أخبار السودان

مدرسة لا. تسقط أولاً

•       عندما أغلقت الحكومة المدارس لم تفعل ذلك رأفة بصغارنا الطلاب ولا حرصاً على سلامتهم.
•       لكنهم أغلقوها مع الجامعات بتوصية من أجهزتهم الأمنية الفاشلة ظناً منهم أن ذلك سوف يخمد الثورة التي انطلقت شراراتها الأولى من عطبرة الصمود.
•       ولو كنا نعلم يا أهل عطبرة أن شرارتكم ستكون بهذه القوة لطلبنا منكم أن تشعلوها منذ أمد بعيد، ولما صبرنا على خرابهم ليصل إلى هذه المستويات  القياسية.
•       أُغلقت المدارس لهذا الغرض وحده ولا شيء غيره.
•       واليوم يريدون إستئناف الدراسة رغم أن الثورة لم تُخمد.. ومن يحلم بذلك فليأتنا بلبن الطير أولاً قبل أن يحقق له شعب السودان البطل حلمه ( الوهم).
•       أرادوا عودة الطلاب لمدارسهم من أجل إنجاح موكبهم الذي ضربوا له الأربعاء بعد غد موعداً.
•       ولا تستبعدي عزيزتي الأم وعزيزي الأب أن يعلنوا مجدداً عن توقف الدراسة بمجرد الانتهاء من الموكب المذكور.
•       لذلك أرجو ألا تخطيء أي أسرة في التقدير وترسل بطفلها أو طفلتها للمدرسة غداً الثلاثاء أو بعد غد الأربعاء.
•       حتى لو قالوا لكم أن أي طالب لا يحضر للدراسة في هذين اليوم سوف يتم فصله، فما عليكم سوى أن تقولوا لهم مرحباً بالفصل في ظل حكمكم الجائر.
•       أصلاً كده كده الموضوع ما جايب همه.
•       طلاب بمشوا المدارس ويدخلوا الجامعات وبعد التخرج تفرض عليهم حكومة اللصوص أن يتسكعوا في الشوارع، أو يمارسوا أعمالاً هامشية لا تتناسب مع ما بذلوه من جهد طوال سنوات دراستهم.
•       نعم قولوا لهم ما مشكلة (مفصول مفصول) المهم ولدنا ما جاي المدرسة.
•       وحتى أنت أخي الموظف إن هددوك بالفصل من العمل في حالة عدم مشاركتك في موكب الأربعاء، فلابد أن تتعامل مع ذلك بكل البرود.
•       فما جدوى اللهث لثلاثين يوماً في وظيفة يُحول راتبها في نهاية الشهر للبنك وتُمنع عن صرفه إلابالقطاعي وبعد ذل وهوان لا يستحقه أهل السودان المعروف عنهم عزة النفس.
•       وحتى إن تكرم عليك أحد البنوك ومنحك راتبك كاملاً فهو لا يكفيك لشراء سكر ورغيف وحليب لأفراد عائلتك.
•       يعني باختصار كده (تعالوا نكتل ليهم الدش في يدهم).
•       لا أقصد بالطبع أن يظل الشعب عاطلاً عن العمل، أو أن يتخلى صغاره عن التعليم إلى الأبد.
•       لكنني أريد أن أؤكد على حقيقة أن الثورة قد نجحت في الكثير جداً مما رمت له.
•       ولم يبق سوى القليل قبل أن نلقي بهؤلاء المجرمين في أقذر مزابل التاريخ.
•       إفشال موكبهم المزمع يظل شأناً ثورياً خالصاً.
•       هذا الموقف يعد جزءاً أصيلاً من أنشطة ثورتنا الباسلة.
•       وأي أب أو أم ترسل طفلها للمدرسة ستكون كمن طعن الثوار في ظهورهم.
•       دعوهم وشأنهم، ولا تقتربوا من مكان موكبهم.
•       فنحن نخاف عليكم من (الجرب) والعياذ بالله.
•       لا تخالطوا المرضى حتى لا تنتقل لكم العدوى.
•       لا أتفق مع فكرة المشاركة في موكبهم بغرض رفع شعارات داعمة للثورة.
•       فذلك في أفضل الأحوال قد يؤدي لاحتكاكات تسعدهم جداً.
•       فهم منذ أن بدأت ثورتكم ظلوا يبحثون عن مبررات للقمع والقتل.
•       ولعلكم لاحظتم أن عنفهم كان أقل بالأمس وذلك بسبب الأعين التي باتت مسلطة عليهم، والضغوط المستمرة، وامتناع بعض شرفاء أجهزتنا الشرطية عن تنفيذ أوامر المُرتزق أحمد بلال وبقية القتلة.
•       ولكي تستمر ثورتنا في سلميتها علينا بالإبتعاد عن أوكار المجرمين والتقيد التام بتنفيذ برامج هذه الثورة كما وضعها لها منظموها، لا كما يرغب الجلاد.
•       قرأت بالأمس سيناريو مرعباً جداً  يتضمن خطة لقنص بعض المشاركين في موكبهم من أجل إلصاق تهمة التخريب بالثوار.
•       وهو شيء غير مستبعد اطلاقاً من نظام مجرم وقاتل.
•       لكن ما علينا بما يفكرون به.
•       المهم فقط أن نبتعد عن موكبهم.
•       والأهم من ذلك ألا نسمح لأبنائنا وبناتنا بالذهاب للمدارس في هذين اليومين.
•       يقول مثلنا (سيد الرايحة فتح خشم البقرة).
•       والناس ديل رايح ليهم الكثير هذه الأيام.
•       فليبحثوا عن الرايحة في أفواه الأبقار أو التماسيح ما علينا.
•       ولعلكم تابعتم بالأمس فيديو صاحب الركشة (العبيط) الذي ظل يجوب حي الشعبية منادياً الناس بالحضور لمخيم للعلاج والدواء المجاني كمبادرة من المؤتمر الوطني!
•       منتهى الابتذال.
•       وغاية السخف.
•       يتعامل أهل هذا الحزب الفاشي الفاسد الكريه مع أفراد الشعب وكأنهم مجموعة من الحيوانات أو في أفضل يعتبرونهم أطفالاً صغاراً يمكن إغرائهم بقطعة حلوى.
•       بدلاً من أن يسألوا أنفسهم لماذا صار العلاج والتعليم يكلفان مالاً وفيراً بعد أن كانا مجانيين تماماً في سودان ما قبل الانقاذ.. بدلاً عن ذلك يعدون الناس بمجانية العلاج ليوم واحد ظناً منهم أن في ذلك إغراء شديد سيثني الثوار عن غايتهم وهدفهم الأوحد.
•       قلنا لهم مراراً وتكراراً أن الوعي بلغ مستويات استثنائية، لكن كيف لهم أن يفهموا وهم بهذه العقول الخاوية.
•       مشت قلت ليكم الناس الديل الرايح ليهم كتير هذه الأيام!!
•       بلغنا الآن مرحلة كسر العظام.
•       هم لا يريدون أن يتنازلوا عن الحكم والثوار لا يرغبون في العودة إلى بيوتهم، قبل أن يزيحوا الطاغية الكذوب.
•       يلا ورونا (فلاحتكم) مش ظللتوا تتحدون أهل السودان بالخروج إلى الشارع، فهاهم الثوار قد خرجوا إلى الشارع وما راجعين بيوتهم إلا بعد أن يرموا بآخر واحد فيكم في أقرب مزبلة للتاريخ.
•       أيعقل أخي الأب وأختي الأم أن نصدق أنهم فتحوا المدارس من أجل عدم تضييع الوقت على طلابنا، وهم الذين كتبوا في بعض عربات أمنهم البغيض عبارات من شاكلة ” موت ولد ولا خراب بلد”!!
•       أيمكننا أن نأمن على صغارنا مع مثل هؤلاء القتلة!!
•       يقول لهم كبارهم الذين علموهم الإجرام أن موت ولد أفضل من خراب البلد متجاهلين عن عمد أن رب العزة جل جلاله قال في محكم تنزيله ” من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً”.
•       فهل أفسد من قتلهم كلاب الأمن وهم يهتفون ” سلمية سلمية ضد الحرامية”ـ!!
•       إن تأخر ولدك عن مدرسته ليوم أو أسبوع أو حتى عام فتذكري عزيزتي الأم أن أختاً لك قد فقدت فلذة كبدها برصاص هؤلاء القتلة الذين يريدون أن يوظفوا طفلك بعد غد لتجميل صورة سفاحهم، لكن هيهات.
•       ادخروا صغاركم لـ (حوبتهم) ولا ترموا بهم إلى التهلكة.
•       فالثوار يضحون بأرواحهم من أجل غد أكثر اشراقاً لهؤلاء الصغار، بوصفهم أمل المستقبل في سودان خال من العنصريين ومصاصي الدماء والقتلة المجرمين واللصوص عديمي الضمير والشعور.
•       مدرسة لا… تسقط بس.. وسقطت سقطت يا كيزان.

كمال الهدي <[email protected]

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..