بما يتفق مع معتقده ودينه طالما أنه فى هذا المسلك لا يعتدى على غيره أو يضر به أحداً ، ومن البديهى أن ذلك ينطبق على قضية ختان الإناث الشرعى.

    هذا الموضوع ((ختان الإناث )) من الموضوعات التي تمس الحياء وبالرغم من إشتغالي في هذا المجال اكثر من25 عاماً إلا أنني أقدم اعتذاري في الخوض في هذا الموضوع بهذه الصراحة و الوضوح، وعزائي قول أمنا السيدة عائشة رضي الله عنها: “نعم النساء نساء الأنصار؛ لم يمنعهن الحياء من أن يتفقهن في الدين”.

    إن ما دفعني للخوض في هذا الموضوع أنه قد فتح به باب واسع للطعن في الدين الحنيف وسنه المصطفى صلى الله عليه و سلم , لذا فقد وجب على كطبيبة إستشارية فى مجال النساء والتوليد ومسلمة , بعد أن تبينا الرأي الفقهي في هذا الموضوع , أن نبين الموضع التشريحي الجسدى الطبي المقصود بالختان عند الإناث , كواجب علينا فى حل مشكلة الختان غير الشرعى ( الفرعونى ) المتأصلة فى مجتمعنا السودانى والرجوع بالناس الى الحل الاسلامى الأصيل _ وليس حلاً بديلاً _ بل امراً بالمعروف ونهياً عن المنكر ,حيث يقول المولى عز وجل 🙁 ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولائك هم المفلحون ) سورة آل عمران 104 , وذلك لما رأيناه وسمعناه ممن يدعون إلي التخلي المطلق عن ختان الإناث بحجة انه لا وجود له في الشريعة الإسلامية وليس من السنة حتى يتمكنوا من محاربة الختان غير الشرعى (الفرعوني) والذي هو محارب بلا شك لمجرد اسمه الشائع فقط ناهيك عن المضاعفات والمشاكل التي يؤدى إليها فقاموا بنفى الأحاديث والتلاعب فى معانيها وطعنوا فى الدين . وأرجو أن يكون موقفي ورأيي هذا لا لشيء إلا دفاعاً عن ديننا وشرعنا الحنيف و تثبيتاً للسنة النبوية الشريفة والدعوة للإلتزام والتمسك بهما .

    الختان الشرعى الآمن الذى ندعو اليه ويجب ممارسته بواسطة كوادر طبية مؤهله لا توجد فيه أى من المضاعفات المذكورة فى كلام ونقاش كل من يتكلم عن ختان الاناث دون التمييز بين النوعين المختلفين شرعياً وطبياً من : {{ تشويه لأعضاء المرأة التناسلية أو نزيف دموى اثناء العمليه أو التهابات تعقب العمليه وكذلك الآلام النفسيه والعضويه عند الزفاف وتعسر الولادة وغير ذلك من الاخطار المعروفة عن الختان غير الشرعى (( الفرعونى بكافة درجاتة المختلفة }}.

    د . ست البنات خالد محمد على
    إستشارى أمراض النساء والتوليد
    جامعة الخرطوم ? السودان

  9. ثانيا:الضرر الصحي المترتب علي ممارسة ختان الاناث كما اثبتته الدراسات العلمية والبحوث والتجارب العملية ، واعلنته المؤسسات الطبية والصحية الرسمية الوطنية والدولية، لافتين النظر الي أن النسبة العالية لوفيات الامهات خلال الولادة و التي فاقت 11 امرأة لكل الف ولادة هي احدى الانعكاسات المباشرة لما تسببه هذه العادة من اثار كارثية على المجتمع.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..