ولهم في المظاهرات مآرب أخرى !!

بعد إعلان سعادة الاستاذ نصر الدين عبد الباري وزير العدل في يوليو المنصرم عن بعض التعديلات الجديدة في بعض القوانين والتشريعات ، أو بالأحرى بعد توضيحاته عن تلك التعديلات من خلال اللقاء التلفزيوني الذي أجرى معه سعادة الأستاذ لقمان احمد مدير عام التلفزيون القومي ،فالبرغم من انه أوضح للجميع توضيحاً كافياً وشافياً وواضحاً كوضوح الشمس في كبد السماء في رائعة النهار ، بانهم لا يستهدفون الاسلام ولا المسلمين بتلك القوانين ، وأن تعاطي الخمور والمتاجرة فيها على سبيل المثال سيظل محرَّماً إلا لغير المسلمين ،وسيعاقب القانون من يتعاطاها أو يبيعها من المسلمين ،ومع علمهم بكافة مواد وبنود تلك القوانين ، الا أن ثائرة أزلام النظام البائد ( الكيزان ) قد ثارت ، ووجدوا ضالتهم في تلك التعديلات أي بمعنى آخر أسباباً وجيهة وجوهرية (حسب رؤيتهم الضيِّقة) للتعبير عن رفضهم لتلك التعديلات ، الجمعات التي تلت تلك التعديلات أصبحت كلها أياماً موقوتة ومشهودة للخروج في مظاهرات وإحتجاجات مندِّدين ومستنكرين وواصفين الاستاذ نصر الدين بانه عدو الدين ،ولكن حقيقة الأمر للكيزان مأرب بل مآرب أخرى في تلك المظاهرات ، لأن الدين لا يهمهم في المقام الأول بقدر ما يهمهم استرداد ملكهم الذي ذهب ،وعزهم الذي تحوّل الى ذُلٍّ ،لأن الدين كان أيام حكمهم مطيَّة وخديعة كبرى لديمومة الحكم باسمه والدين منهم ومن أفعالهم كان بريئاً براءة الذئب من دم إبن يعقوب . اذ لم نشهد طيلة الثلاثين عاماً بانهم قطعوا يد سارق ، لان اللَّصوص كلهم كانوا منهم.
نعم للكيزان مآرب أخري لا يجهلها أقل جاهل لا علم له بالسياسة ، من مآربهم من خلال تلك المظاهرات الأسبوعية الدورية، هو أنهم يريدون توصيل رسالة مبطَّنة لانصارهم ( الكيزان) بانهم مازالوا أحياء يتنفسون . وان ما سمي بتفكيك الدولة العميقة ما هو الا حبر على ورق، إلا أن أهم مأرب لهم هو محاولة إفشال النظام الحالي ،وتقديمه للعامّة بانه نظام الشيوعيين والبعثيين والجمهوريين (الكفّار) ،الذين يريدون علمنة الدولة ،ومحو الدّين من حياة العامة . بالتأكيد كلُّها طرق ووسائل لشحن وتأليب وتحريض الشارع الواعي والجيل الصّامد (الراكب راسو ) ضد النظام القائم وإفشال فترته الانتقالية ، للوصول الى إنتخابات مبكِّرة وكل ذلك يتم بمآزرة ودعم من الصادق المهدي زعيم حزب الأمة وطائفة الأنصار ، وأنهم كالأفعى سيغيّرون جلدهم ( اسم الحزب) وسيأتون بمسمى آخر ليكتسحوا كافة الدوائر الإنتخابية ،وذلك لجهوزية حزبهم في خوض غمار الانتخابات المبكرة .
هم يعلمون علم اليقين بان هذه القوانين أو التعديلات الجديدة ، تعزِّز وتقوِّي أركان الدولة المدنية ولا تقلِّل من شأن الدين ،ولا تحاول حتى مجرد التفكير في إخراجه من حياة العامة .ولكن لتحقيق غايتهم ومرادهم درجوا في الخروج الأسبوعي متظاهرين متنعِّمين بالحرية التي منعوا غيرهم منها طيلة ثلاث عقود، منتهزين فرصة تجمّع الناس في المساجد لأداء شعيرة صلاة الجمعة ، فان كانوا فعلاً يؤمنون بما يدعون ، فلماذا لا يعلنوا مليونية نصرة الشريعة في أيام غير الجمعات لكافة الشعب السوداني ليروا وزنهم في الشارع؟
سيظل الوطن قوياً بشعبه ، وستظل التروس لا تأخذها سنة ولا نوم، وسيظل شباب الثورة أكثر وعياً وإدراكاً لما يُحاك ضد ثورته المجيدة ،وسيفوِّت الفرصة لكل من تسوِّل له نفسه في النيل من الحرية التي مهرها الشهداء ودفعوا أرواحهم رخيصة في سبيل تحقيقها ،ولا نامت أعين الجبناء و(الكيزان) ومن يدور في فلكهم .
عوض كفي
[email protected]
الكيزان لم يعربوا عن مجرد إنزعاج لإلغاء قانون النظام العام- بعد أن أفهمونا أنه الشريعة- في نهايات حكم البشير
الكيزان لا يذهبون غلى المساجد إلا لدنيا يصيبونها أو إمرأة يتفاخرون بنكاحها
الكيزان أفرغوا الإسلام من قيمه و مقاصده و حولوه إلى مجرد شعارات جوفاء و لافتات للكسب السياسي و إخفاء الفساد.