الانهيار!!

الصباح الجديد
أشرف عبدالعزيز
ضرب عجز حاد في الإيرادات وزارة المالية للشهر الثاني على التوالي بعد إعتماد موازنة العام 2023…وكشفت مصادر متعددة في الوزارة عجزها عن توفير رواتب العاملين بأجهزة الدولة لشهر فبراير حتى الآن وعدم تحويل الرواتب للولايات.
وقالت مصادر إن الوزارة قررت منع صرف البندين الأول “المرتبات” والثاني “التسيير” لأي وزارة ايرادية دون إيداع إيراداتها في حساب 21 التابع للمالية ، وأكدت أن نسبة العجز الحاد في الإيرادات تسبب في تأخر صرف رواتب فبراير وفشل الوزارة في توفيرها مع دخول اليوم الأول من الشهر الجديد.
في شهر يناير الماضي بررت الوزارة عجزها بأن تأخر المرتبات جاء بسبب إجراء روتيني يتم سنوياً عند إنفاذ الموازنة الجديدة لتأخر إجازتها لهذا العام، ونظراً إلى تعديل القوانين المتعارضة مع ولاية وزارة المالية على المال العام، والتي أخذت نقاشاً مستفيضاً من مجلس الوزراء والاجتماع المشترك لمجلسي السيادة والوزراء، وثم بعد إجازتها وإصدار التخويل بالصرف على موازنة العام الجديد كإجراء متبع يتم سنوياً بعد إجازة كل موازنة جديدة” وإذا كان ذلك كذلك ما السبب في تأخر ارسال الرواتب للولايات هذا الشهر.
الناطق الرسمي باسم وزارة المالية ما زال يبرر بقوله: “بالنسبة إلى مرتبات الولايات، هناك ترتيبات جديدة يجري العمل عليها بدلاً من الصرف مباشرة من وزارة المالية، حيث سيتم إيداع تلك المرتبات في حساب خاص بوزارة الحكم الاتحادي، على أن تقوم بتوزيعها على الولايات المختلفة وفق نصيب كل ولاية لحين قيام مفوضية مراقبة وتخصيص الإيرادات.
الصرف الحالي على الأجور والمرتبات كبير جداً، فهو يمثل أكثر من 60 في المئة من الموازنة العامة، ناهيك بالمال الخاص بتسيير دولاب السلطة، في حين يخصص للتنمية مبلغ ضئيل جداً يتراوح بين 12 و15 في المئة، بيد أن وزير المالية جبريل إبراهيم أعلن في وقت سابق ، بأنه سيتم رفع ميزانية الصحة والتعليم، لكن حديثه يتنافى مع الحقيقة والواقع، إذ لا يستقيم مثل هذا التوجه في ظل دولة عاجزة عن دفع مرتبات وأجور موظفيها .
شهدت الفترة الماضية موجة عاتية من التضخم وارتفاعاً في سعر الدولار، بالتالي قد يكون تأخير الأجور والمرتبات قصد به تقليل السيولة وانكماشها في السوق للحد من ارتفاع الدولار، كما أن هناك امتيازات غير مدروسة تم استحداثها، مما خلق أعباء والتزامات جديدة جعل الإيفاء بها صعباً وغير ممكن في ظل الوضع الاقتصادي المتردي.
لكن في المقابل بعض الفرضيات تستبعد ذلك ففي نهاية الأسبوع الفائت، رفعت السلطات رسوم الجمارك على 103 سلعة من بينها القمح والبنزين والجازولين في محاولة لسد العجز الحاد في الإيرادات ومع ذلك فشلت إنه الإنهيار.
الجريدة
ما يحيرني حد الدهشة والإستغراب هو سكوت الناس على فرض ضرائب باهظة ورفع لأسعار الخدمات بصورة خيالية في دولة معظم شعبها شبه معدم بدون رقيب ولا حسيب . ما تقوم به وزارة المالية ومن خلفها من هو صاحب القرار بذلك وليس جبريل وحده حيث أعتقد جازما بأن وزير المالية لا يفعل ما يحلو له لوحده وليس له القرار لوحده كما يظن العامة. فالقرار يصدر من وزارة المالية ولكن خلفه جهات متعددة. يستغلون حالة الوضع السياسي الغير مستقر ويشغلون الناس بقضايا سياسية وأمنية ويمررون ضرائب بشكل شبه شهري على الشعب الفقير فتتضاعف التكاليف ويتدهور النشاط الإقتصادي ويقع كل العبء على المواطن المطحون أصلا. إقرار الضرائب والرسوم يتم بواسطة أفراد لا حل لهم سوى طحن المواطن أكثر فأكثر حتى يوفروا الموارد لرواتب جيوشهم ووقود مركباتهم وسكن أفراداهم وموظفيهم الذين وظفوهم من المحاسيب والمعارف والموالين لتنظيماتهم على حساب هذا الشعب المعدم.
يجب وقف هذه الضرائب وزيادة الرسوم خاصة على الخدمات الحكومية ذات الصلة المباشرة بمعاش الناس وإلغاء ما تم فرضه منها وأن لا يتم إقرار أي ضرائب أو رسوم إلا بموجب مجلس تشريعي حقيقي يتم فيه إقرار مثل هذه الضرائب والرسوم بموجب تصويت وقانون وليس كما يحدث الآن قرارات تصدر على شعب كأنه مستعبد. أشتكي الزراع والصناع من هول تلك الضرائب التي لا مقابل لها أبدا لا صحة ولا تعليم ولا خدمات فهي تذهب لتمويل جهات متعددة داخل الدولة في شكل رواتب ومخصصات وعربات وبنزين ونثريات وتمكين. عبث لا يحدث إلا في دولة مثل السودان . رفع رسوم المياه والكهرباء ورسوم التعليم وخدمات الصحة وفرض ضرائب على الوقود ورفع الجمارك على السلع الضرورية مثل السكر والقمح ومضاعفة رسوم ترخيص السيارات مرتين ورسوم إصدار الجواز أربعة أضعاف وفرض أتاوات من قبل المحليات على الدكاكين والورش الحرفية داخل الأحياء من يدفع ثمنه في النهاية؟ أنه المواطن المعدم الذي تقع على كاهلع كل تلك الأتاوات والضرائب الباهطة التي تُفرض بلا حسيب ولا رقيب. ثم أنه أين تذهب كل تلك الأموال؟؟
للأسف الحرية والتغيير والتي تدعمها أنت يا أشرف عبدالعزيز همها السلطة برافعة غربية وإقليمية عربية لإضفاء وجه جمالي وشرعية على وجود العسكريين فقط فهم الآخرون أبناء هذه الدول ولا تصدعنا بالتطبيل لأطراف الأتفاق الإطاري إلا إذا كنت موجها من قبل تلك الجهات الدولية لتلميع هؤلاء. لا خير يُرجي منهم فهم لهم أدوار وظيفية فقط لأغراض داخلية لخدمة أجندة دولية وليس لهم وجود وظهير ورصيد شعبي يمكنهم من الوجود في السلطة عبر إنتخابات بما فيهم حزب الأمة. هؤلاء أجندتهم غير أجندة الشعب وإن تدثروا بذلك. هم قطع صغيرة منتاثرة ليس لكياناتهم المجهرية قدرة إدارة بلد ، فليس لديهم خطط إقتصادية تنموية وليس لهم كادر أصلا وتنظيماتهم عبارة عن أفراد يطقون الحنك فقط للدخول للمكاتب الفسيحة في القصر والوزارات وركوب السيارات والحصول على الإمتيازات والسفر والنثريات فقط مقابل العمالة والإرتزاق. لا يُرجي منهم خير فهم مجرد أفراد ساعين للسلطة. لذا لا نتوقع أن توجد جهات رقابية على سلوك الدولة في فرض الضرائب ومضاعفة الرسوم في مقترحات الحلول الجارية ولا نتوقع أن يتوقف فرض الضرائب والرسوم حتى تقوم ثورة أخرى تحرق كل ما هو قائم أو الفوضى الخلاقة كما يقولون
لا أرى من يستحق الرواتب غير المعلمين والكوادر الصحية ومن يعملون خارج المكاتب في الكهرباء والماء والطرق والجسور. لا أعرف لماذا تصرف رواتب لموظفين جالسين في المكاتب لتعقيد الإجراءات والتسويف وإحباط المواطنين؟ أتمنى أن أرى يوماً نتحول فيه إلى حكومة الكترونية يديرها الذكاء الاصطناعي والروبوتات. ونسرح من معيقي التنمية والتطور والازدهار في الوزارات والدوائر الحكومية.