مقالات متنوعة

الخطاب المأزوم ..في الحشد المهزوم..!

عادة ما تكون لقاءات  جماهير الأحزاب  الحاكمة  القائمة على المؤسسية الحقيقية  حينما  تلتئم  مع قياداتها  في جموع لاتقاس بعددها وإنما بما تخرج به من نتائج  وحلول  يطرحها الرئيس والقادة  في مخاطبة  الحشود بعد أن تقرها أجهزة الدولة الحاكمة التنفيذية والحزبية   خاصة إذا كانت البلاد كلها تمر بأزمة لاتحتمل  لغة الإنشاء المكررة العبارات والمفرغة الشعارات و الكذوبة الوعود !
لانريد أن نتحدث   هنا عن كيفية تحشيد هذه الالاف  التي درجت عليها حكومة وحزب الإنقاذ والحركة  الإسلامية قي ساحات التبطل والتكسب ..فهي  ليست جديدة على حكومة وحزب وحركة  يختزلون إمكانات الدولة فيما يخدم أهدافهم الذاتية استغلالا  لجماهير  تضطرها  الظروف للإمتثال لصاحب الأمر الذي لا يكف عن وعود الرشاوى  لمن لبى أواللجوء للوعيد لمن يتأبى..وهذا بالطبع لا ينفي أن للنظام كوادره المنتفعة بفساده وتمكينه أو المؤدلجة بالهوس الديني رغم سقوط سقف مشروعه على جسد الوطن ..فحطم أضلاع  وحدته   الجغرافية  والبشرية وفتت أذرع تماسكه الإجتماعي في جزئه  المتبقي  الذي كانت الطبقة الوسطى الرابط  لمتانته ..بل وبدد أمال نمائه لعقود قادمة !
لم يأتِ رئيس النظام بجديد في كلامه المرسل الإنفعالي ..أمام جماهير  حشد أمس الأربعاء ..فكان ذات   الحديث عن  المؤامرات و تداعيات  لإستهداف  الخارجي  وشروط التركيع  و القفز الى تعليق الأزمات  على شماعة القضاء والقدر وشكر الناس على صبرهم حيال الإبتلاءات الربانية وتبرئة التجربة  التي عدد إنجازاتها والتهرب عن ذكر أوجه الفشل  الذي يستوجب المحاسبة والإقالة ..وكلها مقررات حفظها عن ظهر قلب  اهل النظام قبل غيرهم ولانريد التوقف عندها طويلاً .
ولكن فقط كان الملفت في حديث  الرئيس بعدأن ردد أسطوانة التخوين والعمالة لكل من يخرج عن بيت طاعته ولعله يقصد الذين قفزوا من  قاطرته التائهة ..وكذلك من  هتفوا منادين برحيله في الشوارع على مستوى المدن والأرياف ..فطفق يتحدث عن تعامل الأجهزة الأمنية  بأسلوب  في منتهى الحضارة  مع مظاهرات  المناهضين لحكمه  الطويل ..ولست أدري إن كان يقصد حضارية القصاص الفوري على قارعة الطريق  التي أقنع بها قادة شرطته في خطابه  اليهم  قبل ايام في دار الشرطة !
أما حديثه أيضا غير الجديد ودعوته لتبادل  السلطة عبر صناديق الإقتراع ..فهومردود عليه .. بأن من يؤمن بهذا النهج كمبدأ وإن كان ماضيه إنقلابياً أزهق الكثير من أرواح زملائه  الذي ارادوا إتخاذ نفس اسلوبه في  الوصول الى السلطة ..فلعل  ما يناقض  ذلك  الكلام ..أن من يقول مثله بصدق وقناعة لايمكن أن يؤمن مواكب مؤيديه ..ويطلق الرصاص والغازات الحارقة للعيون لتفريق حشود  المتظاهرين  من المواطنين  مثلهم  و الذين خرجوا باسلوبهم  السلمي الحضاري  الذي  شهدت له عيون واسماع وعقول العالم ..فيعاملهم كالكلاب  فقط لانهم نادوا بتطبيق ذات النهج الديمقراطي المزعوم  الذي يتندر به النظام ولا يابه له حينما يصبح حقاً دستوريا لغير جماهيره المصنوعة الحشود.!
فالحاكم المنصف والعادل  لابد أن يحمي  كل مواطنيه   بالوقوف على مسافة واحدة من مختلف  الصفوف  ..ويتعاطى معهم دون تحيزٍ لفريق و  بدون تفرقة طالما  أنه يدعي  المسئولية الكاملة عن أمن وسلامة  واستقرار الوطن كله وهي ذات العبارات التي كانت
شعارا لتحشيد جماهيرالساحةالخضراء نهار أمس الأربعاء  ومن  ثم و مع نهاية ولايته المحددة إن كان وبموجب الإلتزام بنصوص الدستور الحاكم لهذا الأمر .. فأراد التقدم للترشح ..أن يترك  حرية  الإختيار للناخبين  في منافسة شفافة تحت رقابة  سلطة قضائية مستقلة ..ويطرح رؤيته مع من يتقدم للسباق المتكافي الوسائل و الذي تديره مفوضية  لايعينها هو ولافي ظل برلمان مصنوع يؤمر فيطيع  ولو لتمزيق الدستور من أجل  سيد القصر ولأغلبية ميكانيكية مشتراة الولاء !
حقاً إنه خطاب مأزوم  لم يحمل جديداً لفتح أفق المناخ السياسي والإقتصادي  الخانق  ..فأصاب  الحشد  المصنوع  بالهزيمة النكراء  أمام فريق  الشارع  في  الضفة الآخرى وقد فاجأه بالضربة القاضية  على حلبة التحدي التي صعد اليها تطوعا بإرادته الذاتية وليس بروافع  التحشيد التي يعرف الجميع كيف تتم وكم تتكلف  من المال العام لتزيد من ركام الأزمة ولاتبحث لها عن الحل  وقدأصبح في  يد الشارع وليس  أصحاب المشروع الذي شبع موتاً ولازالوا  يأملون أن يصبرعليهم الشعب بإعطائهم  المزيد من  الوقت لإحيائه المستحيل  مثلما إدعوا مكابرين أنهم من صبروا عليه طيلة عقودهم الثلاثة التي  لا تمثل أي خصمٍ من عمر الأوطان وأحلام    الشعوب في نظرهم القصير  !

محمد عبدالله برقاوي <[email protected]

تعليق واحد

  1. هذا فأر مذعور استبدت بمخيلته رؤى ووابيس وسيناريو سقوط النظام واقتحام الأفعى لجحره فراح يطمن نفسه بهذه النفخة الكدابة ليحرض المهوسين للحيلولة دون السقوط ولكن هيهات هيهات يا فار الفحم فالأفعى لامحالة مقتحمة جحرك ما تقعد تِسيِّك قبل ما توصل أحسن تشيل بقجتك وتشوف ليك جحراً آخر….

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..