فقير ولا مسكين !ا

فقير ولا مسكين !!

كمال كرار

قالت وزارة الشؤون الاجتماعية أنها بصدد حصر الفقراء والمساكين في جمهورية السودان الكائنة في وسط أفريقيا.

ولم تفصل الأخبار الغرض من هذا الحصر وما إذا كان مرتبطاً بتقديم إعانات مالية أو بقبور إضافية أو تهجير قسري إلى دول أخرى كما حدث للمتسولين بالخرطوم قبل وبعد الانتخابات المضروبة.

ولم تردنا حتى الآن أي أنباء عن كيفية الحصر والنظريات الإحصائية التي ستستخدم فيه والجهات الرسمية والشعبية المشاركة فيه.

ولأنّ المسألة حصر وبس فإن هذه المناسبة لن تفوت علي السدنة والتنابلة الذين يحبون ? لهف ? الأموال الحكومية والميزانيات المرصودة للتعداد المزعوم.

وسيتم تشكيل المفوضية العليا لحصر الفقراء والمساكين والمنظمات التابعة على شاكلة ?منظمة الوعد اليقين لإحصاء المساكين?، وستطير الوفود الحكومية لمملكة النيبال للوقوف على تجربتها في عد الجمال.

مطلوب ولأغراض العد أن يعلق كل مسكين على رقبته بطاقة ممغنطة تحتوي المعلومات المطلوبة عن فقره ومسكنته، حيث يمكن الحصول على البطاقة من استقبال الوزارة أثناء ساعات العمل الرسمية بعد دفع مبلغ 100 جنيه عداً نقداً.

وبحسب المرشد الإحصائي التأصيلي فإنّ الفقراء هم الذين يأكلون ? المرقة ? ويشربون موية الطحالب ويركبون خ 11 وتصيبهم أمراض سوء التغذية والملاريا الخبيثة.

أما المساكين فهم الذين صدقوا أوهام ?الجماعة? بشأن الذهب الوفير والبترول اللي حيطلع من المقل والحجير وناس المعسكرات السرهم في بير.

وطالما كانت ? النقاطة ? موجودة فسيأتي المراقبون الأجانب والفضوليون من كل حدب وصوب لمتابعة سير التعداد والوقوف على شفافيته و نزاهته.

وهكذا سيطوف المسؤولون على القرى والبوادي يتبعهم التلفزيون و ?الرادي? بالجملة و الفرادي والتنابلة وجداد الوادي ثم يأتي وزير المالية بعد ذلك ليشكو من عجز الميزانية ويزيد سعر الزبادي.

كان شقيقي الراحل محمود ساخراً فقال تعليقاً على نشرة وفيات الثامنة مساء الطويلة بالراديو ? أحسن يذيعوا الأحياء والما بسمع إسمو حتماً ميت ?.

على وزارة الشؤون الاجتماعية وحفظاً للمال العام أنّ تحصر الأغنياء ? الشوية ? وتطرحهم من عدد سكان السكان لمعرفة عدد الفقراء والمساكين وتنتهي الحكاية في يومين.

أما إذا كان الاقتراح غير مقبول فيمكن للوزارة انتظار مظاهرات الكادحين والمسحوقين في مدني والكاملين والفاشر والضعين لا لمعرفة عددهم، وإنما لإدراك قوة شكيمتهم وقدرتهم على الإطاحة بالسدنة والطفيليين.

الميدان