قصيدة : بردة الوطن”

مأمون الرشيد نايل
أطــلق لسانك وانثر طـــــــــــــــيّب الكلم على مسامع صـــــــــبٍّ في الهوى كلِمِ
قد اشعل الليـــل أحــــــــــــــزاناً يؤججها تربع الطيف بين الوعــــــــــــد والحلمِ
أبِنْ هــــــــــــــــــــواك فما كتمانه فرضٌ كلا فلست كــــــــــــــــذي ذنبٍ ومتهمِ
قد أنطقتك عيــــــون الغيد عـــــــــن فَدَمٍ وأسمعتك رفيف الشـــــــوق عن صممِ
طاب الزمــــــــــــان بعينيْ جؤذرٍ مرحٍ حلو الحــــــــديث خفيف الروح مبتسمِ
ســــــما كنخــــــــــل بلادي في بشاشته واســـــتودع الروح بين الطلح والسَلَمِ
قد نام ليل ســــــــــــــهادي في ضـفائره ورونق الحـــــــــسن في عيـنيه لم ينمِ
توحّـــــــــــــــد الحب في مغنىً وغانيـةٍ فاعجب لحـــــــــــال فـؤادٍ غير منقسمِ
*****
ألقت رحــــــــــــــــالك بالدانوب راحلةٌ يا ليتــــــــها في دروب الهمّ لم تهِـــــمِ
ونيلك الحــــــــــــــــــر دفّاقٌ وانت إلى ندى قطرةٍ تُحتسى مــــن راحتيه ظمي
تجوب عـبر ديار الثلج منفـــــــــــــرداً كصارمٍ ضـــــــــاع في أعقاب منهزمِ
هذا نشيد هــــــــــــوى الأوطان أرسله كابن “المعــــــــــرة” في موجٍ من الظُلَم
لم يلهه الخلد عـــــــــــن إلمـامةٍ نزلت برداً على جـــــسدٍ بالشــوق مضـطرمِ
وكيف أســــــــــلو دياراً قد شهدت بها مــــــــراتع الأنس في فيــضٍ من النِعَمِ
على رباها رمـــــــــوز العز شاخصةٌ وفي ثراها ذيـــول المجـــــــــد من قِـدَمِ
*****
هــــــــــــلا حللت “بكوش” تلتقي ملكاً قد علّم الناس كيف الرفـــــــــق بالبَهـَم
بغى على الخيل أقـــــــــــــوامٌ فردهم كما يُرد جـــــــــــــــماح الخيل باللُجُمِ
*****
قد فاض شوقي فاين “ام در” تسمعني حديثها العـــــــذب عــن ماضٍ مـن الشممِ
أبناؤها الغـــــــــــــر ما لانوا لطاغيةٍ ولا استكانوا لذي بطـــــــــــــشٍ ومـنتقمِ
تاهت ربى “كرري” فخــــــراً بوقفتهم في موطــــــــــــنٍ بلهيب المـوت محتدم
زالت “رسومٌ” فابقــــــــوا من مآثرهم “وسماً “على المدفـــــــــع الفوّار بالحمم
*****
بل ما تذّكر من ســنار حين حــــوت مجــــــــــــداً كشعلة نارٍ في ذرى علم
مدّت رواقاً لصـــــرح الدين فانسكبت سـحائب الخـــــــــــير بين النون والقلمِ
فسلْ “عمارة” عنــــها كيف اطلقها إلى الوجـــــــــود كنـــورٍ من دجى العدمِ
وكيف صــــــــرّف فيها الأمر متئداً تصــــــــــــــــريف مقتــدرٍ بالله معتصمِ
*****
واســـــــــــرج بجاويةً عنقاء قاصدةً شــــــــرق البطولات والأمجاد والكرم
ترى ” الأمير ” بثوب النصر مؤتزراً يسقي الغـــــــــــزاة كؤوس الغبن والندمِ
مــلاحمٌ أنطقت ” كيبلينغ ” فخلّـــدها في لؤلؤٍ من بهـــــــــــــي الشعر منتظم
*****
واشهد حــــــــداء ابن “دينارٍ” لقافلةٍ تسري إلى النــــور عبر السهل والأُكُم
بكسوةٍ من شــــــغاف الروح ينثرها تُقىً وقــــــــــــــربى لآل البيت والحرمِ
*****
وزرْ “ماجوك” وأغرف من خزائنه بعض الحجى مــن معين الحُكْم والحِكَم
أرسى دعائم ســـــــــلمٍ أعجزت نفراً فانعــــــم واكــــــــرم بذاك السيد القَرِمِ
*****
واذكر ملــــــوكاً ذوي “ككرٍ وطاقيةٍ” أرباب مُلكٍ بسمت العـــــــــــــدل متسم
واستفتِ في أدبٍ “جمّــــــاع” أنّى له بلم شــــــــــــــــــــمل شتاتٍ غير ملتئم
*****
وطني تبؤات في الأحـــــــقاب منزلةً زهــــــــــوت دهراً بها في سالف الأممِ
وطني ستبقى كما الأنغـــام في سمعي وكالاناشــــــــــــــيد في الآفاق ملء فمي
فاستلهم العــــــــزم من ماضٍ تتيه به وارفـــــــــــــــــع جبينك يمّم شامخ القممِ
لافض الله فوهك يامبدع
رائعة تدل عل موهبة عالية
هذا أجمل ما قرأت من شعر فى هذا الزمن الردىء