تعليق على حوار جريدة المصرى اليوم مع المشير سوار الذهب.

تعليق على حوار جريدة المصرى اليوم مع المشير سوار الذهب.

تاج السر حسين
? [email protected]

الحوار الذى اجراه صحفى يعمل بجريدة “المصرى اليوم” مع المشير/ عبدالرحمن سوارالدهب، فى ابى ظبى، أكد بأن عدد كبير من (المثقفاتيه) فى مصر، خاصة الذين يدعون بأنهم خبراء فى الشوؤن السودانيه (بزعمهم) لا يعرفون عن السودان سوى القشور، مع انهم يرددون بأن السودان هام لمصر ويمثل لها عمقا استراتيجيا.
فقد أجرى ذلك الصحفى الذى يعمل فى جريدة (المصرى اليوم) الواسعة الأنتشار والمقروءه فى مصر بصوره جيده، حوارا مع المشير / عبدالرحمن سوار الذهب، وقدمه كما يلى ((من المعروف أن الطبيعة البشرية تدفع الحكام إلى البقاء فى السلطة حتى فى أكثر الدول ديمقراطية، لكن الفريق عبدالرحمن سوار الذهب، الرئيس السودانى الأسبق، أثبت أنه قائد خارج الطبيعة البشرية، مثله فى ذلك مثل نيلسون مانديلا فى جنوب أفريقيا، ومهاتير محمد صانع المعجزة الماليزية، وغيرهما من الذين تركوا السلطة طواعية دون انقلابات أو ثورات تقوم ضدهم واكتفوا بمحبة الناس)).
ونقل الحوار على لسان سوار الذهب هذه الأجابه : ((نعم لقد كنا دولة واحدة تحت التاج المصرى، وأتمنى أن يتحقق ذلك ونعود كما كنا، وأتصور أن مجريات الأحداث فى العالم تدعونا فى البلدين إلى التفكير جدياً فى هذه القضية، لأن التكامل الاقتصادى والزراعى بين مصر والسودان ضرورة حتمية لا مفر منها، ولا بد من توفير الغذاء لشعبينا)).
وقال سوار الذهب فى حديثه للمصرى اليوم: ((الديمقراطية فى السودان، الآن، تكاد تكون عادت بنسبة 99%، وهناك تعددية حزبية، وحرية الكلمة ليست عليها رقابة، وبالنسبة للشريعة الإسلامية، عندما حاول الرئيس جعفر نميرى، رحمه الله، تطبيقها، تعالت أصوات من الجنوب تؤكد أنهم -أى الجنوبيين- صاروا مواطنين من الدرجة الثانية)).
وعن دارفور قال سوار الذهب: (( مؤخراً، صرح أحد مستشارى الرئيس الأمريكى بأن هذا القرار اتهام سياسى، بمعنى أنه فى واقع الأمر ليست هناك قضية، فخلال سبع سنوات من الحرب الأهلية فى دارفور، لم يتجاوز عدد الذين ماتوا فى هذه الحرب 9 آلاف شخص)).
(أنتهت مقدمة مصرى اليوم وافادات المشير سوارالذهب).
ولقد شعرت حقيقة بالغثيان وأنا اصبر نفسى على تكملة ذلك الحوار الملئ بالمغالطات، فالصحفى المحترم الذى اجرى الحوار لا يختلف كثيرا عن بعض (مثقفاتية) مصر المتخصصون فى الشوؤن السودانيه ? بزعمهم – أو الذين يعرفون عن السودان مثلما يعرفون عن اى دولة افريقيه أخرى مثل يوغندا أو بوركينا فاسو أو جزر القمر.
ولا أظن الصحفى المحترم يعلم بأن (سوار الذهب) هو أحد كوارث السودان ومصائبه الكبرى .. ولوعلم بأن سوار الذهب لم يبق على الكرسى أكثر من عام واحد فقط برضائه، لما كتب عنه ما كتب .. فانتفاضة (ابريل) قام بها الشعب السودانى وانحاز له صغار الضباط وأتوا (بسوار الذهب) الذى كان وقتها يشغل منصب وزير دفاع وقائدا عاما للجيش فى نظام نميرى (الديكتاتورى) الشمولى القمعى الأستبدادى، من أجل حقن الدماء التى يمكن أن تبلغ الزبى لو اعلن عن أسم قائد آخر للجيش خاصة وجهاز امن نميرى كان وقتها لا يقل قوة وتسلحيا عن الجيش، وما كان بمقدور (سوار الذهب) أن يستمر لأكثر من عام فالضباط الصغار الذين اتوا واقنعوه بصعوبه لأستلام السلطه، كانوا اقوى منه ولذلك لا يمكن تشبيهه (بسنجور) أو (مانديلا).
والصحفى المحترم لا يعلم أن (سوار الذهب) بقى لمدة عام فى السلطه لا (بهش لا بنش) وصعب عليه أن يتخذ قرار ثورى هام واحد ، خاصة ذلك الذى اندلعت الأنتفاضه من اجله وهو الغاء (قوانين سبتمبر) المعيبه التى أذلت شعب السودان الكريم وهددت وحدته الوطنيه، وكانت بمثابة التمهيد لأنفصال الجنوب المتوقع فى 9 يناير 2011 .. تلك القوانين التى وصفها السيد/ الصادق المهدى، بأنها لا تساوى قيمة الحبر الذى كتبت به، ومن عجب هو نفسه عجز من الغائها بسبب الأرهاب والهوس الدينى الذى ظل يسيطر على السودان منذ ذلك الوقت وحتى الآن.
والصحفى المحترم لا يعلم بأن (سوار الذهب) ترأس ما سمى باللجنه القوميه لدعم فوز (البشير) رئيسا للجمهوريه فى آخر انتخابات جرت فى السودان، فهل سمع الصحفى المحترم ببدعه مثل هذه من قبل؟ أى أن تتشكل لجنه من عدة شخصيات ومن احزاب مختلفه لضمان فوز أحد المرشحين برئاسة الجمهوريه بهذه الطريقه فى ظل نظام ديمقراطى، أو يفترض أن يتحول للديمقراطيه كما نصت اتفاقية نيفاشاا؟
ام هذا استفتاء على رئاسة الجمهوريه مثل الذى يتم فى ظل الأنظمه الديكتاتوريه ويحصل فيه المرشح الأوحد على 99 % من اصوات الناخبين صوتوا أم لم يصوتوا؟
بالنسبة (لسوار الذهب) فالأمر طبيعى لأنه (خدم) تحت رئيس فى نظام شمولى وكان وزيرا لدفاعه وقائدا عاما لجيشه!
اما بالنسبة لما قاله رئيس السودان (السابق) سوار الذهب عن (التاج) المصرى، ورغبته كسودانى فى أن يعود مواطنا سودانيا تحت ذلك (التاج) فهل يحترم الصحفى المصرى مواطن اى بلد يقول مثل هذا الكلام؟
وهل يحترم الصحفى المصرى المحترم، مواطنا مصريا عاديا لا زعيما سابقا يقول بأنه يتمنى أن تعود مصر تحت (التاج) التركى أو الأنجليزى؟
فشرفاء السودان يدركون ان العلاقات بين السودان مصر علاقات أزليه وأستراتيجيه، لكن تلك العلاقات يجب أن تؤسس على النديه والأحترام المتبادل والمصالح المشتركه، لا أن يعود السودان مستعمرا تحت اى تاج (مصرى) كان أو (انجليزى)!!
أما بالنسبة لقضية (دارفور) فما قاله (سوار الذهب) اختزال مخل لتلك القضيه التى ذهب ضحية لها أكثر من 400 الف قتيل وتم اغتصاب عشرات النساء وتشريد للملايين، وكيف يكون القتلى 9000 فقط وقوات (اليونميد) عددها أكثر من 20 الف جندى؟
اما حديث سوار الذهب عن (الوحده) فهو ساذج ومضحك، فلو اراد الوحده لما دعم (البشير) رئيسا للجمهوريه ولأقترح فى شجاعه دعم مرشح (الجنوب) حتى يشعر مواطنوا الهامش جميعا بالثقه .. وهل يعلم الصحفى المحترم بأن المواطن السودانى الشمالى المسلم فى نظام الأنقاذ، اذا لم يكن منتميا أو مطبلا للمؤتمر الوطنى، هو مواطن (درجه ثانيه) فكيف يكون حال الجنوبى المسيحى فى نظام (شرعن) التمييز الدينى والجهوى والقبلى بصورة لم تحدث من قبل؟
اما عن ديمقراطية ال 99 % ، فيكفى أن اقول عنها انها الديمقراطيه التى يشعر بها من خدم الأنظمه الشموليه الديكتاتوريه، اما الديمقراطيه التى تجعل قائدا مثل (ديجول) لا يحصل على 60% من الأصوات فهى ديمقراطيه تتاح فيها الحريه كامله لعقد الندوات وللحديث فى الأعلام، وعلى (سوار الذهب) أن يراجع اجهزة الأمن لماذا تم اعتقال ناشطى دارفور الذين عادوا من هولندا ولماذا تم اعتقال الصحفى (السبكى) الذى يعمل فى جريدة الصحافه، هل حمل سلاح أم خطط لأنقلاب عسكرى؟

تعليق واحد

  1. لماذا تصب جام غضبك على الصحفي المصري الذي قام بواجبه على أكمل وجه و كشف لنا ما عجزت عن كشفه صحافتنا عن سوء نية هذا القزم شكلا و مضمونا.

  2. كنت اظن ان هذا(المعفن)يحترم نفسه وكذلك السودان بأعتباره رئيسا في يوم من الايام لكن اتضح بما لا يدع مجال للشك بأنه حقير ليس الا ,بل انه جبان ايضا

  3. بأن المواطن السودانى الشمالى المسلم فى نظام الأنقاذ، اذا لم يكن منتميا أو مطبلا للمؤتمر الوطنى، هو مواطن (درجه ثانيه) والافهو مواطن )first class( درجة اولى اذن المعادلة سهلة لتكن مواطنا درجة اولى فقط تطبل للمؤتمر الوطني والمصري نفسه حفيد الذي وصى بمقولة (امسك واحنج ) او امسك واحتق ) على الاقل احتجاجك ياتي من مواطن درجة اولى اللهم ان اعداء البلاد كثر فشتت شملهموعافينا من هرطقاتهم انك سميع بصير

  4. سوار القصدير هذا صام لمدة ثلاثة أيام لأنه كان قد حلف القسم لحماية إنقلاب مايو ووجد نفسه معينارئيسا لا ظل له. بل هو قد أجبر إجبارا لخلافة نميرى ولم تكن له أية مبادرة بهذا الخصوص. وقد أمضى المجتمعون ليلة إقصاء نميرى الليل كله ليقنعونه برئاسة الحكومة و ليتهم لم يفعلوا.. إذا تكلمت معه تراه يسأل أسئلة ساذجة لا تبدر من طفل متخلف. و يعطيك الشعور بأنه كان يتبول أثناء صغره على نفسه.
    لا أدرى كيف يمكن لمثل هذا الرجل الضعيف أن يمتهن العسكرية فهو يبدو أقرب إلى الحنكوش من أن يكون عسكريا.و مع ذلك فهو يقوم بأفعال ويدلى بأقوال فى السياسة السودانية ليست بأحسن من أقوال و أفعال القوادين.لعنة الله تغشاهو.
    هل كتب الله على اسودان أن يكون فى واجهة حكمه و عمله العام مثل أمثال هذا الرجل؟
    اللهم لا إعتراض فى حكمك.

  5. سوار الذهب احاله النميرى للايقاف عقب انقلاب هاشم العطا وما عاد الا بعد التحقيق وقد حكم لمدة عام فقط واتت الاحزاب ولها تفويض شعبى ولم تستطيع او تفكر مجرد تفكير فى ازالة قوانين سبتمبر وهذا يدل على احتدام الصراع السياسى الايدلوجى داخل المجتمع السودانى وابتزاز المتأسلمون للنخب باسم الدين وقد سقط القناع الان نتيجة طبيعيه للممارسات المطبقه والتى عرت المتاجرين بالدين
    وللمعلوميه الاجهزه الامنيه هى الحاكمه فى السودان منذ الاستقلال والى الان وهى تعرف تضاريس العلاقات الانسانيه السودانيه وما اتى سوار الذهب الا ترضيه لقطاع معتبر من السودانيين وتحييد لاخريين

  6. الاتحاد مع مصر فى ادبيات السياسه السودانيه موجود واتحاد ووحدة الدول تتم بطرق مختلفه الاتحاد الاوربى يعد مفخره للانسانيه وقديمآ الدوله الخلافيه وسلطان دارفور كان يدين بالولاء للحكم ==التركى == ولخليفة المسلمين ولا يصح ان يحرف الكلم عن موضعه فالرجل تمنى الوحده ولم يخطئ اما الشتامين الذين تصدوا للرجل فنقول ان موازين القوى فى السودان هى ما ترونه فلوموا انفسكم ونخبكم اولآ قبل السباب والطعن فى الرجل
    لا زلنا نذكر الانتفاضه وهى عمل تم نتيجة نضالات متراكمه لم تستطيع القوى الوطنيه حصد ثمارها واذكر ان د/ خالد شاع الدين وهو الذى اعلن اضراب الاطباء والعصيان المدنى من قاعة بروفسور داؤود قد تعرض لمضايقات الامن
    وازعم ان ايدى المخابرات الامريكيه كانت حاضره وقد اختارت ان تسلم الحكم بطريقه تضمن لها اقل قدر من الخسائر والدماء وانا ازعم انه لولا الضوء الامريكى الاخضر لسألت دماء كثيره
    وازعم ان تودد السيد الصادق لايران وتحضيره لزيارتها هو ما أذن بذهاب الديمقراطيه الثالثه فايران خط احمر لامريكا والان نظام البشير لا يزال يجثم على صدر شعب السودان بمباركه المخابرات الامريكيه وازعم ان مراكز القرار فى واشنطن تدرس الان خياراتها بعد انفصال الجنوب

  7. نفس طريقة التفكير و التعالي التي نكاد نفقد بها جنوبنا الغالي هي نفسها أراها في طرح هذا الموضوع فإذا تم لفظك جنوباً يا كاتب المقال المحترم أعلاه يظل وضعك الطبيعي هو مع الشمال إذا فشلت في تربيط كينونتك القوية التي ما فتئت تتشرذم يوماً بعد يوم , يا أخي الأستاذ كاتب المقال المصريين ناس أخواننا و كانوا يرزحون تحت الإستعمار أيضاً حيث لم يستعمرنا الشعب المصري الحالي إنما إستعمرنا الذي كان يستعمر مصر و هو الإنجليز و الأتراك! (فمن أين أتي الملك فاروق ملك مصر و السودان إلى مصر!؟) إنه ليس من صعيد أو شمال مصر إنه غادر مصر بالمحروسة ! الى عرض البحر المتوسط و التاريخ ثابت – لا تصعدوا الخلافات بين الشعبين بعد أن خسرتم اخوتنا الجنوبيين بتعاليكم و فلسفتكم الفارغة التي هي أشبه بالدلع السياسي، و أنا متأكد بأن المصريين يحبون السودانيين بالفطرة في معظمهم ! فلماذا نحاول بث روح الضغينة و الفتنة فيما بين الشعبين و هما يزخران بهذا الزخم الهائل من المصالح المشتركة التي هي أهم معطيات وحدة الشعوب! ألا تروا الأوروبيين الذين تناسوا ماضيهم و توحدوا في سيمفونية عملت على تقوية شوكتهم و زادت تمدنهم و إقتصادهم (أدعوا للوحدة مع أي كان لأن الخصم يحاربها دوماً فالخصم يريدك منفرداً ليسهل الإنقضاض عليك!) متى تفهم يا شعبي – لا تديرون وجهكم لمن يشتريكم و تركضون وراء من يبيعكم – و لا تتعالوا فوق بعضكم بعضاً فالتواضع و إحترام الآخر و الإعتراف به أولى سلالم نجاح الدول و الشعوب الكبيرة المتمدنة العريقة مثال تركيا و أمريكا ! لا تساعدوا الإستعمار الصهيوني الجديد بالشرذمة و الإختلاف الإبن الشرعي للتخلف (الإنسان السوداني معروف بأنه أوعى و أنضج و أكرم شخص أفريقياً و عالمياً (لا تهبطوا مستواه) بالتخلف و الإختلاف و الشرذمة و نشر الأفكار العدوانية – ياشعوب السودان إتحدوا فيما بينكم و إتحدوا أيضاً مع كل من يود صادقاً الإتحاد معكم لسد ثغرات التخلف و دخول الإستعمار الصهيوني الجديد العارم (حاربوا سياسة فرق تسد الإستعمارية بالإتحاد)! و الله من وراء القصد و السلام .

  8. صاحب المقال إنت رجل حاقد وغير منصف …وسبحان الله أنك تكره سوار الذهب لهذه الدرجة…ولا تنشر وتعرض إلا مواضيع السب والإساءة من أقلام حقيرة كشخصك …

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..