البشير : قاتل وافتخر

ظهر قبل فترة شعار في عدة بلدان خليجية يقول سعودي وافتخر كويتي وافتخر إلخ وانتقلت عدواه للسودان فكان سوداني وافتخر لكن هذا الشعار أجدر الناس به هو الرئيس عمر البشير مع رفع هاشتاق على المواقع الاسفيرية وملصق في كل مكان بصيغة ” البشير : قاتل وافتخر “.
بالأمس دفعت حماقة وحماسة الخطاب التهريجي المعروف بهما الرئيس لإعلان التحدي كما يفعل الملاكمون والمصارعون في حلبات النزال وسط صراخ الرجرجة والدهماء الذين جمعوهم من سقط لقط ليقول إن على دعاة العصيان منازلته في الميدان وليذهب أبعد من ذلك للقول بأنهم ” ضايقين إيدنا وجربونا والدايرا يجيها !!! ” في أشارة منه لما فعلته يد الإجرام بتلاميذ المدارس والمواطنين العزل الأبرياء في سبتمبر الماضي وهو قول كان سيكون قول أبطال لو قاله في اليوم التالي للمأساة حين كانت عيون العالم ومنظماته الإنسانية ترقبه وتتعقبه محكمته ” محكمة الجنايات الدولية التي ” ضاق إيدها ” من قبل وجعلته يزازي في محيط ضيق ويهرب خلسة من جنوب أفريقيا ، وعبارات السخرية تشيعه ، لكن أن يأتي اليوم مذكرا بالمجزرة التي أنكرها يوم سلطت عليه الأضواء فهذا ما يجعل الناس تغلي غيظا وتتهكم ساخرة من البطولة الزائفة.
أي رئيس هذا ؟ الذي كلما أمضى يوما في الحكم ازداد جهالة جهلاء وضلالة عمياء بدلا عن أن تنفعه التجارب وترده الخبرة عن غيه وضلاله القديم .. !! هل سمعتم قائدا أو زعيما في العالم يطالب بمنازلة شعبه في الميادين ؟ نحن نعرف أن الأنظمة المسئولة وحتى الديكتاتورية الغاشمة منها تمنع التظاهرات والتجمعات خشية أن تضطر للقتل ومنعا لحدوث احتكاك بين الأجهزة الأمنية ومواطنيها قد يؤدي للتخريب والقتل أما أن يدعو رئيس الشعب للنزول للشوارع بلهجة التحدي فذلك ما ينبغي تسجيله كبراءة إبداع وابتكار تفرد بها الرئيس.
لو أنك أيها الرئيس الهمام تنزل لأي ساحة تختارها ومعك العصبة المارقة على القانون الدولي من الذين أكلوا السحت واستطعموا الحرام فماتت قلوبهم وأصبحوا مسخا مشوها يستخدمون لغتك الهابطة ذاتها وساروا سيرتك المولعة بالسحل والقتل من أمثال نافع علي ضار وإبراهيم محمود حامد وأمين حسن عمر وربيع عبد العاطي وبقية الساقطين لخرج إليكم من تعرفون وقد صادموكم في الجامعات والساحات يوم كانت الأسلحة متكافئة بقلوب أقوى من قلوبكم وسواعد أثبت من سواعدكم وعزم أصدق من عزمكم أما الآن وأنتم تتخفون وراء قتلة يتخفون بملابس المدنيين ويندسون بين المتظاهرين ويقومون بالتخريب وإشعال النيران ثم يقتلون التلاميذ والمواطنين بأسلحة كاتمة للصوت أو يحتمون بالدبابات ويطلقون الدانات فليس ذلك من الشجاعة في شيء ثم تزعم أنت وسلطتك وأعوانك بأنكم لا تعرفون القتلة وتأتي أنت بعد كل ذلك تطالب بالمنازلة وتفاخر !!!!! ؟؟
ولذلك فقد اختار جيل الكيبورد والواتساب وهو الجيل الذي نشأ تحت أيديكم وتربى تحت سلطتكم لكنه لوعيه وصدق وطنيته تمرد على سلطة الدمار والخراب ، واختار المواجهة بسلاح أمضى من سلاحكم وذلك لتفويت الفرصة عليكم لممارسة هوايتكم في القتل وليظهر مدى ضعف نظامكم فإذا كان هذا العصيان لن يسقط نظامكم فلماذا كل هذا الارتباك وكل هذه الرجفة التي أصابتكم وهزتكم هزا عنيفا .. الشعب عرف الآن كيف يواجهكم وسوف تتكرر أساليب العصيان حتى إسقاط نظامكم الذي مات سريريا ويدل عليه اضطراب منسأتك/ عصاك التي تعرض بها وتظهر مرتجفة وخائفة من رسائل الواتساب والكيبورد .
ومضى الرئيس مخاطبا في ” خطاب الزنقة بكسلا ” كما أسماه أحد الموهوبين ليقول إنه لا يخاف و ” كان أنا خفت يحردن بنات السودان ” إن هذا ما يدعو للضحك لأن الرئيس المغرور يحجب عنه سدنته وحواريوه صوت بنات ونساء السودان اللائي حردن وقرفن ومتن من الجوع .. هؤلاء لم يعرضوا عليه صوت أم كبس وحجبوا عنه ما قالت الحاجة بخيتة اللائي ذهب عتاة من فاقدي التربية في عمر أبنائهن لحملهن في عربة بوكس وهن يطلقن الزغاريد تحديا لسلطته وسخرية من نظامه وهن لا يحملن سوى سلاح فتاك انطلق بكلمات صادقة على الواتساب .. بنات ونساء السودان هن أولئك اللائي تعتقلون كل يوم من الجامعات والمعاهد والمستشفيات .. حرائر السودان هن اللائي بتن يتضورن جوعا ولم يأكلن بأثدائهن وليس هن أولئك اللائي تجمعوهن في المناسبات بعد أن أكلن المال الحرام الذي تجمعونه من عرق المستضعفات من ستات الشاي ويلبسنه السارقات من زوجاتكم وبناتكم ذهبا وملابس ويمضين به إجازاتهن في ماليزيا ودبي وسويسرا ..
بنات السودان ونساؤه لا يفاخرن بقاتل أطفالهن الهارب من العدالة الدولية ولا يعجبهن من يستعرض قوته الزائفة بدفع أبناء الوطن لقتل أبناء الوطن ثم يذهب إلى بيته يتمطى ويعد له عبيد المال والسلطة خطاب التنصل من المسئولية الجنائية والأخلاقية… بنات السودان هن أمهات الشهداء وأرامل الشهداء وأخوات الشهداء الذين قتلتموهم بدم بارد وأخفيتم حتى مقابرهم هلعا ورعبا..
بنات السودان ونساؤه الحرائر لم يلدن القتلة وسفاكي الدماء ولم يربين المرتجفين وأيديهم على الزناد وهم يواجهون أطفال الحجارة وأصوات الحناجر الرافضة لحكومة الجوع والبطش.. بنات السودان هن من ربين وعلمن جيل الكيبورد الذي يعرف كيف يقارع البندقية بالكلمة وتجميع الجيوش بتجميع الأفكار وصراخ الوهم بسلاح الحقيقة.
ما قاله البشير في كسلا إدانة جديدة لنظامه تضاف لجرائمه السابقة وهو اعتراف صريح بقتل شهداء سبتمبر وعلى كافة الجهات القانونية والمنظمات الإنسانية التحرك السريع لدى كافة المنظمات الدولية لتسجيل اعترافه وإدانته والمطالبة بمحاكمته على تلك الجرائم البشعة وعندها فقط سنرى كيف يتصرف الهر في القفص ليصول ويجول ويتذكر أيام كان أسدا زائفا.
لقد حان الوقت لنخاطب بوضوح ضباط الجيش وجنوده الأشاوس الذين ظلوا على امتداد التاريخ يقفون إلى جانب شعبهم وضباط وجنود الشرطة والأجهزة الأمنية الشرفاء الذين ندرك أنهم ينتظرون ساعة الحقيقة للانحياز لخيار الوطن ، نخاطبهم ونناشدهم بأن يرفعوا أياديهم عن هذا النظام الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة ولم يبق إلا الإجهاز عليه وليكن ذلك بأيديهم النظيفة التي لم تلوثها دماء أبناء الوطن ، نناشدهم الآن للانضمام للثورة التي انطلقت ولن يتوقف قطارها إلا في محطته الأخيرة وهي محطة الحرية.
سيأتي يوم الحساب فلا تستعجلوه وعلى كل من يستطيع المشاركة في حملة الأسافير لإنجاح الاعتصام والعصيان فالنظام المتهالك يهذي ويترنح وهو في طريقه للمسلخ وما تسمعون من صراخ ليس سوى خوار ثور ينظر للسكاكين وقد كثرت من حوله وفي ذلك ما يكفي من رعب يدفعه للهياج في محاولة لدهس من يقف أمامه ليتمكن من الهرب لكن هيهات .. فلن يملك جيشا لتكسير كل هاتف نقال وكل شاشة كمبيوتر أو كيبورد وتلك هي المعضلة التي لا يعرف كيف يواجهها.
سلاحكم هو الأمضى يا جيل الكيبورد فسيروا والنصر قادم بمشيئة الله ،
” نناشد نحنا بالواتساب
وترجف إنت خلف الباب
ولا بنهاب
لا سفاح ولا دباب
ولا بيهمنا السفاح
ولا الكضاب ”
أبو الحسن الشاعر
[email][email protected][/email]
تصحيح : في سبتمبر الماضي : انتفاضة سبتمبر 2013