
يوسف السندي
أنجز السودانيون ثلاث ثورات شعبية عظيمة وفشلوا بعدها جميعا في توطيد واستدامة الحكم الديمقراطي ، اختلف زمان تفجير الثورات بين ١٩٦٤م و ١٩٨٥م و ٢٠١٨م واختلفت الاجيال التي فجرت هذه الثورات ، وظل العجز موجودا في اقامة نظام حكم ديمقراطي مستدام ، فأين هي العلة؟ .
حينما يدور الحديث عن السلطة فنحن نتحدث عن مؤسسة تديرها مجموعة من الناس ، تحيط بها مجموعات اخرى من الخارج ، الطبقات الثلاث التي تشكل الحكم هي : طبقة الحكام ، طبقة السياسيين المعارضين والجيش ، والجماهير ، لكل طبقة من هؤلاء دورها الايجابي والسلبي في عملية توطيد اركان السلطة المدنية او هدمها.
طبقة الحكام ، وهي تعني الجهة او الجهات التي تحوز على السلطة وتديرها بعد الثورات سواء بتفويض جماهيري او بانتخابات ديمقراطية ، مثال قوي الحرية والتغيير بعد ثورة ديسمبر حيث تم تفويضها جماهيريا. وتلعب طبقة الحكام الدور الاهم والاخطر في عملية الانتقال من النظام الشمولي الى النظام الديمقراطي.
بعد ثورة أكتوبر ١٩٦٤م وثورة أبريل ١٩٨٥م استطاعت قوى الانتقال ان تعبر بالفترة الانتقالية بسلام الى الانتخابات بينما فشلت قوى الحرية والتغيير في ذلك ، والخلاف الأول الذي يمكن الإشارة اليه بين ما حدث بعد ثورة ديسمبر وما حدث سابقا بعد ثورتي أكتوبر وابريل هو طول فترة الانتقال نفسها ، كانت فترة الانتقال في الثورات السابقة قصيرة ، سنة او اقل ، بينما اتفق ان تكون ثلاث سنوات او اكثر بعد ثورة ديسمبر.
قرار اختيار فترة انتقالية طويلة بعد ثورة ديسمبر كان مبنيا بالاساس على افتراض يقول ، ان الفترة الانتقالية القصيرة تنتج حكم ديمقراطي هش سرعان ما يسقط بالانقلاب ، بينما الفترة الانتقالية الطويلة تؤسس لحكم ديمقراطي متين ومستدام.
الذي حدث ان الانقلاب على الفترة الانتقالية الطويلة حدث بصورة أسرع، اذ انقلب البرهان على الحرية والتغيير بعد أقل من سنتين ، بينما حدث انقلاب النميري بعد خمسة سنوات من ثورة أكتوبر ، وحدث انقلاب البشير بعد اربعة سنوات من ثورة أبريل.
هذه الوقائع والمقارنة تشير الى ان طول الفترة الانتقالية قد يخصم من التحول نحو الديمقراطية وليس العكس ، وهو ما يدعم وجود فترة انتقالية قصيرة نشيطة لا تتعدى السنة تتمحور أهدافها حول ارساء الأمن وإعداد البلاد للانتخابات العامة ، وقوى الاتفاق الاطاريء والتغيير الجذري كليهما يؤمنان بضرورة وجود فترة انتقالية طويلة.
يتبع ….
الجميع يتفق على أن البداية الخاطئة تؤدي الى نتائج خاطئة
البداية المنطقية و السؤال المحوري لنبدأ نقاش يفضي لحلول هل نحن مع التغيير الجذري لاوضاع السودان السياسة والاقتصادية وتحقيق مشروع السودان الجديد ام لا ؟؟؟؟؟ لو لم تكن معه فهذا طلاق باين ولايمكن أن يكون هناك حوار من الاساس وأنتهى الامر بقيام الثورة فهناك سودان قديم يقاوم وسودان جديد يتخلق ولا يوجد بينهم عامل مشترك يفضي لحل المعادلة غير الارادة. اما من كان مع التغيير الجذري وتحققت الارضية المشتركة حينها يمكن الانتقال للمربع الثاني على الطريقة والمنطق الذان يمكن بهما تحقيق التغيير الجذري وحينها يكون الهدف واحد مع الاحتفاظ للجميع بحق الاختلاف والاختلاف في الراي لا يفسد للود قضية والشارع هو الحكم.
طيب والاتفاق الاطاري ينص على فترة عامين يعني على كلامك الانقلاب متوقع لا محالة خاصة وانو المعارضة له من الشارع قوية..اكيد في شي غلط في عقول الناس دي ولا شنو يالسندي.
اكيد في شئ غلط في ادمغة هؤلاء الناس فطالما الهدف الاهم والذى يجب ان تتوحد كافة القوى لتحقيقه وهو ازالة العسكر من السلطة والاتيان بحكومة مدنية يجب ان تكون له الاولوية ومن ثم تبدأ عملية التغيير والتي لا يمكن ان تتم ضربة لازب بل يمكن الوصول اليها تدريجيا ولكن من يقنع اصحاب التغيير الجذرى بذلك وهم بموقفهم هذا يقفون دون ان يشعروا في جانب المناوئون للثورة والتغيير والخاسر في النهاية الطرفين دعاة الحل السياسي والجذريين فليت قومي يعلمون