مقالات وآراء

قالوا عن رواية (ورشة داليانس)

( لعل الرواية السودانية في تاريخها الذي بدأ قليلاً قبل الإستقلال، قد تجنّب الخوض في مضامينها بالدخول في فترات ما قبل الإستقلال، من حيث سبر أغوار الحياة الإجتماعية والتي تكشف حياة المواطن في هذه الفترة كيف كان يتعامل مع المستعمر وكيف كانت تسير الحياة اليومية العادية. والروائي السوداني ما قبل الكولوتيالية وما بعدها بقليل قد حجبته المعاصرة في الكتابة عن تلك الفترة وما بعدها، ولعله قد إنشغل بالتغييرات الإجتماعية المتسارعة والتي إهتمت بتعليم المرأة وتوظيفها، وبالهجرة إلى المدن، ثم الدخول السريع في عوالمها وبهرجتها، ولعل القصة القصيرة السودانية كان لها دورها ووظيفتها وبريقها وشهرتها فإلتفت إليها القارئ والكاتب أكثر من الرواية ودورها الكبير والراصد لهذه التحولات. وعندما قرأت بمتعة كبيرة وتمعُّن أكبر لرواية (ورشة داليانس)، تأكدت بأن الجيل الجديد من كُتَّاب الرواية في بلادنا قد حملوا الراية ليجعلوا من الرواية كتاب المجتمع السوداني المنسية صفحاته القديمة والحديثة. ولعل من أهم واجباتها غير المفروضة هي كتابة التاريخ السوداني القديم والحديث سردياً وليس توثيقياً، فالتوثيق هو مهمة المؤرِّخ وليس مهمة القاص أو الروائي. ولقد إستطاعت هذه الرواية فعلاً أن تغوص في أعماق المجتمع المنسية في فترة ما قبل الإستقلال، حيث الحياة الإجتماعية ذات الطابع الخاص والتي حافظت عليها وتمسَّكت بها أغلى شرائح المجتمع السوداني غير المتعلمة والتي لم تكتسحها رياح الحضارة الغربية الزائفة. لقد مثَّل (سروب) بطل هذه الرواية شخصية المواطن الحقيقية في مجتمعنا السوداني ما قبل الإستقلال وما بعده .. القروي البسيط والذي فيه الجرأة والتطلُّع وحب التغيير والذي يؤكد بأنها ليست وفقاً على أهل المدن والحضر. وبهذه العزيمة والقوة صار شخصية وطنية، بل قد أسس بقوة عزمه وذكائه للرأس مال الوطني السوداني. وبالتعمق أكثر في هذا النّص الروائي الرائع والذي سيضيف إسماً لسجل الرواية السودانية تكتشف مجتمعاً منسياً في الرواية السودانية وخاصة ما قبل الإستقلال، وهو المجتمع الأمدرماني، والذي غاصت هذه الرواية في أعماقه، وصورت شخصياته، وكشفت بذلك سماحة المجتمع السوداني كله، وكيف يحترم القريب والغريب، ولعلَّها من الروايات النادرة التي كتبت ذلك المجتمع المدني والتي ما تزال الرواية السودانية تخاف الغوص فيه والدخول في فجواته مكتفية بالسطح الواقعي الإجتماعي وعلاقاته العابرة. تتبعت الرواية بتحفيز واقعي ولغوي بارع، حياة بطلها (سروب) في رحلته من قريته البعيدة إلى مدينة أمدرمان وتتبع معه القارئ إعجابه بهذه الشخصية السودانية الأصيلة في طموحها المشروع وفي تمرُّدها المحمود على واقعها وكيف تحدَّت الصعاب، إنها من الشخصيات التي ستجعل من رواية (ورشة داليانس) رواية الشخصية الحيَّة والتي ستدخل بالرواية دائرة النقد والبحث المستمر عن هذه الشخصية كيف تكوَّنت إجتماعياً ونفسياً؟، وكيف خلقت نفسها بنفسها وكيف حققت طموحها وتربَّعت في عرش مجتمعها دون صراعات مع نفسها أو مع غيرها؟. إستخدمت الرواية تقنيات السينما الحديثة في الرجوع والعودة (فلاش باك)، ووظفت لغة الكاتب السلسة الممتعة في وصف المكان والزمان وحركة الشخصيات من ما سيجعلها واحدة من أهم الروايات التي كتبت المجتمع السوداني مساراته وتحولاته ما قبل الإستقلال). الأستاذ الناقد/ عزالدين ميرغني _______________________ 🖋🖋🖋 (إقرأوا محمد الامين مصطفي بانتباه شديد. كتب محمد الأمين مصطفي رواية ورشة داليانس. رواية مليئة بالفن والجمال والحياة. شخصية سروب المحورية وما اثارته فينا من اعجاب وفضول وقدوة. حيث ينبغي أن يضع الابداع نفسه في خدمة الانسان .في خدمة الم البشر وحريتهم. سيرة طافحة بالمتعة والتشويق والجاذبية. الحمد لله لقد عشنا في عهد جيل قادر علي التغيير. خيارات احلاهما مر اما أن نكون ضحايا أو نصبح قاتلين.رواية متفردة حكت عن ام درمان ماقبل استقلال السودان وعن المسكوت عنه. حيث لابد من اتخاذ موقف. موقف اللاعدو واللاصديق لايجدي. حيث يصعب مسك العصا من الوسط. لذلك انحاز سروب لصف النضال الوطني الذي انتظم البلاد. سروب شخصية جريئة ومتمردة لذلك نجح في رسم مستقبله بما يتمتع به من ذكاء حاد وبديهيه. كن نفسك اختار ماتريد أن تكون. اتبع رغبتك. ازرع اختلافك. آمن بنفسك. تلك مفاهيم السعادة التي امن بها سروب وحققها بشجاعته حيث كسر المسلمات بدل اتباعهاوتلك مهمة الأدب العظيم. هل الكاتب شاهد مسؤول عن كتابة ل ما يحدث وما لا يحدث؟ إستطاع ا/محمد الامين إزاحة الاقنعة بفنيه طرق علي فضيلة الاعتدال. ومحمد الامين ليس من المثقفين الذين يتحسرون علي اختفاء النظم القديمة. تابعنا تحولات سروب من الذات الأنا الي الوعي الداخلي وتطوره من الفوضي الي النضوج. وتوصله للحقيقة والعمل الوطني والنضال لفك اسر الوطن من الغازي السليب. ومن خلال أسرته الصغيرة والممتدة حيث لايمكننا النجاة بمفردنا والحب يزيد من دعم الذات. أن تقول لأ ذلك يجعلك تتخذ موقفا من العالم. لاتتشبث بالعادي والمعتاد كما هو.تنصل من عدم الوجود .أن الشجاعة أن نكون من أنت دون غضب. أن تكون مركز الحركة حاشد بالممارسات العملية كالحب والعدالة والاحسان. وورشة داليانس فيها شجاعة في العرض والتناول والتفكير وكشف المسكوت عنه. عندما تكون محايدا يعتبرك البعض غير محايد. ومهمة المبدع تجينيب بلادنا من الانهيار. داليانس رواية عميقة كتبت بمعرفة فاثارت رضي المتلقي المتذوق). الروائي/ صديق الحلو _________________________ 🖋🖋🖋 (كنت من المحظوظين الذين قرأو رواية (ورشة داليانس) للكاتب الشاب محمد الأمين مصطفي، وقد جاءت في وقتها، اذ أنني في هذه الأيام أعكف على قراءة روايات لكُتَّاب شباب سودانيون لمعرفة إتجاهات الكتابة بعد الإنفجار الكتابي الكبير الذي حدث، وحقيقةً (ورشة داليانس) من الروايات التي شدَّتني جداً ولم أستطع الإنفلات من سحر سردها، ذلك لأن الكاتب الجيِّد هو من يمسك بتلابيب القارئ ويجعله بداخل النّص متفاعلاً مع شخوص الرواية التي ترك لها محمد الامين مصطفي حرية التصرّف فتشعر وأنت تقرأ النص كأنما أنت بداخل النص تتفاعل وتتألم وتفرح، لم أستطيع أن أقاوم دهشتي أيضاً بسلاسة السرد والإنتقال المريح الذي يجعل المشهد ماثلاً أمامك وقد إختار محمد الامين لروايته حقبة العشرينات من القرن الماضي وما بعدها، وتلك فترة خصبة ومليئة بالأحداث دون أن يخدش تفاصيل الرواية بنشاز يعكر صفو السرد الزماني أو أن يخلّ بالمفردة المكتوبة أو الحوار، إستطاع الكاتب أن ينقل أحداث لم يعايشها إلى واقع مبصر ملئ بالمشاهد التي تحملك إلى حقبة الأربعينات والخمسينات بأزيائها وثقافتها وبساطتها وأحداثها في إتِّساق سردي رائع جعل من الرواية توثيقاً لحياة (الطوَّافة )، وهي حِرفة لم أكن أعلم بوجودها إلّا من خلال الرواية، ماجعل الرواية توثيقاً تاريخياً مهماً ملئ بالمعلومات التي لم تُحشر حشراً، بل توافقت مع أحداث النّص، محمد الأمين مصطفي لم يهمل عناصر الرواية من حيث الحبكة والاحتدام والعقدة والحل بل جعل البطل (سروب ) يقودنا من أعالي نهر العاديك أو النيل الأزرق إلى موردة الحطب في أمدرمان في تسلسل أحداث بها الكثير من مشوقات أدب الرحلات في وصف ممتع ولغة فائقة الرصانة). الروائي/ أسامة الشيخ إدريس _________________________ 🖋🖋🖋 (هذه الرواي أخذتني من صفحتها الأولى فتابعت بقية صفحاتها بشوق ومتعة.فقد للروائي محمد الامين مصطفى رؤيا اجتماعية محددة يريد أن يصلها للقارئ بالرمز والمجاز والإشارة ذات الدلالة العميقة. ادهشني المامه بحياة( الطوافة) واشواقهم التي كانت تسابق نهر الدندر في انحداره الشديد لمعانقة النيل الازرق،إذ تظل تلك الأشواق تصارع أمواج الإحباط التي رمز إليها بامواج النهرين العاتية حتى موردة الاخشاب في النيل الكبير. وادهشني ذلك الفتى( سروب) بجرأته الصارمة وعزيمته الحديدية ليقهر المجهول ابيداء من دخوله انداية( الجاه) بصدرها العاتي وجسدها الابنوسي الشهي ،فيطلب منها ( مريستها) التي تماثل شهوة جسدها المندلق في اتزان وثبات فتعشق فيه شبابه الفوار،فتمنحه خمرتها على وعد منه بأن تفوز في( الطوف) القادم بفحولته التي غابت عن مثلها طويلا.وفي سبيل ذلك قدمت له خمرتها مجانا. هذا المشهد يوضح لنا أننا حيال بطل أسطوري لا يعرف الهزيمة ولا المستحيل.وهذه السطوة يجعل يفوز ب( ورشه داليانس) الرمز للحداثة والمدنية الغربية. للأستاذ محمد الامين مصطفي قدرة هائلة في الصورة كأنك تراها في شريط سينمائي،فتقف على البيئة المحكي عنها. انتهيت من هذه الرواية قبل عشرة ايام تقريبا،وقررت أن اكتب كلمة عنها لكن شغلتني بعض الشواغل،ولكن تعليق الاستاذ صديق الحلو ،انعش ذاكرتي وحفزني لهذه الكلمات. لهذا الروائي الشاب قدرة ملموسة في رسم مواطن الإثارة في المرأة بقليل من الكلمات التي تحرك في النفس ما تحرك كما فعلها د ه لورانس ونجيب محفوظ والطيب صالح . إن كان لي من قول اخير فهو نصحي للأستاذ محمد الامين مصطفي بالاهتمام بقواعد اللغة عند مراجعة العمل. ورغم هذه الملاحظة التي اجدها هامة،فقد اسعدتني الرواية). الروائي/ الحسن محمد سعيد 🖋🖋🖋 (ورشة داليانس أجمل ما قرأت مؤخراً، الورق تفوح منه رائحة الخشب .. النص فيه قفزة أو نضوج كتابي عال مقارنة بألم القطاطي .. براعة ماتعة في الوصف..كما ذكر أستاذ صديق الجميل الذي أبرزه النص هو فراسة البدوي والنقطة اﻻهم تلك التي جعلته ملما بالتسويق . وهذه بحد ذاتها يمكن أن تكون دراسة لمحترفي التسويق). الروائية/ مريم خميس _ء درامي متماسك وشخوص حيَّة، الرواية تقترب من أجناس المسلسلات العظيمة، بذل فيها المؤلف جهداً مقدراً ومعلومات تاريخية نابضة بالحياة، وهي بلا شك واحدة من أجود ما قرأت في السنوات الأخيرة، على الكاتب الإهتمام بالتوثيق الطباعي والمراجعة اللغوية، الرواية تصلح لمسلسل درامي). الدكتور/ اليسع حسن أحمد 🖋🖋🖋 أشكرك يا ود الأمين على هذه الرواية التي أظن أن أهميتها تتلخص في عدة أوجه: أولاً: لأنها عالجت سردية فترة تاريخية لم تلق لها السرديات التاريخية بالاً، وهي الفترة الممتدة من نهاية المهدية حتى إستقلال السودان من الإستعمار الإنجليزي. ثانيا: لأن أحداثها في وسط مهني غير معروف، أو قد لا أكون لي معرفة به، عالم تجارة الاخشاب وطرق نقلها، وهو عالم ثري ومدهش. ثالثا: لأن الشخصية المحورية في الرواية تمتاز بالحيوية، ونمت خلال الرواية بصورة كبيرة، فهي ليست شخصية سطحية. رابعاً: مقارنة بروايتك السابقة (ألم القطاطي) أرى بيقين انك حققت قفزة كبيرة جداً في تطوير أدواتك السردية وتمكنك منها. خامساً: تنوعت الشخصيات في الرواية بما يعكس التركيبة الديموغرافية للخرطوم وأمدرمان في تلك الفترة التاريخية. أشكرك على ذلك جداً، وقد هونت روايتك من مشقة رحلة طيران طويلة امتدت لتسع ساعات. دائماً ما أفكر أن الإنفجار السردي الذي يشهده السودان حالياً سيمثل معيناً ثرياً للدراما السودانية في حال نهضتها. سأرشح (ورشة داليانس) لتحويلها لفيلم سينمائي أو مسلسل تلفزيوني، أظن أن قلم سينارست بارع ومخرج جريء سيصنعا من رواية (ورشة داليانس) عملاً درامياً لا ينسي. الروائي/ عاطف الحاج سعي
صديق الحلو
[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..