رؤساء لا يعرفون الندم.. آخرهم البشير

سئل الرئيس المعزول نميري الذي أطيح به في انتفاضة ابريل الشعبية في عام 1985م في حوار تلفزيوني في عهد الانقاذ البائد، عن احكام الاعدام التي قضى بها تجاه الذين انقلبوا عليه عبر محاولات فاشلة من ضباط أو مدنيين اتهموا بالتحريض والمشاركة، فقال: (لست نادماً حتى اليوم وهم لا يستحقون الرمي بالرصاص وكان من المفترض يعلقوا كالشرموط) أي اللحم.
لكن ليس نميري وحده الذي لم ينتبه تأنيب الضمير عن الأرواح التي ازهقها بغرض الانتقام وارهاب الآخرين، فالرئيس المعزول عمر البشير الذي انقلب على النظام الديمقراطي في عام 1989م، قال في يومية التحري في المحاكمة التي عقدت له أمس الأول: (لم اندم على شيء)، أي أنه لم يندم فقط على الانقلاب، بل لم يندم على كل مجريات حكمه التعسفي الفاسد التي شملت حملات الاعتقالات والتعذيب القاسي والتصفيات الجسدية والاعدامات التي طالت بعض الخارجين على حكمه المتسلط، والتضييق على اصحاب الرأي ومحاربتهم في كسب قوتهم، والتمكين الجائر الذي سد الطريق أمام اصحاب الكفاءات الوطنية، والفساد الذي طال حتى القروض المالية التي تاهت إلى غير رجعة بشهادة المراجع العام، وبيع المنشآت العامة ومرافق النقل الاستراتيجية بثمن بخس بعد تخريبها بشكل ممنهج .
رؤساء آخرون
ويرى المراقبون أن الرئيس المعزول عمر البشير يعتبر امتداداً للعديد من رصفائه في القارة السمراء أو في المنطقة العربية التي بعد ان تخلصت من ربقة الاستعمار حل مكانهم حكام أكثر بطشاً ووحشية منه، وعرفوا بانتهاج سياسة القسوة تجاه الخصوم السياسيين وانتهاج سياسة التصفية العلنية أو السرية، الا أن هؤلاء الحكام الطغاة رغم ما اقترفوه بحق شعوبهم لكنهم لم يشعروا بالندم مطلقاً حتى بعد مغادرتهم الحكم، فهناك الجنرال عيدي أمين الذي اتسم حكمه بالوحشية وانتهاك حقوق الإنسان والاضطهاد العرقي، وكان يطلق عليه أيضاً اسم (جزار يوغندا)، حيث تعرض خصومه للتعذيب والسجن قبل وفاتهم، فقد قتل الناس بطرق وحشية مثل قطع الأطراف أو الأعضاء التناسلية، وكان مسؤولًا عن قتل (100 ــ 500)، وبعد سقوط نظامه هرب إلى ليبيا ثم السعودية، وتوفي امين في السعودية في 16 اغسطس 2003م دون الاعتراف باخطائه وتجاوزته.
روبرت موغابي
بالرغم من انتخابه ديمقراطياً كأول رئيس زيمبابوي، لكنه بعد فترة من حكمه مال إلى سياسة التعسف والقهر، فوفقاً لمنظمة العفو الدولية فإن حكومته في عام 2002م قتلت أو عذبت ( (70000 مواطن.
منقستو هيلا مريام
تولى منقستو هيلا مريام الحكم في اثيوبيا في الفترة من 1974 إلى 1991م، ويعتبر من أكثر الحكام بطشاً ودموية في القارة السمراء، حيث مارس عمليات القتل والبطش عبر مليشيات ديرج الشيوعية، وبدأ حملة الإرهاب الأحمر التي عرفت بأنها من أكبر عمليات القتل الجماعي في إفريقيا، وتراوح عدد الوفيات التي كان مسؤولاً عنها بين نصف مليون الى مليوني شخص. وبعد الحرب الأهلية حكمت عليه محكمة أهلية بارتكاب جريمة الإبادة الجماعية، إلا أنه استطاع الهرب إلى زيمبابوي ربما بمساعدة سدنته في الحكم.ولم يشعر بالندم بل كان يظن أنه انتصر للنظرية السياسية التي يؤمن بها.
صدام حسين
تولى الرئيس العراقي السابق الحكم كخامس رئيس للعراق في الفترة من 16 يوليو 1979 إلى 9 أبريل 2003، واتسم حكمه بسياسة القبض والتسلط تحت عباءة حماية النظام الاشتراكي العربي، وحدثت في عهده عمليات إبادة جماعية لعدد من الاثنيات في العراق، ويقدر عدد الذين قتلوا في فترة حكمه بحوالى مليوني شخص، وقام باحتلال الكويت بعد قرار فردي بحجة أنها إحدى محافظات العراق، وإن حكامها سرقوا نفط العراق بالتنقيب عن طريق الحفر المائل.
وفي 14 ديسمبر 2003م ألقت القوات الأمريكية القبض على صدام في مزرعة بالقرب من تكريت، وفي عام 2004م اتهم بارتكاب جرائم ضد سكان الدجيل، شملت تعذيب النساء والأطفال وقتل (148) شخصاً، وفي نوفمبر 2006 أدين صدام وحكم عليه بالإعدام في 30 ديسمبر 2006م، ولم ينتبه الندم، بل كان يظن أنه بطل قومي بصرف النظر عما ارتكبه من جرائم ضد الانسانية .
ويبدو أن الرئيس المعزول الذي لم يندم على كل ما ارتكبه نظامه من خطايا وجرائم في حق الوطن وشعبه ليس وحده، فالآن رموز حكمه تحاول إعادة عجلات التاريخ للوراء، حتى ان حركتهم الاسلامية تريد أن تدلس على وعي الجماهير باعتبار أن كل اسقاطات النظام البائد السلبية حقاً تنسجم مع كل القيم الدينية والاخلاقية، وإن كل ما عداها ضلال وخيانة وطنية .
الانتباهة
شتان مابين صدام حسين وهؤلاءالطغاة الفاسدين الجبناء الذين ألقت بهم شعوبهم في مزابل التاريخ، فصدام حسين إغتاله الغزاة بمعاونة الخونة.
لا شتان و لا يحزنون ، كلهم نفس الغباء و نفس الوحشية و نفس الفشل… الناس دي ما ندمت لأنو قطعا في ناس من نفس عقليتك دي كسرت ليهم تلج