مقالات وآراء

عن ” وبال ” إحتمال إستقالة حمدوك ، أقول

د. معتصم بخاري 
كان السودان يسير تحت قيادة وموجهات السيد عبد الله حمدوك نحو تحقيق بعضآ من أهداف ثورة ديسمبر ولو بشئ من التمهل .. كانت طموحات الثوار وتوقهم لتنفيذ كل أهداف الثورة وشعاراتها تتجاوز حدود الممكن والمتاح نسبة لتعقيدات المشهد السوداني وتركة الإنقاذ البائسة التي تحتاج إلي معجزة لتجاوزها والتخلص من آثارها ..

رغم النجاحات ” الإعجازية ”  التي تمكن السيد حمدوك ومعه المكون المدني من إنجازها في وقت ما كان يسمح بحل واحد فقط من تلك الملفات الشائكة ، فقد أعمل الفلول ومن شايعهم من ” السفلة ” والمنحطين وكارهي وبائعي وطنهم بالدولار والدرهم والريال ..  أعملوا خناجر حقدهم في جسد الثورة وتكالب هؤلاء الخونة لوضع العصي في دواليبها بغية إيقاف مدها وهزيمة مشروعها الذي يتطلع إلي وضع السودان في طريق التطور والنماء .

فعلوا كل الممكن وغير الممكن بإصرار شيطاني كريه ، لم يتركوا شرآ إلا قذفوه في وجه الثورة .. ضيقوا علي الناس معاشهم بأموال السحت التي إكتنزوها أيام الإنقاذ البائدة ، ثم اشاعوا الفوضي الامنية ، وأشعلوا أطراف البلاد موتآ وتقتيلآ ونارآ .. أغلقوا الميناء .. أتوا بكل فاشل متخلف بإسم سلام جوبا لتوسيع ماعون التآمر خصمآ علي قوي الثورة ومنهجها وتوجهها وطهرها وعطرها.

عندما فشل كل هذا المكر السيئ وحاق بأهله ولم يدفع الثوار الي الكفر بالثورة ، رموا بآخر كرت في جعبتهم وكيس شؤمهم وشرهم بإنقلابهم الفاشل .. وتصدي الثوار لهذا الهراء من لحظة ولادته وما زال الثوار يشعلون الأرض نارآ تحت أقدام الانقلابيين … ولم ولن يتوقف هذا السيل الثوري حتي يقتلع هذا ” الوسخ ” من أرض السودان ويطهرها من دنسهم وشرهم .

في وسط كل هذا  الشر وجد السيد حمدوك نفسه محاطآ بعسكر يتآمر ليل نهار ليعيد البلاد إلي عهد الظلام ، كيف لا وهم أعضاء اللجنة الأمنية للمخلوع … ومن ناحية أخري قوي مدنية تمارس التشظي والكيد بعيدآ عن المصلحة الوطنية وتقديمآ للمصالح الحزبية وفي بعض الأحيان المصالح الشخصية.

إن الثورة والثوار يمارسون طهرآ ونبلآ ثوريآ لم تشهده البشرية في تاريخها الحديث … وأصبحت قاب قوسين أو أدنى من إكمال وبلوغ أهدافها وغاياتها … وكذا التربص بها داخليآ وخارجيآ …

إن دفع الدكتور حمدوك للإستقالة إن حدثت سيكتب عنها التاريخ بأن البلاد قد أضاعت فرصة العبور لقصر الرؤية وقصور الخيال وسيلعن التاريخ جيل أشباه الساسة الذين لم يتحملوا عظم المسؤولية ، وعسكر الشؤم الذين يقع ولائهم خارج حدود الوطن .

لو إستقال حمدوك سيتمدد الإنقلاب في الفراغ الذي ستحدثه الإستقالة ، وسيجد الفلول وكارهي الثورة ضالتهم وسيكون عنف الدولة غير مسبوق ضد الثوار والشرفاء … فقد رأينا عودة قناصة كتائب الظل تمارس شرها جهارآ نهارآ تحت سمع وبصر قيادة الإنقلاب .

أقول :

أتمني أن يدرك السيد حمدوك أن رحيله في هذا الوقت المفصلي سيؤدي الي عواقب وخيمة علي السودان لسنوات طويلة قادمة ، وعليه التطهر من إتفاقه مع الإنقلابيين والإعتذار عنه والعودة إلي حضن الشارع الذي يشبهه، وعلي الشارع الترحيب به وإعطائه السند والقوة ليواجه شرور الانقلابيين والفلول وبؤسهم .

أتمني أن يدرك الجميع بأن الوطن هو الخاسر الأكبر وأن يتدارك الجميع الكارثة قبل وقوعها وأن يتوافق الجميع علي إتفاق الحد الأدنى الذي ينقذ البلاد من كآبة المنظر سوء المنقلب.

‫4 تعليقات

  1. اتفق تماما مع الكاتب في قوله (لو إستقال حمدوك سيتمدد الإنقلاب في الفراغ الذي ستحدثه الإستقالة ، وسيجد الفلول وكارهي الثورة ضالتهم وسيكون عنف الدولة غير مسبوق ضد الثوار والشرفاء ) .

    و أُذكٍر من يصفقون لاحتمال استقالة حمدوك و يعدونها إنتصارا (و أعني بذلك من نعت ع الخالق محجوب أمثالهم باليسار الطفولي ) بأن مكايداتهم لأبراهيم البدوي أتي لنا بجبريل ابراهيم , فأيهما كان افضل ؟ او إن شئت قلت , أيهما كان أقل إستفزازا , و أكثر مهنية ؟ وقس علي ذلك.

    عدم حصول شبابنا علي الحكم المدني الكامل الذي يتمنونه, دفعوا ثمنه من دمائهم, و يستحقونه عن جدارة لايعني إغلاق اي نافذة للحكم الراشد مهما صغر حجمها طالما لم تفتح كل النوافذ و الابواب في التو .

    ايضا من المؤلم إستخدام لغة التخوين و البذاءة مع حمدوك و غيره, فلمن شاء الحق في توصيل رأيه الكاره للانقلابيين دون شتيمة فاللغة العربية تذخر بمفردات غير بذيئة يمكنها توصيل أي معني يرغب المرء فيه.

  2. شوف لن نسكت للعسكر والفلول لقتلنا كالدجاج ونحن جيل دربه الكيزان علي حمل السلاح في الخدمة الالزامية لذلك سوف نتسلح ونحن الشباب لاتقل اعدادنا عن عشرة مليون شاب وشابة وقسما لن يهزمونا والرهيفة التنقد وما في حد ارجل من حد.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..