نائب واحتـجـاج

٭ نائب برلماني وجه بصوت عال انتقاداً عنيفاً لتجمع الأسر في شارع النيل في الأمسيات ووصف ذلك بالمظهر غير الحضاري، وأنه لا يمثل الأخلاق السودانية وأوضح ان الشارع يعج بالمظاهر السالبة وأولها ستات الشاي وطالب سيادته بمحاربة الظاهرة واتخاذ قرارات للحد منها.
٭ يبدو ان النائب صمت دهراً طويلاً ولم يجد ما يتحدث فيه فالتقطت عيناه صدفة منافذ الترفيه الممكن للأسر والخروج بالأطفال إلى براحات الهواء الطلق على ضفاف الماء والخضرة من منازل كستها تفاصيل العمل المرهق اليومي الممل روتيناً بإيقاع مكرر ودائم فتنادت للحظات (تغيير) في أمسيات خاتمة الأسبوع لتجديد التفاؤل والحيوية والمران لاستقبال أيام الأسبوع كاملة بشهية مختلفة ومغايرة للذهاب إلى العمل أو المدرسة، فقرر أن يقفز فوق أمنيات التجديد واستنشاق الهواء الطلق باستصدار قرار للحد من التجمع الذي أصبح مصدر (ازعاج) وبلغ به حد الاحتجاج!!!
٭ النائب البرلماني لم يرفع صوته بالاحتجاج على تأخير الحكومة في اغاثة منكوبي السيول والأمطار وأرتال من البشر تصطف في الميادين والمدارس والشوارع بعد أن فقدت الغالي والنفيس، والمأوى والسيل يجرف بلا هوادة أطفالها جثثاً بين أمواجه فهب إليهم شباب (نفير) بينما النائب وبرلمانه ساكنان لم تنتبه عيونهم اليقظة إلا على تجمع الأسر في شارع النيل لأطفال باتوا جوعى وتحت حطام مرير…
٭ لم يدفع النائب باحتجاج يصل حد استصدار قرار صارم والأطفال في بقاع بلادي وداخل العاصمة الحضارية يتسربون من المدارس بحثاً عن لقمة تلجم البطن الخاوية من خلال عمل هامشي يعود منه بجنيهات لا تقابل الجوع بينما النائب البرلماني يتمتع بحقوقه كاملة ويعدد جنيهاته ويدخرها ويملأ سيارته وقوداً يبلغ بها قبة البرلمان وحقوق الأطفال تنطوي على العدم، فهل يا ترى داعبت تفكيره يوماً محاربة ظاهرة التسرب من المدارس كإحدى الظواهر التي تزيد نسبة الأمية في بواكير سني الدراسة وفي المستقبل (بلغت الأمية في السودان 80%) كإحدى الظواهر غير الحضارية في دولة المشروع الحضاري؟ هل تجولت سيدي النائب في شوارع العاصمة الحضارية التي بلغ فيها عدد الفقراء الملايين والمؤشر مازال يزداد ارتفاعاً كل صباح لترى بعينك شباباً وشيباً وأطفالاً عند براميل القمامة يبحثون عن لقمة وكساء وماء؟ ألم تكن سيدي هذه بين الظواهر السالبة التي يجب معالجتها سريعاً؟ ووضع حد لها قبل أن تصبح سمة دائمة من سمات الخرطوم الحضارية؟
٭ لم نسمع صوتك يرتفع بالاحتجاج والانتقاد حد استصدار القرار مثلما حدث لأسر شارع النيل والدواء يرتفع سعره في كل ثانية في وطني يشكو المواطن المريض من صاروخية سعره وتجاره وسماسرته تتبعهم مافيا الأسعار الذين يدخلون إلى جيوبهم مالاً مهولاً بمواصفات (دمار شامل) لسوق الدواء! فتموت الأمهات والأطفال بأمراض سوء التغذية وارتفاع سعر حليب الأطفال الذي تبلغ سعر العلبة الواحدة منه (75) جنيهاً بالتمام والكمال يحتاج فيها الوليد لأكثر من (سبعة علب) في الشهر والأم قد جف ثدياها!!! أليست هذه ظاهرة سالبة في حق المواطن الانسان السوداني الذي يجب أن ينال حقه كاملاً ويتمتع بهذا الحق!!! في الأكل والشرب والعلاج والملبس؟
٭ بلغت البطالة في الوطن سقفاً عالياً وعملت الشابات في مهنة بيع الشاي – رغم الشهادة الجامعية – فهل بحثت يوماً سيدي النائب عن بدائل وجلبت خططاً ومقترحات ايجابية لمحاربة البطالة التي يتوه في دوامتها الشباب فيهربون إلى الشارع يتكئون على ظلال الأشجار؟ أليست هي الأخرى ظاهرة سالبة تحتاج لعلاج عاجل فهؤلاء الذين يستظلون بالأشجار بناة الوطن والغد الآتي فهل حاول وبحث برلمان دولة المشروع الحضاري اغلاق الجرح النازف في قلب الأسر التي تنتظر لقمة من عمل ابنها الشريف بعد أن هدّها الفقر والمرض؟
٭ سيدي النائب، ابحث أكثر وابدأ بتقليب الدفتر جيداً وانظر إلى الظواهر السالبة الحقيقية الكثيرة جداً والتي قصر نظرك عنها، والتي هي من صميم عمل الدولة لاجتثاثها أو تبديل حالها إلى الايجابي المطلق ولكنها تتحاشى كما تحاشيت أنت النظر والبحث أو (التقليب) فيها، واترك سيدي الأسر تبتسم يوماً واحداً فقط وتسعد بالماء والخضرة والجمال…
٭ همسة:-
مهداة هذه الهمسة إلى الصديقة العزيزة انتصار التجاني عامر، ابنة المؤرخ المعروف بمناسبة زواج ابنها (أحمد)، وكم يسرني أن أزف لها التهانئ مطراً مدراراً والتبريكات ألقاً واشراقاً يزين منزلها العامر بهذه المناسبة السعيدة، ويا أحمد مبروك عليك دا اليوم الدايرنو ليك…
ألف مبروك وبيت مال وعيال…

الصحافة

تعليق واحد

  1. أهو كدا .. دا كلام النواب البنعرفة… مش يجي واحد يقول الفساد نسبته 1% ..انت فعلاً نائب من بتوع الواقي الذكري وشارع النيل .. وتعدد الزوجات .. دي فعلاً مشاكلنا التي انتخبكم لها الشعب( وذا ان حدث فعلاً) الا يعلم هذا النائب ان الحكومة تسعي لمزيد من التضييق علي المواطن بفرض زيادات علي الاسعار جديدة.. وهل يعلم هذا النائب ان الزيادة المتوقعة في الجمارك 35% .. وهناك زيادة في القمح والدقيق صرح بها الوزير.. قال ستات شاي قال .. حرام علي اهلك ياخ نوم نومك وسيب الناس تسترزق

  2. الناس في شنو النائب في شنو في ناس لها عشرة سنوات في اللجوء و ناس اتزوجت ومارست كل الحالات الاجتماعية في معسكرات مخططة بواسطة الخواجات عشرة متر مربع لا توجد بها اشجار و مراحيض طولها متر ونصف يعني العفانة متواصلة ليل نهار وهناك ناس فقدت الغالي والنفيز من جراء السيول وبرضو طبعا سيادة النائب والاخوة البعيدين شوية من هموم المواطن طبعا بقولوا الناس ديل غلطانين مالهم بحاربوا ومالهم ببنوا بيتهم من الجالوص زالطين كان الاحسن لهم يرضوو باي وضع وكان يبنوا بيتهم بمواصفات هندسية ……
    واللخ الاخت اخلاص رحم الله السودان قلنا شبابنا دون سن الخمسة والثلاثين سطحيين عشان حضروا مرحلة الاساس وما بعرفوا الكثير عن وطنهم لكن هل هناك برلمانيين اعمارهم اقل من الثلاثين ولا هم اتوا من الاغتراب بعد فترة طويلة نستهم واقعهم؟ ولا هم اجانب ؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..