أسامة ضي النعيم
كما النائم كانت لي رؤية وأنا بين اليقظة والمنام ، ولم لا تكون لي رؤية ولبلة الغائب رؤى ولغيره رؤى يُعمِد فيها ابنه رئيسا للسودان ، قبلها كانت بعض الرؤى الشهيرة تذهب بعيدا وعلي رأس الاشهاد يسير بها الرائي لإعلاء شأن البشير ونافع ، ولا أود تكرارها تعظيما لسيرة أفضل الخلق سيدنا محمد- صلي الله عليه وسلم.
قفزت الرؤية عندي مع خبر المؤتمر الاممي لتحريك الصخر الذي يسد عين بئر العقل السوداني ، عسي الماء يخرج سلسبيلا يصلح شربه للإنسان والأنعام ، لا كما في بعض الابار عند حمرة الوز، في دار الكبابيش تلك وبعد حفر لعمق أربعين رجلا يخرج ماء البحر المالح وتسد البئر ، نسأل الله أن يكون موقع الحفر(جماما) فينساب الماء كما عند خيران لقاوة أو في وادي كجا بالجنينة أو عند أبو هشيم ونهر الدندر ، نحسبه ماء زلالا يسقي العطشي للحرية والسلام والعدالة من شباب المقاومة .
الرؤية في اليقظة ونسأل الله أن يحققها في الواقع ، يخرج من بين الهالة الوجه الذي لا (يغباني) ، أسأله وهو ينتصب واقفا أمامي ببدلته الانيقة وابتسامته (الموناليزية) ، هل عدت أخي دكتور عبد الله حمدوك ؟ ، تأتي الاجابة من صوت بعيد بنعم ، ثم يردف الصوت نعم أنا هو حمدوك وعدت بتفويض من الامم المتحدة للاشتراك في قطع اجازة العقل السوداني وإعادة (سمكرته) ليعود اليه الرشد ابتداء من مجلس السيادة الي لجان المقاومة والكنداكات .
تتقافز الاسئلة عندي وأتعجلها ، ولكن وزير المالية يشكو قلة المال فكيف تحل تلك المشكلة ، تأتينا الاجابة بأن وزير الماليه – هداه الله- فارق الحكمة وذهب مع جماعة اعتصام القصر ، وبدلا من تبصيرهم بالعواقب جاملهم رقصا وطربا في مطالبتهم بحل الحكومة ، النتيجة توقف تحويل مبلغ يزيد عن المليار دولارلم يصل الي بنك السودان ، بذلك ذهبت مجهودات تأهيل السكة حديد والكهرباء أدراج الرياح ، لم يجد وزير المالية حلا الا زيادة الضرائب فارتفعت أسعار الكهرباء وتوقف الري في المشاريع بالولاية الشمالية وغيرها ، مبلغ سبعمائة مليون دولار شهريا لحاكم اقليم دارفور خرجت عن التدفقات النقدية المرصودة ، اعتصام الموز أو القصر ومطالب وزير المالية وحاكم اقليم دارفوروالتوم هجووأردول جرذلك العسربعد عسرجلبته الانقاذ .
وهل سيكون المؤتمر كما هو المصارحة والحقيقة في جنوب أفريقيا ، تأتيني الاجابة من بين الغمام ، النموذج السوداني يسوده الكذب عند أعلى السلم كما شهد بذلك موفد الرئيس الامريكي للسودان ، فذميمة الكذب تلك أصبحت لصيقة بكرسي الرئاسة في السودان ، ألا تلاحظ أن الامريكان صاروا يخاطبون حميدتي والكباشي عملا بسياسة
(Leave no stone unturned) ، الكفار يحتقرون من يكذب حتي لو كان خيلا حرة ومن ديار جعل ، سيذهبون في سبر أغوار بقية أعواد الحكم في اختبارهم للمصداقية .
أخي حمدوك أنت راجل مشهور بالصبر والأناة ، وكما تعلم نحن عامة أهل السودان نتعجل النتائج الحلوة ، تلك خصلة استفاد منها المصريون سابقا واستدرجونا الي وحل المطالبة بالاتحاد مع مصر والتخلي عن السودان للسودانيين ، ولولا لطف الله لكنا جميعنا (عصمان)، ما زلنا في تلك المحطة نحمل اللاءات الاربعة ونتحري هلال العيد في هذه الايام حتي قبل دخول وصوم شهر رمضان، (استنى شوية) يصدع بها حمدوك ، هي كما عند الدكتور عبد الله الطيب – عليه رحمة الله- وهو يفسر القران الكريم بدارج أهل السودان ، الي متي الانتظار ونحن نحتاج المال حتي قبل عقد المؤتمر ، أمامنا التزام توحيد حركات الكفاح المسلح في جيش قومي واحد ، هذه أخي حمدوك قضية لا تحتمل صبرك وطول بالك ، بعض أفراد الكفاح المسلح مرتزقة بطبيعة تواجدهم الذي كان في ليبيا ، تأخير التعيينات عليهم سيجبرهم للعودة الي صناعة القتل لكسب الخبز .
يأتيني صوته من بعيد ، سنعمل علي توحيد لجان المقاومة في المدن وسيخرج منها ماردا جديدا هو اجماع أهل السودان في نسخته الشبابية ، هل ستكون كسابقتها وثيقة 1985م التي كتبت بالدم لحماية الديمقراطية ؟ التواثق الجديد مرتبط بالتدفقات النقدية والمساعدات الاممية لضمان احترامه ، رصدت الامم المتحدة لعسكركم الساسة وهم في الحكم نقض العهود ، مزق النميري وثيقة أتفاق أديس أبابا ولحقه في التحقير البشير ووثيقة اتفاق نافع عقار ثم البرهان ووثيقة أغسطس2019 . رجوتك أخي حمدوك أن تسرع الخطي مع الامم المتحدة ولينعقد اجماع أهل السودان اليوم ، نريد قيام المجلس التشريعي والمفوضيات وإكمال التعداد السكاني وترتيب الاحزاب وحل واجباتها الداخلية استعدادا للانتخابات.
غادرني مستعجلا وتشبثت بطرف بدلته الجميله ، رجوته أن يسعي جاهدا لضمان التدفقات النقدية للسودان ، لان (فكينا) جبريل تعجزه الحيلة لمخاطبة المجتمع الدولي والذي يعلم جيدا خلفيته وهو حوار الترابي.
لو ظل جبرين هذا في المالية .. فعشمكم للدعم الخارجي هو عشم إبليس للجنة
هل تعرف الفرق بين الرؤية والرؤيا؟ الرؤيا (الحلم) في المنام والرؤية (الشوف) في اليقظة؟ وبلة لم تكن له رؤية ولا رؤيا ولكنه كان راجماً بالغيب!! والغيب ليس كله غيب بل فيه حسابات سياسية!!