سحر السلطة وضعف الكوادر البشرية للأحزاب

🔵 المبادرة الشعبية للتنمية البشرية – 4:

🛑 من نحن.. ؟! البحث عن الذات.. لتحقيق شخصية المجتمع

💥 المسؤولية والمواقع الادارية والسلطة أصبحت “تشريفية” وللوجاهة “الإعلامية”

✍ من نحن..؟!
سؤال يطرح نفسه والبحث عن إجابته داخل نفس كل فرد من المجتمع، البحث عن حقيقة الذات لمعرفة الامكانيات الذاتية للفرد وللمجتمع، وهذا يعتمد اعتماداً كُليّاً على ما يمتلكه الفرد من امكانيات شخصية فكرية، منهجية، سلوكية وأخلاقية.

✍ البحث عن الذات يتطلب كذلك معرفةتأثير العوامل البيئية والإنسانية المحيطة بالفرد وبالمجتمع والتي قد تُؤثر على النفس البشرية تأثيراً سلبياً تتسبب في انحراف سلوكها وأخلاقها، فكم من مسؤول شهد له الجميع بالأخلاق والنزاهة وقوة الشخصية، ولكنه مع الظروف المحيطة بمنصبه وموقعه تغيّرت فيه كل سلوكياته وأخلاقه، وتأثر “بسحر الكرسي” وغرق في ملذات الدنيا ونسي المسؤولية المُلقاة على عاتقه، وأن السلطة “عمل وانجاز” وليس “وجاهات إعلامية”.

✍ مهارات الادارة وفن القيادة ومواصفات الادارة الناجحة لا يتم اكتسابها عبر الشهادات العلمية التخصصية، فليس كل من ألصق بإسمه حرف “الدال” يعني أنه على درجة عالية من الحكمة والعلم الاداري وفهم امكانيات وظيفته، تعليم المهارات الادارية وفنون القيادة جزء لا يتجزأ من تنمية المقدرات البشرية، المجتمعات التي تهتم بتنمية عقول أفرادها وتطوير مهارات الابداع في النفوس، هي المجتمعات القادرة على إنشاء مؤسسات ضخمة للدولة تُدار على درجة عالية من الفهم والادراك.

✍ غياب مراكز التنمية البشرية في المجتمع تسبب في غياب الكوادر البشرية الرائدة في مجال القيادة والادارة، فجاءت الدولة بمسؤولين علي دفة قيادات كثير من المؤسسات الوطنية يفتقدون لأبسط مقوّمات العمل الاداري الوظيفي القانوني، ونتج عن هذا كله غياب البصمات الواقعية من إنجازات عملية تشهد لهم عبر التاريخ بنجاحهم الاداري.

✍ من أوجب واجبات المسؤولية في التنمية البشرية معرفة المسؤول الإجابة على السؤال: من أنا؟! فالمسؤول الذي يكتشف ذاته وحدود امكانياته الذاتية وقدرته على النجاح من عدمها، هو الذي يستطيع أن يحدد إمكانية نجاحه ونهوضه بالمؤسسة من عدمها.

✍ التعيينات الحزبية التي تشهد صراعاً ما بين مختلف الأحزاب، كل حزب يريد أن يستأثر بوزارة او موقع، دون مراعاة للتخصصات العلمية والمهارات والامكانيات الذاتية، مما يتسبب في تعيينات لا تستطيع النهوض بمؤسسات الدولة، فتدخل في ارهاق ذهني ونفسي بسبب ملامح الفشل الإداري الذي قد تلوح ملامحه في الأشهر الأولى للمسؤول الذي جاء عبر هذه الترضيات الحزبية، وقد أكدت دراسة أجراها بروفيسور علم النفس الاجتماعي مون (Moan) وجود علاقة بين تحقيق وإدراك الذات والصحة النفسية؛ لأن الإنسان عندما يدرك ما له وما عليه من إمكانيات وقدرات واستعدادات يتاح له التعامل مع الآخرين بشكل طبيعي سليم .

✍ مراكز تنمية المجتمع هي من تمنح المجتمع الشخص المحقق لذاته، الواثق من قدرته، والمعتد برأيه، الذي لا يهتم بالنفاق الوظيفي والدسائس الحزبية وسياسة المكر والكيد في التعيينات في مؤسسته، وهذه من أكثر أمراض المؤسسات، فعندما يتفرغ المسؤول وبعضاً من بطانته المقربون منذ الصباح الباكر الى انتهاء مواعيد الدوام في التخطيط لإبعاد من يختلفون معهم في الرأي، تاركين المصلحة العامة وراء ظهورهم، لا يفقهون الرسالة المجتمعية الهادفة للمؤسسة، ولا يشغل بالهم تحقيق أهداف العمل لتنمية المجتمع يصبحون بذلك أدوات ومعاول هدم للوطن وللدولة، مراكز التنمية البشرية هي من تنتج العقول المؤهلة الراشدة للقيادة، وهي من تمنح المجتمع استقراره ونمائه.

✍ قال تعالى:( فمن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يشرح صَدْرَهُ للاسلام، وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يجعل صدره ضَيِّقاً حَرَجاً كأنما يَصَّعَّدُ فِي السماء، كذلك يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمنون) – الأنعام125.

[email][email protected][/email]