أعانَها الله وإيَّاه ..!

«إذا وصلت إليكم أطراف النعم فلا تنفروا أقصاها بقلة الشكر» .. علي بن أبي طالب!
المثقف السوداني (مسكين) إذ يقف في أحيان كثيرةٍ مُشتتاً، ضائعاً بين مرجعيَّاتِه الثَّقافية والعِلميَّة ومَوروثاتِه التقليديَّة، تماماً كمن يؤدِّي دَور شخصيتين مُتناقضتين في مسرحيةٍ واحدة ..!
فهو يقضي جٌلَّ وقته راكضاً بين خشبة المسرَح وغرفة الملابس، يُزيل مكياجاً و يضَعُ آخر، يخلعُ عباءة القيصر ليرتدي لِباسَ بروتُس وهكذا .. حائراً بين ما يؤمن به ويُردِّدُه طوال الوقت، وما ترعْرعَ وشَبَّ عليه من أعرافٍ وأفكارٍ كثيراً ما تَقْفزُ إلى السَّطح عند أول اختبار حقيقي لأولويَّاته ومسلَّماتِه كرجل ..!
لذا فهو في الحقيقة شخصيَّةٌ بالغةُ التعقيد، وغالباً ما تُجانِبُهُ النَّزاهة مع ذاتِه قبل أُنْثَاه في تعريفه لمفهوم الأُنثَى الحُلُمْ ..
فاختيار الشريكة المُلائمة التي تَملأ روحَه وقلبَه وتَسرُّ عينَه بينما تُقنِعُ وتُرضِي عَقلَه أمرٌ جَلَل يتطلَّب موازنةً مُرهِقةً بين موروثاتِه وتقاليدِه تلك وثقافتِه الحديثةِ وأفكارِه العصريَّة المنفلتَة ..!
هو (مسكين) لأنه يعشق الأنثى الواعية المفكرة و يظل يحلم بها، وما أن يجدها حتى يتعامل مع فكرها وثقافتها بسياسة التعايش في مرحلة ما قبل التملُّك، ثم يبقى في صراع دائم مع ذاته، فيظل يردع فِكْرَهُ الذي يستهجن فِكْرَهَا، ويظل يَنْتَهِرُ الآخر الذي يختبئ في ثناياه مُتربِّصَاً إلى حين امتلاكها ..!
وهو (مسكين) لأنه بعد أن يستهلك شجرة ليمون عملاقة ليتغلب على غثيانه الرجولي إزاء جموحها العصري ـ وبعد أن يتمكن من ازدراد ومن ثم هضم كل ما لا يروقه كرجل تقليدي من أفكار خطيرة تدور في رأسها الجميل، وبعد أن تصبح ملكه وحده! ـ يتحول (وهو معذور في هذا لأن الانفجار هو النتيجة المنطقية للضغط المتواصل) إلى شخص قليل الصبر أمام استقلاليتها، عديم الاحتمال لجموحها، يضيق ذرعاً بكل ما كان يدَّعى التعايش معه سابقاً ..!
أما الأدهى ـ من هذا وذاك ـ فهو تأرجُحه المدهش بين محاولة السيطرة عليها من جهة، واختناقه من فكرة كونه فلَكَهَا الذي باتت تدور حوله من جهات أخرى ..!
وهو (مسكين) لأنه على العكس من نُظَرائِه من الرجال في الأصقاع الأخرى رجل متطلِّب، كثير الشكوى فيما يختص بالجوانب التقليدية في الأنثى، فلا هو يريدها مثقفة مفكرة مستنيرة فقط، ولا هو يريدها أنثى تقليدية وكفى، بل يريدها أن تتشكل تتلون وفق أحواله المزاجية، فتارةً مثقفة مفكرة وتارة دمية جميلة فارغة ..!
والعبء كلُّه ـ من وجهة نظره ـ يقع على شقية الحال .. فهي التي يجب عليها أن تتلون كأطياف قوس قزح وأن تتقلب كمناخ صحراوي متطرف، فَتَبُذُّ أُمَّهُ التي أنجبته في فنون الطبخ بدءاً بملاح الرُّوب والعصيدة وانتهاءً بالمطبخ الصيني، بينما تتفوق على نجمات السينما أناقةً ورشاقةً وفتنة ..!
تفعل كل هذا وهي تقرأ وتُحلِّل وتُناقش وتستنبط وتكتب وتؤرخ! .. ثم تعود لتَبُذَّ أولى حبيباته إلهاماً لقلَمِه وتحفيزاً لخفقات قلبه .. عليها أن تكون كل نساء الأرض، والويل كل الويل إن هي قصَّرَتْ .. بقى الأهم وهو أن تعرف متى تكون هذه، ومتى لا تكون تلك .. أعَانَها الله وإيَّاه ..!

الراي العام

تعليق واحد

  1. اقتباس

    المثقف السوداني (مسكين) إذ يقف في أحيان كثيرةٍ مُشتتاً، ضائعاً بين مرجعيَّاتِه الثَّقافية والعِلميَّة ومَوروثاتِه التقليديَّة، تماماً كمن يؤدِّي دَور شخصيتين مُتناقضتين في مسرحيةٍ واحدة ..!
    صدقينى يااستاذه كل المصائب والكوارث والمحن والحال المايل وارتفاع الدولار وحرب الجنوب
    ودارفور وجنوب كردفان وبيع مصانع السكر وخراب مشروع الجزيره وخراب الصحه والتعليم
    كان سببها المثقف السودانى الجديد .. مثقفين 89 ..
    وين الثقافة وين العلم ؟؟ الثقافه اصبحت زوجه سمحة وعربيه سمحة وعماره سمحة
    وشوية كذب وكلام هبل ..

  2. نسبه كبيره المثقفين السودانيين متزوجين نساء قمة الجهل والتخلف والبوبار
    الشئ الوحيد الذى يبدعن فيه هو الطبخ والحنه والدخان
    وبعد مرور السنين يصبح صاحبنا المثقف لا فرق بينه وبينها
    همه الاول والاخير هو المطبخ . والليلة ناكل شنو وبكرة نمشى وين ؟
    وهبل فى هبل حتى ارزل العمر . والسودان فى خبر كان والسبب
    زوجات المثقفين .. الا من رحم ربى .. وعشان ما اظلم نون النسوة
    فى صنف منهن قمة الوعى والجمال والثقافة والادب والتواضع والانسانيه

  3. راجلى بقعد يتكلم بالساعات يشرح لى فى موضوع معين ويستعرض كل عضلاته الثقافية فيه وانا اتظاهر امامة بضحالة ثقافتى وانو راسى فاضى واتقمص الدهشة حتى اوحى له بانى اول مره اسمع بهذه المعلومات منه الان وافعل هذا وانا اكثر ثقافة( وعرفة) بمايتحدث عنه منه 000اتظاهر بالجهل واحيانا الغباء عن عمد واتحمل (البرى ده) لان ذلك يسعده ويجعلة يشعر بالزهو والتعالى امامى وانا بمستمتعة بنشوته تلك مادام ذلك يسعده وفى قرارة نفسى اضحك من عقول الرجال التى تشبه الى حد كبير عقول الاطفال

  4. من قديم الزمان: قيل أن الرجل تعجبه زوجة وسيارة جاره. يلهث الرجل دوماً وراء المرأة التي لم تأت بعد. فالمرأة الجميلة هي المرأة الحلم التي لم تولد. المرأة الراكضة في المطارات للحاق بالطائرة ، المرأة التي تراها لثوان محدودة عبر نافذة القطار ولا تعرف من هي ولا من اسمها ولا عمرها وكيف تعيش وكيف تفكر. يعجب الرجل بالمرأة المثقفة اللبقة المتحدثة التي لا تربطه بها صلة، ولكنه في ذات الوقت لا يريد لزوجته أن تكون كذلك تناقش هذا وتتفاوض مع آخر. يضيق الرجل من المرأة التي تريد (أنسنة وتثقيف) سرير غرفة النوم، وهي غرفة صممت لخنوع المرأة للرجل وتفعيل وزيادة أنوثتها وطاعتها لجموح الرجل حتى يشبع صحاريها وعداً وقمحاً. فإذا تحولت غرفة النوم إلى نقاش فكري وإنساني وثقافي فستتحول (لعبة حواء وآدم) في ذهن الرجل إلى جريمة، إذ كيف له أن يطأ كهذا امرأة بهذا الكم الهائل من الثقافة والوعي والإنسانية. شخصياً لا أتصور حتى عندما كنت مراهقاً أي أوضاع جنسية مع امرأة مثقفة خصوصاً الطبيبات والصحفيات والمدرسات وغيرهن. أنني شخصياً اعتبر (المعاشرة) الزوجية تصل مرحلة التحريم مع الزوجات اللائي يحاولن (أنسنة الجماع). فالجماع عملية همجية تستوجب إلغاء العقل والتحول لدقائق إلى وحشين كاسرين حتى يتسنى لهما ملء الكون ذكوراً وإناثاً. لا أتصور أن أطلب من زوجتي المثقفة أوضاعاً جنسية محددة، لأن ذلك يتنافي مع ما تقول وتعتقد هي في النهار، ولأنني أشعر أن (الجماع) يعتبر جريمة في حق هذا المخلوق المثقف.
    ثم أن الرجل وإن أدعى العصرية، يريد من زوجته أن تكون له وحده، وأن تكون خاضعة له ليلاً حتى وإن كانت مستقلة نهاراً.
    ويا ويل من ذهب بعيداً في إدعاء العصرية وتزوج ب (خواجية) أجنبية. أعرف واحداً من هؤلاء قتلته تصرفات ابنته التي تتميز بالجمال الباهر. بلغت الصبية الثامنة عشر من عمرها فأحضرت صديقها إلى غرفة نومها بمنزل أبيها. منعها الأب من فعل ذلك، إلا أنها اشتكته للشرطة التي أخذت منه تعهد بعدم تكرار فعلته الشنيعة. لم تكتف البنت (الهبلة) بذلك، بل تمادت وصادقت يهودياً أقنعها بالظهور عارية في إحدى مجلات (الشوبز) في تلك الدولة الأوربية. لم يتحمل الأب، فمات غماً وكمداً. ماذا يتوقع أحدنا إذا التقط رفيقة عمره من حانة عندما كان حجابه الحاجز (يعلو ويهبط) غير آبه لما تسفر عنه الأيام القادمات؟؟
    صدقوني أنني أفضل المرأة المتعلمة المثقفة الأنثى. فإذا كان التعليم والثقافة عاملاً في زيادة هرمون الذكورة لدى المرأة فتلك مشكلة كبرى.

  5. المجرب ولاالطبيب لذا تركنا موضوع الثانية الذي كان معشعش في مخنا ……. وبختك ياام عبدالله

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..