جمهورية السودان المسلحة

سنظل نكرر بان (القوات المسلحة) ليس في السودان وحده بل علي مستوي افريقيا والعديد من الدول العربية هي اساس تخلف تلك الشعوب باستحواذها علي الجزء الاكبر من الثروة ومحاولاتها المتكررة للاستحواذ علي السلطة ايضا واستخدامها للسلاح ليس لحماية اراضي تلك الدول بل لقهر وازلال شعوبها ..

كوستاريكا تلك الدولة الصغيرة كانت تعاني من هذا المرض العضال ولكنها بارادة شعبها  استطاعت الخلاص مما يسمي (الجيش) وحولت كل امواله الي التعليم  والصحة واصبحت تدار بواسطة عدد قليل من قوات  الشرطة لحفظ النظام وتنظيم المرور وخلافه وهي الدولة الاولي في العالم التي قامت بإلغاء حكم الاعدام وهي من اكثر الدول في العالم اليوم التي تنعم بالهدوء والامن والاستقرار ..

ونحن مازلنا نسير في الطريق الخطأ وندعو للمزيد من التجنيد  وتكوين المليشيات المسلحة وتوسيع رقعة قوة السلاح والازلال القهري بدلا من الدعوة لتسريح القوات المسلحة وإعادة ادماج منسوبيها في القوة الإنتاجية الزراعية والصناعية لصناعة دولة  قوية منتجة ..

الاحساس بالقوة المطلقة والسيطرة حتي علي (القانون) هو اس (الفساد) الذي يضرب الدولة وهو المتمثل اليوم في قيادات القوات المسلحة التي ادمنت العنف والتشبث بالحكم ودعم السياسيين الفاسدين في سبيل تحقيق ذلك ..

وحتي لا نخدع انفسنا فالبلاد اليوم تبحث عن المستحيل الصعب الذي لن يتحقق الا  في استمرار الثورة مشتعلة الي ما لانهاية حتي يذهب العسكر الي سكناتهم ونبدأ في تسريح نصف القوات المسلحة التي تستحوذ علي الجزء الاكبر من الميزانية دون انتاج والانتهاء تماما من المليشيات المسلحة او ان تتحول البلاد كلها الي سكنة عسكرية لنطلق عليها (جمهورية السودان المسلحة) وهو الاقرب حيث ان كافة معطيات الواقع المعاش تقول ذلك بكل اسف ..

لامناص الا ان تظل الثورة مستمرة