الى الدكتورة منى عبدالله، إليك أشكو رفيق دربك حمدوك
(1)
نحن الذين حرمنا من دخول السودان حتى لحضور جنائز أمهاتنا (عليهن رحمة الله ومغفرته) ، وجدنا في طائرة الدكتور عبدالله حمدوك المتجهة نحو الخرطوم لإستلام مهامه كرئيس لوزراء ثورة ديسمبر المجيدة قبل عامين بعض العزاء، بل شعرنا بان كل الطيور المهاجرة قسراً وسكان معسكرات اللجوء والمعاناة قد عادوا في شخص عبدالله حمدوك.
استشعر الجميع ببزوغ فجر جديد يمكننا معه اعادة الوطن الي المسار الذي يستحقه بعد توهان مثخن بالدموع والدماء والذي إمتد لأكثر من ست عقود على يد الإنقلابيين العسكر من ابراهيم عبود الي عبدالفتاح البرهان؛ مروراً بجعفر نميري والمخلوع عمر البشير.
نعم قد تجاوب العالم برفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للارهارب وتبعه رفع جميع العقوبات التي كانت قد فرضت على شعبنا بسبب سياسات النظام الارهابي البائد؛ فتدفقت المنح والقروض والهبات مع الانفتاح الكامل على المنظمات والبنوك وبيوتات المال العالمية – أي عودة السودان الي الأسرة الدولية من أوسع ابوابها.
ذلك مهر ما قدمه السودانيون بشكل تراكمي خلال العقود الثلاث الماضية حتى ثورة ديسمبر المجيدة.(3)
برغم ان الأخ حمدوك ليس من من دفعوا ثمناً باهظاً في رحلة نضال السودانيين ضد النظام البائد، إلا ان تواجده في موقع رئاسة مجلس وزراء حكومة الثورة وبخبرته الاممية تمكن من توظيف إنفتاح العالم على السودان، الأمر الذي ساعد على وضع إقتصادنا الوطني في مساره المعقول رغم الاقتصادات الثلاث الموازية والمعادية لإقتصادنا الوطني المسكين.
وهي الاقتصادات التي كانت ومازالت يديرها كل من الجيش وجهاز الامن و مليشيا الدعم السريع.
لذا عندما حنث العسكر بالقسم (كالعادة) في 25 اكتوبر ؛ كان هم الناس حرية رئيس الوزراء الأسير الدكتور عبدالله حمدوك لأنه اصبح رمز ثورتهم. لذا حمل الرجال و النساء والكبار والصغار صوره في الميادين – مطالبين بإطلاق سراحه ، ايمانا منهم في تجسيد حمدوك لأشواقهم نحو الانعتاق الأبدي من براثن مغامرات سارقي إرادة السودانيين منذ فجر الاستقلال.
ها هم الناس قد أكدوا رفضهم للأتفاق 21 نوفمبر بالمليونية التي خرجت في الثلاثاء 30 نوفمبر.
و لن تتوقف مقاومة شعبنا للانقلاب حتى يعود الحق الى اهله .
والذي يتوجب على الاخ حمدوك ان يدركه ان المجتمع الدولي لم يتمسك بالسيد عبدالله حمدوك إلا بسبب تمسك الشعب به.أختنا الفضلى الدكتورة منى عبدالله ، أظنك أفضل من تبعث عبرها الرسائل الي الدكتور عبدالله حمدوك .
إن رفيق دربك يتخذ اليوم موقعاً خاطئاً من تاريخ نضالات شعبنا، و لأن التاريخ لا يرحم؛ دعيه يخير الإنقلابيين العسكر بين عودة الأمور الي ما قبل 25 اكتوبر أو ترك رئاسة وزراء حكومة الإنقاذ في نسختها الثالثة بقيادة عبدالفتاح البرهان ونائبه حميدتي.
لن يقبل شعبنا بحكم العسكر بعد ثورة ديسمبر و لا برئيس وزراء يعمل سكرتيراّ لدي الإنقلابيين .
إنها ثورة حتى النصر
ليتك تجد أذان صاغية.
ليتك تجد ضمائر صاحيه
لقد اسمعت اذ ناديت حيا *** و قد بقى نزر من الحياء لمن تنادي