حكايتي مع طبقات ود ضيف الله؟؟

٭ قراءة التاريخ كانت على الدوام هوايتي المفضلة التي أجد فيها متعتي.. ابحث عنها في كل مكان.. واقيم علاقات مع ابطال التاريخ وهذا ما عمقه في ذهني علاقتي الباكرة مع كتاب طبقات ود ضيف الله الذي حوى اخبار شخصيات واحداث الصالحين والعلماء والشعراء في اهم فترة من تاريخ السودان.
٭ قال لي احد الاصدقاء اراك مشغولة باشياء قد تجاوزها الزمن فما معنى الحديث الآن عن الهوية السودانية.. وهذه معارك خاضتها طلائع المثقفين من السياسيين وتجاوزتها.. وان كتاب الطبقات كتاب غير علمي ومليء بالخرافات والاحداث غير المعقولة، فنحن في عصر العولمة وثورة الاتصالات والشبكة العنبكوتية وصديقنا المخلص «قوقل».
٭ قلت له انا اعتقد غير ذلك.. فقضية الهوية السودانية ما زالت حاضرة وماثلة ولافتة لا سيما في هذه الآونة التي اختلطت فيها الاشياء واكتنفها الغموض من كل جوانبها.. وزحفت فيها جيوش الاستلاب المحمولة على سفن العولمة وعلى الشبكات العنكبوتية التي تضع امامنا التحدي من اجل الانكباب على تركيب الترياق المضاد وهو تثبيت عناصر هويتنا.
٭ وعلاقتي مع كتاب ود ضيف الله وانا ادين لهذا الكتاب وللدكتور يوسف فضل الذي حققه بالكثير فهو الذي جعلني افسر الكثير من السلوكيات والممارسات التي تعج بها حياتنا الثقافية والاجتماعية.. وترجعنا الى جذورنا الغائصة في ارض هذا الوطن العزيز.. السودان البوتقة التي انصهرت فيها حضارات الانسان القادم من كل انحاء العالم.
٭ وفي طبقات ود ضيف الله قد تجد بعض الاشياء التي تصفها انت بانها «خرافة» وغير علمانية.. لكنها هي حقيقة تلك الفترة وقناعات الناس.. ولا ننسى ان تلك الفترة 4041 -1281 شهدت احداثا غاية الاهمية في تاريخ العالم.. فسقوط الاندلس لم يكن شيئاً عابرا في تاريخ الانسانية بصورة عامة وتاريخ الاسلام على وجه الخصوص.. وقلت لمحدثي ان التعامل مع ما جاء في كتاب الطبقات يشكل نقطة مهمة ومفصلية في قضية موقفنا من التراث ذلك لان فترة مملكة الفونج او السلطنة الزرقاء من اطول الفترات التي تركت آثارها واضحة في بناء الشخصية السودانية التي نتعامل معها اليوم.. ونحن عندما نقرأ اخبار الاولياء وكراماتهم نكتشف من خلالها طبيعة افكار الناس في تلك الفترة.. بل وفهمهم للدين.. ونقاط التماس ما بين نبتة ومروي وعلوة.. والمقرة وبين الثقافة الاسلامية القادمة مع المتصوفة.. ووقفة تأمل صغيرة مع اسلوب تاج الدين البهاري الذي اتخذه في اعطاء طريق التصوف، تجعلنا اكثر ايمانا باهمية تصعيد البحث عن رسم حدود نهائية للهوية السودانية.
٭ وكثير من الاخبار التي اوردها ود ضيف الله تؤكد انتشار مفاهيم اهل الباطن.
٭ في اخبار اسماعيل صاحب الربابة يقول ود ضيف الله «اسماعيل صاحب الربابة ابن الشيخ مكي الدقلاشي وأمه اسمها خيرة سقرنادية اهداها للشيخ مكي سلطان تقلي فحملت منه وولدت النور فقالت للدقلاشي جانا شيخنا فقال لهم جاكم اخيا هديا رضيا.. ثم حملت فولدت اسماعيل فقال لهم دا دقالشة جاكم شيخكم.
فان الشيخ مكي اخذه الجذب في حب الله ورسوله خرج هائماً وساق معه ولده النور.. واسماعيل في المهد قبل ان يتكلم.. ودخلا الخلاء وانقطع خبره الى الآن.
ووجدت العرب النور في الخلاء غرب الحرازة وجابوه..
٭ الشيخ اسماعيل تكلم في المهد.. قال النور بجي ابوي ما بجي وحفظ القرآن على الفقيه محمد ولد منوفلي خليفة ابيه الشيخ مكي وتعلم الفقه والتوحيد على الشيخ مختار شارح الاخضري وشرح في تدريس الرسالة والتوحيد والقرآن.. وله اشعار وقصائد في مدح النبي صلى الله عليه وسلم.. وكلام بين فيه صفات الأولياء والف كتاب في الطريقة وآداب الذكر وله شرح على قصيدته في مدح النبي صلى الله عليه وسلم.. وهي:
اني رأيت في منامي
خير البرية ضاحكاً مستبشراً
هذا مع تحياتي وشكري

الصحافة

تعليق واحد

  1. الاستاذة الجليلة آمال عباس لاتدعينا نعتقد أنك قد بلغت سن الخرف ياأختي دا كتاب ترجعينا ليهو؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!

  2. تحية واحتراما
    قرات هذا الكتاب قبل اعوام مضت وكنت معجبا به ايما اعجاب ونحن كشعب نمتلك هذا الارث التاريخى العظيم لا يمكن ان تكون هويتنا ضائعة الى هذا الحد
    خالص الشكر

  3. شكراً الأستاذة آمال عّبّاس على هذه الإلتفاتة المفيدة فقراءة الطبقات تعطينا فكرة عن ذلك العصر وكيف كان النّاس يتفاعلون مع محيطهم والتي قد يعتبرها البعض محض أساطير ولكنّها تتجلّى في حياتنا التي نعيش اليوم للدارس المتأمّل. فلنا أيضاً طبقاتنا التي هي إنعكاس صادق لتلك التي كانت في زمن ود ضيف الله وإلّا كيف نفسّر الكرامات التي حدثت ولا تزال تحدث في حروبنا العبثيعة من قرود تفجّر الألغام وريح المسك وقراءة الموتي لآخر سورة يس مع المشيّعين قبل دفنهم؟.

    أرجو أن يتصدّي أحد كتّابنا اليوم ليسجّل لنا طبقاتنا أيضاَ خدمة لأجيال المستقبل وأرشّحك يا أستاذة لهذا الأمر.

  4. إذا نظرنا للكتاب من الناحية التاريخية فهو مرآة صادقة لما كان عليه المجتمع من جهل وعدم علم بأمور الدين الحينف وسيطرة الطرق الصوفية المختطرفة على حياة الناس في ذلك الزمان – وللأسف لازالت الحالة مستمرة – وبما أنه يكشف ذلك الجهل العميق بأصول الدين وحقيقة الشريعة الإسلامية الصحيحة المنبية على الكتاب والسنة الشريفة ومنهج السلف الصالح ، فهو ينقل لك أخباراً كلها كذب ودجل وتأليه للبشر وإتيانهم بأفعال ما أنزل الله بها من سلطان ، أنظر إلى هذه الفقرة مثلاً الشيخ اسماعيل تكلم في المهد.. قال النور بجي ابوي ما بجي وحفظ القرآن على الفقيه محمد ولد منوفلي خليفة ابيه الشيخ مكي وتعلم الفقه والتوحيد على الشيخ مختار شارح الاخضري وشرح في تدريس الرسالة والتوحيد والقرآن..
    كل التاريخ البشري لم يذكر أحد تكلم في المهد إلا عيسى عليه السلام . فمن هو هذا الاسماعيل الذي تكلم في المهد أي خرافات هذه ، ثم تعلم الفقه والتوحيد أي توحيد هذا سبحانك هذا بهتان عظيم ، بالاختصار الكتاب له هطرقات وخزعبلات ما أنزل الله بها من سلطان ولكن يكشف الحالة التارخية للسودان في ذاك الوقت وحالياً لأنه ما زال الحبل على الجرار في موضوع الفهم الصحيح للدين الاسلامي في السودان الصوفي الغارق في وهم أنهم يحبون رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعلوا دينهم هو المديح

  5. الاستاذة امال عباس لك كل التحايا والتقدير
    كتاب طبقات ود ضيف الله من اصدق الكتب التي
    تحكي لنا تاريخ السودان وخصوصا الطرق الصوفية
    وانا من ابي حراز بلد الطرق الصوفية واجدادي مذكورين
    في هذه الطبقات وكلها حقائق ملموسة ومحسوسة
    ولك كل الود والتقدير

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..