التغيير المنشود … تعريف مختصر جدا ..!!ا

إليكم ……………..الطاهر ساتي

التغيير المنشود … تعريف مختصر جدا ..!!

** أصل الحكاية منسوب إلي التراث العربي، ولكن في مغزاها حكمة بليغة وفلسفة ثرة تنفع الحياة المعاصرة.. والحكاية التي طالعناها في كتب مطالعة أيام زمان، تقول : أسدا وذئبا وثعلبا إصطادوا غزالا وحملا و أرنبا..عند القسمة، سأل الأسد الذئب : هل تعرف كيف يجب تقسيم هذه الغنائم ؟.. فأجابه الذئب: بلى يا سيدي، لك الغزال ولي الحمل وللثعلب الأرنب.. فأمر الأسد بقطع رأس الذئب، فقطعوه.. ثم سأل الثعلب ذات السؤال، فأجاب : الغزال لفطورك والحمل لغدائك وأما الأرنب فلعشائك يا مولاي .. فتعجب ملك الغابة من تلك القسمة، وسأل الثعلب : أحسنت ، ولكن كيف وأين تعلمت هذه القسمة ؟.. فأجاب الثعلب بمنتهى الثقة : علمني رأس الذئب .. هكذا تعلم، ثم صار من المقربين لملك الغابة ..!!
** وعليه، قبل الحديث عما يهم أهل بلدي، أحيل لسان حال تلك الحكاية إلى اليمن السعيد وما يحدث فيه.. لم يمض تسعين يوما على التعديل الذي أحدثه البرلمان هناك على دستور اليمن، وهو تعديل يحتكر كل غنائم اليمن للرئيس علي عبد الله صالح مدى الحياة ، ولكن لم يهنأ صالح ونجله – ولي الأمر المرتقب – بذاك التعديل، حيث خرج لشعبه صائحا : لا، يجب تعديل الدستور بحيث يستوعب التداول السلمي للسلطة ، ولن أجدد فترة رئاستي، ولن يرث نجلي مقعدي ويجب تشكيل حكومة قومية فورا وكل هذه التنازلات لسواد عيون اليمن ..هكذا – فجأة كدة – إنتفض صالح ليعدل في قسمة غنائم اليمن، وعندما يسأله ملك الغابة هناك ، أي الشعب اليمني : أحسنت، ولكن كيف وأين تعلمت هذه القسمة العادلة ؟.. يجبه بلسان حال يقول: علمني سقوط بن علي وترنح مبارك .. ممتاز، لقد تعلم الثعلب اليمني الدرس من الذئب التونسي، ولذلك إعترف – أخيرا – بأن الثروة والسلطة يجب أن يحتكرها الملك فقط لاغير، أي الشعب ..!!
** وليس هناك ما يعيب حين تتعلم الأنظمة والناس من تجارب الآخرين، بل العاقل هو من يتعلم من تجارب الغافل، بحيث لايسقط كما سقطوا ولا يغفل كما غفلوا ولايدمر وطنه كما دمروا .. وهكذا تقريبا تفشت تلك الفضيلة – العظة والإعتبار- في بعض دهاليز السلطة الحاكمة وعمت عقول بعض سادة المؤتمر الوطني .. أكرر( البعض ) وليس (كلهم ).. وقد يكون منهم الدكتور أمين حسن عمر الذي كتب مقالا فصيحا، عنوانه يلخص محتواه ، حيث يقول: ( التغيير مطلوب الساعة ).. أخيرا عرف أمين حسن عمر بأن التغيير مطلوب الساعة ، وكان غافلا عن تلك المعرفة ، وأن يعرف أخيرا خير من ألا يعرف نهائيا .. ولكن هناك، في ذات دهاليز الحزب الحاكم ، من لايؤمن بالتغيير ولا يطيق سماع تلك المفردة ، أي فيهم من لم يتعلم درس تونس ومصر، وهؤلاء جديرون بالنصح قبل أن يأتيهم التغيير وهم له كارهون وعنه غافلون.. وبالمناسبة : أن تأتي بالتغيير طوعا وإختيارا خير من أن يأتيك التغيير و أنت له كاره أو عنه غافل .. !!
** وما يحدث في مصر، رغم انه تغيير منشود، لايتمناه أي عاقل – حاكما كان أو مواطنا – لوطنه وشعبه، ولكن نهج مبارك الذي يكره ذاك النوع من التغيير هو الذي تسبب في أن يأتي بوسيلة أزهقت الأرواح وسفكت الدماء وجردت الشوارع والبيوت من الأمان،ولاتزال..لو إستجاب نهج الحزب الحاكم بمصر لنداء الشباب قبل 25 يناير، لما حدث ما حدث، ولكنه ظل يسخر من ذاك النداء – كما يفعل البعض الغافل في المؤتمر الوطني – حتى تحول نداء الشباب إلى هدير بركاني هز عرش مبارك .. ولو لم يزور الإنتخابات البرلمانية، ويحتكر مقاعدها ? كما فعل نهج المؤتمر الوطني في إنتخابات الخج الأخيرة – لما مبارك وجد نفسه عدوا لدودا لكل القوى السياسية ومظمات المجتمع المدني في يوم كهذا.. ولو لم تحدث الحزب الحاكم بمصرنفسه – كما الحزب الحاكم بالسودان – بأنه الحزب الأفضل والأقوى والأوحد في مصر، لما إنهار – خلال أسبوع فقط لاغير – بعد ثلاثين عام من بطولات تعرت حقيقتها و تكشفت للناس ( هوائتها)..هكذا مهد نهج الحزب الحاكم بمصر الدرب للفوضى التى يتابعها العالم هذه الأيام، وهكذا دائما يفعل أي نهج يرفض طبيعة الأشياء والتي منها التغيير..وبالمناسبة : ما يحدث في مصر- مهمها تعاظم وتفاقم – فلن يؤدي إلي إنفصال شرقها أوغربها وكذلك لن يؤدي إلى تمرد الصعايدة أو النوبة..أي هناك فرق – بين وطننا ومصر – في نوع المخاطر المرتقبة ، ما لم يؤمن المؤتمر الوطني بقيمة التغيير.. وعليه يجب أن نكرر لمن يحتمون بالمدافع والرصاص خوفا من التغيير : أن يأتي التغيير إختيارا وأنتم به راضون ، خير لكم – وللناس والبلد – من أن يأتي جارفا وأنتم له كارهون..علما بأن التعريف المختصر للتغييرالمطلوب هو ( الوطن للجميع )..هذا هو التغيير المطلوب، وما سواه ( محض تخدير ) ..!!
…………..
نقلا عن السوداني

تعليق واحد

  1. لك التحية ياساتي بس دولة الجميع سيكون فيها قانون يحاسب محتكر الاسمنت ويحاسب محتكر مقاولات الطرق ويحاسب من احرق قري دارفور وشرد اهلها مو هيك؟ ومن هجر المناصر ومن اعمل الصالح العام ومن صفق لذيادة اسعار كل سبل المعيشة ومن انتهك قومية اخدمة العامة مدنيها وعسكريها باختصار كان دا حصل شن فضل في الحركة الاسلامية ولا اقول الحكومة ودا بذكرني بنكتة السكران الذي تلي امامه قوله تعالي (يوم نختم علي افواههم وتكلمنا ايديهم وتشهد ارجلهم بما كانوا يكسبون) فرد عليهم وكتين ديل كلهم شهدوا انا شن فضل فيني بلا العبوب اليحرق ساي انشاء الله ماقام منها لذا دولة الجميع دايرة تضحية عشان تخلي شعور عبدالباقي الظافر بتقشف والي الجزيرة لما اكل عدس وزبادي زي فرحة جماهير شعبنا بالعدس والزبادي باعتباره حاجة لذيذة وعزيزة مش علامة تقشف ودا الحد الادني ودام الود

  2. سلمت وسلمت البطن الجابتك .. وحقيقة التغيير المطلوب هو الوطن للجميع لاتعالى
    ولاعنجهية ولابوبار .. كلنا من آدم وآدم من تراب .. لك الود

  3. اتمني من العقلاء في المؤتمر الوطني اذا كان هنالك عقلاء

    ان يجنبو بلادنا الفتن والكوارث بالقبول بالتغييير فورا والان حتي لايحدث بالقوة والله

    الذي لا الة الا هو لو حدث متل تونس لن يكون هنالك سودان مرة اخري فاهل دارفور والشرق لو اصبح الحاكم في الخرطوم بعد الانتفاضة عمر بن الخطاب لن يقبلو بة لانهم زاقو ويلات الظلم
    التغيير المطلوب دستور جديد تشارك في وضعة كل الاطياف
    حكومة انتقالية قومية
    استقالة البشير من حزب الموتمر الوطني
    حل مشكلة دارفور وهذا مهمة الحكومة القومية
    السماح بتكوين الاحزاب لكل من يريد
    حل المجلس الوطني
    انا لا ادري حزب الموتمر الوطني كما يقول بان لة عضوية كبيرة جدا وامكانيات مادية ضخمة فلماذا يخاف المنافسة لو كنت مكان المؤتمر الوطني اعمل كل ماتودة المعارضة الضعيفة الهزيلة من قوانيين ثم اكتسحها في الانتخابات القادمة لان حزب الموتمر الوطني في السلطة 20 عاما جاهز بكل الامكانيات افتحو الفرصة لكل شخص شيوعي ياسر عرمان او اي كائن من كان والحشاش يملا شبكتو لا اعتقد ان هنالك مسلم لا يقبل ان يحكم بشرع الله لكن ان يكون شرع الله الحقيقي وليس اجتهادي
    لابد للسماح لكل الناس بخوض منافسة شريفة سليمة ديمقراطية حقة وهذا هو المخرج الاساسي من الازمة السودانية

  4. يا ريت ثعلب السودان يفهم ..بدل يسمع لنافع وغندور مندور( عندما سأل الترابي عن اخبار الحركه الاسلاميه قال اسالو غندور و مندور …..وكمان فرفور)

  5. لله درك ياساتي.. ولكن اسمعت لو ناديت حياً…
    أهل المؤتمر لا يقرأون الصحف ول وقت لديهم فما بين الندوات والاجتماعات والسفر والبيزنس لا أظن أن لديهم الوقت إلا عند قدوم السيل وبداية التنازلات ولا حين مندم

    وبعدين ما يجوا يستغربوا ليه الشعب رافض التنازلات؟؟؟؟؟؟؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..