جمعية إحياء التراث الشعبي تشيد بجهود م. محمد أبكر

جمعية إحياء التراث الشعبي في دارفور تشيد بجهود الباشمهندس محمد أبكر أحمد النور ،،
شريف ذهب
[email protected]
جمعية أبناء شمال دارفور بمنطقة الرياض ? المملكة العربية السعودية – ، من الأجسام القليلة التي ظلت على تماسكها ولم تتأثر بالعواصف الهيجاء التي ضربت ساحة دارفور في مختلف أوجهها ، وهذا التفرد بجانب أنه محل تقدير للإخوة في الرياض الذين تمكنوا من الحفاظ على هذا الجسم العتيق ، فانه كذلك محل تفاؤل وآمال كبيرة يمكن عقدها على أبناء دارفور في المهاجر عبر شخوصهم وأنشطتهم الاجتماعية في إعادة رتق النسيج الاجتماعي في الإقليم الذي عبث به كثيراً نظام الإنقاذ عبر سياساته الرعناء .
فالمغتربون السودانيون بصفة عامة يعدون من بين الفئات النادرة الذين لا زالوا يتمثلون السودان القديم في قيمه وموروثه الاجتماعي المتفرد ويشكلون مخزوناً احتياطياً من التقاوي النادرة لتلك الشخصية السودانية الأصيلة في حقبة ما قبل 1989 م موعد مجيء حكم الإنقاذ الحالي ، وكثيراً ما أقول لمن يناقشني في الهم السوداني ( أننا إذا أردنا استعادة تلك الطباع السودانية الأصيلة للشعب السوداني ، فليس ثمة سبيل لذلك سوى إحلال المغتربين السودانيين الذين هجروا البلاد في حقبة ما قبل 89 م محل الفئة الذين تبقوا بالداخل وذابوا في مجاهيل الإنقاذ وكوّنوا معاً هذا المسخ الغريب الموجود اليوم ) ؟! .
وبالعودة لجمعية أبناء شمال دارفور بالرياض ، فعقب ما يزيد عن العشرة أعوام من تأسيس هذه الجمعية التي شهدنا مولدها الأول في بداية الألفية الجديدة ، فقد ساقتني الأقدار لأعود واشهد إحدى أنشطتها في ثالث أيام عيد الفطر المبارك لهذا العام ، حيث وفّرت لي فرصة نادرة للقاء العديد من الأخوة ممن باعدت بيننا الظروف طيلة تلك المدة ، وقد لفت انتباهي أن العديد منهم قد غزا الشيب شعر رأسه ولحيته حتى كدت لا أعرفهم _ ويا سبحان الله – !!.
ومن الفقرات الثرة التي حوتها برنامج ذلك اليوم ، وكان محل إعجاب وإشادة الجمع ، ذلك التطواف الجميل الذي حملنا خلاله أخونا العزيز الباشمهندس / محمد أبكر احمد النور ، وحلّق بنا بخياله الواسع وروحه المرحة وابتسامته الوضاءة في مختلف جوانب تراث دارفور الثر ، وقد تم توثيق تلك المحاضرة القيّمة من قِبَل بعض وسائل الإعلام التي حضرت تلك الجلسة ومنها جريدة الخرطوم وكاميرا قناة الشروق الفضائية ، ونأمل أن تجد تلك المادة حظها من العرض والنشر الكافين حتى يستمتع بها الجميع والإفادة منها .
وبالنسبة لنا في – جمعية إحياء التراث الشعبي في دارفور ? ، كانت تلك المحاضرة للأخ محمد أبكر مفاجأة من العيار الثقيل في اتجاه خدمة ودعم أهداف هذه الجمعية ، وشخصياً برغم معرفتي اللصيقة بأخي الباشمهندس محمد أبكر منذ نعومة الإظفار بحكم النشأة ، إلا أنني بكل أسف ظللت اجهل عنه هذا الجانب المهم في شخصه ، وهو محل فخر واعتزاز ليس لمنطقته دار سويني فحسب بل لدارفور أجمع ، فهو بجانب اهتمامه و إسهامه الكبير في مجال التراث كما بدا في تلك المحاضرة ، فكذلك لم يدخر جهداً في مجالات أخرى في التوثيق لتاريخ دارفور ومنطقة دار سويني على وجه التحديد ، إذ قام بترجمة بعض الكتب لكُتّاب غربيين ممن تناولوا تاريخ دارفور ومنطقة دار سويني تحديداً .
ونأمل أن تكون هذه العبارات المتواضعة في حقه دافعاً له لمزيد من العطاء في سبيل خدمة وطنه السودان عموماً و دارفور خصوصاً ودار سويني بشكل أخص ، وهو مكسب لنا في ? جمعية إحياء التراث الشعبي في دارفور ? ونتشرف به للانطلاق سوياً بعون الله تجاه بعث وتوثيق والتعريف بتراث دارفور الثر .
والله من وراء القصد وبه التوفيق .
شريف ذهب ع/ جمعية إحياء التراث الشعبي في دارفور