مقالات وآراء سياسية

لفولكر بيرتس الأممي ، أقول

معتصم بخاري 

تأكد للمجتمع الدولي بكل توجهاته ومعسكراته ، وللمحاور الإقليمية والداخلية أن الثورة السودانية تسير وفق خطها المعلن دون تراجع أو مهادنة .. وتهتدي بشعاراتها الباسقة المجلجلة ، وتتنادي مكوناتها الباسلة تحت قسمها ألاخضوع ، ألا تنازل او رجوع حتي بلوغ الغايات وإنزال المتون علي أرض الواقع إنتصارآ و تثبيتآ لمدنية الدولة المبتغاة .. و إكمالآ لهدف عودة العسكر إلي ثكناتهم يؤدون مهامهم الموكلة إليهم بأمر الشعب والسلطة المدنية بحراسة الثغور ودفع الأذي عن الوطن والمواطنين دون من أو أذي.

أقسم الثوار قسم الولاء للوطن ، لا قسم يعلو فوقه ولا إنتماء يخبو تحته إلا لهذا الوطن الشامخ .. وصار إيمانهم بقضيتهم مصدر إلهام لشعوب شتي ، تري في شجاعة الثوار وإقدامهم مبعثآ للفخر والإحترام والتقدير .. وإنتشرت صور وفيديوهات تصديهم المبهر والحاسم للقوة الباطشة التي يواجههم بها المجلس العسكري الإنقلابي في كل بلد وفضاء … وأجزم بأن العالم الحديث لم ير مثل هذا الأقدام والعنفوان إلا في الأراضي الفلسطينية المحتلة ومن الشعب الفلسطيني وهو يواجه صلف القوة الصهيونية وعنفها .. رغم أن الصهاينة يمارسون نوعآ من الإنضباط والأخلاق فلم نرهم يعتدون علي المستشفيات ! .

لقد سقط الجنرال الإنقلابي في شر أعماله ، وحاق به سوء عمله وتقديره .. وإتضح له خطل إتباعه للمهووسبن الخائبين الذين زينوا له هذا الباطل فماراهم بجهله وعواره فأصبح يقلب كفيه حسرة وندامة وهو لا ينجز أمرآ إلا الولوع في مزيدآ من الدماء الزكية تروي الأرض الطاهرة .. قتلآ  يورثه عارآ في الدنيا ويجعله في الآخرة من النادمين … ونعلم يقينآ أن المسلم في سعة من أمره إلا أن يصيب دمآ حرامآ كما علمنا رسولنا الكريم عليه افضل الصلاة وأتم التسليم .

بعد ذهاب الدكتور حمدوك مستقيلآ ومغاضبآ بفعل الأبالسة ومن شايعهم ، فشل الإنقلابي اللعين حتي في إيجاد رئيس للوزراء ناهيك عن تكوين حكومة أو إدارة الدولة ، وأصبح وجوده مثل عدمه ، فهو لا يحكم .. وكل ما يبرع فيه، هو التمترس خلف حرسه من المليشيات (!) .. إيجار الحاويات ، وبعض ممن يسمون بالخبراء الإستراتجيين يظهرون في بعض الفضائيات يدافعون عن عتهه ، ويثيرون الشفقة و الإزدراء .. قطع الاتصالات .. وقتل الثوار .. ورغم كل ما فعل ويفعل ، واصل الثوار تجليهم المذهل وصمودهم الثر ليقضوا مضجعه ويفقدوه التوازن وفقدان المبادرة ..

في ظل هذا الجو المشحون والأفق المسدود نتيجة رفض الإنقلابي القاتل للإستجابة لمطالب الثوار ، أعلن المبعوث الأممي للسودان فولكر بيرتس إطلاق مبادرة لم الشمل والبحث عن مخرج من الأزمة الحالية ..

كل جهد يهدف إلي وقف إراقة الدماء وحلحلة المشكل السوداني المعقد ، يجب الترحيب به .. لكن لا بد لهذه المبادرات أن تستصحب تطلعات الشارع والثوار المشروعة والتي دفعوا من أجلها دماءآ غالية وأرواحآ طاهرة .. ولا يمكن ولا يجب أن تكون المبادرة فيها ولو شبهة شرعنة للإنقلاب ..
كما ينبغي للسيد فولكر أن يعلم أن أس التأزم الحالي سببه الإنقلاب العسكري ومن قاموا به ولا بد من إزاحتهم عن المشهد بأي وسيلة كانت إن أراد لمبادرته أن تري النور او أن تحدث إختراقآ .. وعليه أن يدرك أن الشارع لن يقبل بهم كجزء من أي حل مهما كانت المبررات .  وعليه أيضآ أن يدرك بأن اللجنة الأمنية للبشير ليست هي القوات المسلحة.

أقول

إذا كانت الأمم المتحدة عبر ممثلها جادة في التدخل لحل المشكلة السودانية وخلفها القوي العظمي، فعليها أن تخاطب جذور المشكلة و أن تلبي طموحات الشارع الثائر وتطلعة الي حكم مدني رشيد ، وألا تضيع زمن الثوار  في محادثات ماراثونية كارتونية لن تقدم او تؤخر .
كما أعتقد أنه يجب وقف إعطاء أي ميزات تفضيلية لمن وقعوا علي إتفاق جوبا للسلام بعد أن عرتهم ممارساتهم السياسية في الفترة السابقة وإتضح لنا انهم بلا قيمة أو فائدة ، لا لأقاليمهم أو للسودان عامة .. إنهم مجرد متاجرين بآلام النازحين ومتربحين من وراءهم ..
كما أن حل مليشيات الدعم السريع وأي مليشيات أخري لا بد أن يكون في صميم المبادرة.

إن الشارع يسير بخطي واثقة وبإيمان متجذر في الله ثم في قضيته ، وهو بالغ أمره ومنبتغاه سواء ساعده المجتمع الدولي او لا. وعلي الثوار الا يقفوا في منتصف الطريق او أن يرضوا بنصف ثورة.

[email protected]

‫3 تعليقات

  1. يا دكتور تحياتنا .. ممكن المبادرة يتم تطويرها بالحوار طبعا ، ويمكن ان يطالب المدنيين بذهاب المجلس العسكري الحالي او استبدالهم بآخرين وتقترح مبادرة الامم المتحدة بالغاء مجلس السيادة واستبداله ب ٣ مدنيين شرفيين وان تكون السلطات جميعها بيد رئيس الوزارء .
    يمكننا ب (الحوار) طبعا بدل رفضه ، ان نطالب ما نريد ، وما يريد الشارع .
    وان يشارك في الحوار هذا اعضاء من لجان المقاومة واسر الشهداء وبعض قيادات الشارع والشباب و مستقلين وضباط جيش حاليين ومتقاعدين وقضاء سابقون وان لا يترك الامر للاحزاب ومجموعة البزهان وكباشي فقط .
    وتوكلوا على الله الحي الذي لايموت ، وحفظ الله بلادنا .

    1. الحوار مع العسكر يعطى شرعية للإنقلابيين و هم لا أمان لهم فمن أين تضمن انهم لن ينقلبوا مرة أخرى ؟ لذا فالأولى أن يتم أزاحتمهم من المشهد تماما و ان كلف ثلاثون عاما أخرى و لكن أن يتحاور معهم فهو مرفوض و لن يفضى إلا إلى غدر و خيانه مرة أخرى .

  2. كل كلامكم في المتظاهرين واللجنه الامنيه.. طيب والشعب المطحون ده بالأسعار والمرض وحمى الضنك ما ليهو غير ينتظر نهاية المعركه.. أظن عند نهاية المعركه لن تجدوا شعبا تحكموهوا بل بقايا حطام…. يا اخوانا اتفقوا قبل أن تسحقوا هذا الشعب.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..