اسلام النظام واسلام المواطن

* منذ أن تسلم اهل الاسلام السياسي قيادة البلاد، وهم يمارسون اسوأ انواع الإقصاء والعزل ضد كل ما يخالفهم الراي والفكر والعقيدة.
ولا ادري كيف استطاعوا اقناع الكثير من ابناء الشعب بصدقية منهجهم والتزامهم الديني رغم انهم ابعد ما يكونون عنه بحسب السلوكيات التي تتنافي وسماحة وعدل الدين الاسلامي الذي نعرفه وبالفطرة نجتهد في الالتزام به رغم عدم رفعنا للشعارات التي يتبنونها منذ ثلاثة عقود.
* وحتي اكون اكثر دقة، فقد أثارتني عدد من المواقف قبل فترة وأرجأت الحديث عنها لوقتها، ولكن لا بأس من تناول بعضها، فربما قد يتأخر وقتها وربما لن يأت.
* فقد تابعنا في الاسم القليلة الماضية خبرين اعتبرهما من اسوأ الاخبار التي مرت علينا خلال سنوات، اولها تكرار حادثة التحرش من قبل ديبلوماسي سوداني تابع لبعثة بلادنا في الامم المتحده بنيويورك، بعد أن تم القاء القبض عليه اثر حضور الشرطة، وبقية التفاصيل معلومة للجميع .
ثاني الاخبار الكارثية قصة االمريض المصاب بشذوذ جعله اوضع درجة من الحيوان يعد انتهاكه لاعراض العشرات من بنات السودان مستغلا حاجتهن المال وملبيا لرغباته الحيوانية، ورغم ثبوت التهم عليه الا انه تمكن من الفرار من القانون بمساعدة نافذ في للحكومة لم يخاف الله في الرعاية اللاتي سيسئلهن الله عنه يوم أن يقف بين يديه.
هذه وغيرها من المواقف المقززة التي لا تصدر الا من اصحاب النواقص والعاهات التي تحتاج علاجا نفسيا بالمقام الاول قبل أن يفكر حاملها في ولوج العمل العام.
ومن المواقف البعيدة عن القيم والمثل والاخلاق والتي تثبت أن معشر الاسلاميين السياسيين مجرد بالونات فارغة لا علاقة بينها وبين الشعارات التي ترفعها باستمرار.
وجميعنا يذكر حاثة منسوبي المهن الطيبة وتبديد قياداتها لاموال النقابة في اعمال غير مفيدة للعضوية بحسب تصريح العاملين من اطباء وعاملين في الحقل الصحي قبل اشهر.
بسفر رؤساء الهيئات وامناء النقابات الي العمرة على حساب النقابة عوضاً عن ورشة تدريبية كانت مقررة في القاهرة قبل ان تقوم السلطات بالغاءها ليتم تحويلها بقدرة قادر لعمرة رمضان، في الوقت الذي كان يتوقع من ذات النقابة ان تعالج مشكلة تأخر مرتبات 52 من العاملين بمستشفي الذرة بومدني لاكثر من اربعة اشهر.
* وبغض النظر عن ملابسات الحادثة إلا ان ماحدث يشير بوضوح الي حجم الفساد المقنن الذي ضرب مؤسسات الدولة ونقاباتها، واستباحة المال العام تحت ستار الشعائر الدينية وما شابهها من تهليل وتكبير برفع الاصبع الشرير التي اشتهر بها اهل الانقاذ.
* ولعل هذه الحادثة تتكرر يوميا في معظم المؤسسات الحكومية حيث يتم استقطاع اموال العاملين لاغراض تدريب وتفويج المحاسيب والمناسيب دون ان يجد اهل النقابة انفسهم الفوائد المرجوة من قيام نقابتهم التي بدلا عن انتزاع حقوقهم، اصبحت تستبيحها.
* ولعل الحج الفاخر او الحج والعمرة علي نفقة الدولة هي احدي بدع النظام والتي يصرف فيها المليارات لافراد هم في الاصل مستطيعون ماديا، وتكون في العادة في اطار الترضيات والمحاصصة، رغم ان الدين نفسه قال (لمن استطاع اليه سبيلا.!
* بالمقابل نجد حماة العقيدة والدين يقفون موقف المتفرج وهم يشاهدون المواطنين يموتون جوعا ومرضا في شتي بقاع السودان ولكن كرباجهم بالطبع لن يرتفع في وجه اي مسؤول، ولن تتم اي مساءلة لهم ، بل يرتفع فقط لجلد المواطن البسط الاعزل.
* وذات الكرباج ينخفض امام نهب المال العام نهارا جهارا وبمليارات الجنيهات وملايين الدولارات، من قبل اصحاب الصفقات المشبوهة من سدنة النظام والمال العام، بينما يرتفع الكرباج وبشدة فى وجه من جاع ومدَ يده لسرقة دجاجة او رغيفة ليسد بها رمقه، ودونكم ما حدث للص الشطة، ولنا في رسول الله وخلفاءه الراشدين اسوة حسنة في سرقة الفقير.
* المعادلة مقلوبة في السودان، فاسلام النظام في وادٍ، واسلام المواطن في واد آخر.
الجريدة