مشروع ميثاق تحالف الكيانات النوبية

بسم الله الرحمن الرحيم

دعوة كريمة تلقيتها لحضور اجتماع في منزل الناشط في القضايا النوبية أحميدي..بتشريف الدكتور الجيلي فرح رئيس الكيان النوبي بالمملكة المتحدة والمنسق العام بالسودان..حضور أنيق ونوعي متعدد التخصصات والمشارب الفكرية والانتماءات الحزبية زين المكان..يعجز من لا يعرفهم عن التمييز بينهم وتحديد مواقعهم ..حيث البساطة والأريحية سيدة الموقف..والذوق الرفيع في تقديم الخدمة سمة الضيافة والمضيف.. وحسن تلقيها سمة الضيوف الذين تكبد معظمهم مشاق الحضور إلى مربع 6 من كافة القرى رغم مشاكل الطرق في الخريف.
الغرض كان مناقشة تجميع الكيانات النوبية ..والذي في سبيله سلم للحضور مشروع ميثاق تحالف الكيانات النوبية.والذي استهل بتفريق قرآني بين العهد كمرحلة أولى للعقد والميثاق بعد توثيقه.والذي أخذهما الله سبحانه وتعالى على ذرية آدم (الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك هم الخاسرون )
لست هنا بصدد تقديم الوثيقة المكونة من سبع صفحات بصورة كاملة ..ولكن تقديم لمحة منها مع أهم سمة فيها ويتكرر ذكرها في كل بند وهي الاعتماد على البرامج المدروسة من قبل مختصين مع فتح التعامل في سبيلها مع كافة المختصين ممن لا ينضوون تحت الكيان داخل وخارج السودان..
يبدأ المشروع بالتعاهد والتواثق بين كافة الكيانات والمنظمات النوبية ..ثم يدلف في بنده الثاني بذكر ماهية الكيان بجسم يجمع أنشطة كافة الكيانات لطرح قضايا المنطقة النوبية مجتمعة لاسماع صوت غاب طويلاً..وظلم بين تعرضت له المناطق النوبية..ويتم ذلك في تحالف لا يلتفت إلى الانتماءات الحزبية والمنظمات القومية ورفض إقصاء أي نوبي.
ثم يأتي البند الثالث متحدثأ عن الأهداف والوسائل بالبداية بتحويل العمل النخبوي إلى جماهيري مستفيدين من الوسائط الحديثة بعد تجربة لجنة مقاومة السدود.. ولا تختلف الأهداف الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والصحية عما تطالب به الكيانات المهمشة الأخرى في السودان..مع قضايا تخص الحفاظ على الإرث الحضاري واللغة ورفض التهجير ومقاومة السدود ورفض مصادرة الأراضي المخصصة للولاية لصالح الشركات الأجنبية مثل الحوض النوبي ومشروع غرب القولد وأرقين وقضايا التعدين وما إلى ذلك..
أما الآليات ووسائل التنفيذ فتتحدث عن استخدام الطرق المشروعة والاعتماد على الدراسات المتخصصة والاهتمام والاستفادة من وسائل الاتصال الحديثة..ويتم عبر اللجنة التنفيذية المزمع تكوينها ..ولذلك الغرض كان الاجتماع لتحديد ممثلين للمنطقة في الاجتماع المزمع عقده في (فريق) ثم كرمة..وكان إنصافاً من الحضور للمجموعة النشطة في هذا الحقل لعقد ونصف باعتبارهم الممثلين لحلفا الجديدة وهم أحميدي وفكري عبدوني واحمد عبد اللطيف وعلي صالح وياسر شاهين والفاتح شمت إضافة إلى ثلاثة من الخرطوم.
وفي تقديري أنه جهد مهم ومشكور تأخر كثيراً للاهتمام بالمنطقة التي يظن البعض أنها بعيدة من التهميش .. واذكر في ثمانينيات القرن الماضي عندما كنت معلماً بمدرسة القولد الثانوية .. أن أحد سائقي شاحنات تخص دريج تعجب أن تكون هذه حال منطقة يحكمها ابن منها وهو النميري كل السودان.ويكفي أن تعرف أن كل النتوء الذي احتله المصريون الآن كان به ثلاثة مدارس أولية اثنتان بالشرق هما دبيرة واشكيت وواحدة داخلية هي أرقين تضم كل طلاب الضفة الغربية ..أما جنوب المدينة فكانت مدرسة جمي هي الوحيدة..وعلى بساطتها وفقر بيئتها المدرسية كان طلابها يتفوقون.
ملاحظة مهمة هي أن قصور الدولة السودانية قد حوج كل المجموعات الشاعرة بالتهميش لتكوين كيانات للمطالبة بحقوقها مع اختلاف الوسائل من عمل مسلح وغيره..لكن الوثيقة تتسم سمة اهل المنطقة في السلمية..وربما تأخر تكوين هذا الكيان لحسن ظن ابنائه بالدولة ..كيف لا وفي مركز الحكم منسوبون لها مؤثرون..لكن في دولة الرأسمالية الطفيلية فإن الطفيلي منعزل عن منطقته ومهتم بمحيطه الاسري الضيق ..وعماراته وفواره سياراته.

[email][email protected][/email]