أخبار السودان

الإتحادي والختمية.. (بلوتيكا) اغتنام الرياح المشتدة

الخرطوم: أحمد عمر خوجلي
ظلت مواقف الحزب الاتحادي الديموقراطي وطائفة الختمية بزعامة السيد محمد عثمان الميرغني على الدوام في المحكات الصعبة التي تتصل بشراكته حزب المؤتمر الوطني التي تتطلب بياناً وافياً وواضحاً ظلت تتسم بالضبابية ومسك العصاة من الوسط فمع موجة الاحتجاجات الأخيرة ظهر ذلك بشكل جلي في عدد من اللقاءات والمخاطبات وكذلك التسريبات المقصودة التي تحاول الاحتفاظ بمخرج آمن للطوارئ.
لقاء الرئيس ببيت الضيافة
استقبل السيد رئيس الجمهورية الأسبوع الماضي قيادات من الطريقة الختمية بحضور مولانا السيد الحسن الميرغني مساعد رئيس الجمهورية حيث أعلنت القيادات وقوفهم مع الرئيس ضد المؤامرات التي تحاك ضد الوطن وامتدح الرئيس البشير مواقف مولانا محمد عثمان الميرغني وحزبه منذ توقيعه اتفاقية القاهرة مع الحكومة وظل ثابتاً لم يتغير ولم يتبدل في مواقفه، وحيا جهود السيد محمد الحسن الميرغني والحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل لوقفته لتجاوز البلاد هذه المرحلة.

الخليفة محجوب.. خطوة بخطوة
الخليفة محجوب عبد القادر ممثل خلفاء الطريقة الختمية في اللقاء أعلن دعم ومساندة الطريقة الختمية لجهود رئيس الجمهورية المشير البشير في تحقيق الأمن والاستقرار بالبلاد، وأكد وقوف الطريقة مع السيد رئيس الجمهورية خطوة بخطوة لرفعة البلاد وتحقيق طموحات وتطلعات أهلها في تحكيم شرع الله ومرضاته وأن لا يخشى في الحق لومة لائم.
ردة الفعل
أثار إعلان بعض قادة وخلفاء الطريقة الختمية في السودان دعمهم ومساندتهم للرئيس عمر البشير في مواجهة ما أسموه “المؤامرات التي تستهدف استقرار البلاد” سخطاً واسعاً وسط مريدي الطريقة، وتبرأت الأمانة العامة لمركزية شباب الهيئة من تلك الخطوة، وأعلنت تأييدها للاحتجاجات السلمية ضد النظام. محمد عثمان الميرغني زعيم الحزب الاتحادي الديمقراطي حيث أوضح بيان للأمانة العامة لهيئة شباب الختمية أن للطريقة قنواتها الرسمية التي تتحدث باسمها، وأشارت إلى أن الهيئة تمثل إحدى مكونات المجتمع السوداني تعيش وتتأثر به ولفت البيان إلى أن الحسن الميرغني التقى الرئيس البشير في “إطار وظيفته”، حيث يشغل منصب المساعد الأول للرئيس. وأضاف ”وبالتالي المركزية تقف مع المظاهرات السلمية التي يكفلها الدستور وتشجب قتل الأبرياء والتعامل مع الجماهير بالعنف والقمع وتطالب بالعيش الكريم للشعب.
إلى ذلك أشارت مصادر ختمية إلى أن الخليفة الذي تحدث في اللقاء لم يطلب منه الحديث باسم الختمية في لقاء الرئيس وأن السيد الحسن قد تفاجأ بمشاركته وحديثه وزادت المصادر أن الخليفة ربما يطمع في وراثة منصب الراحل عبد المجيد ليصبح خليفة خلفاء يقوم بالتنسيق بين المؤتمر الوطني وحزبه في أمور الشراكة. ولفتت المصادر إلى أن السيد الحسن التقى الرئيس في اجتماع مغلق حاملاً إليه رسالة من السيد محمد عثمان الميرغني موصياً إياه بالمحافظة على الوطن ووحدة أراضيه ومواطنيه)، وأن اللقاء عقب وجبة العشاء كان لقاءً مفتوحاً وعفوياً ولم يكن هو الأمر الأساسي في اللقاء.
إبراهيم الميرغني
تحت عنوان إلى من يهمه الأمر غرد إبراهيم الميرغني في حسابه على فسيبوك: (أوردت وكالة “سونا” وغيرها خبراً مفاده أن قيادات وخلفاء الطريقة الختمية يدعمون موقف وسلوك الحكومة من الأزمه الراهنة
عليه وجب توضيح إن من ذهبوا للقاء المشار إليه لا يمثلون إلا أنفسهم ولا يعبرون إلا عن موقفهم الشخصي وأن جماهير الختميه الممتدة عبر ربوع السودان شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً هم جزء أصيل ومكوِّن اساسي من مكونات الشعب السوداني يلتزمون موقفه وينحازون له لا لسواه. وهذا ما لزم توضيحه.
لقاء الصوفية
كما نقلت المصادر أن حضور قيادات ختمية كالوزيرين حاتم السر وأبوبكر عثمان العمدة حشد الطرق الصوفية إنه أيضاً أثار حنق السيد محمد عثمان الميرغني على القيادات المشاركة وإن هناك – حسب المصادر – اتجاه لإجراء تعديل وزاري في حصة الاتحادي من الوزراء.
خطاب الاستقلال.. للسيد محمد عثمان الميرغني
كل هذه الابتلاءات تمر بهذا الشعب الابي وهو صابر يكابد ويجاهد للحفاظ على دينه وعرضه وشرفه وكرامته وقد خرجت قطاعات لا يستهان بها من أبناء شعبنا يطالبون بحقهم المكفول لهم بنص الدستور في حياة أفضل و معيشة أكرم كان للدولة أن تسجيب لهم بحسن الاستماع وطيب الرد.. إلى أن يقول خطاب السيد محمد عثمان وقد احزننا أن تؤول هذه الوقفات الاحتجاجية إلى ساحات يستباح فيها الدم بين بناء الوطن الواحد على هذه الصورة التي يحرمها الشرع ويجرمها الوضع.
الخليفة عبد العزيز محمد الحسن
في خطبة أمس الجمعة شن الخليفة عبد العزيز محمد الحسن هجوماً على من تحدث باسم الختمية في لقاء الرئيس وتبرأ من لقاء الطائفة والرئيس وقال إن للختمية مؤسساتها ومن يتحدث بإسمها، ومعلوم إن مسجد السيد علي وخطيبه الخليفة عبد العزيز ظل الناطق الرسمي والمبين لوجهة نظر الحزب طوال فترة ما قبل الشراكة وقبل اتفاق القاهرة، لذا نجد أن حديثه يعتد به ومعبر عن موقف جدي آخر فمثلاً يكون من المستحيل أن يتحدث الخليفة في لقاء الرئيس ومشاركة وزيرين من قيادات الحزب بدون بيان لخط الحديث ولرسالة بدون ضوء أخضر من أصحاب القرار في الحزب وفي الطريقة.. لكن تبدو استراتيجية الحزب الاتحادي هي تحريك اتجاهات بحسب اتجاه رياح الأوضاع لأن الحزب إذا أراد أن يقطع القول ويوقف تعدد الشروح والتفاسير فيمكن أن يفعل ذلك بمنتهى السهولة وهي (تسجيل صوتي و فيديو) لزعيم الحزب والطريقة من مقر إقامته في القاهرة وهذا أمر مقدور عليه والوزير السابق إبراهيم الميرغني كان وزير للاتصالات.
غنيمة الرياح
إِذا هَبَّتْ رِياحُكَ فَاغْتَنِمْها فَعُقْبَى كُلِّ خافِقَة سُكُوْنُ
ولا تغفل عن الإحسان فيها فلا تدري السكونُ متى يكونُ
ويبدو أن قيادة الحزب الاتحادي الأصل ومعها طائفة الختمية القابضة بزمام الأمور تتمثل وصية الإمام الشافعي وتلعب بها بولتيكا – كما قال الراحل فيليب عباس غبوش عن نميري في أيامه الأخيرة خصوصاً أن أسلوب قصيدة الشافعي قريب وكثير الشبه بأهازيج الطريقة الختمية.

التيار

تعليق واحد

  1. لقد سقط هذا الحزب عمليا منذ أن فارقه الشريف الهندى … والآن كل هم محمد عثمان الميرغنى هو البنك الإسلامي الذى يمتلكه وخوفه من المصادرة ولو جاء ذلك على سمعة الحزب وماضيه العريق يقيادة الأزهري و الشريف حسين الهندى ،،،
    يحتاج هذا البنك الإسلامي الى مراجعة و مدى دوره في تدهور قيمة الجنيه السودانى ..؟؟؟؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..