مقالات سياسية

مودعو السفاح في عزلته المرعبة..!!

نعمة صباحي

في ساعة الخوف الممزوج باستحياء شيوخ الحركة الإسلامية وقادة المؤتمر الوطني الكبار كروشا ولصوصيةً والصغار قدراً.. يبرز في شاشات الدفاع عن السفاح شباب مغمورين من أمثال الكوزة سمية أكد وعديم المنطق عبد السخي عباس.. ونكرة لم نشاهد سحنته من قبل يُدعى حسب الله عمر والذي يشير إلى حزبهم بهذه فيجعله مؤنثاً وإلى المظاهرات التي عقدت لسانهم بهذا كمذكر.. في ركاكة لغته كما شاهدناه في إحدى الفضائيات..

يظهر أولئك الطامعون في وراثة تركة الجنازة المتفسخة وسط بحر تخبطها الطويل بعد أن أغرقت نفسها وهي تعلم أن ارتياد يم السياسة والحكم يتطلب إجادة السباحة.. فحلم أولئك الموهومين في غيبوبتهم ولا نقول يقظتهم يراود عقولهم المريضة في الوقت بدل الضائع من عمر النظام الذي لن تتغير نتيجة هزيمته المذلة أمام فريق الشارع وإن هتفت أصوات مبحوحة ومشروخة الحناجر من شاكلة ربيع عبد العاطي وعبد الملك النعيم أحيانا في الآونة الأخيرة وقد غيّرا من لهجة التعالي والدفاع المستيمت عن الإنقاذ في جنوح واضح الإنكسار والترجي إلى لغة تحليل بول النظام في رقدته الأخيرة!!

البشير الآن يقف وحيداً ولا نقول كالسيف وإنما كشجرة كانت أصلاً أوراقها وثمرتها المرة لا فائدة منهما فأصبحت عارية بعد أن ضربتها رياح الزمن وتتجاذب أعوداها المجدبة أيادي الشارع من كل جانب لتقتلع ما تبقى من عفن جذورها التي أفسدت الأرض وتحيطها أحقر الآفات!!

يتراكض الرجل بعد أن تملكه جنون العزلة في غياب من ورطوه.. وأصبحوا متفرجين عليه داخل فخ غروره وحفرة مكابرته.. لا يتبعه إلا حملة الأحذية القذرة كأحمد بلال وأبو قردة وبشارة أرو.. ولا ننسى حامل القفة عبود جابر.

في لهثه المرعوب لمخاطبات استجداء الجيش والأمن والشرطة المكررة والمملة والكاشفة لنضوب معينه من ماء الوجه وتساقط آخر سهامه عن كنانة تأييده المزعوم.

بالأمس ويا للمفارقة المضحكة يجمع من سماهم بقيادات النقابات والمرأة الخ تلك الديوك المكسورة المناقير والدجاجات العقيمة عن إنتاج البيض ولا يصلح حتى لحمها الذي إمتلأ شحما وتضاريساً لا تشبه في شيء جوع من يدعون تمثيلهم الذين بانت عظامهم وغارت عيونهم الشاخصة تنتظر وتنظر صوب شمس الخلاص منهم.

فمتى كانت مواكب العمال الكادحين والمرأة المنتجة وقياداتهم من المناضلين على إمتداد تاريخ العمل النقابي الحر منفصلة عن قواعدها.. ولطالما كانت تلك الزعامات تتقدم المواكب في ساحات الهواء الطلق ملتحمة في جماهيرها بصدق الهتاف الذي لا ينكر حق حاكم إذا أصاب في جهده ولا يحابيه إن هو فشل في أداء مهمته.

بينما من يسمون بقيادات نقابات المهنيين والمرأة المحشورةِ بعيداً عن قواعدها الوهمية.. في جيب المؤتمر الوطني الفاسد تتظاهر وتهتف وكأنها تؤدي تراتيل المودع للبشير من داخل القاعات المكيفة وخلف الأبواب المحميةِ أمنياً والمغلقة بمزاليج الخوف من غبار الشارع حينما لم يستطيعوا حشد البسطاء لمواجهة سيل الغضبة الجماهيرية..

ولو على طريقة إيلا في قرى الجزيرة بالأمس وهي المدفوعة الأجر لمقاولي التحشيد المحاط بتلك المفارز العسكرية التي سارت قوافلها بمئات عربات المدافع والأسلحة المختلفة تحمل عشرات الجنود  لحماية المشير الخائف وبكلفة من الميزانية العامة تفوق بكثير مجموع تكلفة قيمة المشروعات التي بناها المواطنون من حر مالهم ونبيل عرقهم كالشفخانات والمدارس وهي في أيٍ من بلاد الحكم الراشد  لايرتاد تدشينها غير ضباط المجالس المحلية كأرفع مستوى!!

الآن بات مصير الرجل معلقاً  بل عنقه على عود عزلته  الموحشة.. وبحبال عناده وعقدة أوهامه وصدمة أماله في كل الذين تركوه حائراً وقد ضاع له درب الخلاص  في مياه زمانه الآسنة ووسط أعشاب غرسه  الخائب!!

[email protected]

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..