خطاب نافع : هل هو بداية لاعلان سقوط النظام ؟

بقلم: عثمان نواي
كانت كلمات نافع الاخيرة فى خطابه المثير للجدل قبل ايام, مليئة بالخوف والاعلان الصريح لحالة الضعف والوهن الشديد داخل النظام السودانى. كما ان استفاضته المسهبة وتكراره المستمر لما اسماه ب” باعداد الجبهة الثورية والمعارضة للمعركة الحاسمة”, يحمل فى طياته نظرة الى الواقع داخل الحكومة اكثر مما هو داخل المعارضة. حيث انه ولمن سمع ووعى حديثه ابان دون مواراة, تهاوى القوات المسلحة والمليشيات المساعدة لها, بل الرجل قالها دون ادنى تورع, ” ان القوات المسلحة لا تستطيع مواجهة الجبهة الثورية وحدها ومن ظن غير ذلك فهو واهم”. ورغم ان قراءة بعض المتابعين لخطاب نافع ربطوه بالصراع الداخلى وانه كان يوجه رسائل لمنافسيه, وعلى صحة هذه القراءة, الا ان الاهم هو ما يعنيه توجيه هكذا كلمة واعلان هكذا مواجهة وان كانت لاغراض منافسة داخلية. ان ما قاله نافع يكاد يقع تحت بند العد التنازلى للخطابات المشابهة سواءا للقذافى وابنه او لمبارك او على عبد الله صالح, ويبدو ان سقوط النظام يبدأ من هذا الخطاب.
ان ما لاحظه الجميع هو حرص نافع على الحديث امام من ؟ امام نواب ولائيين, وهذا له دلالة مهمة, حيث لا يجدر بمستشار رئاسى اللجوء لمنبر ولائى , خاصة وانه ايضا الراس الثانى فى الحزب الحاكم , اى له من المنابر ذات الشأن ما يمكنه من القاء خطابه, ولكن يبدو ان هناك عامل توقيت هام فى هذا الخطاب دفع نافع بالاسراع الى اى مكان واى منبر لالقاء خطابه,والذى قد يعده فى اطار التعبئة العامة , الا انه حقيقة كان اشبه بنداء ” لاهل المروة” فى معناه الظاهر, اما فى بواطنه فهو يحمل ما يحمل من شفرات خاصة بمصالح نافع الداخلية وخلافاته مع جنرالات الجيش وعلى عثمان. ولكن ما يهمنا اكثر هو فكرة التوقيت, هل يا ترى قد وصل النظام الى هذه الدرجة من التفتت ,سواءا على المستوى العسكرى او المستوى التنظيمى والشعبى , وان وصل فهل كانت اشارة نافع الى ” المعركة الحاسمة” هى تسمية لخطط المعارضة المسلحة والسياسية ام هى حقيقة تسمية لوضعية النظام الان, والذى لا يحتمل ” الهبشة” , وان ظهر البعير قد انقسم فعلا وهو فقط فى انتظار القشة, والتى قد تكون ضربة من الجبهة الثورية لاحدى المدن الاقرب الى المركز او مظاهرة من عدة الاف قد لا تخرجها المعارضة ولكن قد تكون غضبة على خطة اسكانية او زحمة مواصلات..!!
ان تاريخنا السودانى ملىء بالمشاهد التى تكاد تكون عبثية, فلم يفهم احد الى الان لماذا تخلى الصادق عن الحكم لثورة الانقاذ دون ادنى مقاومة, كما لم نعلم بعد لماذا قتل جون قرنق بعد ايام من تحقيق السلام, بل اننا لم نعلم الى الان كيف استمر الانقاذيون فى حكمنا لربع قرن من الزمان, وبذات العبثية التى اتى بها نظام الانقاذ قد يذهب… فقط هكذا!. اننا لا نقلل ابدا من نضال المناضلين ودماء الشهداء بل نتأسى على تضحياتهم التى نخشى ذهابها سدى, فى ظل واقع لا يشير سوى الى الفوضى الغير خلاقة على الاطلاق. ان نظام البشير يسقط فعليا الان ولكن لا يوجد للاسف من يحمل الفأس بقوة لتحطيم هذا البناء المتهاوى, ان الجبهة الثورية تقف وحيدة تماما فى ظل تخاذل متعمد من المعارضة المركزية عن اتخاذ مواقف شجاعة تدعم عمل الجبهة الثورية العسكرى, فمن غير الممكن ان تقف معارضة المركز هكذا فى حين يتهاوى النظام وبكل تاكيد نتيجة للضربات القوية للجبهة الثورية ضمن عوامل اخرى داخلية وخارجية, ولكن العامل الداخلى الاهم الان هو ما يقوم به مقاتلو الجبهة الثورية من تقدم واستغلال لضعف النظام فى ارض المعركة, واكبر دليل هو نداءات نافع للاستغاثةبالمجاهدين و غيرهم لدعم الجيش الذى يبدو انه يكاد يكون لم يعد له وجود حقيقى على الارض.
ان مخاوف سقوط النظام دفعت ببعض الساسة التقليديين الى اظهار الوجه الحقيقى لمواقفهم المتذبذبة والتى سخر منها الصغير والكبير, والعدو والصديق, ولكن الاهم هو ان القوى التى تشعر بالرغبة فى الحراك سواءا كانت حركات شبابية او غيرها, لم تتخذ خطوات حقيقية وشجاعة الى الان. وهنا الشجاعة تلعب الدور الاهم, فيجب ان يعلم الراغبون فى اسقاط النظام من المركز ان لكل شىء ثمن, وان الذين يقاتلون فى الجبهة لا تحميهم اسلحتهم من الموت, بقدر ما يحيمهم يقينهم وايمانهم بهدفهم. لم يكن يوما النضال السلمى او المسلح موضع الخلاف الحقيقى بين المعارضين السودانيين, ولكن ما تبين الان ان موقع الخلاف هو اين يكون الكفاح المسلح واين يكون الكفاح السلمى, فالرفض الهستيرى لبعض المعارضين لتقدم الثورية نحو المركز اوضح ان الخلاف ليس فى المبدأ بل حول المكان و المتضررين من القتال. وعلى مرارة هذه الحقيقة الا انها حقيقة يجب مواجهتها للتحرك الى الامام اذا اراد المناضلون فى المركز اسقاط النظام, واستباق سقوط فوضوى عبثى يرشح سيناريوهات انقلاب القصر و الانقلاب العسكرى وسيناريوهات مشاركة الحزبين التقليديين فى النظام وازاحة البشير وغيرها من السيناريوهات التى لن تدخل السودانيين سوى فى دوامة عبثية اخرى لن تخرج منها البلاد الا وهى ممزقة هذه المرة بوحشية كبيرة.
ان الكرة التى رماها نافع عبر خطابه فى ملعب المعارضة ” الشجاعة والجادة” هى قد تكون ضربة الجزاء الاخيرة وهى وكما قدرها نافع وهو ادرى بشعاب نظامه هى “المعركة الحاسمة?, وان للحسم رجاله, ولا بد ان كان قد كتب لهذه البلاد مخرجا ومنفذا من هاويتها, لا بد من رجال ونساء يقفون بلا خوف من الماضى ولا رهبة مما يحمله المستقبل, فان الثقة فى ان السودان الان يتغير بغير رجعة هى الحقيقة الوحيدة التى يجب ان يعلمها الجميع, وان العنف الذى استشرى فى السودان مما جعله الدولة التى ما ذكرت الى من خلال المذابح الجماعية والحروب العرقية والابادة والاغتصاب الجماعى والحروب الاهلية, ان هذه السيرة النتنة التى نفرت السودانيين من بلدهم ومن ذكراه, ان هذا الواقع على فظاعته, قد فعل فعلا عجيبا فى توعية السودانيين بمظالمهم و بمحاسنهم ومساوئهم, وبتاريخهم الاسود والمضىء فى ذات الوقت, ان الشباب السودانى الان اكثر معرفة ووعيا من اى وقت مضى وبالطبع للتكنولوجيا فضلها وللهجرة والاختلاط والتعليم ايضا فضل كبير, ولكن ايضا حالة الاحتراب القاسى ولدت وعيا جمعيا رافضا لما عليه الحال فى هذه البلد, ولانه مهما هاجر الناس او هربوا الى الجنون او الحروب او العنف او حتى الى التطرف الدينى او سواه الا انهم لن يتمكنوا جميعا من الهرب وان البقية ليس لديها خيار سوى تغيير الحال وتحدى المستحيل, وما يقع على عاتق المناضلين والثوار الان هو التحلى بالشجاعة ليس لمواجهة عسكر نافع المنهارين نفسيا ومعنويا بل لمواجهة تحديات المستقبل فى بناء الوطن الافضل الذى لا يحرجهم ذكره والذى قد يفخرون به ان حسموا وحزموا امرهم الى معركتهم ” الحاسمة”.
[email][email protected][/email] Osmannawayopst.net
This is rich article , thank you sir
اصبح من الواجب على ثوار الجبهة الثورية التوجه نحو الخرطوم وبعدم القبول بأي تسوية سياسية او الاعتراف بأي انقلاب عسكري وعلى الذين يؤمنون بالسودان الجديد الدفع بهذا الاتجاه ولايمكن ان يعود السودان الي ماكان عليه سبقا بعد كل هذه التضحيات
بالجد افضل مقال قريتو الي الان بس للاسف اي زول مع حسم الاموار دي اعتقد اينو بلا عقل باقي خطوة وحدي بس وهي الاهم التطبيق العملي اي الشارع جاك زول
كلمة نافع عن الجيش اثارت ضجة كبيرة ولكن كلامه منطقى ومافى حاجة كونه يقول الجيش يحتاج الى دعم وغير كافى ام يريدونه ان يشكر الجيش بغيرالحقيقى كالطفل الذى يمدح من اجل اسعاده بالكذب لابد ان نكون واقعيين ومنطقيين
ان السودان الان يتغير بغير رجعة هى الحقيقة الوحيدة التى يجب ان يعلمها الجميع
مقال فى السلك
شكرآ ياعثمان, لقد سكرت حتى النشوة. بدأنا نرى ونلمس المدى المخزي لإحباطهم لادراكهم ان المصير المجهول الاسود ينتظرهم قريبا.النصر للجبهة الثورية قلعة العز والصمود وتبا لجراثيم المؤتمر الوطني.
يا سلام عليك يا استاذ نواي دائما تأخذنا إلى واقع مرير نعيشه ومستقبل جميل نتامله ولكن بشروط يسيرة وبسيطة إذا كنا على قدر المسؤولية ، وشروط صعبة وقاسية إذا تكابرنا ودفنا رؤوسنا كالنعام هربا من الواقع وحين إذ سوف نحدد الثمن إما أن يكون غاليا أو رخيصا وكلاهما ………
العقل يقول لابد من دخول القوات الثورية للخرطوم اليوم قبل غداً لأن حدوث انقلاب قصر أو تدخل المعارضة المتمثلة في أحزاب الأمة والختمية والعودة للتبعية الحزبية من جديد فهذا سناريو مرفوض جملة وتفصيلاً ، أو انقلاب عسكري وتسليم السلطة لحكومة ائتلافية تبرأ بها الذمة وهذا أيضاً خيار فيه حذر شديد لأننا جربنا مسلمي القرن العشرين الحرامية وزبالة الأحزاب فأين المفر ؟
الجبهة الثورية لابد لها من أن تأخذ فرصتها كالباقين والحشاش يملأ شبكته وعلى الشعب الذي انتظر 25 عاماً ان ينتظر ليرى برنامج الجبهة الثورية لأنها الجهة الوحيدة القادرة على محاسبة الفاسدين وسارقي أموال الشعب وغيرهم لا يستطيع ذلك ، لابد من قوة ضاربة تحمل السلاح وأقرب مثال حكومة مصر المنتخبة لم تسطع محاسبة الفاسدين بصورة جذرية ومازال البعض منهم طليق ويتمتع بمال الشعب .
فالثورة من الداخل والخارج لسقوط النظام وحواء ما زالت حبلى بالكثير من الوطنيين الشرفاء .
الانتظار … الانتظار … موسم الولادة على وشك … فلنصفي النية ولنجتمع معاً في كلمة واحدة ( سودان حر ) .
الجبة الثورية الان فى الطريق الصحيح . لانملك الا ان نثمن نضالهم ونحى شهدائهم ونتمنى لهم النصر المؤزر انشاء الله والعار لتجار الدين الذين عاسوا فى بلدنا فسادا ( قتل وتعذيب وتشريد وهتك للاعراض ونهب لكل ثروات وخير السودان.
يا جماعة إنتو الجبهة الثورية دي في ياتو مدينة قاعدة عشان تتكلموا عن سقوط الخرطوم ديل لسه هايمين في الخلاء…. بعدين هل المواطن الشمالي موافق ومرحب بما تقوم به الجبهة الثورية؟؟؟
الي ادم وكل من يتهم الجبهه الثوريه بالعنصريه ماهي المعطيات التي تستندون عليها في ان الجبهه الثوريه عنصريه وجهويه؟
هل هو مايقوله اعلام الانقاذ؟ ان كان كذلك فهو اعلام غير محايد وينعق في اتجاه واحد
ام ان حكمكم علي الجبهه الثوريه بالعنصريه بني علي ان معظم من ينتمي لها جاء من مناطق لاتنتمي للشمال والوسط؟
من بني حكمه علي عنصرية الجبهه الثوريه بحكم تكوينها وانتماء ابناءها فهو العنصري وليس الجبهه لماذا؟ لانه ابناء هذه المناطق لم يحملوا السلاح من اجل الحكم في بادئ الامر ولكن للدفاع عن حقوقهم وانفسهم ضد الهجمه العنصريه ضدهم من حكومة الانقاذ عندما صمت اهل الشمال والوسط علي مايرتكب في حقهم من ظلم وقهر؟ والايدو في النار مازي الايدو في المويه
ثم هل هناك عنصريه اكثر من انك تجعل الحكم والسلطه حكرا علي جنس ولون دون الآخر؟
لوكانت الجبهه عنصريه لماسعت للتحالف مع المعارضه في الوسط والشمال والشرق بالتوقيع علي ميثاق الفجر الجديد!
لوكانت الجبهه الثوريه وقادتها يؤمنون انهم يستطيعون حكم السودان بالسلاح فقط لماتحالفوا مع المعارضه السلميه
لوكانت الجبهه الثوريه عنصريه لنادت بفصل اقاليم من ينتمون لها ؟ وليس بالتغيير
من يرون ان الجبهه الثوريه عنصريه هم في حاجه للتصالح مع انفسهم والاعتراف بان للاخرين الحق في السلطه والحكم كما هو حق لهم وان الاحتكام لصناديق الاقتراع هو الفصل
ليخرج السودان من ازماته لابد من ان نعي ونعترف بحقوق الاخرين معنا في هذا الوطن
فماحروبنا وازماتنا الابسبب هضم حقوق الاخرين
التوقيع:-
شمالي يريد ان يضع يده في يد كل اهل السودان لبناء وطن معافي
وطن بالفيهو نساوي نقرا نداوي
متين يجي يوم الحسم العيب الفينا بنتحرك عبر وصائط الإعلام فقط
السودان منذ الاستقلال يعيش في صراع سلطه وجميع الاحزاب خارج وداخل الحكم لايهمها الشعب لامن بعيد ولا من قريب فالوطنيه تضحيه إذا كنا علي الاسلام يجب أن نعيش بفكر متحرر لامكان له بأي نظره طبقيه اوقبليه اوجهويه ويجب ان تكون هنالك عداله في تقسيم الموارد والسلطه يجب ان نراجع انفسنا ونصلح ونرتب شأننا وإلا سيسلط علينا آلله من لايخافه ولايرحمنا
رقاص البلد لمام حثالة ناسا…………لا نافع نفع لاكرتي لا ود جازا
لا الهطلة العوير لا قردا لا نخاسا….خليتوا البلد لا حية لا هي جنازة