مع الثورة والثوار

الصادق عبد الوهاب
دخلت الثورة التى لم تعد احتجاجات كما يتعمد اعلام العرب وصفها–دخلت اسبوعها الرابع – باكثر قليلا من انطلاقتها– وتوغلت فى الوجدان السودانى متحالفة مع السخط العام – وانتشرت فى كل الولايات بدون استثناء- لان المصيبة واحده والهدف واحد– ولم تعد مطالبات الخبز والوقود والنقود هى محركات الثورة وان كانت بدايتها– فقد ادرك الجميع على اختلاف قدراتهم الفكرية ان النظام الدى جثم على البلاد وكتم انفاسها لثلاثة عقود ان له ان يرحل والى الابد–ولم يعد ممكنا ان يستمر لوقت اضافى–وبرغم الخدلان العربى للشعب والدعم الظالم للنظام وتركه يبطش بالشباب الثائر- دون ان يبدى قلقا–او ان يصدر عنه احتجاجا والبعض اختار ان يقف فى منطقة محائده-ومع دلك ورغم دلك تتواصل الثورة بتكتيكاتها المبتكره- تتنادى اليها مناطق جديدة وقوى جديده– وفى هدا فاننا نرى ان قيادة الحزب الشيوعى لم تتعلم من تجاربها السابقة ومازالت تواصلت خنق الثورة ومنعها من التنفس باصرارها غير المنطقى بالرفض المطلق لكل المنسلخين من النظام– ومنعهم من الاقتراب لمواقع الثورة– وهدا خطا استراتيجى شنيع يمنع تدفق دماء اضافية للثورة– معلوم لرجل الشارع العادى ان البشير فى سعيه الدؤؤب للاحتفاظ بالرئاسة – ابعد كل قيادات الصف الاول للحركة الاسلامية التى جاءت به– واستعان باقرباءه ومعارفه من الصفوف الخلفية لحزبه حزب المؤتمر الوطنى– والدين ابعدوا لاسباب مختلفة اكثر بغضا وحنقا لنظام البشير ويعتقدون انهم اخطاءوا خطاءا كارثيا تجاه بلادهم ويودون ان يصححوا الخطا باى ثمن– وما رفضهم لتعديل الدستور واعادة ترشيح البشير الا تاكيدا على مسعاهم– وهولاء لايجب ولا نرى مانعا من فتح الابواب لهم للالتحاق بالثورة– ونعلم قدراتهم التنظيمية الهائلة– كدلك مارس الشيوعى دات الاسلوب مع الاحزاب الصغيرة التى التحقت بالمؤتمر الوطنى وحكمة فى فترات سابقة -لكنها راءت منه مثلما راينا وان كانت الرؤية متاخرة— وطالما اننا نثور فى وجه وضع دكتاتورى –فلا يجب ان نمارس الديكتاتورية فى انفسنا ومناهجنا– ولتفتح كل النوافد لكل كاره ومعارض لهدا النظام ولا بد من الترحيب باحداث شقوق وحلل فى بنيانه بل والسعى لدلك وتدبيره– وعند العودة للتظام الديموقراطى والمنهج الحر–فالاختيار متاح للجميع لادانه من يرون وعزل من يعتقدون واختيار من يرغبون—- لكن فى هدة المرحلة من الطريق –يجب ان تكف الاصوات عن الصراخ بالعزل والحرمان وتوسيع دائرة الكراهية–فبلادنا فى مفترق طرق خطير– يقترب من الدخول فى طريق اللاعودة—- —الثورة لن تتراجع لكن احتمالات تحولها الى فوضى قائمة فى حالة اصرار البشير حكم البلاد حتى اخر رجل فيها— وفى حالة بقاء القوات النظامية وخاصة القوات المسلحة فى خانة الحياد وفى حالة التدخلات العربية المحيطة التى ترى فى النظام وبقاءه بقاءا لسيطرتها على السودان الضعيف— وادا وجد الثوار ان الابواب سدت امامهم وان التنكيل وصل مداه فسينشا مناخ فوضى يشجع الجوعى على اشعال المركب— وعليه فان للثورة والثوار واجبا تجاه الممتلكات والارواح فلا يجب ان تمتد اليها ايادى مخربين من اى اتجاه كان– – ولابد من ابطال محاولات النظام توريط الثوار فى اعمل كراهية ضد بعضهم بعضا وضد ممتلكات الاخرين— يبقى هناك امل دائم ومتنامى مع الزخم المستمر ان يدرك البشير انه يمكنه ان يقدم الخدمة الاخيرة لبلاده ويحقن الدماء ويحول دون الكارثة الكبرى— او تتدبر مراكز قوته انه قد حان الوقت بقوة لعدم التضجية بالوطن من اجل فرد اخد فرصته لثلاثة عقود وفشل ان يفعل شيئا- غير الخراب والدمار الدى طال كل شى -كل شىء.