ما هي مقاييسك سيدة “مريم” ومقاييس حزبك للخيانة والخيانة العظمى؟

قد سجل التاريخ السياسي للسودان الكثير من التهافت والممارسات اللا أخلاقية لبعض الاحزاب السياسية التي أفقدتها كل مصداقية وكان تواطؤ البعض منها للاضرار بالمصلحة العامة واضحا لا تخطئه العين ولا يمكن أن نجد له مبررا من بعض تلك الأحزاب التي تدعي الوطنية وتحمل شعارات مغايرة لا تصاحبها مواقف عملية تذكر ولا يمكننا تصنيفها الا في باب خيانة الوطن والنفاق السياسي وازدراء دماء الشهداء والحط من ما قام به الشباب السوداني الطاهر الذي ضحى بدمائه الذكية من اجل قضية وطنية عادلة وهذا امر يؤسف له لانه يؤدي الي الحط من قيمة الوطن وهلاك الجميع وتاريخ السودان لم يخلو يوما من ذلك البعض الذي بلغ به الانحطاط الي مراحل متقدمة من العفن..

لقد كان كل ما ساقته السيدة “مريم الصادق” القيادية بحزب الأمة لقناة “الجزيرة القطرية” يصب في محاولة تبريرها لموقف رئيس حزب الأمة اللواء “فضل الله برمة ناصر” وعدد من رؤساء الأحزاب الذين حضروا وكانوا مشاركين في صياغة اتفاق “البرهان حمدوك” بانهم كانوا يمثلون أنفسهم هو كلام غريب فكيف يا “منصورة” لرؤسا أحزاب يشاركون في عمل سياسي ويكونوا لا يمثلون غير أنفسهم؟.

وما هي مقاييسك سيدة “مريم” ومقاييس حزبك للخيانة والخيانة العظمى؟.

وبرغم هذا الانحدار لبعض الاحزاب فسوف يسجل تاريخ السودان مواقف لاحزاب لم تتخلى عن مواقفها ولم تبارح مبادئها وقد تحلت بالكثير من الجرأة والشجاعة حتى وإن كان الكل ضدها ففيها رجال ونساء محبين للسودان يسجلون مواقف تُكتب في رصيدهم وتضيفهم إلى سجل الخالدين وقد أصبحوا بمواقفهم الصادقة مضربا للأمثال وهم رسل متكررين في تاريخ السودان سوف يسوقننا الي بر الامان الي الحرية والسلام والعدالة ولو كره الحاقدون..
بعضهم خرج من رحم قواتنا المسلحة وتنكر لذاته وقدم التضحيات من أجل الحريات في السودان وقد كان حسه الوطني مرهف وقد بدأ لأصحاب المصالح أنه خاسر لكنه كان يدرك أنه ابن هذا الشعب ويدرك انه ابن السودان وابن ترابه ونيله وهوائه ويدرك ان السودان يستحق أن يأخذ من حاضر أبنائه ويدخره لمستقبلهم.

والاحزاب الوطنية مجودة بيننا وهي بالضرور معروفة ونحن لن نشير اليها حتي لا يؤول كلامنا تاويلات سياسية وهي احزاب غير محصورة في جهة دون أخرى أو في تيار دون غيره وهي صادقة مع نفسها لا تتعايش مع المتناقضات ولكن مبادئها تحتم عليها اتخاذ المواقف التي تحفظ لها كرامتها وتخدم بها وطنها وهذا أمر لا ينطبق على حزب الامة او على الاحزاب التي هي علي شاكلته وقد اصبحت معروفة وسوف يسفهها التاريخ..