أمير تاج السر: أكتب في رواياتي تاريخاً موازياً

ليلاس سويدان –
كان لجمهور معرض الكتاب بالكويت في يومه الأول لقاء مع الروائي السوداني أمير تاج السر في جلسة أدارتها الكاتبة هدى الشوا وبدأتها بالتعريف به بقولها:
«صاحب رواية صائد اليَرقات، هو أيضاً، قناص الحكايات. يصطاد يرقات القصص من عوالم المدن والقرى والأحياء الشعبية التي زارها أو عمل بها. من حكايا المس.نّ.ين الذين يلتقيهم في عنابر المُستشفيات، وقصص الشباب المُتسكّ.عين في مقاهي الطرقات، ومن ثرثرة بائعات الشَّاي السُّودانيات بألوانهن المُزركشة في ساحات الحافلات، ومن يوميات المجاذيب في الأرياف».
وأضافت الشوا:
في شبكته صيْد وفير من هذه الرّ.وايات المدهشة، وكتابات في السيرة الذاتية، والشّ.عر إضافة إلى المقالات التي يكتبها في جريدة القدس الدولية ومجلة الدوحة الثقافية. تشعُّ عناوين رواياته ببريق الجوائز: رواية «366» نالت جائزة كتارا للرواية العربية في دورتها الأولى، «صائد اليرقات» وصلت إلى قائمة البوكر 2011، و«طقْس» رشحت ضمن القائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد، «إيبولا 76» ترجمت إلى عدة لغات.
وبدأت هذه الجلسة على شكل حوار قصير بين الشوا وتاج السر وطرحت فيها مديرة الجلسة بعض الأسئلة على ضيفها، بدأتها بالحديث عن آخر رواياته «منتجع الساحرات» وأجوائها وتعامله كروائي مع الواقع الرَّاهن في السودان، وآثار تحولاته في المجتمع فأجاب تاج السر ان هذه الرواية في ذهنه منذ سنوات طويلة حين التقى لاجئة أريترية في السودان كانت بائعة شاي في موقف الباصات، تعامل معها من خلال عمله كطبيب عندما كانت مريضة ولم يستطع هو وزملاؤه انقاذها. وقال ان هذه الرواية عن اللاجئين ومأساتهم وبحثهم عن أمان في وطن آخر ولكن الموت يطاردهم.
وفي حواره مع الشوا تحدث عن استلهامه لقصص واقعية في رواياته ثم تطويرها عبر خياله ككاتب، وعن استسهال جيل الشباب لمسألة الكتابة، وعن استفادته من عمله كطبيب في موضوعات يكتبها بطريقة أدبية ومنها رواية «إيبولا»، ولفت النظر إلى أن القليل من الكتاب العرب الذين يستطيعون العيش من دخل كتاباتهم على عكس الكتاب الغربيين.
وقال ان ما يكتبه ليس تاريخا ولكنه تاريخ مواز عبر شخصياته الروائية.
وأجاب عن سؤال عن صوت الأنثى في روايته التي قالت الشوا انه على الرغم من أن شخصياته الأنثوية حافلة باللون، فانها في الأغلب صامتة، فأجاب تاج السر انه يعتمد في كتاباته على السرد لا الحوار. وقال عن ولادة فكرة الرواية في ذهنه انها تبقى تدور في ذهنه إلى أن يعثر على بداية ثم يكتب يوميا لمدة اربع ساعات وحوالي ألف كلمة في اليوم، ولكنه لا يكتب الرواية بمخطط مسبق.
وفي حواره مع جمهور الحاضرين أجاب عن سؤال للناقدة نجمة إدريس حول ترجمة رواياته إلى لغات أخرى، وعما إذا كانت الترجمة قد نجحت في نقل التراكيب اللغوية إلى لغات أخرى، فقال ان المسألة تعتمد على دقة المترجم، فبعض الروايات مثل «صائد اليرقات» لم تنجح بالإنكليزية ولكنها نجحت بالإيطالية.
وسألته الروائية باسمة العنزي عن إمكانية أن تكون قطر التي يقيم فيها مكانا لمشروع روائي بعد أن أرّخ للمكان في السودان وطنه، فأجاب تاج السر أنه مبرمج على مشاهداته الأولى في السودان، ويظن ان الكاتب الخليجي أقدر على تصوير البيئة الخليجية منه.
الزميلة الشاعرة سعدية مفرح تحدثت عن كتابه «ملح الكتابة وسكرها»، الذي اتخذ من الكتابة مادة للكتابة، وتساءلت إن كان استطاع أن يتخذ من الكتاب وسيلة وغاية ومتنا وهامشا، وهل تغيرت طريقة كتابته بعد هذا الكتاب، فقال تاج السر ان هذا الكتاب هو سلسلة مقالات نشرها في بعض الصحف وتوازي في نجاحها الأعمال الإبداعية التي كتبها.
وبما ان أمير تاج السر قد تعامل مع اكثر من دار نشر في رواياته فقد سألته الناشرة فاطمة البودي إن كان هذا في مصلحة الكاتب، فقال ان سبب ذلك هو أن لديه صداقات متعددة مع الناشرين وأنه يستجيب لرغباتهم في التعاون معهم. ثم أجاب عن سؤال آخر للبودي حول إن كان يتوقع لروايته كل هذا النجاح لو لم تصل رواياته لقوائم جائزة البوكر، فقال انه كتب قبل الجوائز عدة روايات لم يلتفت اليها أحد إلا عندما وصل للبوكر. وقتها انتبه الجميع إلى تاريخه الروائي السابق وروايات ما قبل البوكر، فالإعلام مهم جدا في الوطن العربي للترويج للكاتب.