الديكتاتورية الإسلامية خيرٌ من الديمقراطية الليبرالية

الديكتاتورية الإسلامية خيرٌ من الديمقراطية الليبرالية

من أجل ذلك

محمد أحمد الشيخ:

كنت والى وقت ليس ببعيد أستغرب تلك الفرحة الشديدة عند «إسلاميي السودان» وهم يترصدون خطوات نجاح وفوز د. محمد مرسي برئاسة الجمهورية في مصر ، ربما كان الأمر طبيعياً لو كانت فرحة عادية بحكم تقارب يصل إلى حد التطابق بين توجهات حزب الأخوان المسلمين مع حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان.
لكن أن تصل الفرحة ذلك الجزل الذي كان يكتسي ملامح كل قيادي في الحزب الذي يقود الحكومة العريضة كما يحب منتسبوه تسميتها ، يؤكد أن إسلاميي السودان يرون الكثير في فوز مرسي خلاف المصير المشترك وروابط وادي النيل وزوال مبارك وسياسات حزبه الوطني التي كانت ضد مصر والسودان وضد نفسه.
وأيامها خرجت الألسن «الإسلامية» السودانية تخفي محاولة تحكم في المشاعر ولكنه قول خرج فوق الرغبة ، يفهمه اللبيب أن المؤتمر الوطني المترنح بالكثير من القضايا الداخلية على رأسها التمرد عليه في دارفور وكردفان والنيل الأزرق والشئون الاقتصادية والعداء مع دولة الجنوب الوليدة ، يجد في فوز الأخوة في مصر المحببين للولايات المتحدة الأمريكية فرصة للعب دور كبير في تطبيع العلاقات السودانية الأمريكية التي لم تنفع الوسائل المباشرة في نجاح التقارب وعلى رأسها تعهدات اتفاقية السلام مع الجنوب رغم الأثمان القاتلة.
وعلى الرغم من أن السعي إلى التطبيع يقابل كل مرة بعدم تنفيذ الوعود من الولايات المتحدة رغم اللهث الشديد من المؤتمر الحاكم في السودان لتنفيذ الشروط المقدمة في كل مرة ، إلا أن الأخير لا يدخر وسعاً في قضاء طلبات أمريكا وشروطها مهما كانت وسيلة التحقيق أو طريقة نيل العلاقات الكاملة معها .
وعلى الرغم من ان الولايات المتحدة لا تخفي عدم ثقتها في نظام الإنقاذ العسكري الإسلامي وتقابل حسن نيته بسوء وضعه في قائمة الدول الراعية للإرهاب سنين كثيرة ، يسعى هو إلى حشد الوسائل والطرق منها ما ذكرنا وما لم نذكر في نيل رضاها والتملص من الخناق العقابي لسياسة عقوباتها على الكثير من المرافق والشئون كان آخرها قبل وقت وجيز قضية مصنع سكر النيل الأبيض وسط البلاد الذي تأخر بسبب تأثر تشغيله بهذه العقوبات.
والآمّر أن المستفيد ليس السودان في سياسة الشد والجذب هذه «سياسة العصا والجزرة» ، فالضغوط الأمريكية تزداد ، وتواصل الحكومة السودانية تنفيذ ما طُلب منها تجاه الكثير من الملفات مثل الجنوب والتمرد والحريات وحقوق الإنسان والجائزة في حالة التنفيذ التعاون التطبيع ولكنه حلم الجائع والعطشان في صحراء السياسة الجرداء .
ولكم ضحكت والإعلام يسرب تصريحاً للمبعوث الأمريكي للسلام في السودان السيد برينستون ليمان لصحيفة نيويورك تايمز يأسف لحال العلاقات الأمريكية مع السودان متمنياً زوال جبل الجليد والسر يكمن في ملف حقوق الإنسان والعلاقات مع الجنوب المنفصل حديثاً والمساعدات الإنسانية في مواقع التمرد الجديد في جنوب كردفان والنيل الأزرق . فالتصريح الذي حمل تقييداً جديداً للتطبيع قصد به تخفيف حدة عدم ثقة بلاده وتجديد اسم السودان في قائمة الإرهاب والتنصل من حوافز تنفيذ اتفاق السلام «الشامل» بين الشمال والجنوب ، لنظام ناصبها العداء وقت وصوله بانقلاب 1989م .
وكلما ضحكت من شر البلية في العلاقات بين الطرفين شديدي النقيض في التوجهات والآيديولوجيا الاستراتيجية تذكرت قصص بني إسرائيل مع نبي الله موسى عليه السلام كلما جاءهم بآية طلبوا اشد منها وأوقع ليؤمنوا ويسبحوا الله الواحد الأحد ، حتى أرسل ربنا تعالى إليهم صنوف سوء العذاب والضياع في التيه بعد البيان .
والشاهد أن الولايات المتحدة الأمريكية لن تمكن حزب المؤتمر الوطني حالياً في السودان من نيل رضاها الكامل والتمتع بعلاقات تذيب العقوبات وترفع الاسم من قائمة وزارة الخارجية الأمريكية للدول الراعية للإرهاب التي جُدد حبر ورقها في نهاية شهر يوليو الماضي وبداية هذا الشهر . بل تمارس سياسة عوّدها الإسلاميون عليها بأنفسهم في غالب الدول وهي العداء في العلن لتمرير كل المتطلبات الأمريكية وصولا لسياسة اليأس ثم الطوق الأخير في تعاون كبير على الإرهاب في السر .
والدليل يكمن في تقرير وزير الخارجية الأمريكي الأسبق في حكم الرئيس جورج دبليو بوش أمام الكونغرس الأمريكي الذي امتدح فيه دور حكومة السودان في الحرب على الإرهاب وهو التصريح الذي سربته وثائق ويكليكس أن «الإنقاذيين» مدوا أمريكا بالكثير من المعلومات الإستخباراتية عن التنظيمات الإسلامية في المنطقة ، بل ذكر أن حجم المعلومات من ضخامته ، فاق حتى الحد الذي كانت تطمع فيه حكومة بلاده في الحصول عليه من السودان .
وما زاد الأمر قوة في التماسك العقلاني تسريب وثائقي آخر عبر ويكليكس أيضا لتوجه أمريكي لذات السياسة تجاه الإسلاميين في الشرق الأوسط ، سطرها قلم الرجل الأول في السفارة الأمريكية في بيروت أوائل هذا القرن في حكمه أن من يسمون أنفسهم «الإسلاميين» فيهم من الفرصة ما لا تتوفر إن كانت الديمقراطية هي العلم والنهج والفكر في دولهم ، رغم الأبهة والتشدد في المظاهر وقوة «اللسان» والإعلام ومعاداة العم سام .
الرجل هو السفير الأمريكي في بيروت والرأي الذي اقتنع به أرسله في مذكرة دبلوماسية سرية إلى رئاسة وزارة الخارجية في بلاده . وكل متابع للسياسة وشئون الاستخبارات العالمية يعرف أن السفارة الأمريكية في بيروت العاصمة اللبنانية تعتبر من أخطر مثيلاتها للعم سام في المنطقة بالإضافة لأختها في العاصمة المصرية القاهرة . وذلك لكونهما تقعان في منطقة شديدة الحساسية وفيها اختراق كبير معروف للكثير من الدول عبر استخباراتها وأجهزة التجسس خصوصا إسرائيل .
وبالعودة إلى الرجل الحذق ، فهو يرى في تلك المذكرة السرية ، أن الولايات المتحدة الأمريكية قامت بخلق وضع غير جيد بالنسبة لمصالحها الاستراتيجية وذلك بالمنع والتضييق على إسلام الوسط السياسي من الحكم في بلدانهم ، بل يرى السيد السفير أن الإسلاميين هم من أفضل الفرق السياسية والنوعية في الشرق الأوسط مرونة رغم المظهر المتشدد . والمرونة هنا ليست مرونة الفاعلية في مجتمعاتهم بل مرونة الضغط والإخضاع لسياسات العم سام واستراتيجياته في المنطقة الملتهبة بكل نار الفتن والحروب والغدر والجدال.
وأعتبر المسئول الدبلوماسي أن الأنظمة الديمقراطية ذات المؤسسات التنفيذية والتشريعية التي ترتكز على دساتير حكم صلبة ودائمة ، من أكثر الأنظمة خطرا على مصالح بلاده بحكم تحكم القانون والمؤسسية في قراراتها والمعنى واضح . وأكد أن بلاده تحتاج في معناه «أرجوزات» تتمسك بالقانون ولكنها هي أول من تخرق روحه ومواده بكل الوسائل والأمثلة واضحة في الكثير من الدول العربية والإسلامية .
ونصحت الوثيقة أن تقوم الولايات المتحدة بتغيير نهجها وتنظيم دعم لا يسمن هذه التيارات الإسلامية التي وصفهم بالإسلاميين الوسط ، ليتمكنوا من الحكم والسيطرة على أكبر عدد من البلدان ، منهم من يمكن ربطه بعلاقة واضحة مع العم الأمريكي مثل التيارات الوسط والآخر الذي ينتهج نهجاً فيه روح «الندية» يمكن وضع العداء غطاءً لتعاون كبير في الكثير من المجالات ولكن في الخفاء .
ولا تعليق . . . !!!

[email][email protected][/email] الصحافة

تعليق واحد

  1. نعم هذا صحيح ، لكن المفاجأة كانت فى مصر فحسنى مريخهم على الاخر ولكن شعبه يريد ذهابه؟ لم يتمكنوا من فعل شىء !!!! قام الشعب اهداهم الاخوان بالانتخابات ويا لحظهم الامريكان !
    لكن الموضوع عندنامختلف فالجماعة سمنة على عسل بتحت تحت!! اوكى نقوم نقلعهم الامريكان الضحك شرطم لانو مافى انتخابات بتجيب ليها كوز تانى صح الصاخ واصحوا ياناس وجمعة مباركة

  2. الكلام ده قلناه من زمان ان امريكا لا تريد انظمة ديمقراطية محكومة بالقانون ورقابة شعبها اى دولة مؤسسات لان القرارات فى هكذا دول محكومة بالدستور والقانون والمصلحة الوطنية وتخضع للنقاش والقانون!!!امريكا تريد انظمة قوية على شعوبها ومنبرشة بالتالى امام الغرب لخوفها من زوال حكمها والدليل اهو قدامكم هل حاربت او عادت الانقاذ اى دولة شكلت خطر على الوطن(وليس الانقاذ) او احتلت اراضيها؟؟؟ ما حروبها كلها محكومة بنظرية بقاء الانقاذ فى السلطة وليس بقاء الوطن سليما معافى موحد!!!! ياخى ديل مستعدين يعملوا اى حاجة تبقيهم فى الحكم من خلال منظار واحد هو عدم شقوط الانقاذ الذى هو خط احمر اما باقى الاشياء فهى خط اخضر حتى تفتيت الوطن وضياع اراضيه المهم ما تتفتت الانقاذ او تضيع!!!!!!

  3. الأخ محمد أحمد الشيخ تحية طيبة .. ورمضان كريم.
    أولاً عنوان المقال مش حلو..
    ثانياً مافي حاجة إسمها ديكتاتورية إسلامية.. الإسلام هو دين المحبة والسلام والديمقراطية..وكل سنة
    والسودان بخير ..ومن دون ديكتاتورية إسلامية بشيرية ..وتقبل تحياتي.

  4. الأخ محمد أحمد الشيخ تحية طيبة .. ورمضان كريم.
    أولاً عنوان المقال مش حلو..
    ثانياً مافي حاجة إسمها ديكتاتورية إسلامية.. الإسلام هو دين المحبة والسلام والديمقراطية..وكل سنة
    والسودان بخير ..ومن دون ديكتاتورية إسلامية بشيرية ..وتقبل تحياتي.

  5. اظن ان الكاتب ما تعرض للاسلام وسماحته فحسب فهمي البسيط هو تناول ان الكيزان ديل حناجر ساي لكن تحت تحت بيتعاملوا مع الامريكان شديد وانهم غاشين الشعوب بالدين وهم عملاء للي بقولوا هم اعداء الدين و انو الجماعه امريكا الديمقرؤاطية شايفاهم احسن من انو جاهم ديمقراطيين زيهم يعني البيكوركو ديل لا مريكا احسن من ناس حزب الامة والاتحادي والشيوعي ديل راسهم بالجلد بجي .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..