أخبار مختارة

خطورة الاصطفافِ القَبَلي على السُّودان ..!

د. فيصل عوض حسن

وفقاً لعُلماءِ الاجتماعِ، فأنَّ “التَعَصُّبَ” مَرَضٌ يُفضي للكراهيَّة المُجتمعيَّة/الشخصيَّة، سواء على الصعيد السياسي أو العقائدي/الدِيني والمَذْهَبي، أو العِرقي والطَبقي والرياضي، وهناك من يتعَصَّب لدولته أو إقليمه/منطقته أو نَّوعه (أنثى/ذكر) وغيره. وللتَعَصُّبِ أسبابٌ عديدة أهمَّها تَضَخُّمِ الذَّات، والإحساس بالنقص/الدُّونِيَّة، والجهل ونقص المعرفة، والغُلُو في تقديس البشر، والانغلاق وضيقِ الأُفُق. فضلاً عن التنشئة القائمة على التمييز وفق اللون أو الجنس أو القبيلة أو الفكر، والفهم الخاطئ للنصوص الدينيَّة، وضياع الهدف أو القضيَّة، وغياب آداب/أخلاقيات الحوار والتعامل مع الآخر، وانعدام العدل والمساواة، وغَلَبَة المصالح الشخصيَّة، وسيادة ثقافة القُوَّة/العنف وافتقاد القدوات، وتَرَاجُع الدور التربوي للأسرة والمُؤسَّسات التعليميَّة.

رغم تَصاهُراتنا والتقاء جذورنا الوراثيَّة وتَدَاخُلِها، وتَشَابُه سُحْناتنا وتَقَارُب مُستوياتنا الثقافيَّة/المعرفِيَّة، وعدم وجود (مزايا) تفضيليَّة حقيقيَّة بين بعضنا البعض، لكننا نحيا في السُّودان جميع أنواع التَعَصُّبِ، سياسياً وعِرقياً ودينياً وثقافياً/فكرياً وغيره، وبلَغَ بنا التَعَصُّب حَدَّ الافتخار بـ(الأحياء السَكَنِيَّة)، وقد نَتَشَابك/نَقْتَتِل في هذا الأمر دون تَردُّ/تَدَبُّر! وما زادَ حالتنا تعقيداً، مُساهمة غالبيَّة النُخَب السُّودانِيَّة في صناعة/تغذية هذا الاصطفاف/التَعَصُّب، بدلاً عن التوعية بأخطاره وأبعاده المُدمِّرة! ويُمكن القول بأنَّ التعصُّب مُتَجَذِّر ويتحكَّم في تَوَجُّهات غالبيَّة الشعب السُّوداني، خصوصاً التعصُّب القَبَلي/الجَهَوي وهو الأخطر والأكثر شيوعاً، ونَتَجَت عنه صراعات دَمَوِيَّة مُتطاوِلة ومُؤلِمة، أدَّت لانقسام السُّودان وتُهدِّد بانقساماتٍ جديد، إذا لم نَتَّعِظ من (فِتَنْ/أطماع) النُخَب/الجماعات، الذين ينقلونا من صراعٍ لآخر، حتَّى أصبحنا على شَفَا حربٍ أهلِيَّةٍ مُدَمِّرة، سنكون نحن (عَامَّةُ الشعب) ضحاياها الحصريين.

بالتأمُّل في صراع دارفور، وهو الأكثر دَمَوِيَّةً ودمار، فقد بدأ منذ سنواتٍ بعيدةٍ بين الرُعَاةِ والمُزارعين، بسبب مصادر المياه والأراضي الزراعِيَّة/الرَعَوِيَّة، ثُمَّ انتقل الصراع من الموارد ليأخذ الطابع العِرقِي/القَبَلي، بإيعازٍ وتحريضٍ من بعض الجماعات والنُخَب المُنحدرة من (جميع) مناطق السُّودان، بما في ذلك دارفور نفسها، وشَكَّلَ (بعضهم) كياناتٍ تَدَثَّرت ظاهرياً بالنضال، بينما كان هدفها المُسْتَتَرْ السُلطة والثروة، بعيداً عن مُعالجة جذور و(جوهر) الأزمات، التي ساهموا في صناعتها وتأجيجها. ساعدهم في ذلك، غياب الوعي والتنمية، وانتهازِيَّة الحكومات المركزِيَّة المُتكوِّنة أيضاً من كل مناطق السُّودان، فضلاً عن تَدَفُّق الأسلحة والجماعات والأفراد من الخارج!

ازداد الأمرُ سوءاً في حِقبة المُتأسلمين، الذين خَصًّصُوا مُؤسَّسات بعينها لتعميق الاصطفاف/التَعَصُّب، خاصَّةً الديني والجَهَوِي، كوزارة التخطيط الاجتماعي، التي تولَّى أمرها علي عثمان، ووَضَعَ لَبِنَاْتْ الفتنة بين أبناء الوطن الواحد، ورَسَّخَ لثقافة الاختيار والتعيين استناداً للقَبَلِيَّة/الجَهَوِيَّة، وقام بتصنيف النشء وتمييزهم في المدارس وفق القبائل، بتنسيقٍ عالٍ مع وزارة التعليم (آنذاك). وهناك مُؤسَّسة الخدمة الإلزامِيَّة، التي مَارَسَت غَسْلَ الأَدْمِغَة في أبشع صوره، وأفرغت دواخل شبابنا من القيم والمبادئ، واستبدلتها بالتَوَجُّهات الإسْلَامَوِيَّة القائمة على التَعَصُّب، والمُتقاطعة مع الفطرة الإنسانيَّة السليمة، والطبيعة السُّودانية المُتسامِحة والمُسَالِمة. ويُمكن القول إجمالاً، بأنَّ المُتأسلمين انتهجوا سياسة (فَرِّق تَسُدْ)، بتقسيم الدولة لولاياتٍ ومحلياتٍ وقطاعاتٍ ومُؤسَّسات، رغم تكاليف هذا التقسيم وأعبائه على الاقتصاد المُتراجِع، واستبعدوا الشعب السُّوداني وانفردوا بثرواته، وأنهكونا فكرياً/روحياً وبدنياً واجتماعياً.

رغم (الخُبث) الإسْلَامَوي، حافظ السُّودانِيُّون على تَمَاسُكِهِم وارتباطهم الوجداني، وظلَّ التضامُن والتَلَاحُم السُّوداني النبيل والمُدهش شاهداً وحاضراً دوماً. ولنسترجع مَلاحِم الحِراك الشعبي بدءاً بديسمبر 2018، وصولاً لاعتصام جميع السُّودانيين، بعَفَوِيَّةٍ واجتهادٍ شعْبيِ خالص، وبعيداً عن جميع الكيانات (مَدَنِيَّة/مُسلَّحة)، وحماية المُواطنين لبعضهم البعض. لكننا وللأسف، عُدنا لمُربَّع الاصطفاف القَبَلي/الجَهَوِي، وتَصَاعدَت درجات التَعَصُّبِ، وانتشرت التعابير اللَّفظِيَّة العَدَائِيَّة، والأصوات المُنَادِيَة بالكراهِيَّة والتَخَلُّصِ من الآخر! عُدنا للنَهج الإسْلَامَوِي (الخبيث)، بإيعازٍ من الطَّامعين الخارجيين، وتنفيذ (المُرتزقة) وتُجَّارِ الحرب والنضال، حيث ابتدَر هذه العودة المُرتزق حميدتي، حينما أدرك (قُوَّة) الشعب الذي اتَّحَدَ ضد المليشيات الجنجويديَّة المأجورة/المُرْتَزِقَة، فسارع (المُرتزق) حِمِيْدْتي لحَشْد (سَواقِط) الإدارات الأهلِيَّة، الذين استجابوا لفِتات موائده المسمومة، وأشعلوا الفِتَن الجَهَوِيَّة من جديد، وهو أمرٌ حَذَّرتَ منه في مقالاتٍ عديدة، كمقالة (فَلْنُعَجِّلْ بِإيْقَاْفْ تَمْكِيْنْ حِمِيْدْتِي حِفَاْظَاً عَلَى اَلْسُّوْدَاْن) بتاريخ 15 مايو 2019، و(الغَفْلَةُ السُّودانيَّة) بتاريخ 26 مايو 2019، و(اَلْسُّوْدَاْنُ تَحْت اَلْاِحْتِلَاْل اَلْجَنْجَوِيْدِي) بتاريخ 3 يونيو 2019، و(اَلْسُّوْدَاْنِي اَلْأصِيل وَاَلْجَنْجَوِيْدِي اَلْمُرْتَزِق) بتاريخ 5 يونيو 2019، و(السُّودان بين مليشيات المُتأسلمين والجَنْجَوِيْد) بتاريخ 14 يونيو 2019، و(مَنِ اَلْمُسْتَفِيْد مِنْ إشْعَاْلِ اَلْشَرْقِ اَلْسُّوْدَاْني) بتاريخ 31 أغسطس 2019، (مَتى نَحْسِمْ الأفعَى الجَنْجَوِيدِيَّة؟!) بتاريخ 9 أكتوبر 2019 وغيرها.

المُمارسات (المُخزِية) لجماعة قحت، وَأَدَت الدوافع (الجوهريَّة) التي ثار السُّودانِيُّون لأجلها، وساهمت كثيراً في (إحياء/إشعال) القَبَلِيَّةِ/الجَهَوِيَّة من جديد، ثُمَّ جاء حمدوك وأشعلها أكثر، باختياراته غير الموضوعِيَّة للوُزراء، والتي لم تَلتزم بعامل الكفاءة وتَغَافَلت عن تحقيق التَوازُن بين الأقاليم، وهو أمرٌ فَصَّلته في عددٍ من المقالات كـ(إِلَى أَيْن يَقُوْدُنَا حَمْدوك) بتاريخ 24 سبتمبر 2019، و(المُتَلَاعِبون) بتاريخ 24 أكتوبر 2019، و(اِسْتِرْدَادُ الثَوْرَةِ السُّودانِيَّة) بتاريخ 3 فبراير 2020 وغيرها. أمَّا المُجتمعين في جوبا (للتفاوُضِ) باسم السُّودانيين، ورغم تَدَثُّرهم بالنِّضال ودعواتهم المُبَطَّنة والصَّريحة للتَعَصُّبِ القَبَلي/الجَهَوي، لكنهم لا يختلفون عن المُتأسلمين والمهنيين/قحت وأزلامهم، فهم يسعون لمصالحهم المالِيَّة والسُلْطَوِيَّة، ويُنفذون سيناريو أخطر وأكثر انحطاطاً، مما حدث بنيفاشا التي أفضت لفصل الجنوب وحده، بينما يعملون الآن لتذويب/تلاشي السُّودان بكامله، ويتضح هذا التآمُر من التقسيمات (المُفاجئة) لما يُسمَّى مسارات تفاوُض، وإيجاد مقاعد/مسارات وَهمِيَّة للبعض! ولو كانوا صادقين/قادرين فعلاً، لما جلسوا مع المُرتزق حِمِيْدْتِي من أساسه، لأنَّه كان ولا يزال (أداة) الإبادة والإجرام في السُّودان عموماً، ودارفور والمنطقتين والشرق بصفةٍ خاصَّة، وهي المناطق التي يُتَاجر المُتواجدون في جوبا بقضايا ودماء أهلها.

إنَّ الضحايا الحصريين للاصطفاف القَبَلِي/الجَهَوِي هم (عَامَّةَ) السُّودانيين، على اختلاف أقاليمهم ومناطقهم، هكذا رأينا وسنرى الأسوأ لو استمرَّت غفلتنا، أمَّا الجماعات (مدنِيَّة/مُسلَّحة) والنُخَبْ المُتدثِّرين بالقِبَلِيَّة والجَهَوِيَّة والدَّاعين لها، فقد ظَلُّوا على مَرِّ العُهُودِ في مأمنٍ هم وأسرهم، ولا يدفعون تكلفة (فِتَنِهِم) وخياناتهم المُتلاحقة للشعب، ولقد آن للسُّودانيين إدراك هذه الحقيقة التي لا تحتاج لشرحٍ وتفصيل. وبدلاً عن الاصطفاف الجَهَوِي والتَعَصُّب واستعداء بعضنا البعض، علينا التِدبُّر وإعمال العقل، والاتفاق على دستورٍ مُحترم، يكفُل لجميع عرقياتنا السُّودانِيَّة بالتعايش السلمي، دون تمييزٍ/تفضيلٍ، ويضمن حقوقنا الإنسانِيَّة/الاجتماعِيَّة والسياسيَّة والاقتصاديَّة والثقافيَّة/الفكريَّة. ولندعم ذلك، بإعداد استراتيجيَّة وخطط عمل رصينة للتنمية المُتوازنة والمُسْتَدَامة، وتحديد أسباب الاختلاف والانخراط في حواراتٍ مبدئِيَّة، وتهيئة محاور مُشتركة لإعادة البناء المُجتمعي، والاستفادة من التجارُب العالمِيَّة/الإقليميَّة في تطويع وتسخير، التَنوُّع الثقافي والعرقي، ليكون مصدراً للتطوُّر والوحدة الوطنِيَّة.

ما لم نَتسامح ونتعايش سَلمياً، ونتَجاوَز المَرَارات التاريخيَّة التي ساهمنا فيها جميعاً، وحَرَّرنا ذواتنا من العصبِيَّة المُتَجَذِّرة فينا، سنفشل في التَحوُّل إلى مُجتمع مثالي، بل سيتلاشى ما تَبَقَّى مِنَّا ومن بلادنا، التي أضحت خواء من فَرط النَكَبات المُتواصلة. ليتنا نَتَدَبَّر التكاليف الباهظة للتَعَصُّبِ والاصطفاف الجَهَوِي، والنجاحات المُتوقَّعة من تَمازُج تَنَوُّعنا الثقافي والعِرقي، مُستصحبين علاقات الزَمَالةِ في الدراسةِ والعمل، والجِيْرَةِ والمُصاهَرةِ وصِلَاتِ الأرحام التي تربط بيننا، وطَوَّعنا/سَخَّرنا كل ذلك لتعضيد الإتحاد والتَلَاحُمِ وتعزيز وحدتنا الوطنِيَّة، وتَفَرَّغنا لإعادة بناء السُّودان وفقاً لأسُسٍ إنسانِيَّةٍ وقانونِيَّة وعلميَّة سليمة، بعيداً عن المُجرمين والمُرتزقة والطُفيليين، والكيانات الانتهازِيَّة والطَّامعين الخارجيين.
[email protected]

‫10 تعليقات

  1. لك كل التقدير والاحترام دكتور فيصل. مقال في الصميم. لغة رصينة وطرح جميل في منتهى العمق وتشخيص واقعي لمشكلة اقعدت السودان كثيرا.

    1. شكراً هذا المقال فيه كلام جميل جدا لمصلحة الشعب الذي عنا ما عنا من الجهوية الخاويه التي قادت بنا إلى زيل الشعوب شكرا لك كتيررر دكتور فيصل وفقك الله في عمل الخير بارك الله فيك

  2. سبحان الله يا دكتور فيصل مازال المركز يحسب أن لنا قطاطي فى رؤوسنا. العنصرية موروثة وتسري فى دماء البعض كالدم. هل تقول لى لماذا ٩٨% من قادة القوات النظامية ومؤسسات الدولة الاقتصادية لماذا من نصيب ٢% من سكان السودان لماذا لم يعد هذا السلوك هو السلوك العنصري الذي أوصلنا لهذه المرحلة.

    الجنوبيون أتهموا بالعنصرية وفصلهم الشمال وذبح الروبيضة ثورا أسودا لانفصال عنصريو الجنوب. من هم أصحاب فكرة فصل الجنوب وحروبه منذ ١٩٥٤ هل هو حميدتي.

    علينا تسمية الأشياء بمسمياتها. القائل الغرباوية لو ركبها جعلي فخر لها ليس عنصري ومن يطالب بالحرية والعدالة والسلام عنصري طالما ابناء البلد غير راضون عنه.

    اكثر من ستون و٥ ملايين شهيد لم يدان مجرم واحد من الطغمة العنصرية وخير شاهد المجرم البشير للإصلاحية والثائر دسيس مان للسجن.

    كل الجرائم المرتكبة تنسب لتنظيمات سياسية لكن المكون هو نفس المكون والعنصريون هم نفسهم لكن إختلفت مسمياتهم شيوعيين وناصريين واسلاميين. المرة هذه لن تسلم الجرة لابد من طرح احصاء كل وظائف الدولة بالاسم والقبيلة حتى نعرف من هو العنصري من غير العنصري.

    1. الدكتور /صديق..

      أتمنى تفضلكم بقراءة المقال جيداً وبهدوء.. أنا متأكد بأنك لم تكن بحاجة لكتابة تعليقك أعلاه.. واضح أنك قرأته على ( عَجَلْ ) أو مقتطفات منه.. لأن تعليقاتك تؤكد ذلك..

  3. سبحان الله يا دكتور فيصل مازال المركز يحسب أن لنا قطاطي فى رؤوسنا. العنصرية موروثة وتسري فى دماء البعض كالدم. هل تقول لى لماذا ٩٨% من قادة القوات النظامية ومؤسسات الدولة الاقتصادية لماذا من نصيب ٢% من سكان السودان لماذا لم يعد هذا السلوك هو السلوك العنصري الذي أوصلنا لهذه المرحلة.

    الجنوبيون أتهموا بالعنصرية وفصلهم الشمال وذبح الروبيضة ثورا أسودا لانفصال عنصريو الجنوب. من هم أصحاب فكرة فصل الجنوب وحروبه منذ ١٩٥٤ هل هو حميدتي.

    علينا تسمية الأشياء بمسمياتها. القائل الغرباوية لو ركبها جعلي فخر لها ليس عنصري ومن يطالب بالحرية والعدالة والسلام عنصري طالما ابناء البلد غير راضون عنه.

    اكثر من ستون و٥ ملايين شهيد لم يدان مجرم واحد من الطغمة العنصرية وخير شاهد المجرم البشير للإصلاحية والثائر دسيس مان للسجن.

    كل الجرائم المرتكبة تنسب لتنظيمات سياسية لكن المكون هو نفس المكون والعنصريون هم نفسهم لكن إختلفت مسمياتهم شيوعيين وناصريين واسلاميين. المرة هذه لن تسلم الجرة لابد من طرح احصاء كل وظائف الدولة بالاسم والقبيلة حتى نعرف من هو العنصري من غير العنصري.

  4. الانظمة الدكتاتورية العسكرية المسيسة دمرت الإنسان السوداني تماما عقليًا وفكريًا لذلك جعلته يكفر أولًا بانه إنسان سوداني لذلك اول أعراض هذا الدمار التام تجدها في النخبة التي هربت من واقعها السوداني الي الايدولوجية تمثل لها وطن بديل مثل الكيزان الذين دمر دولة الوطن من اجل دولة الدين وابناء ماركس وناصر وعفلق والوهابية وزعماء القبائل باسم الثورية والتحرير كل هذه النخب رغم خلافاتها مدمرة بينها تتفق علي شيء واحد هو تدمير السودان القديم وقيام النموذج الذي يحلمون به وطن تحكم قبيلة او مجموعة عقيدية.
    ليس من اهتماماتهم ان تعم الحرية والسلام والديمقراطية ويتحصل هذا الشعب علي الخدمات الأساسية من طعام وصحة وتعليم.

  5. المقال به كثير من الثقوب اتهم النخب السياسية وهذه النخب أغلبها من حيز جغرافي معين وقد سئل عقب الانتفاضة 1985م عندم إشراك شرائح كبيرة من السودانيين في قيادة البلاد فقيل أنهم ليسوا متعلمين وهذه الحجة مردودة إليهم إذا كانت البلاد عاجزة منذ الاستقلال لتنشئة جيل في أي جزء من السودان ليقوم بأعباء الإدارة والحكم فمن ذا الذى يلا/ على ذلك. ثم مناهج التربية والتعليم لم تعترف بالتنوع العرقي والجغرافي وحتى الدساتير المؤقتة لم تعترف بالتنوع فجعلت اللغة العربية هي اللغة الرسمية ليس ذلك فحسب بل صار النجاح في اللغة العربية شرطا للنجاح وحتى إذا لم يكن الممتحن من أصل عربي!! ويأتيك الرد مراوغا لان اللغة العربية هي لغة الدين نعم ولكن هل تتم المعاملة كما دعا اليها الإسلام تلك سقطة أخرى. انظر إلى وسائل الإعلام الرسمية لا تنقل إلا السودان النيلي انتظر أمام التلفاز مثلا لتر الذى يحدث حوارات أغاني مناظر ثابتة ومتحركة حتى هناك الجديد اللون ولو دعا الحال إلى وضع أطنان من المبيضات ومغيرات اللون. ليست هناك كراهية لأحد بل ناك صورة يراد للسودان أن يكون عليها وهذا مستحيل لأن وحدة الأنواع والأجناس والألوان غير موجودة حتى في الطبيعة ونبذل مجهودا فيمالا يمكن تحقيقه لنتعامل كما نحن على أساس من التقدير والاحترام. أما التنمية فهناك ظلامات تاريخية إذا لم تعالج فلن ير السودان أي مستقبل لنأخذ طريق الإنقاذ الغربي وكهرباء دارفور لأول مرة في تاريخ الدول أن يشيد طريق قومي بالعون الذاتي كما هو الحال في الإنقاذ الغربي وليته تم !! ويكون الرد جاهزا وهو أن على الحاج من أولادكم ولم ينجز العمل فلنمض بالمنطق لنهايته لماذا لم يقدم إذن للمحاكمة العالة للاقتصاص منه؟؟؟ نعرف أن الحاج عطا المنان مدير شريان الشمال قبض خمسة وثلاثين مليار لصيانة طريق نيالا كاس زالنجى فأزال طبقة الأسفلت من الطريق وتذرع لاحقا بالظروف الأمنية ولكنه بعد أن قبض المبلغ كاملا غير وإلى يومنا هذا لا صيانة ولا رد المبلغ لخزينة الدولة؟؟ هل تعلمون أنه في وزارة الخارجية بكاملها لا يوجد سوى أحد عشرة سفيرا من دارفور من جملة مائتي وما يزيد سفير حيث تجد الأخ والخال وبنت الأخت والزوجة وزوج البنت في إدارة واحدة دعك من الخارجية بكاملها. أما كهرباء دارفور فأمرها عجب أعرف أن كل المبلغ تم تسديده لمقابلة التكاليف ولكن أولئك القادرون لا يعجزهم شيء في إلحاق الأذى بدارفور. بالرغم /ن ان البترول المستخدم في التوليد ينتج في كردفان الجارة وهى لن تدخر وسعا من أجل دارفور ولكن الكونترول ( الأمية ) في الخرطوم لا ترغب. أن أنظمة الحكم بلا استثناء لم ترتق لحجم المسئولية زادتها الإنقاذ ضغثا على إبالة بعنجهيتها وسلوكها الإجرامي باسم الدين..نخلص إلى بناء الدولة الحديثة لن يتم إلا بقبول بعضنا بعيدا عن الأنانية وتصعير الخد للاخر ولنبدأ أولا بمعالجة الوضع المائل. وبدون ذلك فليس بمقدور أحد أيقاف التدهور والذى سينتهى بالتشظي والتجزئة ونهاية السودان إلى الحالة سبقه إليها الاتحاد السوفيتي

  6. تعليق على KOGAK lEIL

    بدأت تعليقك بعبارة ( المقال كله ثقوب )، لكنك لم توضح تلك ( الثقوب )، هذا أولاً..

    بالإطلاع على تعليقك الطويل، أجده بعيد عن ( جوهر ) المقال، لأنَّني أعلم أصلاً وجود فروقات ومَرارات كثيرة، إنَّما تحدثت في المقال عن ( تَصَاعد ) الاصطفاف القَبَلي وخطورته، بعبارة أُخرى أنَّ علاج مشاكلنا لا يكون بالاصطفاف وإنَّما بقبول ( التَنَوُّع )، يعني أنا ( ضد ) الاصطفاف ولست معه، لأنَّه سيزيد حالتنا تعقيداً وسندفع جميعاً ثمن ذلك..
    ثم وجدتُك تتفق معي في ( ضرورة ) مُعالجة هذه الإشكالية و( بناء الدولة الحديثة )، وهو ما نفس كلامي لكنه لا يتحقق ( بالاصطفاف القبلي ) المتصاعد الآن..!

    ياريت تقرأ المقالة مرة أُخرى بـ( العقل ) وليس العين فقط، وأثق تماماً بأنَّك ستتمنى لو لم تكتب عبارتك التي بدأت بها تعليقك أعلاه..!

  7. ناس الشمال والوسط هم من قلعوا ليك الكيزان يا وهم والله لو ما أهل الشمال والوسط الكيزان يكونو راكبنكم حتى الآن…. مقال جميل لكن لن يفهمه اي عنصري… ياخ طالبوا بالانفصال ذي الجنوبيين عشان الجميع يرتاح..

    1. اخي الكريم خالي شغل:
      ارجو ان يتسع صدرك لتعليقي المقتضب وهو وجوب اننا نقف كلنا مع دعوة دكتورة فيصل وتحذيره من خطورة الاصطفاف القبلي. يكفي بلدنا وشعبنا معاناة. الاصطفاف القبلي سيكون وبال على بلدنا ونحن على اعتاب مرحلة جديدة نسعى فيها لبناء وطننا. دعونا عليكم الله من تبادل الاتهامات. ومال قاله الدكتور صحيح المشكلة في النخب السياسية. شوف الجنوبيين بعدما انفصلوا حصلت مجزرة بين الدينكا والنوير لا زالت اثارها باقية حتى اليوم. نحن ربنا كرمنا بنعمة عظيمة لكننا لم نحسن استغلالها وهي هذا التنوع القبلي والاثني والثقافي. والإرتقاء ببلدنا يحتاج لشينين اثنين فقط: ان نحسن ادارة التنوع وان نحسن ادارة الموارد. احيانا اختلف واحيانا اتقف مع دكتور فيصل ولكني الآن بديت افهم اسلوبه بشكل افضل فهو يضع يده دائما في الامور التي تهم الوطن وان اختلف معه بعضنا في اسلوب تناوله وينبه الى معالجات ينبغي علينا كلنا ان نبادر بها حتى يقف وطننا على رجليه. ولك ولدكتور فيصل ولكل الاخوة المشاركين بمداخلات تحياتي.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..