أخبار السودان

نفس الظروف والإنقاذ باقية

أسماء محمد جمعة
عندما انقلبت الجبهة الإسلامية على الديمقراطية عام 1989م، كَانَ مُبرِّر قادة الانقلاب هو تدهور الأوضاع اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً ولا بُدّ من إنقاذ البلد، فانقلبوا على الديمقراطية وحكموا 28 سنة، ولكن لم يذق فيها الشعب السوداني طعم الراحة ولم تشهد البلد استقراراً يُذكر، فقد ظَلّ الوَطن في انتظار فَرج لم تأت به كل هذه السّنوات، فالجنوب الذي رأت الإنقاذ أنّه سيضيع أيام الديمقراطية قدّمته هي في طبقٍ من ذهب لمن تعتبرهم أعداء الوطن وهدّدتهم بدنو عذابهم وهلاكهم ثم ها هي اليوم تنحني لهم حتى الأرض ليرضوا عنها، الخلافات الداخلية ازدادت وتطوّرت لدرجة الحروب، علاقات السودان الخارجية وصلت إلى الحضيض، الاقتصاد تدهور حتى أصبح أغلب الشعب تحت خط الفقر، الغلاء والندرة في السلع تتسيّد المَوقف والأزمات تتوالى والصفعات تأتي من كل الاتجاهات للبلد، وما يتوفّر اليوم من ظروف أسوأ بكثير من الظروف التي تعذّر بها قادة الانقلاب وقالوا إنّ مصلحة البلد اقتضت الانقلاب، مع أن هناك ألف حل آخر، فلماذا رأي الجيش عيوب الديمقراطية ولا يرى اليوم عيوب حكومته؟! قبل الديمقراطية كان حكومة مايو تجلس على سدة الحكم 16 سنة بعد أن وصلت إليه عبر نفس وسيلة الإنقاذ، ولكن لأنّه لم يكن بالسُّوء الذي يجعله يَستعين بمبدأ الغاية تُبرِّر الوسيلة، استدرجته الجبهة الإسلامية إلى مصيره عبر قوانين سبتمبر فسقط بثورة لم يطل زمنها، الآن حكومة الإنقاذ تَحكم مَا يُقارب ضعف سنوات حكومة مايو، وما فعلته أكثر وأفظع من قوانين سبتمبر، فما الذي ثَبَتَ الإنقاذ وعصف بمايو؟ الاختلاف يكمن في طبيعة الحكومتين.. الحقيقة الجبهة الإسلامية قديماً والحركة الإسلامية حالياً، هي الجهة الوحيدة التي تدفع عجلة السِّياسة بالسُّودان في اتجاه الفَوضى وتدفع مُؤسّسات السُّودان إلى الفساد لتحصد هي فقط النتيجة، فقوانين سبتمبر طبّقها نميري بتشجيع منها، والفَوضى الاقتصادية التي حَدثت أيام الديمقراطية كانت لها يدٌ فيها، كان هدفها أن تصل بالسودان إلى الفوضى التي تُمهِّد لها الوصول إلى السلطة والبقاء فيها ولولا ذلك لن تصلها أبداً وقد نجحت، وهي اليوم تصنع الفوضى باستمرار من خلال مبدأ الغاية تُبرِّر الوسيلة، ولذلك تسعى بجدٍ واجتهادٍ إلى تكسير الأحزاب وتفتيتها وتسجيل أكبر عددٍ منها وضمّها إليها أو التحالف معها عن طريق إشراكها في السُّلطة والإغداق عليها من أموال الشعب التي أنفقت منها الكثير لهذا الكسب وانتهجت المسلك نفسه مع الرموز والأفراد في المُجتمع، فكثيرون ركبوا معها طمعاً في الجاه أو حُباً في السُّلطة ونسوا مصلحة الوطن. الذي ينظر إلى السودان اليوم حتى بعد الحوار وتكوين حكومة الوفاق الوطني يجد أن الوضع كله عبارة عن فوضى مُستمرة بإتقانٍ، ولذلك لا يظهر أيِّ جديد أو انفراج، بل مزيد من التعقيد، والحكومة اليوم تعلم تماماً اليوم أنّه لا أحدٌ سينقلب عليها فهي يجتمع فيها كل الانقلابيين، ولن تحدث ثورةٌ لأنّها انتهت من الأحزاب كلها وجعلت الشعب مشغولاً بما يُعاني من أزمات وفَوضَى، ولذلك هي مُطمئنةٌ بأنّها ستبقى ما بقيت الأزمات والفَوضَى وما دامت تَحتفظ برفاة كل الأحزاب ونسيت أن هُناك وعداً مكتوباً ينتظرها..!
التيار

تعليق واحد

  1. الغلاء والندرة أيام حكم الصادق كان متعمدا بفعل فاعل وهم من يحكمونا الآن…سؤال: الغلاء الآن بفعل من…؟

  2. الغلاء والندرة أيام حكم الصادق كان متعمدا بفعل فاعل وهم من يحكمونا الآن…سؤال: الغلاء الآن بفعل من…؟

  3. الغلاء والندرة أيام حكم الصادق كان متعمدا بفعل فاعل وهم من يحكمونا الآن…سؤال: الغلاء الآن بفعل من…؟

  4. ( و سوف يدخلون البلاد في فتنة تحيل نهارها ليلا و سوف يذقون الشعب السوداتي الامرين و سوف يتكشف للشعب السودان زيف و كذب و خداع شعارتهم و سوف يقتلعون من ارض السوان اقتلاعا ) — من نبوءة الشيخ الشهيد الاستاذ / محمود محمد طه 1977
    اثبتت الايام صدق هذه النبوءة التي تحققت بكل اجزائها و تفاصيلها و تبقى الجزء الاخير فقط و باتت جموع الشعب السوداني متيقنة بدنو اجل اقتلاع المتأسلميين من ارض السودان بما فيه منسوبي حزب الجبهة انفسهم —
    و قال الكيزان فصلنا الجنوب عشان نحكم السيطرة علي الشمال لكن الشعب سوف يفصلنا من ارض الشمال — و يا حسرتاه علي ضياع الشمال و الجنوب –

  5. الغلاء والندرة أيام حكم الصادق كان متعمدا بفعل فاعل وهم من يحكمونا الآن…سؤال: الغلاء الآن بفعل من…؟

  6. الغلاء والندرة أيام حكم الصادق كان متعمدا بفعل فاعل وهم من يحكمونا الآن…سؤال: الغلاء الآن بفعل من…؟

  7. الغلاء والندرة أيام حكم الصادق كان متعمدا بفعل فاعل وهم من يحكمونا الآن…سؤال: الغلاء الآن بفعل من…؟

  8. ( و سوف يدخلون البلاد في فتنة تحيل نهارها ليلا و سوف يذقون الشعب السوداتي الامرين و سوف يتكشف للشعب السودان زيف و كذب و خداع شعارتهم و سوف يقتلعون من ارض السوان اقتلاعا ) — من نبوءة الشيخ الشهيد الاستاذ / محمود محمد طه 1977
    اثبتت الايام صدق هذه النبوءة التي تحققت بكل اجزائها و تفاصيلها و تبقى الجزء الاخير فقط و باتت جموع الشعب السوداني متيقنة بدنو اجل اقتلاع المتأسلميين من ارض السودان بما فيه منسوبي حزب الجبهة انفسهم —
    و قال الكيزان فصلنا الجنوب عشان نحكم السيطرة علي الشمال لكن الشعب سوف يفصلنا من ارض الشمال — و يا حسرتاه علي ضياع الشمال و الجنوب –

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..