عواصف الجزيرة

الاسابيع الفائتة تناقلت “الميديا المحلية” ما يجري بولاية الجزيرة من صراعات وتباينات سياسية بين ايلا والجهاز التشريعي الولائي علي خلفية اختلافات بين الطرفين في المنهج الاداري والخدمي الذي ينفذه والي الجزيرة منذ ان وطأت قدماه هذه الولاية المازومة .
واصل الحكاية كما يرويها مقربون وعالمون ببواطن الصراع ان النهج الذي اتبعه ايلا لتجفيف كل “المنابع” والمنافع وتحكمه كذلك في القرار السياسي والتنفيذي ووضع يده بكل قوة علي مداخل ومخارج المال بالولاية علاوة علي ممارسته للتهميش ضد حزب المؤتمر الوطني بالجزيرة وتحجيمه من كل الادوار ربما هوالذي جلب عليه كل هذا السخط والهجوم من قيادات الحزب الغاضبة وحرض عليه الجهاز التشريعي بايعاز من هذه القيادات والتي دخلت معه في معركة “كسر العظم” عبر المجلس الولائي .
والتقارير الواردة من ارض المحنة تؤكد ان الصراع دخل طورا خطيرا خصوصا بعد ازمة السيول والامطار التي تضررت منها مناطق عديدة بالولاية في ظل غياب شبه تام من ايلا وحكومته وبدا الجهاز التشريعي وكانه اكثر قوة وتماسكا للمضي في اتجاه سحب الثقة من حكومة ايلا تسنده في ذلك مجموعة ازهري خلف الله واخرين تبددت مصالحهم وانسد الافق امامه فباتوا لا ينظرون الي “ايلا” الا وكانه كابوسا اطل عليهم بالجزيرة وعرف عن القيادي ازهري خلف الله بادارة الملفات السياسية من خلف استار فهؤلاء يحاولون هدم المعبد علي الكاهن بعد ان انتقلت الحرب مع ايلا من “الوطني” الي المجلس التشريعي رغم ان الارادة التي تسند ايلا هي اقوي بكثير من قوة اصحاب النفوذ والسلطان القديم وهي ارادة الجماهير الغالبة وسلطان “المركز” .
ربما يذهب ايلا بارادة الجهاز التشريعي وربما ايضا يبقي ايلا علي عرشه بارادة شعب الجزيرة ولذلك وايا كانت النتيجه ذهاب ايلا او بقائه فان الحقيقة الاكبر التي ستبقي فينا هي ان بهذه الولاية حزب ظل منذ اكثر من عشرين عاما يمضي في غير سكة المواطنين بلا فكرة وبلا مشروع وبلا رؤية يصارع نفسه بقدرات وامكانيات المواطنين نقول ذلك ليس حبا في “ايلا” ولا كرها في المجلس التشريعي ولكنها كلمة حق في حزب سقط في امتحان الشعب وكلمة في حق رجل جاء بجديد لاهل الجزيرة .
مناورات عرمان
كلما جلس الفرقاء السودانيين يبحثون عن سلام في منبر اديس ابابا في مائدة للحوار يحاولون رسم صورة من الابتسام المصنوع امام كاميرات التسجيل في اشارات توحي لكل المتحلقين من السودانيين امام شاشات التلفزة بان السلام آت وان الحرب ذهبت من غير رجعة ولكن سرعان ما تتلاشي هذه الابتسامات المصنوعة بمجرد ان تحدق هذه الاطراف في ثنايا الاجندة وهكذا انهارت عشرات الاتفاقيات وتمزقت الاف الوثائق بين الحكومة وخصومها غير ان السيناريو الذي ظل يتكرر في كل جولة باديس حول مفاوضات المنطقتين ان السيد ياسر عرمان ظل يمارس هواياته المحببة ومناوراته السياسية في كل الاتفاقيات فتنهار كل جهود التسوية مع قطاع الشمال بالحركة الشعبية ولهذا فان الحكومة ربما لديها قناعات راسخة بان هذه الحركة لا ترغب في سلام وانها تمارس التسويف من اجل اطالة ام اللاسلام واللا اتفاق وان عرمان نفسه تحركه عوامل اخري لا علاقة لها باجندة التفاوض .
مولانا “والصمت النبيل”
يظل السيد محمد عثمان الميرغني زعيم الاتحادي الاصل محورا للاحداث والحراك داخل فصائل الحركة الاتحادية بكل مسمياتها رغم ان الرجل لازال يمارس فضيلة الصمت النبيل باقصي مستوياته لكن الرجل افلح في ان يشغل مريديه واحبابه وحيرانه وقواعده في الحزب وحتي حلفائه الاخرين شغلهم وهو صامتا عن الحديث وحينما يفطر بتصريحات مغتضبة ينشغل الذين من حوله ببيانات الترحيب والاشادة كما يشغلهم وهو في مشفاه وفي مهجره بالخارج ويشغلهم اكثر حينما يفكر في العودة الي داره بابو جلابية بالخرطوم بحري كما هو حاصل الان .
بالامس تناثرت بينات الترحيب من كل الفصائل الاتحادية باقتراب عودة مولانا فتشكلت اكثر من لجنة انقسمت ما بين حزبية وقومية واخري “ختمية” فالرجل تحفة هالة من القداسة كما يبدو .
حتما سيعود مولانا وسيجد دار ابو جلابية مذدحمة بكل “الجلاليب” والعمائم والعباءات وسيجد كذلك الف ملف والف شكوي في انتظاره حينها يصمت الجميع وتتواري العديد من الشخوص الي خلف الاضواء وتسقط كل الرايات التي كانت قد رفعت في غيابه ,فعودة مولانا تعني كذلك ان كل “التفويضات” الممنوحة بالحق او بالباطل لادارة شان الحزب ستمزق وتتلاشي خصوصا ان الواصلون او بالاحري المقربين من دائرة مولانا اقروا بحقيقة ان هذه العودة ربما ستكون نهائية وان اول القرارات التي سيتخذها مولانا هي اعلان تشكيل لجان المؤتمر العام الذي طال انتظاره .
خارطة جديدة للشباب
يحاول الاتحاد الوطني للشياب السوداني صباح اليوم وعبر ملتقي تفاكري رسم “خارطة” ومسارات جديدة حول قضايا الشباب وتحدياتهم في وقت تزدحم فيه عقول شباب السودان بافكار شتي وبطموحات لا يحدها حدود “فالدواعش”مثلا يتربصون وينشطون في فضاءات الشباب وتيارات الحداثة والتجديد تصارع شيوخها وقياداتها القديمة حيث لم تعد احزابنا ولا تنظيماتنا السياسية وحدها هي التي يمكن ان تستوعب طاقات الشباب او تشبع رغباتهم
ولعل قراءة المشهد العام والواقع السوداني بكل ازماته وتقاطعاته يفرض علي هؤلاء الذين يقودون منظومة الشباب بالفكر والسياسة والادارة باسم الاتحاد الوطني مطالبون منذ الان بضرورة البحث عن رؤي ومفاهيم وافكار جديدة لاعادة بناء صف شبابي بعيدا عن اي اشتراطات او تمايزات ولكن يبدو ان اخطر ما في هذه المفاهيم انها تختزل هذه الطاقات في مواعين ضيقة لا تتسع “لاخر” في وقت تنتهج فيه الحكومة طريقا مغايرا يقترب كثيرا من شواطي الشباب وهو منهج يحاول ضخ الدماء في اوصال ومكونات الدولة السودانية الحديثة ولكن هذه المحاولة بالطبع ربما لن تكن بالسهلة فالحرس القديم لازال متشبسا بافكاره ومعتقداته القديمة ولهذا فانه سيقاوم بكل اسلحته وادوات اي فكرة تحاول نزع الكراسي وسحب البساط من تحت اقدام الشيوخ .
لا سبيل لاي قوة شبابية تبحث عن دور اومجد سوي ان تحشد كل قواها وارادتها لاسقاط المفاهيم القديمة وتقيم عليها فهما جديدا يتماشي ومطلوبات الشباب دونما اخلال او جنوح عن اصول الدين والاخلاق وثوابت الوطن فليت هؤلاء الشباب يرسمون الان معالم المسيرة وشواهدها بكل وضوح ثم ينطلقون لانقاذ وطن اثقلته الجراح واقعدته الازمات وضاقت به الارض بما رحبت ولكننا في السودان رغم كل ذلك افضل بكثير من غيرنا فالذين لديهم وطن يتصارعون عليه فهم احسن حالا من اؤليك الذين لا وطن لهم .
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. حتما سيعود مولانا وسيجد دار ابو جلابية مذدحمة بكل “الجلاليب”

    مزززززززززززززدحة / يا صحفي يا بهلول

  2. لن يترك الفاسدون المفسدون لامير الشرق فرصه للنهوض بالولايه
    فها هم يطرقون كل الابواب ويحيكون الدسائس ليل نهار
    ليس حرصا على الجزيره وانسانها بل حرصا على مصالحهم الشخصيه
    استطاع هذا الرجل الاسطوره وفي وقت قصير من عمل انجازات كبيره
    بحساب الفتره الزمنيه الوجيزه التي استلم فيها مقاليد الامور

    فمشاريع ضخمه كانت في احلام اهل الجزيره اصبحت واقعا ملموسا
    وانسان الجزيره الذي وقف موقف العداء مع هذه الحكومه الفاسده
    يعرف جيد ان هذا الرجل وليس غيره هو من سينهض بجزيرتهم
    ويعيد له سيرتها الاولى

    فهل يتركه المنتفعون ؟
    وهل يفرط فيه المواطنون ؟

    ما زالت رحى المعركه تدور
    والجميع في انتظار ما ينقشع عنه غبار المعركه
    والله غالب على امره ولكن اكثر الناس لا يعلمون

    اللهم ولي علينا خيارنا اللهم ولي علينا من يصلح

  3. حتما سيعود مولانا وسيجد دار ابو جلابية مذدحمة بكل “الجلاليب”

    مزززززززززززززدحة / يا صحفي يا بهلول

  4. لن يترك الفاسدون المفسدون لامير الشرق فرصه للنهوض بالولايه
    فها هم يطرقون كل الابواب ويحيكون الدسائس ليل نهار
    ليس حرصا على الجزيره وانسانها بل حرصا على مصالحهم الشخصيه
    استطاع هذا الرجل الاسطوره وفي وقت قصير من عمل انجازات كبيره
    بحساب الفتره الزمنيه الوجيزه التي استلم فيها مقاليد الامور

    فمشاريع ضخمه كانت في احلام اهل الجزيره اصبحت واقعا ملموسا
    وانسان الجزيره الذي وقف موقف العداء مع هذه الحكومه الفاسده
    يعرف جيد ان هذا الرجل وليس غيره هو من سينهض بجزيرتهم
    ويعيد له سيرتها الاولى

    فهل يتركه المنتفعون ؟
    وهل يفرط فيه المواطنون ؟

    ما زالت رحى المعركه تدور
    والجميع في انتظار ما ينقشع عنه غبار المعركه
    والله غالب على امره ولكن اكثر الناس لا يعلمون

    اللهم ولي علينا خيارنا اللهم ولي علينا من يصلح

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..