حتى فى الأعياد نحزن!؟

اﻷعياد دائما مناسبة لفرحة وسرور الشعوب ولكن حتي اﻷعياد في السودان ولغالبية الشعب وفي ظل ” نظام اﻹنقاذ ” تتحول إلي هموم ” عيدية ” و ” كوابيس ” ديونية ” و إلي أحلام ” إبليسية ” في جنة العيد وإلي أوجاع ” صداعية ” وإلي آلام ” عقلية ” وعطوب ” ذهنية ” بسبب التفكير العميق في تدبير أمور العيد وحتي حينما نرضي باﻷمر الواقع ” اﻷحزان ” طول العام ودهره ونستسلم لها كاﻷسير المجرد من أدوات الدفاع عن نفسه هي ﻻ تريد أن تبارحنا يوما واحدا ” يوم العيد ” وكأننا سمينا إلي اﻷحزان أو سميت لنا اﻷحزان يوم أن ولدنا وفتحنا أعيننا في هذه الدولة،فالظروف الحالية التي يعيشها المواطن السوداني ليست ﻻ تطاق فهذه مرحلة تجاوزناها منذ سنين وسنين بل ﻻ تضاهيها ظروف في كل اﻷمكنة واﻷزمنة وكلامي هذا نابع من حال الناس ” الوجعي ” حيث أخبرني احد أصدقائي وللمفارقة الكبري ” عزابي ” “single” بأنه حينما دبر مرتبه ” ماهيته ” قبل أن يستلمها يمنة ويسرة وأعاد الكرة مرة ومرات واستعانة باﻵلة الحاسبة واستعان بأستاذ ” حساب ” مشهود له بالذكاء أثبت منطقيا ومنطقا أن مرتبه ويا للهول ﻻ يكفي ” لكسوة ” نفسه هذا بدون ” الجزمة ” وهو عامل في قطاع حكومي والمفاجئة التي ختم بها صديقي حديثه ” الشجوني ” أن ما يتحدث عنه بإسم مرتب سلفا مستدان بإسمه أضعاف واضعاف وأصحاب السلفة يسألون ويستفسرون عنه وميعاده أكثر من ما هو يسأل !. ونصحته نصحية أعجز من مرتبه بأن يتوكل ويدخل السوق منضما لزمرة ” الشحادين ” وينتظر حظه من ” الكرامة ” التي يدفعها له الناس إن كان حالهم ايسر منه ولو لم تكن الكتوف ” الفقرية ” قد تلاحقت وتساوت كأسنان المشط وما فيش حد احسن من فقر وذهب مني وفي حلقه غصة من فقر تحرمه من أن يواصل جذب اطراف الحديث معي وربما قد اعتقد أنني نصحته نصيحة ” حقيرة ” ﻻ قيمة لها ولو أن الفقر هو ” أحقر الحاقرين ” وربما قد أعتقد أنني لست الحكيم الذي تتم مشورته في النائبات مع أنني لم أري وسيلة أيسر وانجع واسرع من ” الشحدة ” تحسن حاله وتغير ظروفه وحاولت جاهدا إقناعه بتلك الفكرة وأخبرته بأن حتي دولتنا ” الحكومة ” تشحد الدول اﻷحسن منها حاﻻ لتحسين حالها حتي إشتهرت عالميا ” يالشحدة ” وليس في اﻷمر عيب أو ما يعيب الشخص ويجرح مشاعره ويستفز أحاسيسه !.
وهكذا حالنا والحمدلله يطل علينا عيد الفطر المبارك بكل بهائه وجماله ونحن نشتكي لبعضنا احزان بعضنا الﻼ نهائية التي يزيدها
المغضوب عليه حينما يأتي المرتب غضب علي غضب وحزنا علي حزن والواقع أمامنا قاتم وما كان يسمي ” بالبشريات ” الزيادات المنح
التي تأتي مع المرتبات أصبحت للبعض من الماضي السحيق الذي ﻻ يمكن إعادته بأي حال من اﻷحوال والمواطنون يقومون ويفعلون ما
بوسعهم من تقديم شكاوي و ” شقاوي ” لبعضهم البعض وبطبق من حزن ﻻ بداية وﻻ نهاية لها وﻻ مستقبل – مستلم لها وخير أنيسهم في ذلك جلساتهم النهارية والمسائية التي ﻻ تحتوي أي كﻼم او حديث هذه اﻷيام غير خذﻻن المرتبات لهم وفي أبرك اﻷيام أيام
اﻷعياد …… وﻻ تلوح في اﻷفق إن كان هنالك أفق أي أمال ﻻ عريضة ﻻ قصيرة بمنح أو فروقات تعيد البسمة المفقودة لشفاه
أطفالهم قبل شفاههم التي ” طوعوها ” عنوة ” للقفل ” التام ومنذ زمن ليس بالقريب ولكنه غريب وغريب .
ومعاناة الناس اليوم ﻻ تحدها ﻻ حدود جغرافية وﻻ حدود سياسية والسياسة في البلد مليئة بكل شيء …. ولكنها خالية خلو كامل من
معايش الناس وحالهم ليس المزري فحسب بل مزري المزري وما كان يسمي بأولياء اﻷمور يعيشون في عالم من الراحة واﻹسترخاء
قل نظيره في العالم وفي بروج سماوية وعمارات سحابية وليس من بينهم من ينام تحت شجرة كما كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب
رضي الله عنه وأرضاه وليس من بينهم من يفكر في لبسة عيدية لطفله أو لطفلته فلذة كبده حاش لله أو من يفكر في تجهيزات أثاثات
البيت،فالبيت مجهز مشاء الله بأثاثات خمسة نجوم من الداخل والخارج وهكذا هو العدل – اﻹنصاف الذي اختاروه لنا يوم أن قاموا بإنقلابهم” الينيوي ” المشؤوم ومايسمي بإرتفاع اﻷسعار ﻻ يرونه حتي في اﻷحلام ومواطنوهم واقعهم اﻷحﻼمي واﻷخر سيان وتفكيرهم
محصور في كيف نأكل وكيف نلبس وكيف ” نتجزم ” أي كيف نحصل علي جزم جديدة إنها طموحات ما قبل اﻹنسان البدائي وفي القرن
الواحد والعشرين،نافلة القول أولياء اﻷمور يعيشون في بروج سماوية والرعية في قاع البئر وبمناسبة الجزم ” أوﻻد اﻷورنيش ”
حتي ﻻ أقول ماسحي اﻷحذية سوقهم مبشر جدا في الموسم العيدي الحالي وسوف يخرج الناس من بيوتهم جزمهم المتروكة إن وجدت التي كانوا يعتقدونها أخطاء قديمة لتجدد وتلمع ” باﻷورنيش ” لتبدو جديدة وهنا سوف تكون مصائب قوم عند قوم فوائد !.
أما ما يخص المثل أو القول الرائج الذي نسمعه عند إقتراب العيد ” أحبذ رائحة الكيك علي رائحة اﻵبري ” فسوف لن يكون له موقع
أنيق او مكان سامي وسوف يكون من مخلفات الماضي البالية فكثير من اﻷسر ولﻸسف الشديد ” شياﻻتهم ” العيدية ستكون خالية من كل أصناف وأنواع ” الكيك ” الذي كانوا في الزمن الطيب يتفنون في إخراجه بأشكال وألوان قبل أن يجني عليهم هذا الزمن الغابر وسبب
خلوها إرتفاع أسعار السكر والزيت والدقيق ولن تستطيع اﻻسر تحمل تبعات كماليات وجماليات وخصما كمان علي ميزانيتهم الحمالة
الواقعة والمكسرة قبل أن تصل البيت وكثير منا سيحمد الله كثيرا إن إمتلئت شيالته العيدية ” بالتمر والفول ” تاركا خلفه حاجات
الرفاهية وأمور البذح التاريخية هذه .
وسبحان الله مع كل عام يمضي يكتشف المواطن السوداني أنه كان يعيش رفاهية في العام السابق بسبب ما يعانية في العام الﻼحق من مشاكل وأمور خارجة عن إرادته فرضته له الظروف القاسية الصعبة .
وهنا ندرك وببساطة أسباب تعلق المواطن السوداني بالماضي حيث أن الحاضر أسوأ من الماضي والماضي أرحم من الحاضر حتي لو كان الماضي سيئ في حينه ولكنه اﻵن بالمقارنة بحاضر اليوم كان ثمن علي عسل وأكثر من ذلك .
وكل عام وانتم بخير أعزاء القراء وأتمني أن يكون العيد أجمل من ما توقعته ووصفته في المقال والله يكضب الشينة إن كانت ” شينتنا ”
قابلة للكضب.

عمر طاهر أبوآمنه
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. والله كلامك صحيح أحزان في أحزان،أمخاخنا عايزه تطرشق،كانت مصاريف استعداد رمضان ثم رمضان ثم زكاة الفطر ثم حلوى وخبيز العيد ثم كسوة العيد،بعد ذلك مباشرة رسوم المدارس قسط اول ٦مليون ونصف جنيه وترحيل ٣مليون،ثم ما نلبس أن نفيق ونتعافى من هذا يأتينا عيد الأضحية وخروفه وكسوة العيد،ثم بعده يأتينا القسط الأخير من رسوم المدارس ٦مليون ونصف ثم الترحيل……. أحزاننا تهون لكن أحزان الوطن مع الإنقاذ هي المشكلة الكبرى عندنا.

  2. والله كلامك صحيح أحزان في أحزان،أمخاخنا عايزه تطرشق،كانت مصاريف استعداد رمضان ثم رمضان ثم زكاة الفطر ثم حلوى وخبيز العيد ثم كسوة العيد،بعد ذلك مباشرة رسوم المدارس قسط اول ٦مليون ونصف جنيه وترحيل ٣مليون،ثم ما نلبس أن نفيق ونتعافى من هذا يأتينا عيد الأضحية وخروفه وكسوة العيد،ثم بعده يأتينا القسط الأخير من رسوم المدارس ٦مليون ونصف ثم الترحيل……. أحزاننا تهون لكن أحزان الوطن مع الإنقاذ هي المشكلة الكبرى عندنا.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..