أنقرة في ابتزاز متواصل لأوروبا تلوح بإلغاء اتفاق الهجرة

الحكومة التركية تحاول انتزاع المزيد من المكاسب السياسية والمالية والضغط على الاتحاد الأوروبي لتسريع تنفيذ تعهداته في هذا الشأن.

ميدل ايست أونلاين

ضغط تركي لاحتواء الانتقادات الاوروبية

أنقرة ? لوحت تركيا الاثنين على لسان وزير خارجيتها مولود تشاووش أوغلو بإلغاء اتفاقها مع الاتحاد الأوروبي بشأن كبح الهجرة ما لم يف الاتحاد بتعهداته في الاتفاق.

وتحاول أنقرة الضغط على أوروبا لتحقيق المزيد من المكاسب المالية والسياسية ضمن سياسة ابتزاز انتقدها مسؤولون أوروبيون بشدة.

وأدلى تشاووش أوغلو بهذه التصريحات في البرلمان ردا على انتقادات من المعارضة بشأن سياسة الحكومة إزاء سوريا والتي تشمل الاتفاق الذي توصلت اليه مع بروكسل في مارس/اذار والذي يهدف إلى وقف تدفق المهاجرين السوريين على أوروبا.

وقال في كلمته “الاتفاق الذي أبرمناه مع الاتحاد الأوروبي في غاية الوضوح. نريد لهذه المأساة الإنسانية أن تنتهي ولمواطنينا السفر بدون تأشيرة دخول وللاتحاد الجمركي أن يحدث.”

وأضاف “إذا لم يف الاتحاد الأوروبي بتعهداته بما في ذلك اتفاق المهاجرين سنلغي الاتفاق.”

وأبرمت تركيا والاتحاد الأوروبي الاتفاق المثير للجدل الذي يهدف إلى وقف تدفقات المهاجرين غير الشرعيين إلى أوروبا مقابل مساعدات مالية ومكافآت سياسية لتركيا.

واستغلت الهواجس الأوروبية من موجات هجرة غير مسبوقة انطلاقا من تركيا بوابة العبور الرئيسية، لترفع سقف مطالبها من 3 مليارات دولار الى 6 مليارات دولار.

وسياسيا حصلت على موافقة دخول مواطنيها الى أوروبا دون تأشيرة بينما تسعى لتنشيط مفاوضات الانضمام للاتحاد الأوروبي مستثمرة ما يواجهه من ضغوط مالية وانقسامات بسبب طوفان اللاجئين على أراضي دوله.

وتعهد الاتحاد الأوروبي باستقبال لاجئين سوريين مباشرة من تركيا ومكافأتها بالمال وبحق السفر بدون تأشيرة دخول وإحراز تقدم في مفاوضات انضمامها للاتحاد.

ويهدف الاتفاق لإثناء المهاجرين عن القيام بالرحلة الخطرة التي عادة ما تقطع في زوارق صغيرة ولكسر نموذج تهريب المهاجرين الذي أشعل أكبر تدفق للمهاجرين تشهده أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

وتشهد العلاقات بين انقرة وبروكسل توترا في الآونة الأخيرة بسبب قرار البرلمان الأوروبي غير الملزم الذي أدان فيه بشدة انتهاك نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لحقوق الانسان وللحريات وتنديده ايضا بما اعتبره اتجاه لغياب دولة القانون مقابل حضور القمع المفرط للمعارضة ولوسائل الاعلام.

وردّت أنقرة بعنف على تلك الانتقادات، فيما يبدو أنها ضاعفت من جرعة الردّ بأن لوحت الاثنين بإلغاء اتفاق الهجرة.

ويرى محللون أن استخدام الأتراك لورقة الهجرة تهدف من جهة لانتزاع المزيد من المكاسب والضغط على الاتحاد لتسريع تنفيذ ما تعهد به وتخفيف حدة انتقادات الأوروبيين من جهة ثانية في ما يتعلق بانتهاك أردوغان لحقوق الانسان والحريات.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..