مقالات وآراء

وداعا الموسيقار صلاح خليل ملك الغيتار

امير شاهين

قبل ان تجف دموعنا على وفاة الهرم الموسيقى الكبير الكابلى حتى اختطف الموت قامة موسيقية اخرى وهو عازف الغيتار الاسطورى والملقب بملك الغيتار صلاح خليل الذى انتقل الى جوار ربه  بالامس  وما اثار دهشتى هو ذلك النعى الخجول والباهت من  اتحاد المهن الموسيقية  الذى لا يرقى  مستوى الحدث  ولا سيما ان الفقيد كان  قد كرس السنوات الاخيرة من حياته فى خدمة العمل الادارى  فى هذا الاتحاد ! والمرحوم صلاح خليل من رواد العزف على الغيتار فى السودان  وبالتاكيد فان اسمه يذكر مع رواد واساطبن العازفين على هذه الالة مثل عثمان المو  اول من استخدم الغيتار فى الاوركسترا وشرحبيل احمد  ملك الجاز وبدرالدين عوض مؤسس فرقة اضواء بحرى  وبعدها البلوستارز ،  وقد بدأ الفقيد صلاح خليل حياته الموسيقية عضوا فى فرقة جاز العقارب برفقة صديقه عازف البيزجيتار محمد جبريل قبل ان ينتقلا سويا من العزف مع فرق الجاز الى العزف مع ما اصطلح على تسميته بالفن الحديث المكون من الاوركسترا التقليدية  حيث عملا معا فى اوركسترا الاذاعة و التلفزيوت التى كان الالتحاق بهما  صعب المنا وامنية كل الموسيقيين حيث الشهرة والمجد ، وقد لمع نجمه فى السبعينيات من القرن الماضى عندما كان احد نجوم فرقة الفنان الاسطورة وردى و اشتهر صلاح بعزفه الغيتار بتقنية الواوا Wah Wah وهو جهاز يتصل بالغيتار الكهربائى ويضغط عليه العازف بقدمه كالبدال فيصدر اصوات مميزة صاخبة وقد انتشرت هذه التقنية فى السبعينيات وكان منشاها فى موسيقى السول والار اند بى الامريكية حيث اشتهر يها المغنى الامريكى الاسود اسطورة السول ميوزيك ايزاك هايز فى الاغنية الخالدة والمسموعة حتى الان  Shaft ، ويعرف عن صلاح مهارته وتفوقه الواضح فى العزف   وهو ما جعل العملاق وردى الذى كان مشهورا باختياره لافضل العازفين لاداء اعماله حيث كان صارما بل وحتى قاسيا لا يتساهل مع ما يراه  من اداء غير جيد او محترف لموسيقى اغانيه ولذك كان الكثير من العازفين  يخشونه ويتجنبون العمل معه   وقد وجد وردى فى صلاح ضالته المنشودة  فابدع فى العزف مع وردى الذى كان له قصب السبق فى استخدام الالات الموسيقة الكهربائية الحديثة  مثل الغيتار والبيز جيتار والساوند سيستم  وظهرت هذه الالات بوضوح فى اغنيات مثل ” نور العين” و ” ذات الشامة” و ” الحنينة السكرة”  تلك الاغنيات التى اعاد وردى صياغتها لتتماشى مع الموجة العالمية التى كانت سائدة فى تلك الايام  ،   وكان لصلاح خليل  دور كبير فى اداء العزف المنفرد  Solo المتميز  فى انيات ” جميلة ومستحيل” و ” الحزن القديم ” و ” بناديها”   ونسبة لموهبته الكبيرة فقد  تاثر  به جميع من اتوا بعده والذين يحفظون له بانه مان نعم الاستاذ والمعلم لهم وفى مقابلة مع الموسيقار عازف الغيتار الشهير شاكر عبدالرحيم  ذكر بان صلاح خليل كان مثله الاعلى الذى تاثر به   . بدورى كنت وقد تعرفت الفقيد  فى الثمانينيات وكان  وقتها لا يزال نجما لامعا فى سماء الموسيقى السودانية وبالرغم من ذلك فقد كان متواضعا دمث الاخلاق يميل الى الصمت والهدوء ، وفى السنوات الاخيرة اتجه الى العمل الادارى فى اتحاد المهن الموسيقية مبتعدا عن العزف ، الا رحم الله صلاح خليل وجعل قبره روضة من رياض الجنة والهم اله و ذويه الصبر والسلوان وانا لله وانا ايه راجعون .

[email protected]

تعليق واحد

  1. شكرا أمير على هذا الكلام الجميل في حق هذا الرجل الجميلز كان صلاح متحضرا وجميلا كما كان السودان متحضرا وجميلا في تلك الايامز آه يا خرطوم السبعينات

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..