
١-
لو قمنا بكتابة مئات المقالات الطويلة والقصيرة بحثآ عن اسوأ حدث وقع في السودان عام ٢٠٢١ – ما اكثر الاحداث الدامية والمؤلمة التي وقعت فيه-، وايضآ، لو اجرينا استفتاء شعبي ،وندوات ومناقشات طويلة حول اسوأ حدث سوداني في هذا العام الجاري، لما وجدنا ما هو اسوأ من كارثة حل القوات المسلحة واحلال قوات “الدعم السريع” محلها!!
٢-
كارثة وماسآة حل الجيش السوداني بدأت في يوم الاربعاء ٩/ يونيو عام ٢٠٢١، يومها نشرت صحيفة “الراكوبة” خبر جاء تحت عنوان:(بعد إعلان حميدتي رفض دمج الدعم السريع في الجيش.. لماذا خرج البرهان عن صمته؟!!)، وجاء في سياقه:
(…- خرج رئيس مجلس السيادة الانتقالي، عبد الفتاح البرهان، عن صمته، وكشف طبيعة العلاقة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. وتأتي تصريحات البرهان، بعد يوم واحد من تصريحات رئيس قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو “حميدتي” دمج قواته مع الجيش.وقال حميدتي، خلال تأبين قيادي في حركة تحرير السودان قيادة مناوي، إن “الحديث عن دمج قوات الدعم السريع في الجيش يمكن أن يفكك البلد”، مضيفا أن “الدعم السريع مكون بقانون مُجاز من برلمان منتخب، وهو ليس كتيبة أو سرية حتى يضموها للجيش، إنه قوة كبيرة.). – انتهي –
٣-
استطاع “حميدتي” بما عنده من سلطات عليا وقوة عسكرية ضاربة، ان يرغم البرهان علي التخلي تمامآ عن فكرة “هيكلة المؤسسة العسكرية في السودان”، ويعود السبب في ذلك الي ان “حميدتي” خشي ان تخسر قوات “الدعم السريع” قوتها العسكرية ونفوذها الطاغي في الساحة السودانية وتخضع لقيادات تابعة للقوات المسلحة، استطاع حميدتي ان يوقف كل الاجراءات التي تمس قواته، وبقيت تعمل بعيدآ عن القوات المسلحة، ولا تتلقي منها اي توجيهات او اوامر.
٤-
من طالع احداث العام الجاري العسكرية ، يجد ان قوات “الدعم السريع” قد حلت مكان الجيش، بل استطاعت ان تقوم عسكريآ بكل ما هو من اختصاصات وعمل القوات المسلحة!!، في سبيل المثال: جاءت الاخبار قبل ثلاثة ايام مضت في هذا الشهر الجاري، ان قوات ضاربة من الدعم السريع قد توجهت الي مدينة بورتسودان لفك الحصار واعادة الهيبة المفقودة للبلاد.
٥-
قبل هذا نشر الخبر كان هناك خبر اخر افاد، ان قوات من “الدعم السريع “قد توجهت الي كردفان لفض الاشتباكات بين القبائل المتصارعة، ولا ننسي ان قوات “حميدتي” كانت قد توجهت عدة مرات خلال شهور هذا العام الجاري والعام الماضي ٢٠٢٠ الي دارفور لاعادة الامن والامان.
٦-
افتخرت قوات الدعم السريع انها التي كشفت عن محاولة الانقلاب في شهر سبتمبر ٢٠٢١، والتي حاول ان يقوم بها اللواء ركن عبد الباقي الحسن عثمان بكراوي.
٧-
طوال عام ٢٠٢١، اختفت اخبار القوات المسلحة بصورة مريبة تدعو للاستغراب الشديد، فلم تنشر الصحف الا القليل عنها تمثلت في معارك “الفشقة” ولاشيء اخر!!، بينما احتلت اخبار جيش “حميدتي” صدارة الصحف السودانية والاجنبية، وابرزت الصحف صورة قاتمة عن قوات “الدعم السريع” ونشرت من الاخبارعن وجود قوات من الدعم السريع تحارب في ليبيا مع قوات الجنرال/ حفتر بتمويل اماراتي!!، رفض البرهان اجراء تحقيقات حول هذه الاتهامات الخطيرة رغم انه المسؤول الاول عن الدعم السريع!!
٨-
عندما عاثت قوات الدعم السريع طويلآ وبلا توقف في فساد لم تعرف البلاد له مثيل من قبل ، ووصلت الي حد الاغتيالات، والاغتصابات، والاعتقالات بدون تهم محددة مصحوبة بالتعذيب، تساءل الناس “اين جيشنا جيش الهنا.. الحارس مالنا ودمنا”؟!!…اين البرهان وبقية جنرالات الذين اقسموا ان يحموا الارض والعرض، ويذودون بكل قوة عن حياض الوطن؟!!
٩-
واخيرآ، لم يعد عندنا جيش بالمعني المتعارف عليه دوليآ!!، قوات “الدعم السريع” اصبحت مثل “الحرس الثوري” الايراني، قوات “حميدتي” لا تحمي السودان وشعبه، ولكنها تحمي بقوة النظام الانقلابي القائم!!
بكري الصائغ
[email protected]
—
عندنا جيش
حمتي لو كنت كما تقول كان عمل انقلابو زمان
الجيش ايس مرتزقه وتاتشرات و بكاسي
تكتب و ينشر لك و دي المأساة
الشيء بالشيء يذكر:
“الدعم السريع”.. لماذا غابت عن تحرير أراضي السودان على حدود إثيوبيا؟!!
https://www.alestiklal.net/ar/view/7199/dep-news-1610831540
الحبوب، الجيش السوداني حي.
مساكم الله بالعافية، ونواصل الحكي عن “حميدتي السوبرمان”
١-
ما هي قوات الدعم السريع؟!!
المصدر- “رصيف22” – 13 يونيو 2019 –
قوات الدعم السريع التي يقودها حميدتي هي مليشيات أسستها قيادة المخابرات العامة والأمن عام 2013، لمحاربة الجماعات المتمردة المسلحة في جميع أنحاء السودان، وكانت تخضع مباشرة لعمر البشير خلال العامين الماضيين. وأصدرت السلطة بطاقات هوية شخصية لأعضاء هذه القوات، تضمن لهم الحصانة بموجب قانون خدمات الأمن الوطني لعام 2010. وفي يناير 2015، منحها التعديل الدستوري وضع “القوة النظامية”. على الأرض، يتولي قيادة هذه القوات الفريق محمد حمدان دقلو، وهو قائد سابق لحرس الحدود وزعيم سابق في ميليشيا الجنجويد. جرى اختيار أعضاء القوات من القوات شبه العسكرية، ولا سيما حرس الحدود، وغيرها من الميليشيات التي تحظى بدعم حكومي مثل ميليشيا الجنجويد، التي كانت تضم مسلحين قاتلوا بغطاء حكومي في النزاع على دارفور منذ بدايته، وشنوا هجمات وحشية على المدنيين من غير العرب، وفقاً لتقارير منظمات حقوقية. ويشير تقرير سوداني إلى أن غالبية قوات الدعم السريع هم دارفوريون جندهم حميدتي في سبتمبر وأكتوبر 2013، ويذكر أنه تم تجنيد عناصر من مناطق النوبة في هذه القوات، كما يشير إلى أن بعض مقاتليها يتحدثون العربية بلهجات أجنبية لذا يعتقد أنهم تشاديون أو نيجيريون.
٢-
وأورد الباحث في الشأن السوداني وتشاد والقرن الإفريقي جيروم توبيانا، والذي قابل حميدتي عام 2009، في تقرير في مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية، أن قائد قوات الدعم السريع ليس سوداني الأصل، بل يتحدر من عشيرة عربية تشادية.
٣-
الحديث عن خلافات داخل المجلس العسكري في الإعلام السوداني كانت آخرحلقاته أن حميدتي طلب ترقيته الي رتبة “مشير” وأصر بشدة على أنه يستحق هذه الرتبة بحكم أنه القائد العسكري السوداني الوحيد الذي استطاع القضاء على الفوضى وفرض الأمن وتوطيد علاقات السودان مع دول كثيرة عربية وأوروبية، ما سهل دخول إعانات ومساعدات مالية كبيرة من السعودية والإمارات خففت إلى حد كبير من أزمات البنوك السودانية.
٤-
وأعلن حميدتي، وفقاً لأحد الكتاب السودانيين، أنه يرفض البقاء طويلاً في منصب فريق أول، وهي رتبة يحملها عشرات الضباط في القوات المسلحة وفي قوات الدعم السريع، ويجب أن يكون أعلى منهم رتبة، فهو أحسنهم أداءً وعملاً وخبرة عسكرية.
أراد على عبدالله صالح ان يلقن الشعب درسا وأستعان بالحوتيين .. ولكن ربى الاسد حتى افترسه .. هلى يتكرر السناريو فى السودان
الحبوب، جمال.
تحياتي الطيبة.
وصلتني سبعة رسائل من اصدقاء علقوا فيها علي المقال، وكتبوا:
١-
الرسالة الاولي:
(…- الفتنة نائمة لعن الله من ايقظها، القوات المسلحة بخير وقوات الدعم السريع جزء من المنظومة العسكرية، الاثنان يعملان معا وفق ضوابط وقوانين ولوائح واضحة، قوات الدعم السريع منذ عام 2013 تعمل بتنسيق تام مع القوات المسلحة لا تطمع في سلطة ولا قامت بمحاولة انقلابية.).
٢-
الرسالة الثانية:
(…- لا احد ينكر ان حال الجيش السوداني في زمن حكم الفريق أول عبدالفتاح البرهان وصل الي اسوأ حالاته بصورة رديئة لم يصلها منذ تاسيسه في عام 1925، والاسوأ من كل هذا ان البرهان يرفض رفض شديد هيكلة المؤسسة العسكرية رغم انه صرح من قبل بضرورة هيكلة القوات المسلحة، وجاء تصريحه بعد الجدل الشديد حول وضعية الدعم السريع وهل هي تابعة للجيش؟!! ام هي جهة مستقلة!! ام تابعة لجهاز الامن ؟!!، البرهان يرفض اعادة الجيش المهلهل الي وضعه القوي كما كان قبل عام 1958 ودخوله عالم السياسة، وهذا الموقف السلبي هو الذي جعل قوات الدعم السريع تنجح في ان تحل مكان القوات المسلحة، ويصبح البرهان وكبار القادة العسكريين مجرد ضباط عند “حميدتي”؟!!.).
٣-
الرسالة الثالثة:
(…- طالعت المقال مرة واثنين عسي ان اجد فيه شيء جديد ولم اجد!!، كلنا في السودان بنعرف حقيقة عدم وجود جيش قومي سوداني، وبنعرف كيف الجبهة الاسلامية عام ١٩٨٩ صفت الجيش واحالت احسن الكفاءات للصالح العام، وطردت اصحاب الخبرة العسكرية من مناصبها، واحالت كبار القادة العسكريين للمعاش الاجباري، وبنعرف ايضآ كيف زج البشير عناصر اسلامية لتقود المؤسسة العسكرية بتوجهات اسلامية، فظهرت اسماء مثل: صلاح قوش، محمد عطا، كمال حسن علي “سفاح العيلفون”، قطبي المهدي المدير السابق لجهاز الامن، نافع علي نافع،… منذ عام ١٩٨٩ وحتي اليوم ما زالت بقايا القوات المسلحة محتفظة بقوانين البشير العسكرية وبرعاية واهتمام شخصي من البرهان…كلنا في السودان بنعرف حقيقة حل الجيش واحلال قوات حميدتي محلها.).
٤-
الرسالة الرابعة:
(…- يا تري، هل المقالات الكثيرة التي نشرت من قبل في الصحف المحلية والاجنبية وبالمواقع السودانية عن حال القوات المسلحة المزري قد وجدت الاهتمام من القادة العسكريين؟!!، ام اعتبروها “كلام جرائد”؟!!
٥-
الرسالة الخامسة:
(…- في الفترة من ١١/ ابريل سنة ٢٠١٩ وحتي اكتوبر الماضي ٢٠٢١ وقعت في السودان ستة محاولات انقلابية…وبعد دا كله نقول عندنا قوات مسلحة؟!!..، لو كان البرهان قائد عسكري محنك وصاحب مهابة وقوة وعنده احترام عند الضباط والجنود لما وصلت القوات المسلحة لهذا الوضع المخجل!!.).
٦-
الرسالة السادسة:
(…- موضوع شيق يا عمي الصائغ… لكن ما فيه جديد!!.).
ماذا نشرت الصحف، وكتبت الاقلام عن البرهان وحمدوك؟!!
طبيعة العلاقة بين البرهان وحميدتي.. تحالف أم تنافس؟!!
المصدر- “عربي بوست” – : 2021/10/28 –
١-
العلاقة بين البرهان وحميدتي مركبة، حيث تعود إلى فترة قبل عزل البشير، إذ يقول المنتصر أحمد، وهو ناشط سوداني، لموقع DW العربي إنها علاقة ترجع إلى فترة تأسيس “الجنجويد” عام 2003، ونمت بعدها علاقة “تحكمها المصالح المشتركة والتاريخ الدموي”. واستطاع الرجلان القادمان من ذوي الخلفيات المختلفة تماماً الإطاحة بطابور طويل من الجنرالات الأعلى رتبة ومقاماً في مقدمتهم وزير الدفاع السوداني في عهد الرئيس السابق عمر البشير عوض بن عوف، الذي أشرف على عزل البشير، ومن الواضح أن البرهان وحميدتي استغلا علاقتهما الإقليمية وقلق القوى الثورية السودانية، من الضباط الإسلاميين للوصول للسلطة.
٢-
بعد ذلك بدت تصريحات حميدتي دوماً مكملة ومؤيدة لتصريحات البرهان، ولكن هناك حديث عن خلافات مستترة بين الرجلين وصلت إلى قيام الجيش وقوات الدعم السريع، بعمليات تحصين متبادلة لمواقعهما خوفاً من أي مواجهة محتملة. ويقول مسؤولون أمريكيون إن حميدتي والبرهان كان لهما تحالف ضعيف وخصومة محتدمة في المجلس العسكري. ويتمتع البرهان بعلاقات وثيقة مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في حين أن حميدتي يتمتع بعلاقات أوثق مع المسؤولين في الإمارات والسعودية – وجميع الدول ذات المصالح الخاصة في السودان.
وأفادت تقارير سابقة بأن حميدتي يشعر بأن الإمارات قد ابتعدت عنه، وبدأ يبحث عن علاقات مع قطر وتركيا بعيداً عن الإمارات، كما بدأ يغازل الإسلاميين، والآن صمته قد يكون محاولة أيضاً لمغازلة الثوار، إضافة إلى تحالفه مع متمردي دارفور السابقين.
٣-
سبق أن نفت بيانات للجيش والدعم السريع وجود توتر بينهما، ويقول مصدر عسكري في تقرير سابق لـ”الجزيرة.نت” إن المنافسة بين الجيش والدعم السريع ترتبط بصراع نفوذ شخصي بين البرهان وحميدتي، وكل من الرجلين لديه حلفائه. ويقول المصدر إنه من غير المتوقع حدوث نزاع مسلح بين قوات الجيش والدعم السريع، لكن إذا وقع فإن نتائجه ستكون كارثية. وأوضح أن الجيش لن يستطيع حسم المواجهة مع قوات حميدتي سريعاً في حال نشوب قتال بينهما، لأنه حميدتي نسج تحالفات مع الحركات المسلحة، وبدأ يرسل إشارات لإعادة إنتاج الصراع التاريخي بين أولاد البحر “النيل” والغرب، موضحاً أن مسألة القضاء عسكرياً على جهة ما أصبحت من الماضي، لأن الحرب يمكن أن تحدد بدايتها لكن لن تقدر أن تحدد متى تنتهي. وهناك تقارير عن عدم وجود إجماع داخل الجيش السوداني تجاه الأزمة الحالية.
٤-
وبصفة عامة يعتقد أن الجيش السوداني أصبح منهكاً بعد سنوات من الحروب الأهلية، كما أنه يعاني من نقص في المعدات العسكرية الحديثة، في ظل ضعف القدرات الاقتصادية للبلاد، وشبه الحصار الذي كانت تعاني منه. والنتيجة عندما وقعت الثورة السودانية، أصبحت قوات الدعم السريع تمثل رقماً صعباً في المعادلة السياسية والأمنية في السودان، فهي القوة المنتشرة في العاصمة من خلال مئات الشاحنات الصغيرة والجنود المقاتلين ذوي الخبرة بأسلوب معارك العصابات وحروب الشوارع، وبخاصة أنها مازالت مرتبطة في المخيلة الشعبية بالرعب الذي مارسته قوات الجنجاويد في إقليم دارفور خلال الحرب.
مقال له علاقة بالموضوع:
هيكلة الجيش السوداني…
هل تصل سيطرة الدعم السريع إلى القوات البرية؟!!
يحدد العسكري السوداني المتقاعد والمدير السابق لإدارة الأميركيتين بوزارة الخارجية الرشيد أبو شامة، مؤشرا لبدء تنفيذ مخطط إعادة هيكلة المؤسسة العسكرية يتمثل في ضمِّ عضو مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي) قائد قوات الدعم السريع، إلى هيئة أركان الجيش السوداني، إذ سيعد ذلك عاملاً قوياً لتنفيذ تلك الخطة.
“الجيش تقوده القيادة في إطار النظام عبر منظومة الأوامر العسكرية والسيطرة على القيادة تعني السيطرة على الجيش”، كما يوضح أبو شامة ويردف قائلا: “إذا جاءت أوامر فلن يكون هنالك من خيار سوى تنفيذها (في إشارة لما يصفه عسكريون بمخطط هيكلة الجيش أو السيطرة عليه)”.
الإزاحة والإحلال
بوصول عبدالفتاح البرهان إلى رئاسة المجلس العسكري الانتقالي في السودان، عشيّة الثالث عشر من إبريل/نيسان 2019 بعد عزل الرئيس عمر البشير في 11 إبريل/نيسان 2019 من منصبه، ضمن حميدتي، وجود حليف له على رأس قيادة القوات المسلحة خاصة بعد استقالة الفريق أول ركن عوض محمد أحمد بن عوف الرئيس الأول للمجلس والذي سبق وأن عينه البشير نائبا أولا له، مع احتفاظه بمنصب وزير الدفاع، لكن رفض حميدتي الانضمام للمجلس العسكري برئاسة بن عوف كان يعني انقساما داخل المؤسسة العسكرية في ظل انتشار قوات الدعم السريع داخل العاصمة، وهو ما يعد عاملا هاما في استقالة بن عوف ومن ثم تعيين المفتش العام للجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيسا للمجلس، وهو ما تلته عدة عمليات للإزاحة والإحلال بين القيادات العليا في الجيش دعمت هيمنة حميدتي وفق ما تؤكده مصادر عسكرية في تصريحات لـ”العربي الجديد”.
وتجمع البرهان وحميدتي “علاقة شخصية” بحسب وصف البرهان في حوار تلفزيوني بثه تلفزيون السوادن في يوليو الماضي، وترجع العلاقة إلى الفترة بين عامي 2003 و2005 وقت عمل الأول عقيدا في الاستخبارات وتوليه مسؤولية تنسيق هجمات الجيش ومليشيات الجنجويد (لاحقا عرفت بالدعم السريع) غربي دارفور والتي كان حميدتي أحد قيادييها في تلك المرحلة، ولاحقا توطدت العلاقة بعد مشاركة قوات سودانية في حرب اليمن دعما للتحالف السعودي الإماراتي بقيادة البرهان الذي أشرف على تلك القوات وفق ما أوضحته المصادر التي لفتت إلى استفادة حميدتي من حالة الحنق الشعبي على القادة من الإسلاميين بعد إسقاط البشير لإبعاد رموزهم الأساسية من الجيش عبر اعتقالات أو إقالات أو استقالات متوالية مثل بن عوف ونائبة الفريق أول كمال عبد المعروف رئيس الأركان ثم لاحقاً استقالة ثلاثي قادة المجلس العسكري الفريق أول عمر زين العابدين، الفريق أمن جلال الشيخ والفريق أول شرطة الطيب بابكر عقب أسبوعين من إطاحة البشير، وبعدها في 23 مايو/أيار استقال مدير الاستخبارات العسكرية الفريق مصطفى محمد مصطفى من عضوية المجلس العسكري وهو شخصية غامضة غير معروفة في الأوساط السياسية والإعلامية ويوصف بالصندوق الأسود للإسلاميين بالجيش نظراً لفترة عمله الطويلة بإدارة الاستخبارات، كما أنه أحد المشاركين في تنفيذ انقلاب 30 يونيو/حزيران 1989.
الضربة الأقسى كانت في 11 يوليو/تموز الماضي بالإعلان عن إحباط محاولة انقلابية بقيادة رئيس هيئة الأركان المشتركة الفريق أول ركن هاشم عبدالمطلب أرفع شخصية عسكرية وقتها بالسلم القيادي بالجيش بمشاركة عدد من الضباط أبرزهم رئيس هيئة العمليات المُشتركة الفريق أول آدم هارون ونائب مدير الاستخبارات السابق ومدير إدارة التدريب اللواء بحر أحمد بحر بجانب قادة (المنطقة العسكرية المركزية، المدرعات، القوات الخاصة، الدفاع الشعبي وقوة المهام الخاصة).
بالمقابل، فإن أبرز الشخصيات التي تم تعيينها أخيراً، قائد سلاح المدرع اللواء الركن عبد الرحيم شكرت الله الذي سبق أن عمل مع حميدتي في دارفور وقت أن كان عقيدا في الجنينة عاصمة غرب دارفور وورد اسمه ضمن المتهمين بارتكاب جرائم في إقليم دارفور، وفق قائمة سلمتها الأمم المتحدة للمحكمة الجنائية الدولية، وجاء القرار بعد خلاف في يوليو الماضي بين القائد السابق لسلاح المدرعات اللواء الركن نصر الدين عبد الفتاح، “بعد حديث عن التقصير اعتقد قائد المدرعات أن حميدتي يقصد أن يحمل الجيش مسؤوليته”، وفق ما جاء على لسان عضو مجلس السيادة الحالي الفريق ياسر العطا في حديث لصحيفة الانتباهة في 23 يوليو الماضي.
كما جرت إعادة اللواء عباس عبد العزيز للخدمة وترقيته إلى رتبة فريق أول ويعد من أبرز حلفاء حميدتي إذ كان أول قائد لقوات الدعم السريع عندما كانت تتبع جهاز الأمن والمخابرات وعمل بتفاهم مع حميدتي حتى أحيل إلى التقاعد، كما جرى إعفاء مدير التصنيع الحربي الفريق محمد الحسن عبدالله وهو من الإسلاميين البارزين وشقيق الوزير السابق والقيادي البارز المقرب من البشير أسامة عبدالله وتعيين اللواء دفع الله خميس بدلاً عنه.
وشملت حملة الاعتقالات قادة سابقين بالجيش، أبرزهم رئيس هيئة الأركان الأسبق الفريق أول مهندس عماد عدوى المعروف عنه عدم انتمائه للحركة الإسلامية، وهنا يعلق المحلل العسكري العميد المتقاعد (سلاح المظلات) إدريس محمود، بأن الحرب التي يشنّها حميدتي ضد الإسلاميين لا تهدف لجعل الجيش مهنياً بإبعاد الضباط المؤدلجين فقط وإنما للسيطرة على الجيش، وأضاف في حديثه لـ”العربي الجديد”: “البُعد الإقليمي حاضر في هذا المسعى إذ تنظر الإمارات والسعودية للجيش كمكان يمتلئ بالإسلاميين الذين يجب التخلص منهم بشكلٍ كاملٍ، مشيراً لتقديمهما معلومات استخبارية، وغيرها من المهام التي ساعدت في إفشال الانقلاب الأخير”.
مخطط الهيكلة
يتخوف ضباط الجيش السوداني من مخطط يدور الحديث عنه بينهم يقوم على دمج قوات الدعم السريع في الجيش لتصبح عماد القُوة البرية المُقاتلة، وفق ما يؤكده عقيد في الجيش فضل حجم اسمه للموافقة على الحديث، قائلا لـ”العربي الجديد”، يسود الحديث عن خُطة مكتوبة بعنوان “إصلاح الجيش السوداني” يروج لها ضُباط في الجيش يُدينون بالولاء لقائد الدعم السريع، ومضى قائلاً: “حقيقة عملية تفكيك الجيش فعلياً قد بدأت، إذ لا يوجد فتح لفُرص للتجنيد، وهو ما جعل تعداد الجيش حالياً ينزل، في طريقه لأن يصبح في حدود 50 ألف مقاتل عامل خاصة بعد الإحالات للتقاعد، والضباط والجنود بينهم كبار سن وإداريون وفنيون ليتم ملء الفراغ عبر قوات الدعم السريع التي تدين بالولاء المطلق لقائدها نظراً لطبيعة تشكيلها الإثني والقبلي”.
ويضم الجيش السوداني 189 ألف جندي، بينهم 85 ألف جندي في قوات الاحتياط. وفقاً لإحصاء عام 2019 الصادر عن موقع غلوبال فاير باور المتخصص بتصنيف الجيوش والأسلحة، بينما تتفاوت التقديرات لأعداد قوات الدعم السريع لكن تقرير مراقبة الحدود من الجحيم الصادر في إبريل/نيسان عام 2017 عن مشروع كفى (مقره في واشنطن) يحدد العدد بثلاثين ألف مقاتل.
أسلحة نوعية
تنقص قوات الدعم السريع أسلحة نوعية مثل الطيران والدفاع الجوي، لكن العقيد في الجيش السوداني لفت إلى مساعي نائب قوات الدعم السريع الفريق عبدالرحيم شقيق حميدتي، لتطوير تسليح قواته أثناء عدد من الزيارات لروسيا وإبرام صفقات أسلحة خاصة بمدرعات ودبابات T55 وT72 وأحاديث عن مساعٍ لتدريب طيارين، في ظل تنامي العلاقة ما بين مدير مكتب التصنيع الحربي في روسيا عبدالرحمن علي الحاج الشهير بحجار والذي يعمل أيضا مستشارا للسفارة السودانية في موسكو وكان يعد من الشخصيات المقربة للبشير ورافقه خلال رحلته لسورية العام الماضي، وبالفعل ظهرت بعض تلك المدرعات في حرب اليمن وانتشرت قطع منها في الخرطوم خلال الأحداث التي سبقت عزل البشير، كما عرض التلفزيون الرسمي مقاطع لحفل تخريج قوة تتبع للدعم السريع واستعراض في يناير/كانون الثاني تظهر فيه المدرعات.
المعطيات السابقة يرد عليها المتحدث باسم القوات المسلحة السودانية العميد عامر محمد الحسن نافيا وجود خطط لتفكيك الجيش لصالح الدعم السريع، مستدركا في إفادة لـ”العربي الجديد”، بأنه توجد خطة لإعادة هيكلة للقوات المسلحة كلها لمواكبة الوضع الجديد في البلاد وهو ما يتطلب صدور تعليمات جديدة خلال الفترة المقبلة، لافتا إلى أن الهيكلة تشمل قوات الدعم السريع وتبعيتها، قائلا: “الدعم السريع جزء من القوات المسلحة وتحت قيادة القائد العام وهذه القوات حدث لها تطور ودعم خلال فترة النظام السابق لمساندة القوات المسلحة وأثبتت من خلال عملها جدارتها في حسم كثير من مظاهر التفلت والتمرد إلى جانب القوات المسلحة ولكن الآن إعادة التنظيم سيشملها باعتبارها جزءا من القوات المسلحة والهيكلة الجديدة قد تأتي بتبعاتها وقراراتها الجديدة أو قد يتم تسكين الوضع الحالي ليس أكثر”.
وتابع :”حسب علمي الآن هناك لجان مكونة لهذا الأمر تعمل على صياغة تصور لإعادة الهيكلة بحيث إنها ترجع مرة أُخرى لرئاسة الأركان السابقة المشتركة، بالتالي الأمر يتطلب حذف كثير من الوظائف ووظائف جديدة بالتالي سيكون هناك إعادة تسكين من جديد لكل الرتب والوظائف السابقة لرتب جديدة وهذا يتطلب أن تصدر تعليمات خلال الفترة القادمة بما فيها أمر النظر في قوات الدعم السريع وتبعيتها”.
لكن بالمقابل يرى الباحث في النزاعات وحقوق الإنسان في شرق أفريقيا محمد بدوي أن قوات الدعم السريع انتشرت في العاصمة وغيرها من المدن تحت ذريعة خطر الانقلابات العسكرية، مبديا تخوفه ليس من دمج الدعم السريع في القوات المسلحة، وإنما إحلالها بدل القوات البرية وأضاف:”وجود الدعم السريع داخل مقر القيادة العامة يشير إلى أن عملية الإحلال هذه قد بدأت”.
واعتبر بدوي الذي يعمل في المركز الأفريقي للعدالة ودراسات السلام في كمبالا بأوغندا أن الترويج لرفض حميدتي قمع المتظاهرين وحمايتهم خلال اعتصامهم في القيادة العامة كان جزءا من التقديم الإعلامي له، منبهاً في الوقت ذاته للدعم الإقليمي الذي يحظى به خاصة من الإمارات والسعودية عبر تقديم الدعم اللوجستي والاستشارات، وأضاف: “هذا المحور لا يريد وجود لدولة قوية في السودان لأن هذا يؤثر سلباً عليهما”.
ويرفض الخبير العسكري اللواء متقاعد (سلاح الدفاع الجوي) عبد الرحمن أرباب احتمال سيطرة الدعم السريع على القوات المسلحة، قائلا: الجيش السوداني عريق وفيه تقاليد وأعراف”. ووصف أرباب خُطط دمج قوات الدعم في الجيش بـ”أكبر خطأ”، نظرا لاختلاف تلك القوات عن الجيش من حيث وضعها وتدريبها وشروط التجنيد، كما أنها تتبع بشكل مباشر لقائدها “حميدتي” وليس للدولة.
إلا أن الباحث السابق في منظمة العفو الدولية ومدير مركز الخاتم عدلان للاستنارة الدكتور الباقر عفيف (مركز معني بحقوق الإنسان والديمقراطية) يقول لـ”العربي الجديد” إن وجود حميدتي وقواته والجيش الحالي الذي يتبع أغلب ضباطه الإسلاميين يمثلون خطراً على الثورة ومكتسباتها، ولكنه يلفت إلى إمكانية احتواء حميدتي “لعدم تبنيه رؤى أيديولوجية وسعيه لتحقيق طموحه الشخصي وحماية مصالحة الاقتصادية، فهو رغم خطورته يسهل التعامل معه على عكس بقايا النظام السابق الذين يقودهم العمى الأيديولوجي”، وهو ما يختلف معه أستاذ العلوم السياسية بجامعة أم درمان الإسلامية البروفيسور صلاح الدومة محذرا من أن حميدتي بالنفوذ الممنوح له منذ عهد البشير بات خارج كل القوانين إذ كان يستمد سلطته من رئاسة الجمهورية وأضاف لـ”العربي الجديد”:”بعد الثورة وجد فراغاً، وتمدد فيه بدعم الجهات الإقليمية، وهذا الأمر يُشكِّل خطورة على الأوضاع الهشة في السودان”.
https://www.alaraby.co.uk/investigations/%D9%87%D9%8A%D9%83%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%8A%D8%B4-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86%D9%8A%D9%87%D9%84-%D8%AA%D8%B5%D9%84-%D8%B3%D9%8A%D8%B7%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%B9%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B1%D9%8A%D8%B9-%D9%84%D9%84%D9%82%D9%88%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B1%D9%8A%D8%A9%D8%9F
ماذا كتبت الصحف عن قوات “الدعم السريع”؟!!
(- عناوين اخبار دون الدخول في التفاصيل لحجم المحتويات.).
١-
مخصصات الدعم السريع تفوق ميزانية
الوزارات الاقتصادية والخدمية مجتمعة
https://www.alrakoba.net/31628130/%D9%85%D8%AE%D8%B5%D8%B5%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%B9%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B1%D9%8A%D8%B9-%D8%AA%D9%81%D9%88%D9%82-%D9%85%D9%8A%D8%B2%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B2/
ماذا كتبت الصحف عن قوات “الدعم السريع”؟!!
(- عناوين اخبار دون الدخول في التفاصيل لحجم المحتويات.).
٢-
(٢) مليار دولار ميزانية لإسكان قوات الدعم السريع في الخرطوم..
٣-
قوات الدعم السريع تملك حساباً بنكياً مستقلاً خارج السودان..
٤-
كيف حصلت قوات الدعم السريع على سياراتهم الحربية ذات الدفع الرباعي: تقنيات المصادر المفتوحة التي طبقناها في كشف ما يحدث في السودان؟!!
٥-
تحقيق يكشف عن شبكة قوات الدعم
السريع المالية السرية بأموال إماراتية ..
٦-
تشاديّو الدعم السريع… مرتزقة عابرون للحدود…
٧-
“الدعم السريع” والجيش السوداني…
صراع مكتوم أم هدوء مرهون؟!!
٨-
“نار تحت الرماد”.. صراع الجيش وقوات الدعم يهدد السودان..
٩-
حكومة السودان الانتقالية تواجه عقبة
دمج قوات الدعم السريع في الجيش..
التوتر بين الجيش و«الدعم السريع» يثير قلق السودانيين..
١٠-
واشنطن: نقف مع إنشاء جيش سوداني موحد يشمل “الدعم السريع”..
١١-
البرهان يجدد الثقة في «الدعم السريع» وينفي أية نوايا انقلابية..
١٢-
قوات الدعم السريع السودانية تستهدف المستشفيات والاعتصام السلمي؛ مقتل عشرات المدنيين..
١٣-
حميدتي يطلق النار على الجميع.. ما حقيقة التوتر في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع؟!!
١٤-
هل يخطط “حميدتي” وقوات الدعم السريع للوصول إلى سدة الحكم في السودان؟!!
١٥-
الكشف عن اسرار العلاقة بين علي كرتي وحميدتي قائد الدعم السريع..
١٦-
السودان | إسرائيل على خطّ الخلاف الداخلي: «حميدتي» يطلب مساعدة «الموساد»..
١٧-
هل بدأ حميدتي «لعبة» محاور جديدة بعد زيارتيه لقطر؟!!
١٨-
خلافات البرهان وحميدتي تتصاعد.. هل تؤثر على مستقبل السودان؟!!
١٩-
كل شيء يتضاءل في السودان إلا “حميدتي”.. إنه يتمدد!!
٢٠-
رفض دمج حميدتي قواته بالجيش السوداني.. الأسباب والمآلات!!
إيران عملت على تقوية الحوثيين بمباركة الموساد والسي أي اأ.
الإمارات والسعوديه عملو على تقوية حميرتي انتقاما من البشير والإسلاميين. والاستفادة من طاقات العبيد والمرتزقه.
حلف السودان مع إيران كان اشرف بمليون مره ولكن للأسف توجهاتهم الاسلاميه قمة الغباء وهدر للطاقات وفي النهاية تحقيق لرغبة الغرب