مقالات سياسية

الحاضنة العسكرية !!

صباح محمد الحسن

منذ ان تم تكوين مجلس السيادة من قبل الفريق عبد الفتاح البرهان ، عقب انقلاب ٢٥ اكتوبر (الفاشل ) ، واثناء التفاوض مع رئيس مجلس الوزراء وقبل الإتفاق معه ، قصد البرهان بذلك ان يغلق ابواب المشاركة في وجه المدنيين المناصرين للثورة ، وحجز المقاعد لشخصيات اقرب للمزاج العسكري ، لن تكون ( مزعجة ) للبرهان مثل ماكان عضو مجلس السيادة الاستاذ محمد الفكي سليمان ، وجاء بشخصيات تفتقر للوزن السياسي ، واخرى لم نسمع بها إلا عبر الشريط الإخباري في القنوات الفضائية عند اعلان خبر تكوين المجلس ، فمحمد الفكي كان بمثابة ( شوكة الحوت ) التي ماكان سينفك منها البرهان إلا بذاك الانقلاب ، وشخصيات عسكرية اكدت ان خلاف البرهان مع بعض الشخصيات المدنية والتي كانت مستفزة له هي واحدة من الاسباب التي دفعت البرهان الي هذه الخطوة خطوة التقدم للوراء ، إذ أن البرهان سارع بتكوين هذا المجلس لعدة اسباب اولها التخلص من قحت ومن لجنة التفكيك ، ومن هذه الشخصيات المعارضة له بشدة ، وليعيد الحصانه والحماية له ولنائبه تحت مظلة السيادي حتى انتهاء الفترة الانتقالية .

وحاول البرهان الاحتفاظ للأعضاء القدامى والمقربين بنصيبهم ، أمثال الكباشي والعطا عرفاناً لهم على الكثير ، ومن بعدها قام ( بإتمام العدد ) بالذين قام بتعينهم من المدنيين الذين لاعلاقة لهم بالمدنية.

وغريب ان يطالب البرهان ويشترط ابعاد الحاضنة السياسية بحجة الفشل ، ويفرض علينا للمرة الثانية حاضنته العسكرية ، والأعضاء الذين لا قبول له عند القوى الثورية ، والقوى السياسية، وغالبية الشعب السوداني ، فكيف يتم ابعاد قحت لفشلها من المشهد السياسي ولم يتم ابعاد هؤلاء الذين تقع عليهم مسئولية الفشل في الفترة الانتقالية ، ومسئولية فض الاعتصام ، لماذا لم يستجيب البرهان لكل الرافضين لهم ولمجلسه العسكري ، واستجاب فقط لترك والتوم هجو وفلول القصر بإبعاد الأحزاب ؟ وهل عقرت المؤسسة العسكرية من الضباط الشرفاء ، فالمجلس السيادي ليس حكراً على احد من العسكريين ، حتى يُخلّدوا فيه بأمر البرهان ، ولكنه ( حكم العسكر) الذي لايرى في نفسه إلا الصواب.

والمجلس السيادي الموقر ، أكد انه مجلس عسكري بالكامل ، يلقي عليه البرهان قراراته الشخصية ، فهو لايقوم إلا بالموافقة وتدوين هذه القرارات لتخرج باسمه للناس ، فبربكم من مِن اعضاء المجلس من المدنين كان له الجرأة ان يعترض على تعيين رئيس القضاء ، الذي عينه المجلس منفرداً دون التشاور والتوافق مع رئيس مجلس الوزراء عبد الله حمدوك ، من الذي رفع سبابته ليعترض من موقعه كممثل للمدنيين على هذه الخطوة ، بحجة ان رئيس القضاء لايمثل الثورة ، لإنتمائه الخفي او الواضح لحكومة المخلوع ، لا أحد ،والمجلس بهذا القرار تمتع بسلطات واسعة تعدى بها مهامه التشريعية ، وظهر مخالفاً كونه تجاوز السلطة التنفيذية ، الم يقل برطم ( ان مجلس السيادة تنفيذي ) .

ورئيس القضاء الذي قوبل تعيينه بالرفض وكان الأحرى به ان يستقيل ، فكل التعيينات التي تأتي من البرهان مخالفة لمطالب الشارع والثورة ، لاتستمر ، فالبرهان نفسه فشل في الاستمرار بانقلابه على الحكومة المدنية ، ولكنه حب المناصب اشهر أعراضه عمى البصر والبصيرة .

والإعفاءات تطول مدراء الاستخبارات العسكرية ومدراء في جهاز الامن والمخابرات لكنها لاتقترب ابدا من الخمسة المبشرين بالاستمرار في السيادي ، وإعفاء مدير الشرطة السودانية يعقبه حديث عن أن اي عربة شرطة خرجت كان بها افراد من الدعم السريع ، ألم نقل بالأمس ان الشرطة ربما تكون الجاني وربما تكون الضحية ، والمهم ليس اعفاء مدير الشرطة ، الأهم هو محاسبة كل متورط في قتل المتظاهرين ، إن كان يتبع للشرطة او الدعم السريع ،. فمتى كان الإعفاء من المناصب عقوبة لقتل النفس البريئة !!

طيف أخير :

الرحمة والمغفرة لشهداء جبل مون وشهداء القوات المسلحة في الفشقة

الجريدة

‫6 تعليقات

  1. (فمحمد الفكي كان بمثابة ( شوكة الحوت ) التي ماكان سينفك منها البرهان إلا بذاك الانقلاب)
    الى حد كبير هذا صحيح لأن الفكي كان الشرارة التي أدت لكل ما حدث، ولكن!
    الموضوع بدأ بالمحاولة الانقلابية الفاشلة حين ذكر البرهان في حديث لفرقة عسكرية نحن ابطلنا الانقلاب لأننا اوصياء على الشعب، فرد الفكي انت ما وصي على الشعب و و و و و، فرد البرهان نحن اوصياء رغم انف اي أحد، فرد الفكي نحن لن نجلس مع اشخاص ينقصوا من رصيدنا، وبما ان هذا في عرف الجيش شخص ملكي يستهزئ بقائد الجيش سرت موجة غضب عارمة بالجيش، واقسم البرهان وحميدتي انهم لن يجلسوا مع هؤلاء ابدا، وقد تدخل في الموضوع وزير التجارة وخالد سلك أيضا لتصبح أزمة من الدرجة الاولى!
    لماذا هذه النفخة الكاذبة، وهل هؤلاء رجال دولة أم مجرد نشطاء أركان نقاش، وهل شخص بهذا المستوى كان سيكون رئيسا لمجلس السيادة مكان الأزهري يتخاطب بهذه النفخة البليدة؟!!!
    وحتى لجنة التفكيك التي ذكرتيها كان في امكانها اداء عملها دون الاستعراضات السياسية والسب والشتم للمتهمين رغم ان لقاعدة القانونية الذهبية تقول إن المتهم بريئ حتى تثبت ادانته!
    استخدام الألفاظ المستخدمة في الشارع للكسب السباسي الرخيص وكسب الشباب صغار السن وعديمي الخبرة بهذه الطريقة المبتذلة ليس من سمات رجال الدولة ورجال القانون، فأنت حين تحكم بفصل انسان من وظيفته أو تصادر أمواله تتعامل مع ذلك بمهنية باعتباره مواطن نال جزاءه العادل (لو كان عمل اللجنة عادلا) دون تشف أو تعليقات غير مبررة ودع كلام الشوارع لناس الشارع وكلام السياسيين لناس السياسة!
    هؤلاء كانوا في غاية التطرف وغاية البذاءة ومن كان يعتقد أن الامور ستمضي هكذا دون رد فعل من المظلومين أو من كل شخص يرى الظلم ظلما وينكره فهو واهم لأن دولة الظلم ساعة!
    وبالفعل ورغم كل تلك النفخة الكاذبة نفخة “هبوا”- وكان يظن بعد هبوا ان الملايين سيسدو الافاق لأنه والمواهيم مثله كانوا يظنون ان الشعب السوداني يقدس هذه اللجنة فانكشفت لهم في ذلك اليوم الحقيقة العارية وأن الشعب شعب حقاني لا يحب الظلم وان كان يسعى البعض لتزيينه!!!!!!!!! ويمو 25 تم تلقيطهم مثل العاصفير واحدا بعد الاخر ليجدوا أنفسهم فجأة مثل المخلوع، الذي لم يتعظوا منه، لأنه كان اكثر نفخة منهم بل وكاد أن يقول للناس أنا ربكم الاعلى، فأصبح بلا حول ولا قوة..
    ليس لأحد أن ينسى أن العزة لله جميعا
    وان القوة لله جميعا

  2. كتير من ضحايا لجنة التمكين ابدوا اسفهم الشديد أن تنتهي اللجنة العبثية بهذه الطريقة الدراماتيكية، قالوا كنا عايزنها تكون موجودة لحدي ما تتشكل المحكمة الدستورية عشان تنقض جميع قراراتها قرارا قرارا لتثبت أن ما كان يحدث خلال العامين عبث أطفال لا علاقة له بالقانون ولا العدلة وأن من كانوا يطبلوا له ويطربوا له زي ما بفولوا المصريين ناس طيبين ساكت، زي الصحفية الطيبانة دي! كل ما عرض على المحكمة العليا الغي وكل ما سيعرض عليها سيلغى والمحكمة الدستورية ستلغي بالجملة بنص واحد وكلمة واحدة!

    1. ويحك يا هذا !!!

      كيف تُسمي إخوان الشيطان، الإرهابيين، الخونة، الضالين، الذين دمَّروا البلاد والعباد، عقود عدداً، كيف تُسميهم “ضحايا” عندما يتم إسترداد بعضاً مما لهطوا من الشعب المكلوم ؟؟؟

      إما إنك غنماية، أو إنك شيطان رجيم، والعياذ باللّه.

  3. لا تتعبوا انفسكم فاهل الحرية والتغيير لا يسمعون الا انفسهم لذلك يمضون من فشل ال فشل جديد.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..