مقالات سياسية

وروهم الرجالة..!! (مُنع من النشر)

اسماء محمد جمعة

إ (لو راجل) هذه الكلمة المستفزة دفعت الكثيرين لإثبات رجولتهم بأن ارتكبوا جرائم اهتزت لها المجتمعات السودانية في جميع أنحاء السودان. وأعتقد أن أغلب الرجال السودانيين سبق لهم وأن دخلوا في تحدٍ من نوع  (لو راجل أطلع لي الخلاء أو الشارع أو أمرق لي من بيتكم) واستطاع أن يثأر لرجولته وحتى وإن كان طفلاً تستفزه الكلمة، وما زال هذا الأمر يحدث يومياً في المجتمع السوداني حتى يومنا هذا.

قبل سنوات قليلة حدثت معركة طاحنة دارت بين (خشم بيتين من قبيلة واحدة) راح ضحيتها عشرات الرجال وجُرِح الكثيرون، لاحقاً علمت أنَّ السبب كان تحدياً بين شابين أحدهما حذر الآخر من تصرف وقال له (لو راجل) افعله، فلم يتردد الآخر من أن يثبت له رجولته وأتى بالتصرف فوقعت الكارثة.

بالأمس قام القيادي بحزب المؤتمر الوطني الفاتح عز الدين باستخدام ذات الكلمة، ولكن لا ليستفز رجلاً في حدود حلته أو حزبه أو في إطاره الاجتماعي، بل استفز كل رجال الشعب عن بكرة أبيهم من المعارضين لحزبه وحركته وحكومته. وقال إنَّ الاحتجاجات التي تمر بها البلاد لن تهزهم وحتى لو أتت أخرى أصعب منها في إشارة لموكب أم درمان يوم الأربعاء الماضي، وإن رأيتهم وغايتهم لن تسقط ولو خرج أهل الأرض جميعاً، وقال امنحونا أسبوعاً (وخلي تاني الراجل يرفع راسو وأن كل من يحمل السلاح  سنقطع رأسه من حدو). ومضى إلى أبعد من ذلك لينفي كلياً وجود أية أزمة وقال (مادايرين أموال ولا دقيق من أية جهة نموت بالجوع ونحن إخوان مسلمون والذي لا يعجبه يشرب من البحر). الفاتح كان يتحدث بلسان الحكومة والحزب والحركة وكل ما قاله يعتبر رأيهم جميعاً.

قبل يومين كتبتُ عن تأجيج رسمي للمظاهرات عبر تصريحات ولقاءات وتعليقات تصدر من مسؤولي أو قادة الحكومة الإنقاذيين (مؤتمر وطني وحركة إسلامية)، إضافة إلى الانتهازيين من الأحزاب الأخرى التي تشاركهم الفشل، والآن جاء خطاب الفاتح عز الدين (ليتم الناقصة) وهو يضع العقدة في المنشار، ويستفز جميع رجال السودان ويقول لهم (لو رجال) ارفعوا رؤوسكم. وفي الحقيقة الجملة أثارت حفيظتهم  وكلهم قرروا تلبية دعوة الفاتح لإثبات رجولتهم، وأرسلوا مئات الرسائل عبر وسائل التواصل الاجتماعي وسيستجيبون لاستفزاز الحكومة على لسان الفاتح، واستفزاز الرجال أمر غير كريم.

عموماً ما قاله الفاتح عز الدين يضاف إلى ما قاله علي عثمان وآخرين كثر عرفوا في الإنقاذ بمثل هذه التصريحات المستفذة، وحقيقة (شينة منكم) يا أهل المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية، فهذا السلوك لا يشبه الإسلام ولا الرجال ولا الإنسانية ولا حتى الأدب والذوق، وحقيقة نحن تعبنا من كثرة نصحكم وإرشادكم ولم يبقَ لنا غير أن نقول لرجال السودان (وروهم رجالتكم  والرهيفة التنقد).

اسماء محمد جمعة
التيار

‫4 تعليقات

  1. الشينة منكورة فقد صرح حزب المؤتمر الوطنى ان حديث الفاتح ( موقف شخصى ) ولا يمثل رأى الحزب

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..