(الملويّة ما بتحِل رقبتها)..

• مقالين سابقين عبر هذه الزاوية أجرينا محاولة للقراءة في الخطاب الإعلامي للنظام وكذلك قراءة في منهج السيد وزير الإعلام الجديد لحكومة الكفاءآت وذلك للتوثيق الحقيقي لطبيعة تفكير النظام ونواياه..
• ففي عِز الهجير السياسي والصيف الذي يعيشة الوطن الآن يرى السيد (الوزير) في الزيارات (البرتكولية) التي يغلب عليها الطابع (الإحتفالي) في المؤسسات الإعلامية التي يزورها والتي يتم فيها تقديم آخر ( موديلات) التزلُف للمسؤولين الجُدد نوع من الكفاءه التي ستحل المشكلات.
• عموماً تعرفنا على (تعريف) السيد وزير الإعلام لمفهوم الحوار عند النظام الذي إنتمى إليه فنال مُراده والآن نحن محتاجين لإعادة (البصر كرّتين) في مفهوم الحوار لدى أبناء النظام بالأصالة عبر القراءة في الحوار الذي أجرته الزميلة/ سعاد الخضر بصحيفة (الجريدة) مع الأمين السياسي للحزب (الحاكِم) السيد/ عمر باسان.
• تصريح الأمين السياسي للحزب (الحاكم) وأتمنى أن لا يضيق صدر (التمومة) في (الجِرتِق) الرسمي من إستمرارنا في وصف (المؤتمر الوطني) بالحزب الحاكم.. تصريحة الذي عبر فيه عن تصورات حزبه للحوار بالقول بأنه مفتوح أمام الجميع بإستثناء (الحزب الشيوعي).
• يحاول الأمين السياسي للحزب الحاكم في وصف (الحوار) الذي يتمناه أن يقول بأن حزبه جاء لمسألة الحوار إختياراً وليس مُجبراً بإشارته في الحوار إلى (إنحسار) الإحتجاجات وبالتالي فإن حزبه يعطي نفسه أحقية تحديد الأطراف المسموح لها بدخول الحوار إضافة لإنفراد حزبة بتحديد (شروط) هذا الحوار.
• هو.. ووزير الإعلام الذي سبقه في القول بإمكانية إدارة هذا الحوار و(المعتقلات) لازالت محتشدة وتضيق زنازينها بمحبوسي الرأي السلميين يرون بأن هذا مناخ مناسب لإدارة الحوار.
• بيت الحِكمة السوداني يقول بأن (الملويّة ما بِتحِل رقبتها) .. ومسؤولي الحزب الحاكم الآن وبمختلف أشكالهم (التُركي والمتّورِك) يعتبرون أن الأزمة هي (الإحتجاجات) في الشارع السوداني وطالما أن التعامل الأمني معها مُستمر فهي إلى إنحسار دون التفكير في الأسباب الحقيقية للأزمة والتي بالضرورة ليس من بين حلولها أن تبقى الزنازين مفتوحة للمزيد من معتقلي الرأي لأن هذا ببساطة لن يتم إعتباره الحل (الإقتصادي) الناجح لأزمة العملة الوطنية ولن يكون حلاً لعجز النظام في مقابلة الأزمات المتجدده في الخدمات التي من المفترض أن يكون النظام مسؤولاً عنها.
• لا يريد مسؤولي الحزب (الحاكم) فقط أن يكون نظامهم جزءاً من الحل بل يمضون لأكثر من ذلك بإعطاءه (دركسون) البص الوطني ليحددوا وجهته كما يشتهون.
• يريد (الأمين السياسي) في الحزب الحاكم (تجديد الرُخصة) لحوار النظام ووضع ديباجة (الوطني) عليها حتى يسير بها لعُهدة جديدة دون إجراء أي (فحص آلي) لماكينة الإستحقاقات السياسية لهذا الحوار.
• لم يقرأ قط الأمين السياسي بالحزب (الحاكم) عمر باسان في حكمة البيت السوداني وهي تقول (البيوحِل العربية ما بيطلعا).. ومن فينا لا يعلم بأن مسيرة الوطن التي (غرزت) عجلاتها في كل هذا (الوحل) كان حزب المشار اليه ممسكاً بمقودها لثلاثة عقود.
• وقبل أن يصِم الأمين السياسي للحزب الحاكم الآخرين برفض (الحوار) عليه أن يُراجِع شروط الحوار التي يتمسك بها وأن يُراجع (المناخ) الذي سيحدث فيه وهل هي شروط ومناخ صالحين للخروج بالأزمة السودانية لبر الأمان..
• (الحوار) لن يصبح حواراً إن توهم الحزب الحاكم بأنه وبعد تاريخ ۱۹ ديسمبر من العام الحالي سيظل هو وحده ومن يحدد أطرافه وشروطه كيفما يشاء ويختار.
الجريدة