صدق المثل القائل الطيور على اشكالها تقع تأملوا معي ضحالة فكر هذا الجاهل المتخلف :
1/ (لأنها إذا خرجت عن الطور وعن الجادة فلا بد من الوقوف معها بحسم”. الطور تعنى المرحلة والجادة أي الطريق .

2/“نقول كل من يمضي في اتجاه عكس ما هو منصوص في القوانين والضوابط قطعاً لا بد من التعامل معه بحسم، لأن هذا يعرض أمن البلاد للخطر”.كيف يعني ما فهمنا حاجة

3/ “الحرية لا تعني محاولة التدمير والتخريب والدخول فى أمن وعدم استقرار الوطن”، وزاد “هذه ليست حرية.. هذه حرب”. إذن التهمة الموجهة لنا نحن المتظاهرين هي محاولة التدمير والتخريب ”

4/ “لدمغ الأجهزة الأمنية بأشياء لم تحدث أو لم تكن صحيحة، ربما في إطار العمل الأمنى؛ هناك وجود لاحتكاكات مع هذه الأجهزة، وبالتالي يتم نقل هذا، وكأن هناك رفضاً ومنعاً لبث ما يدور”. نقف عند المفردات (دمغ) ( لم تكن صحيحة) ،(اطار )، استخدام هذه الكلمات أدى لتشويه الفكرة المراد التعبير عنها

5/ د “إذا كان الأمر كذلك كيف ظهر ما ظهر في كل وسائط الإعلام بالداخل والخارج عن هذه الأحداث”. الجملة الأخيرة دي عايزة فهَّامة . ما هو الكذلك ؟ ما هو الذي ظهر؟ وما هنا موصولة أم نافية ؟ ما هي وسائط الإعلام؟ ما علاقة وسائط الإعلام بلقنوات الفضائية؟ وما هي مصادر القنوات الفضائية؟ ويبدو أن المتحدث يظن أن كل القنوات الفضائية في الدنيا تابعة لنظام الحكم في البلد الذي تبث منه أو أنها تحت سيطرة وتحكَّم شخص ما هو مَنْ يحدد ما يتم بثه ولا يجب حجبه!
أنا طبعاً لم أرد من هذا التعليق التعرُّض للأخطاء اللغوية بقدر ما أردت لفت انتباه القرُّاء للمستوى الفكري للكيزان عامة ونفعيي المؤتمر الوطني خاصة ، لأن الناس ديل فالقننا بفصاحة اللسان والاسترسال في الكلام من خلال أركان النقاش في الجامعات ( نقصد الثمنينيات ) وكنا نعلم تماماً مستوى قدراتهم الفكرية بأن متحدثيهم يحفظون آيات بعينها وأحاديث بعينها ذات صلة بموضوع النقاش ويُملى عليهم نصوص فصيحة جازة يستخدمون هذه المصادر الثلاث في الركن ، وفي اليوم التالي ينتقلون إلى موضوع آخر وهكذا

الشروق