مقالات سياسية

مستقبل السودان السياسي مابين الطائفية والولاء الحزبي

💥 انعدام الثوابت السياسية الوطنية سبب فشل الحكومات المتعاقبة

✍ الدولة السودانية شهدت على مر السنين عدم الإستقرار السياسي وغياب المشروع الوطني الجامع للممارسة السياسية الحرة التي نهضت بها الدول الكبرى واستقرت بها من خلال ثوابت وطنية شكّلت الأساس للحكومات المتعاقبة عليها، ولكن ما شهده المسرح السياسي السوداني من تذبذب واضح وتناقضات في الممارسة السياسية أدت لتأخر التنمية بالبلاد، وتسببت في شلل الإقتصاد وعقم رحم الأمة السودانية في انجابها لقيادات فذّة يُحتذي بها وتصبح نموذج للقيادات الراشدة في العالم.

✍ غياب الاندماج السياسي الوطني وفشل السياسيين بالبلاد في وضع مشروع وطني مُوحد، نتج عنه الانقلابات الحكومية والثورات المختلفة، التي تأتي كل حين بنسخ متكررة من حكومات فشلت في اثبات وجودها وطرح برامجها التنموية للوطن، فكل مجموعة أتت لحكم السودان، كانت تحكم من منطلق منهجيتها الحزبية أو الطائفية دون الاستناد على مشروع وطني موحد للممارسة السياسية، بينما تشكل المجموعات السياسية الأخرى تيارات معارضة ومناوئة للمجموعة الحاكمة، وما بين هذا وذاك تضييع الحقوق الإنسانية لأفراد الشعب، وتنحصر العدالة والحريات في رأي المجموعة الحاكمة وفكرها.

✍ وبهذا الفهم السياسي العقيم ومنذ 1956م لم تستطع الحكومات المتعاقبة على السودان في وضع منظومة وطنية دائمة للممارسات السياسية ولتثبيت الحقوق الإنسانية في حرية التعبير والرأي والفكر السياسي.

✍ الاتحادي الديمقراطي لا يرى شيئاً جميلاً في الحصيلة السياسية لحزب الأمة وحزب الأمة لا يقتنع بحصيلة ممارسة الأخوان المسلمين في السلطة والحكم، وكلُ يدّعي وصلاً بليلى وليلى لا تقرُّ لهم بذاكا، رغم أن كل تيار ينشد مصلحة الوطن حسب رؤياه وحسب منهجيته، ولكنها للأسف كلها لا ترتكز على أرضية صلبة من قواعد وطنية ثابتة متفق عليها، كما أن قناعة المواطن بأي تيار من هذه التيارات مبنيّاً على معتقدات طائفية أو فكر ولائي حزبي خارج عن منظومة الاتفاق والاندماج الوطني الثابت في حفظ الحقوق والممارسات السياسية.

✍ الوطن في حوجة ماسة لمشروع وطني متكامل يُأسس لاتفاق واندماج سياسي جامع يضع للبلاد أرضية صلبة من القواعد المرتكزة على المواطنة والعدالة والمساواة في الحقوق وحرية التعبير والرأي دون المساس بحريات الآخرين وهضم حقوقهم.

✍ وعلى الأبواب انتخابات 2020م وحتى لا تكون تجارب مكررة للفشل السياسي لا بُدّ أولاً من (لملمة) هذه الأحزاب السياسية كثيرة العدد، قليلة الممارسة السياسية، وضعيفة الكوادر التنظيمية، في كيانات حزبية كبيرة، عبر تحالفات قومية تجمع شمل أجزاء وأطراف الوطن المتناثرة سياسياً في تكتلات وطنية تضع برامجها ومنهجها المُوحد لتسيير نشاطها، لتكون الحصيلة النهائية لكل هذه الأحزاب ثلاثة أو أكثره أربعة أحزاب قومية وطنية شاملة، غير مرتبطة بأفراد ولا علاقة لها بالطائفية أو الولاء لفكر شخصي أو لمنظومة عقائدية لمجموعة تضع كل ولائها في “أبوية” حزبها، مما يجعل الحزب أسيراً في سجن الأفراد وغير منطلقاً في رحاب الشورى والديمقراطية، ومن ثمّ هذه الأحزاب القومية الكبرى هي المنوط بها التخطيط لوضع دستور دائم يمثل مشروع وطني تندمج فيه كل القوى السياسية عبر مبادئ الحرية والعدالة والمساواة في حقوق المواطنة ويصبح الكل سواسية أمام القانون.

✍ أتعجب لوطن، معظم ميزانيته المالية تذهب هدراً في جمع أطرافه التي تتنازع فيما بينها بحثاً عن موطأ قدم لها في مراكز السلطة، وبينما يعاني فيه شعبه من غياب حقوقه الحياتية البسيطة، تتصارع فيه القوى السياسية بلا هدف ولا غاية وإنما كل مايُشغل بالها هو كيفية إزاحة حزب يحكمها من موقعه، متناسية حقوق مواطنيها بينما الدول الكبرى المتطورة أصبحت تضع الميزانيات المالية للحيوانات دون الإنسان.

✍ (ما دامت حكومات الغرب المُترف تنفق 350 مليار دولار كلّ عام لدعمِ تربية الحيوانات، فإنّ أبقارَ أوروبا أفضل حالاً من نصف سكّان العالم) – زيجمونت بومان.

✍ علي بابا
25-2-2018م

تعليق واحد

  1. مقال جيد يا على بابا لمس كبد الحقيقة. لقد كان الاستعمار ارحم بنا من هذه الاحزاب العجيبة فكلها تقول انها وطنية تعمل من اجل رفعة الوطن و كلها الحقت الضرر الكبير بالوطن..انظر يا على قد اكون اكبر منك سننا و عاصرت بعض خيرات السودان التى تركها الاستعمار و ان شئت قل انى عاصرت بعض انجازات الاستعمار فى السودان… صدق او لا تصدق و انا قروى ابن مزارع كان فى قريتنا بلدية تقوم بتنظيف شوارع القرية عندما ذهبت الى المدرسة حصلت على الكتب و الكراريس و الحبر والقلم من المدرسة دون مقابل كان نعرف المواعيد بمرور او توقف قطار البضائع او الركاب كنا نبنى بيوت من القصب و يذهب المزارعون لاستجلاب اللقاطه او عمال حصاد القطن من اماكن بعيدة كانوا يحصدون القطن و يعودون لديارهم وهم سعدا بما يحصلون عليه من اموال وفيرة كان اصحاب الاغنام يطرقون ابواب بيوتنا و يطلبون منا احضار الاوانى للحصول على اللبن مجانا مخافة ان تتضرر مواشيهم من امتلأ اضرعتها باللبن بعد ان شبعت بعد عملية حصاد القطن كانت الترع تطهر كل عام كان العلاج مجانى و اذا تم حجز مريض بالمستشفى فغذائه و علاجه مجانى كان لنا عيد اضافى وهو عندما يذهب والدنا و يقبض قروش القطن و يقوم بكسوتنا بملابس جديدة و شباطه جديدة كنا لا نعرف المدينة الا بعد دخولنا مرحلة الثانوي العام..
    اين نحن الان يا على بابا و ماذا فعلت احزابنا الوطنية بنا؟ ألم يكن المستعمر خيرا لنا يا على بابا؟ ألم يكن النكليز اكثر رحمة بنا يا على بابا؟ ألم نتعجل فى اخراجهم يا على بابا؟!!! وهل يمكن اعادتهم حتى لو كان ذلك من باب انا رابح و انت رابح؟ و لماذا لا فهم الاعرف بخيرات بلادنا اكثر منا و هم الاقدر على إعادة تاهيل مشاريعهم التى بنوها.. وطبت يا على بابا..

  2. مقال جيد يا على بابا لمس كبد الحقيقة. لقد كان الاستعمار ارحم بنا من هذه الاحزاب العجيبة فكلها تقول انها وطنية تعمل من اجل رفعة الوطن و كلها الحقت الضرر الكبير بالوطن..انظر يا على قد اكون اكبر منك سننا و عاصرت بعض خيرات السودان التى تركها الاستعمار و ان شئت قل انى عاصرت بعض انجازات الاستعمار فى السودان… صدق او لا تصدق و انا قروى ابن مزارع كان فى قريتنا بلدية تقوم بتنظيف شوارع القرية عندما ذهبت الى المدرسة حصلت على الكتب و الكراريس و الحبر والقلم من المدرسة دون مقابل كان نعرف المواعيد بمرور او توقف قطار البضائع او الركاب كنا نبنى بيوت من القصب و يذهب المزارعون لاستجلاب اللقاطه او عمال حصاد القطن من اماكن بعيدة كانوا يحصدون القطن و يعودون لديارهم وهم سعدا بما يحصلون عليه من اموال وفيرة كان اصحاب الاغنام يطرقون ابواب بيوتنا و يطلبون منا احضار الاوانى للحصول على اللبن مجانا مخافة ان تتضرر مواشيهم من امتلأ اضرعتها باللبن بعد ان شبعت بعد عملية حصاد القطن كانت الترع تطهر كل عام كان العلاج مجانى و اذا تم حجز مريض بالمستشفى فغذائه و علاجه مجانى كان لنا عيد اضافى وهو عندما يذهب والدنا و يقبض قروش القطن و يقوم بكسوتنا بملابس جديدة و شباطه جديدة كنا لا نعرف المدينة الا بعد دخولنا مرحلة الثانوي العام..
    اين نحن الان يا على بابا و ماذا فعلت احزابنا الوطنية بنا؟ ألم يكن المستعمر خيرا لنا يا على بابا؟ ألم يكن النكليز اكثر رحمة بنا يا على بابا؟ ألم نتعجل فى اخراجهم يا على بابا؟!!! وهل يمكن اعادتهم حتى لو كان ذلك من باب انا رابح و انت رابح؟ و لماذا لا فهم الاعرف بخيرات بلادنا اكثر منا و هم الاقدر على إعادة تاهيل مشاريعهم التى بنوها.. وطبت يا على بابا..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..