زيارة الصادق المهدي إلى باريس مجرد نزهة سياسية!.

جاء في الأنباء أن الصادق المهدي زعيم حزب الأمة القومي وصل يوم أمس الأربعاء إلى العاصمة الفرنسية باريس في جولة أوروبية يلتقي خلالها قادة الجبهة الثورية السودانية المتمردة ويبحث معهم الحوار الوطني وسبل تحقيق السلام والتغيير الديمقراطي في السودان.
هكذا جاء الخبر من مصادر عدة من ضمنها نائبة رئيس حزب الأمة. ماذا يتوقع البعض منا من هذا الشيء الذي يفعله السيد الصادق المهدي؟. وأقول “الشيء” لأن معظمنا تعلم كل الوقت أن يسمع شيئاً بينما يحدث شيء آخر في الواقع في بلاد الأشياء الأخيرة التي تسمى السودان.
هذا الحوار أعوج. الصادق المهدي عنده مهمة تركها من خلفه وتقدم إلى الأمام في إمور لا تعنيه!. مهمة الصادق المهدي مع الشعب السوداني لا الحركات المسلحة. دا مجرد تكبير كوم وذر للرماد في العيون. لكن قبل أي كلام ربما كانت هذه مناسبة طيبة لنسأل الصادق المهدي كي يخبرنا لماذا كان في السجن قبل شهر واحد فقط؟. نعلم جميعنا أنهم أعتقلوه لأنه “قال”. فقط “قال” ولم “يفعل” شيء، فما بالك بالذين يفعلون!. الصادق المهدي غير جدير بالتحاور مع أهل “الفعل” ما لم يضمن لهم أنهم سيقولون قولهم الذي هو أقوى وأشجع مما قال هو دون أن يسجنوا أو ينكل بهم وفي حرية تامة عندما يعودون إلى الخرطوم. لكن من أين له هذا؟. لا يستطيع، الصادق لا يملك من أمره شيء.
مهمة الصادق إن كان صادقاً في أمرة مع الشعب السوداني لا الحركات المسلحة، تلك مرحلة أخرى. ماذا فعل الصادق المهدي حيال معتقلي الرأي والضمير في سجون النظام؟. ذاك النظام ذاته الذي يرسله من الخلف لونسات باريسية معلومة بالضرورة نتائجها الخاسرة. ماذا فعل الصادق المهدي لشهداء وجرحى سبتمبر من شباب المتظاهرين العزل في شوارع الخرطوم؟. بل ماذا فعل الصادق المهدي تجاه من أعتدوا على أنصاره في عقر داره؟. لا شيء، بل مزيد من الخنوع. متى فعل الصادق المهدي شيء موجب تجاه أي شيء عظيم؟. لا شيء. فقط كلام وكلام وكلام وعنده المزيد من الكلام، أي كلام. رجل يهوى الكلام. ديمقراطي نزيه صوفي كابر إبن كابر، ما قلنا شيء، فليكن. تلك الصفات لم تؤهله يوماً لحل أي أزمة وطنية بل لم يستطع الحفاظ على الديمقراطية التي ائتمنه عليها الشعب والأدهى والأمر أنه أندمج في نهاية المطاف مع من أغتصب الديمقراطية وعين أبنائه في الأجهزة البوليسية بحجة حمايته هو شخصياً، يا للعجب!.
للصادق المهدي مهام عديدة تركها دون حل من خلفه وجاء يسعى إلى باريس والعواصم الأوروبية ليلتقي ممثلين للحركات المسلحة. ماذا فعل الصادق المهدي في حل أزمة المليشيات التي تسرح وتمرح في الخرطوم غير أنه قال كلمة واحدة ثم أعتذر منها، ماذا فعل الصادق المهدي في إصلاح الخراب الذي طال جميع المؤسسات الوطنية السياسية والإقتصادية والأمنية والعسكرية كما الخدمة المدنية. ماذا فعل الصادق المهدي تجاه الفساد، الفساد الذي عم القرى والحضر حتى أصبحت السرقات الرسمية حالة إعتيادية واللص شريف بحجة التمكين.
الصادق المهدي لا يستطيع أن يفعل أي شيء، لأنه ببساطة غير قادر ولا يملك أي رؤية ولا عزيمة ولا إرادة للتعامل مع المهام الجسيمة التي من شأنها خلاص البلاد والعباد، التجربة العملية أثبتت ذلك بجدارة فائقة بل خاب كل الخيبة كل من رجى من الصادق رجاءا.
الحوار؟. لا شيء يحل بالحوار مع الحركات المتمردة. أي حوار مع أي حركة مسلحة أو سلمية يعني في خلاصته “تقاسم السلطة والثروة” بين المتحاورين حصراً وتظل أزمة الوطن قائمة.
والمتحاورون هم دائماً نظام الخرطوم والحركات المسلحة أو السلمية لا يهم. وكم تحاوروا في الماضي وكم مرة تقاسموا السلطة وفيهم من رجع وحمل السلاح من جديد وفيهم من توالى وجلس على الكرسي حتى تاريخ اليوم. والمشكلة باقية. ولو أستطاع الصادق المهدي هذه المرة أن ينجح في تكليفه بواسطة الرئيس البشير في إقناع جميع الحركات المسلحة ب”الوثبة” والرجوع بها في خرتاية واحدة إلى الخرطوم ستظل المشكلة كما هي باقية. التجربة تقول بذلك!. لأن المشكلة ليست في سلاح الحركات المسلحة تضعه أوتحمله وإنما في حال البلد الأعوج. المشكلة مزمنة وهي ببساطة: نظام الإخوان المسلمين الذي يحكم السودان منذ ربع قرن، لا أحد غيره. بدون زوال هذا النظام ستظل المشكلة قائمة إلى الأبد. فمثلاً أي إتفاق محدد مع حركة مسلحة محددة سيعقبه عاجلاً أم آجلاً ميلاد حركة مسلحة جديدة ما دام الواقع هو ذاته، فلا تحلموا بعالم سعيد بمجرد توقيع إتفاقيات تتخللها إبتسامات مزيفة.
فطالما هناك شعوب تفقد الطعام والخدمات الأساسية والعدالة بمعناها الشامل لن يكون هناك إستقرار، لن يكون هناك حل. وبإختصار طالما هناك أخو مسلم واحد يجلس في معقد من مقاعد السلطة لن يكون هناك عدل فهؤلاء القوم جبلوا على الظلم والفساد.
وخلاصته فالسيد الصادق المهدي لا يملك أي حل للأزمة الوطنية المستفحلة. الصادق مجرب من زمن محمد أحمد المحجوب وحتى تاريخ اليوم، يملك سيرة ذاتية عظيمة من الفشل المريع. رجل بارع منتهى البراعة في تخييب الظنون الحسنة في كل مرة ولاه القوم فيها ولاية. بل عندي إعتقاد راسخ هذه المرة أن مهمة الصادق الأساسية هي محاولة إيجاد مخرج للأزمة المالية التي ضربت النظام الإخواني في الخرطوم وإنسداد جميع الآفاق في حلها فلم يعد هناك الكثير كي يسرقوه!. فالصادق حلال شبك الكيزان. وهناك طبعاً مكاسب شخصية وحزبية وأسرية للرجل وإرتباطات إخوانية قديمة معلومة للجميع، لا شيء غيره.
محمد جمال
[email][email protected][/email]
تحليل ممتاز كعادتك أستاذ محمد جمال
أحييك الصادق المهدي سبب رئيسي للأزمات التى يعيشها السودان وسيظل كذلك إلى يوم مماته
كلام صحيح 100% يريد مخرج أمن لولدية ونسبة الترابى + مرسل من البشير كغواصة وجمع معلومات عن الحركة الشعبية وتحركها فى المجتمع الاوربى يجب على المناضلين فى الحركة الشعبية الحذر ثم الحذر مليون مرة من هذا الغواصة الماكر كيف يسعى لحل الازمة واولادة يجلسون مع البشير والكيزان فى نفس الطاولة هو يعتبر الشعب كلة لدية قنابير فى منتصف الرأس عجبى.
لو حصل سلام هذا جيد مطلوب حتى لو انكشف الامر عن خدعة. واستمرارية للانقاذ. ولكن لماذا لا ننتظر تقييم الجبهة الثورية للقاء. هناك فى نظرى انا عامل لا يوضع فى الاعتبار. وهو ان حقيقة الحوار البشيري هى اعادة وحدة تنظيم الاخوان .لا اكثر. وهذا لا يرضي الصادق لمن عرف طموحه وطموح اسرته السياسية.
كما ان وحدة البلاد تتطلب توافق رؤينين الاكثر اختلافا. وهذا ما يتوفر فى الصادق والجبهة الثورية. فيما اعتقد.
افضل انتظار بيان الثورية او البيان المشترك.