مقالات وآراء

مقترح للمقاومة الايجابية !

حسين عبدالجليل

 

الثورة الشبابية المتواصلة في بلدنا الحبيب ستؤدي في نهاية المطاف – الي قيام نظام حكم ديمقراطي ، فحكم العسكر ، المخالف لطبيعة الاشياء  سيزول عاجلا بأذن الله . لايحتاج شباب وشابات لجان المقاومة للانتظار حتي قيام نظام الحكم الديمقراطي المثالي لتطبيق بعض أحلامهم وأحلامنا علي أرض الواقع – ولهم في مشروع شباب شارع الحوادث الذي طبق خلال حكم فترة  الانقاذ أسوة حسنة . ومازلت أذكر بأعجاب أنه في فترة أعتصام ميدان القيادة العامة قام نفر كريم  من الثوار بانشاء فصول  بميدان الاعتصام  للتعليم ومحو ألامية لبعض الشباب والاطفال المشردين (أكره استخدام كلمة مشردين ولكن لابد من استخدامها لتوصيل المعني للقارئ)  الذين شاركوهم الاعتصام  وقد  أنتهت تلك التجربة الجميلة بعد مذبحة القيادة .

خطرت لي فكرة هذا المقترح بعد أن تابعت كغيري ماينشر عما تسميه احهزة الاعلام ب “عصابات النقرز” و “تسعة طويلة” وبعضهم  مجموعة من الشباب الذين لامأوي لهم  وحسب علمي فغالبيتهم هم ممن شردتهم حروبنا الاهلية في جنوب السودان ودارفور . ربما يقول قائل أن بعضهم غير سودانيين ، هذا الاحتمال  وارد  ولكن من الصعوبة وربما الاستحالة أن نطلب أوراقا ثبوتية مثل شهادة الميلاد ،  الجنسية  ، او الرقم الوطني من شخص لامأوي له ، يعيش و ينام في الشارع .

أوردت اجهزة الاعلام و وسائط التواصل الاجتماعي في الاشهر الماضية ارتكاب بعض اولائك الفتية المشردين  جرائم نهب مسلح كما و حاولت جماعات الثورة المضادة أستغلالهم للاعتداء علي المتظاهرين من الثوار في المليونية الاخيرة .

من العار علينا وجود هذا العدد الكبير من الشباب المشردين في عاصمة بلادنا . ولاأعتقد أن الحل الامني هو الحل الامثل لهذه المشكلة مع ايماني التام بأن كل شخص  بالغ راشد يرتكب أي جريمة يجب معاقبته بموجب القانون الساري ، الا أن ماقصدته هو  أن الحل الجذري لهذه المشكلة لن يكون حلا أمنيا فقط بل يجب أن يستصحبه و يتقدم عليه حزمة من الحلول الاخري التي تشمل توفير المأوي الكريم ، الرعاية الاجتماعية ، الصحية ، التفسية والتدريب المهني والتعليم الاكاديمي للفتية الذين لامأوي لهم . وبذلك نتجنب كمجتمع أنحرفهم نحو عالم الجريمة .  وهنا يأتي دور شباب لجان المقاومة بالعاصمة وهم في فئة عمرية مقاربة لاخوانهم في الانسانية والوطن ممن ابتلاهم الله بالفقر المدقع و انعدام المأوي والاسرة التي تحميهم.

ماأقترحه هنا هو أن تقوم لجان مقاومة الخرطوم ، وبالمساعدة المادية من بعض المغتربين الحادبين علي الثورة ، بمشروع تجريبي  pilot project    وذلك بغرض اسكان ،  تدريب ، تأهيل وتعليم عدد محدود من الفتية المشردين لفترة زمنية محددة تتم بعدها تقييم التجربة وتعميمها بعد الاستفادة من الدروس التي تم تعلمها من التجربة . للتوضيح فان  هذا المشروع موجه بالتحديد للمشردين الشباب الذين لم تتم أدانتهم في جرائم عنف .

بتبني مثل هذا المشروع المحدد الاهداف أو  أي مشاريع مشابهة كتشجير وتجميل أحياءهم ومحو أمية ساكنيها فان شباب المقاومة لن يكون عليهم الانتظار لتنزيل لارض الواقع  بعض احلامهم واحلامنا بوطن عاتي  يستحقونه . وطن أكثر  جمالا وأكثر أنسانية ! .

و بالله التوفيق والسداد .

[email protected]

‫2 تعليقات

  1. يا سلام عليك يا استاذ انت جبت الزيت. لازم شباب لجان المقاومة يطلعوا بي مبادرات لعمل الخير و العمل الطوعي في كل أنحاء السودان.

    1. تحياتي أستاذ عزو :

      شباب المقاومة الذين يقودون أباءهم و أجدادهم في رفض حكم العسكر- فاضافة لمقاومتهم لحكم العسكر – علي عاتقهم أيضا تغيير الفهم المغلوط للسياسي ليصبح خادما للشعب حقيقة و ليس مجازا . فيمكنهم البدء في فعل ذلك اﻵن بممارسة أنواع مختلفة من العمل الطوعي الذي ينفع الناس , كلُ في المكان الذي يليه و سيكون في ذلك تمرينا عمليا لهم في في الفهم الصحيح للسياسة . ليقوموا بتعميمه حين يكتب الله لهم حكم السودان و عسي أن يكون ذلك قريبا بأذن الله .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..