مقالات وآراء

الخيار الثاني!!

 

أطياف
صباح محمد الحسن

طيف أول :

مُحزن ان يأخذ الوطن دروسه المُخزية من أبنائه الذين ضمّهم بين ضلوعه و أستأمنهم على مجده !!

والقرارت التي إتخذها البرهان بالأمس غير ابعادها السياسية المتواضعة ، في أنها لن تشفع لسلطة البرهان من الزوال ، ولن تفلح في إنتشالها من درك الإنهيار والتلاشي لخفة وزنها السياسي محليا ودوليا فهي لن تنجح في تغيير الصورة القاتمة للإنقلاب على مرآة المجتمع الدولي، ولاتستطيع أن تضع له زاوية قبول يقف عليها وسط الدول، لأنها بلا وزن وثقل دولي، وجاءت في وقت يدرك العالم أن الجنرال يبحث له عن زمن إضافي ليكمل لعبة حكمه تحت كذبة ( كافة الصلاحيات)
فالبرهان بعدما فشل في طرح نفسه رئيسا للسودان ، يريد الآن أن يصنع له سقفاً”كرتونيا” بثوب مدني يديره بمحرك عسكري فالقضية لاتكمن في منح صلاحيات كاملة لرئيس الوزراء، ولكن القضية في شخصية سياسية مدنية تستطيع أن تنزع من البرهان كافة الصلاحيات !!
وهذا مالم يستطع اليه كامل ادريس سبيلا!!
ولكن قد لايكون هذا هو الهم الذي يشغله فما عُرف عنه، أن غايته الوصول لاغيره!!.
وماسبق يعقبه أن القرارات كشفت عمق الخلاف بين الحركات المسلحة والقوات المسلحة، المسُيرة بأمر القيادات الإسلامية
فالأمر ليس في حرمان الحكومة لقادة الحركات من المناصب ولكنه يكشف نية القطيعة النهائية لحبال الود بين الحكومة وقادة الحركات المسلحة
وهذه مؤامرة كيزانية “مبيتة” تكشف أن صانع القرار هو من صاغ جملة ( إلغاء إشراف أعضاء المجلس السيادي على الوزارات الاتحادية والوحدات)!!
فالإقدام على خطوة رئيس مجلس الوزراء بكامل الصلاحيات يعني أن البرهان يريد أن يقوم رئيس الوزراء بإعفاء جبريل ابراهيم من وزارة المالية الخطوة التي عجز عنها البرهان منذ أعلان انقلابه
ويستطيع القول بعدها أن امر الإعفاء ليس بيده وان كل السلطات التنفيذية نقلها لرئيس الوزراء!!
ولكن إن قطعت الحكومة حبال الوصل بينها وبين الحركات المسلحة فهل الأمر سيتوقف عند القطيعة السياسية!!
فالحركات المسلحة شيدت علاقتها مع البرهان على أساس مصلحة ومنصب، ولأجل ذلك وضعت يدها على يد الحكومة الكيزانية ، فبعد أن تمردت على حكهم لسنوات جاءت “بعفى الله عما سلف” وشاركتهم الحكم فقط لأجل المنصب والأكل من مائدة الفساد وكأنها لم تقاتلهم من قبل، لذلك لن تقبل بخطوة تشكيل حكومة جديدة بلاحصص وزارية لها !!
عليه فمن المتوقع أن ماتعانيه الحركات من أزمة التهميش الوزاري ، وعزلها سياسيا قد ينعش عندها رغبة التمرد على الحكومة ميدانيا و عسكريا، مما يجعل انعكاسات القرار كارثية على الميدان!!
والبرهان بإختيار كامل ادريس رئيسا للوزراء لن يحقق مكسبا ولاقيمة سياسية للقرار سوى القيمة المعنوية على نفسية كامل ادريس وتحقيق امنية عمره الذي ظل يطاردها منذ سنوات طويلة، فمنذ حكومة البشير والرجل يلهث وراء هذا المنصب حتى “هَرِم” !!
وقد يشغل الرجل المنصب لأيام معدوات سيما أن حكومة البرهان بالحساب السياسي
” انتهت ايامها ”
حقيقة ادركها دفع الله الحاج الذي رفض المنصب بعد تسميته فعاد البرهان لكمال ادريس الذي يعلم انه لن يرفض بالرغم من أنه تجاوزه قبل أيام واختار دفع الله الحاج ، وعندما رفض الأخير عاد البرهان للخيار الثاني!!
والجنرال يعلم أن الحل القادم يجعل سلطته في خبر كان ولكنه تعامل بهذه الورقة كمحاولة ٱخيرة لإقناع المجتمع الدولي بأن بيت سلطته، بكامل أعمدته
علّه يجد قبولا دوليا، حتى على طاولة التفاوض حيث ترى بعض الدول أن سلطة البرهان ومجلسه اصبحت لاتصلح حتى للتفاوض معها، لأنها لاتملك قرارها لاسياسيا ولاعسكريا وأن الكتائب الإسلامية وقياداتها هي الآمرة الناهية و التي لايجوز التفاوض معها ،
وحلفاء البرهان الآن يعملون على إعادة سيطرة البرهان ليس على ارض المعركة ولكن على قرار الدولة والجيش!!
“الهيبة” التي تمكنه للجلوس الي التفاوض فقط
فالذين يتحدثون ان ادريس سيقود الحكومة للتفاوض فهذا غير صحيح فمنبر التفاوض هو طاولة لحل نزاع عسكري لاعلاقة لرئيس مجلس الوزراء به
فالمؤسسة العسكرية إن ارادت ان تخضع لماهو قادم من خطة لوقف إطلاق النار والإستجاية الي عملية بناءجيش واحد مهني وتشكيل حكومة مدنية حسب ماينص عليه اتفاق جدة، فالتذهب لطاولة التفاوض فالحكومة المدنية الحق لاتضرب خيامها فوق جثث وأشلاء الشعب السوداني، والحرية والسلام والعدالة لاتتحق تحت سماء تتسابق فيها المسيرات،
فكل مابُني على انقلاب فهو باطل!!
فنظام البرهان الآيل للسقوط لن تفيده عمليات الترميم التي ظل البرهان يقوم بها منذ انقلابه ولطالما ان قرار الحكومة مازال بيد القيادات الكيزانية فإن كل من يقبل التكليف يساعد في عمليةإطالة امد الصراع ويتحمل مسئولية إراقة دماء الشعب
ولاحاجة لمنصب رئيس مجلس وزراء مدني أو كُفء تحت سلطة أخذت حكمها بالقوة، فما المانع أن تحكم سلطة الإنقلاب حكما عسكريا بلاحكومة مدنية لطالما ظلت حاكمة منذ تاريخ الإنقلاب فما الجديد!!
ولو يريد البرهان حكما مدنيا لما نزع السلطة المدنية بالسلاح
وبذات الحجر يصطاد البرهان عصفورا آخرا فخطوة تشكيل حكومة في بورتسودان هي خطوة يسبق بها حكومة الدعم السريع التي يخشى أن تأتي كاملة النصاب وتواجه حكومته ” المشلعة” وهذا مايؤكد ان تلويح الدعم السريع بإعلان حكومته قريبا ، خلق حالة من الهلع والخوف عند السلطة الإنقلابية ، التي لاتملك ثقة كافية في نفسها ولهذا تمارس هذا التخبط السياسي.
طيف أخير :
#لا_للحرب
بدعم من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.. وزارة الصحة الاتحادية تدشّن أجهزة ومعدات طبية لدعم مراكز غسيل الكلى في السودان
( ماتبيعوا الماكينات)!!

الجريدة

 

‫3 تعليقات

  1. والله يا صبوحة اقدم لك التهنئة الكاملة على هذا النضوج التحليلي الباهر الذي يعجز عنه مدعيي التحليلات الفطيرة.
    وسيأتي بغاث المنظراتية ليلقوا عليك قولا باهتا كاذبا بأنك من ضمن جوقة قحط فقط لأنهم لايريدون ان يعوا.

    1. قالوا (شكارتا دلاكتا)
      حللت شنو؟
      دي إسمها بكائيات وسكلبات قحتية مش تحليل.

      وهي تكون كوزة يعني، والا معرفة القحاطية تحتاج لفراسة؟

  2. ردا على صباح محمد الحسن في أطيافها (الخيار الثاني):

    صباح قحاطية، والقحاطة يعيشون مظلومية نزع السلطة منهم فلن يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب..
    تعين كامل إدريس الكفاءة المستقلة الأقرب الى قحت، والذي كانت قحت ستفضله على حمدوك لولا أنه لم يكن شيوعيا مثل حمدوك..أعجب تعيينه الذي، كان ضربة معلم على ظهر قحت، العالم كله، فقد أشاد بتعيينه الإتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والجامعة العربية والإتحاد الإفريقي والإيقاد وعدد كبير من دول العالم وجميع الوطنيين والأحزاب غير المصطفة مع التمرد…فقط مليشيا التمرد ومردوفتها قحت لم يعجبها العجب…

    تتحدث صباح عن خفة وعدم ثقل الوزن الدولي لحكومة البرهان وعدم مقبوليتها لدى المجتمع الدولي دون أن تبين كيف عرفت ذلك معوأن البرهان لا توجد مؤسسة دولية أو حكومة لا تعترف به رئيسا ممثلا للسودان عدا كفيل القحاطة ربما؟
    وكان الأولى بها أن تذكر لنا وزن ومقبولية حكومتها التأسيسية النيروبية.

    ثم أيهما أهم، المقبولية والمشروعية الداخلية أم الخارجية؟

    قيس سعيد مثلا مقبوليته الخارجية، خاصة عند كفيلكم الذي صنعه بمساعدة أختكم القحاطية عبير موسي، أضعاف مقبوليته الداخلية، فهل ذلك أغناه عن المقبولية الشعبية الداخلية التي لم يجدها؟

    ولكن دعك من قيس سعيد.
    إذا أعيدت حكومة حمدوك لسلطة فستكون لها مقبولية خارجية كبيرة جدا باعتبار القحاطة كرزايات أو (فلنقايات الغرب)، وباعتبارهم الحاضنة السياسية للتمرد، ولكن هل تعتقدين أن الظهير السياسي للتمرد سيحظى بمثقال ذرة من مقبولية تمكن حكومة العملاء من حكم السودانيين؟

    ثم كيف حكمت على كامل ادريس بالفشل وعدم قدرته على ممارسة كامل سلطاته وأن همه أصلا السلطة وليس ممارسة صلاحياته؟
    هل شققت صدره أم أنك تكذبين فقط كعادة القحاطة؟
    تفترضين ظهور خلاف بين الجيش وقيادة الحركات لأنك ظننت أن كامل إدريس سيتخلص من وزراء الحركات وأنت تجهلين أنه لا البرهان ولا كامل إدريس يرغب أو يستطيع فعل ذلك، لأن تلك الحصص الوزارية مقررة وفقا لإتفاقية سلام جوبا التي تعلو بنودها على بنود الوثيقة الدستورية وغير قابلة للتعديل إلا بموافقة طرفيها.
    والدليل على ذلك أن البرهان عدل الوثيقة الدستورية ولكنه لم يعدل اتفاقية سلام جوبا.
    ولعلمك فإن إتفاقية سلام جوبا رعاها ووقعها نيابة عن حكومة قحت حليفكم الحالي حميدتي بتكليف من حكومة حمدوك، فإن كنت تنقمين على الإتفاقية فأنقمي على حكومة قحت وشريكها العسكري حميدتي الذي رعى ووقع الإتفاقية، وليس على البرهان وكامل إدريس الذين لا علاقة لهما بالإتفاقية غير احترام احترامها.
    فاغتمي وسكلبي طويلا، وألطمي خدودك وشقي جيوبك وادعي بدعوى الجاهلية: (واثبوراة واثبوراة واقحطاة واكفيلاه).. لأن الإتفاقية خارج نطاق المراجعة من أي جهة منفردة، وكامل إدريس أذكي من أن ينشغل بخلق النزاعات بين الشركاء كما كان يفعل نشطاء حكومة قحت الأغبياء.

    > أما كوزنة البرهان التي لم تمنعه من زواج المتعة مع قحت لمدة عامين.
    > ولم تمنعه من إعتماد قرار إلغاء الشريعة الإسلامية حسب طلبكم.
    > ولم تمنعه من أن يطير الى أوغندا ليستقبل لكم نتنياهو ويوقع لكم معه إتفاقية أبراهام حسب توجيهات كفيلكم.
    > ولم تمنعه من أن يطير لكم الى جوبا ليوقع لكم مع حليفكم عبدالعزيز الحلو وثيقة علمانية الدولة.
    > ولم تمنعه من المصادقة على إنشاء لجنة تمكينكم الحزبية السياسية كما وصفها رئيسها المناوب محمد الفكي سليمان، وغير القانونية وغير الدستورية ودولة داخل دولة، كما وصفها المستشار القانوني لقوى الحرية والتغير السيد نبيل أديب.
    > ولم تمنعه من التصديق على كل قرارات فصلها الظالمة لعشرات الآلاف من الإسلاميين وغير الإسلاميين ومصادرة ممتلكاتهم ومصانعهم وبيوتهم وسياراتهم وأرصدتهم البنكية وحتى مصاغ زوجاتهم.
    > ولم تمنعه من رفض تنفيذ حكم المحكمة العليا بإعادة بعض من ثبت لها فصلهم تعسفيا من الإسلاميين إلى أعمالهم.
    > ولم تمنعه من أن يستجيب لأوامر لجنة التمكين ويفصل ألف من خيرة ضباط الجيش لصالح مشروعكم لتفكيك الجيش بتهمة (الإسلاموية)، ذريعتكم الحاضرة دائما عندما تريدون الإفساد في الأرض، ولم تمنعه من أن يحل (هيئة العمليات والمخابرات العامة) وتسليم كل مقراتها وأسلحتها الثقيلة لحليفكم حميدتي.
    > ولم تمنعه من حل الدفاع الشعبي تقطيعا لأذرع وأوصال الجيش لصالح مشروع تفكيك الجيش، وحل المؤتمر الوطني وتسليم كل مقراته وعرباته وممتلكاته لحليفكم حميدتي.
    > ولم تمنعه من التفاوض مع مليشيا التمرد والموافقة على 12 هدنة معها تمددت خلالها وأخذت قسطا من الراحة وإستراحة محارب.
    > ولم تمنعه من الإنقلاب الناعم على الاخوان كما زعمت صحيفة العرب الأماراتية، وتعيين رجل من خارج دائرة الكيزان رئيسا للوزراء…

    أقول لك: “كوزنة البرهان التي لم تمنعه من تحقيق كل تلك الإنجازات للقحاتة، الذين عجزوا عن إضافة أي منجز الى تلك الإنجازات التي أنجزها البرهان الكوز لهم، لن تمنعه من التفاوض مع مليشيا الجنجويد وحاضنتها قحت، ولن تمنعه من العودة إلى التحالف مع قحاتتكم وإعادتهم الى السلطة كما كانوا يوم 25اكتوبر 2021م إذا شاء، ولكن الذي يمنعه هو الشعب السوداني الذي دق القحاطة في باشدار، وأجبر البرهان على فك إرتباطه مع قحت، وسك القحاطة في لندن وجنيف وأمستردام ونيويورك وباريس، وطرد الجنجويد من السودان”.

    فدعينا يا صباح من سبوبة الكيزان وفزاعة الاخوان وبروباغدا الإسلاميين التي ارتدت الى نحوركم بعد أن اختار الإسلاميون الموقف الصحيح من التاريخ ووقفوا مع الضحية، واخترتم الجانب الخطأ من التاريخ ووقفتم مع الجلاد.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..