أخبار السودان

اللاجئين في السودان.. استقرار في الأوضاع

تقرير:ناهد عباس

لاربعين عاما، ظل السودان يستقبل اللاجئين من مختلف جيرانه البعيدين والقريبين منه، شاركوا المواطنين في غذائهم وفي الخدمات التي تقدم لهم، ومع ازدياد أعدادهم بات أمر اللاجئين من المسائل المؤرقة للحكومات والمواطنين معاً وأصبحوا عبئاً كبيراً، وبحسب آخر تقديرات فإن عدد السكان في السودان يفوق الثلاثين مليون نسمة، وتحظى العاصمة الخرطوم بالنصيب السكاني الأوفر، في ظاهرة تعكس اختلال وسوء في توزيع الخدمات والتنمية، ويقابل هذا العدد من السكان مليوني لاجئ موجودين في البلاد من جنسيات مختلفة، تحدث عنهم بتفصيل معتمد شؤون اللاجئين في منتدى نظمته منظمة الدعوة الإسلامية، تناول قضايا اللاجئين في افريقيا والسودان كنموذج، إذ أن السودان يحتضن أكبر عدد من اللاجئين الذين جاءت بهم ظروف مختلفة، حتي أن البعض دعا الى تحويل وجودهم الى وجود إيجابي، بحيث يمكن إشراكهم في العملية الإنتاجية، أولاً بهدف امتصاص تبطلهم وثانياً لإعالة أنفسهم.

سياسة الباب المفتوح:
بدأ معتمد شؤون اللاجئين، حمد الجزولي، بتسليط الضوء على أوضاع اللاجئين في العالم بصورة عامة، حيث أشار الى وجود (65 )مليون لاجئ في العالم، ومايعادل 70% من اللاجئين في العالم، كانوا موجودين في افريقيا، ويتم التعامل معهم وفق القوانين والمواثيق الدولية، وأوضح أن السودان تبنى سياسية الباب المفتوح للاجئين من دول الجوار منذ ستينيات القرن الماضي، حينما لجأت أعداد كبيرة من دول الجوار، وظل السودان يستضيف اللاجئين من اريتريا، اثيوبيا، الصومال، تشاد، افريقيا الوسطى، الكنغو، وحديثاً أصبح يستضيف من دولة جنوب السودان وسوريا واليمن.. وقال الجزولي: يتعامل السودان مع اللاجئين حسب المواثيق الدولية والعادات والتقاليد وقانون 2014م الذي جرى فيه تحديث حتى يكون مواكباً وينظم عمل اللاجئين في السودان، وأضيفت إليه قضايا التهريب والاتجار بالبشر، وبعض الأشياء الخاصة بحقوق اللاجئ.
وقسم الجزولي اللاجئين الى ثلاثة أنواع المقيمين في المعسكرات تقدم لهم الخدمات عبر المنظمات الأجنبية والوطنية، ويعتبروا أفضل حالاً من غيرهم، والنوع الثاني نجد اللاجئين المقيمين في المدن، وهولاء يشاركون المواطنين في عيشهم ويشكلون عبئاً واضحاً في الولايات الحدودية، خاصة كسلا والقضارف.. أما الفئة الثالثة فئة الشباب الذين دخلوا البلاد حديثاً، ويستخدموا السودان كمعبر، وأضاف أن تلك الفئة أكثر عرضة للاتجار بالبشر، وأشار الى تفشي ظاهرة التهريب، التي قد تصل الى الاتجار بالبشر.
أرقام:
وتطرق الجزولي الى الحديث بلغة الأرقام، كاشفاً عن وجود (450) ألف لاجئ من دولة جنوب السودان موجودين بالخرطوم من جملة مليوني لاجئ، من دول مختلفة منها ارتيريا واثيوبيا والصومال، إضافة الى سوريا واليمن.
وأوضح أن الجنوبيين الموجودين بالخرطوم معظمهم يعيشون في المساحات الخالية، والمملوكة لأشخاص آخرين، ولم يستبعد أن تندلع بعض المشكلات مع أصحاب تلك الأراضي الخالية التي يقطنها الجنوبيون، فيما كشف عن احتضان ولاية النيل الابيض (140) آلاف لاجئ جنوبي، إضافة الى وجود معسكرين لهم في كل من شرق دارفور، وجنوب كردفان وأضاف قائلاً:( للأسف الشديد استجابة المجتمع الدولي لدعم المعسكرات ضعيفة اقل من (30)%) وباقي الاحتياجات يقع عبئها على الحكومة.
وأشار الى وجود (29) ألف لاجئ، في ولاية النيل الأبيض بحاجة للتعليم، والذين وجدوا فرصة للتعليم 6% ولم نستطع تقديم خدمات للمعسكرات الجديدة، وقال الجزولي: معظم ولايات السودان يوجد فيها لاجئين جنوبيين، ووردت عدة خطابات من الولايات تطالب بترحيلهم، ونحن الآن في انتظار قرار من الرئاسة لترحيلهم.
أما اللاجئون الموجودون في شرق السودان، أصبحوا منسيين وتربوا وعاشوا هنالك، ويصعب التفريق بينهم والمواطنين.
تسجيل اللاجئين:
ومن التحديات التي تواجه المفوضية قال الجزولي: تسجيل اللاجئين وإعطائهم رقماً أجنبياً من أكبر التحديات التي تواجهنا، وكل جهة تصرح برقم معين لهم، ولا يوجد رقم متفق عليه، وهناك اتجاه لتسجيل كل اللاجئين في السودان ومنحهم رقم أجنبي.
فيما أوضح ممثل جمعية الهلال الأحمر السوداني عبدالله أن قضية اللاجئين لا تعتبر قضية سلبية، وتوجد جوانب إيجابية في وجودهم إذا تمت الاستفادة من خبراتهم وثقافتهم، وقال هناك دول استفادت استفادة كبيرة من اللاجئين وخاصة السوريين، وأضاف أربعين عاماً نستقبل في اللاجئين ولم نستفد منهم شيئاً، وبحاجة الى خطة عاجلة للاستفادة منهم.
وأكد أن وضع اللاجئين في المعسكرات أفضل بكثير من القرى المجاورة، واستفادت تلك القرى من الخدمات التي تقدم للمعسكرات من مياه نقية ومدارس لا تجدها القرى.
لاجئون سودانيون:
وبالمقابل قال الجزولي: يوجد عدد كبير من اللاجئين السودانيين في كل من تشاد واثيوبيا وافريقيا الوسطى، ويقدر عددهم فى تشاد بـ(300) الف لاجئ ، وفي اثيوبيا (40) الف لاجئ، أبدوا رغبتهم بالعودة الى أرض الوطن، وفي بداية الشهر القادم سوف تبدأ عودة اللاجئين الى الوطن.
آخر لحظة.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..