
عندما فشلت آلة الموت التي أطلق البرهان ومن معه عقالها منذ فضَ إعتصام القيادة في يوم ذي مسغبة لقتل الثورة في مهدها .. وعندما فشلت كل الحيل والأحابيل لجر الثوار للجنوح للعنف حتي يجابههم بمزيد من القتل وإزهاق الأرواح .. لم يجد في جعبته غير “إفتعال” مقتل كادر عسكري برتبة العميد طعنآ ، ثم إلصاق التهمة زورآ وبهتانآ وإثمآ بالثوار الذين ما واجهوا آلة قتله إلا بالثبات والهتاف والدعاء ، بل وبالإزدراء .. وجموعهم الباسلة تقول ، هل من مزيد . ومن هتافاتهم المتكررة والمحببة (سلمية سلمية).
لقد آمن الثوار بأن أقرب طريق إلي النصر المؤزر ، هو المحافظة علي سلمية حراكهم مهما بلغ فجور “الأعداء” و بطشهم .. ذلكم هو السلاح الأمضي والمجرب الذي ألقي بفرعونهم في غياهب الجب ملموما محسورآ ، لا يملك من أمره شيئآ ، بعد أن ظن أنه الخلود ، وان البندقية هي الضامن لحكمه وليس العدل والأمانة وصيانة الحرمات ومخافة الله في الوطن والشعب.
عندما سمعت بخبر مقتل العميد المغفور له بإذن الله لم أتخيل ولو لبرهة أن الفاعل من الثوار ، فلو كان الثوار من دعاة العنف والإنتقام لكان أركان نظام الإنقاذ المقبور قد تدلوا من أغصان الشجر وأعمدة الإضاءة يوم أن أزيل درنهم من سدة الحكم .. ولكانت بيوتهم دكت دكآ ، وسيقت أرتالهم إلي المقاصل صفآ صفآ ..
إن العنف والقتل والدناءة ما هي إلا بضاعة هذا المجلس الإنقلابي وتخصصه ، أليس هم لجنة البشير الأمنية أم عليهم نفتري وندعي ؟! .
إن من مبادئ علم الجريمة، السؤال عن المستفيد من وقوعها ثم البحث عن الدوافع .. فما هي الفائدة التي يرومها أي من الثوار من مقتل ضابط ؟. وأني لمتظاهر أن يصل إلي عميد مدجج هو ومن حوله بمضادات الطائرات وما تيسر من أسلحة وعتاد يكفي لتحرير حلايب وشلاتين والقدس معآ !. كيف يصل إليه متظاهر ليعاجله بطعنة نافذة نجلاء تودي بحياته؟؟. أي خيال فقير ذلك الذي ظن أن هذا الإدعاء له ارجل يقف عليها ؟ وأي عته خيَّل لهم أن هناك من سيصدق هذه الرواية البائسة ؟!. وكما قيل قديمآ ، علي قدر أهل العزم تأتي العزائم.
أن أي نفس تزهق او روح تفقد نتأسف عليها ونحزن، فالوطن هو الخاسر الأوحد .. وليت الإنقلابيون يؤمنون بما نؤمن به فيكفون أيديهم عنا .. ويحملون متاعهم ويغادروا أرضنا غير مأسوف عليهم ينتظرون وقوفهم يوم الزحف الأكبر ، يوم لا ينفع مال او سلطان او جاه ولا ينجو إلا من أتي الله بقلب سليم .. وكتاب ليس فيه سفك دم حرام .
ستظل هذه الثورة سلمية ، يقودها شعب آمن بربه وبحقه في العيش الكريم تحت سلطة شرعية مدنية لا مكان فيها لعسكري ظالم او مليشياوي جاهل بائس أو عنصري بئيس .. وأثبت ويثبت كل يوم أن نفسه طويل وان له إرادة لا تلين وثقة في الله ثم في النصر لا تتبدل . وما النصر إلا صبر ساعة ، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب سينقلبون..
حماك اللة ووفقكم