مقالات وآراء

عن الحزن الطافح والغضب الجامح ، أقول

معتصم بخاري 
ما عاد يتنفس صبح او يشرق يوم إلا وجنرال الإنقلاب الفاشل يحصد مزيدآ من أرواح الشباب الثائر الطاهر غيلة وغدرآ وخسة ..  شباب مؤمن بربه ، ومتمسكآ بحلم أن يعيش في دولة تحترم آدميته وتوفر له الحد الأدنى من متطلبات الحياة الكريمة … شباب آمن أن وطنه وأرضه وحلمه ملك له ، وقرر أن يشكل مستقبله وأن يذود عن حياضه بالروح والمهج حتي وإن إرتوت الأرض دمعآ ودمآ .. شباب لم تفارق مواكبه السلمية ، السلاح الأمضي والمجرب في وجه هؤلاء القتلة.

لقد حول الجنرال القاتل أرض الوطن علي إتساعها إلي سرادق عزاء كبير ، لا تخلو مدينة أو قرية ، في الريف والحضر إلا ولفها الحزن وعمها الأسي و طالها الأذي من هذه الفئة الباغية ، ومن الإمعان في الشر والعنف .. عم الغبن الجارف البوادي والفيافي والمنافي والحضر .

كم من أم جز قلبها علي فلذة كبد غدرت ، وكم من أب إحتسب من كان له السند والأمل والمدخر ،  يبكون فلذاتهم ويدعون علي القتلة وقلوبهم معلقة برب السماء الذي يسمع شكواهم ونجواهم وإنه لمجيب دعاء المظلوم ولو بعد حين .

كل يوم تجتمع الجموع لتودع حبيبآ صعد إلي العلياء شهيدآ ، وتجدد العهد ألا تراجع أو خنوع ، وألا مساومة أو رضوخ .. وترتفع رايات التحدي خفاقة تعاهد الوطن أن نحن بنوك ولك علينا أن نفديك بأرواحنا ، أن نعيدك وطنآ شامخآ يلامس أعتاب السماء عزآ وفخرآ.. جموع تعاهد الوطن أن لن تتركة للخونة والقتلة الفجرة ، يدركون أنه قدرهم أن يكتبوا التاريخ وأن يسطروا أسماءهم في صفحاته البيض.

لقد تحول الحزن الطافح إلي غضب جامح ضد هذه العصابة المأجورة التي لا تحمل في جعبتها للوطن غير طلقة و بندقية .. وأصبح الجنرال الفاسد القاتل ملتقي الكراهية الوطنية والمنبوذ الأول في الوطن ، ولا ينافسه في إحتقار الشعب له إلا الطارئين علي المشهد من أمثال جبريل ، ومناوي ، والمدعو التوم هجو ، زيادة علي “خموم” مجلس السيادة وحفنة ما يسمي بالخبراء الإستراتيجيين ،  بئس الخبرة وبئس الإستراتيجية.

اليوم يجلس الجنرال القاتل ، مهزومآ نفسيآ ، بلا سند أو عضد .. وينظر من أعلي قصر الحكم فلا يري في الظل غير جماجم الأموات ..  و لا يري في المدي غير جحافل الثوار وراياتهم .. ولا يسمع غير  هتافهم يشق عنان السماء يزلزل حيطان قصره ، ويزرعون الخوف في قلبه وهم  واثقون وموقنون بالنصر و إن طال المسير ..

لقد إنعتق الشعب وودع الخوف من الموت في سبيل الوطن ، ورأينا أكثر من ثائر يخرج يحمل كفنه.. فبماذا يخيفهم هذا الجنرال المرتعد؟ . وقد وضح له أنه كلما إزداد بطشآ وجرمآ زاد الشعب عنادآ وتحديآ ، فماذا هو فاعل؟ .

أقول

إن بشائر نهاية هذا الكابوس لا تخطئها عين ، والشواهد لا تعد .. البلد في حال من الشلل التام ، لا حكومة و لا عمل .. ولا أحد يستطيع أن يذكر إسم  وزير في هذه الحكومة الميتة المتعفنة .. القضاة ووكلاء النيابة والهيئات العدلية تنتفض .. الأطباء رأس الرمح في كل ثورة ينسحبون من مستشفيات العسكر .. الولاة المعينين يستقيلون واحدآ تلو الآخر .. شعب الشمال يغلق الطريق ويعلنها داوية متحدية، لن نفتح الطريق ولن نتراجع.. ود مدني تعلن التحدي والغضب … المليونيات تزداد وتيرتها وتتسع رقعتها لتشمل كل زاوية ورابية و فلاة .  ولجان المقاومة كابوس الجنرال المزلزل تتوحد وتلتقي لتوجه له القاضية الفانية..

المجد والخلود للشهداء الكرام ، وعاجل الشفاء للجرحي والعودة للمفقودين .. والحرية للمغيبين في سجون الظلم و الظلام .

‫2 تعليقات

  1. تسلم يدك يا ثورجي.
    الثورة أصبحت نمط حياة في السودان. و حتماً منتصرة بإذن الله تعالى و شِدة شكيمة الثوار.

  2. لابد من تعليق اي كوز في المشانق بعد انتصار نا علي انقلاب البرهان لان الكيزان نبت شيطاني والان يقفون مع البرهان وحميدتي ضد الشعب لذلك لابد من شنق اي كوز فعال ورفد اي كوز في الخدمة المدنية عشان ماتقوم ليهم قائمة تاني ديل من عيال الحرام فضلوا هم بس.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..